أسس الملك مينا أول أسرة حاكمة فى تاريخ مصر، بل فى تاريخ العالم كله، هذا الرجل العظيم خرج من مدينة طيبة «الأقصر حاليا» استطاع توحيد الوجهين البحرى مع القبلى حوالى عام 3200 قبل الميلاد، وكون لمصر حكومة مركزية قوية، وأصبح أول حاكم يحمل عدة ألقاب، مثل: ملك الأرضين، صاحب التاجين، نسر الجنوب، ثعبان الشمال.
أدرك الملك «مينا» ضرورة بناء مدينة متوسطة الموقع، يستطيع منها الإشراف على الوجهين القبلى والبحرى، فقام بتأسيس مدينة جديدة على الشاطئ الغربى للنيل مكان قرية «ميت رهينة» الحالية بمحافظة الجيزة، وقد كانت أول أمرها قلعة حربية محاطة بسور أبيض، أراد بها صاحبها أن يحصن نصره ويحمى ظهره من غارات أصحاب الشمال، وكان «مينا» قد أسماها «نفر» أى الميناء الجميل، وفيما بعد سميت باسم «ممفيس» زمن اليونان، ثم أسماها العرب «منفا». وقد أصبحت مدينة «منف» عاصمة لمصر كلها فى عهد الدولة القديمة حتى نهاية الأسرة السادسة.
مر المجتمع المصرى بعدة خطوات كان لها أكبر الأثر فى قيام الحضارة على أرض مصر، وهذه الخطوات هى: نشأة القرى والمدن، ونشأة الأقاليم المستقلة، ثم الوحدة الأولى عام 2442، وأخيرا الوحدة القومية عام 3200.
بعد نزول المصريين إلى وادى النيل واشتغالهم بالزراعة، استقرت كل مجموعة منهم فى قرية يتعاون فيما بينهم فى زراعة الأراضى، وكانت القرى بداية العمران البشرى الذى أدى إلى ظهور المدن، وأخذ الناس ينظمون حياتهم فى تلك القرى والمدن، كما ظهرت المعبودات المختلفة التى التف حولها أهل كل مدينة أو قرية، وكانت هذه المعبودات من بين القوى الطبيعية، مثل: الشمس أو النيل أو حيوان كالبقرة أو طائر من الطيور، أيضاً بنيت المعابد، وظهرت الأسواق، ونشطت الصناعات.
بمرور الوقت انضمت القرى والمدن بعضها إلى بعض لتكوين أقاليم أو مقاطعات كبيرة، وكان لكل إقليم حاكمه ومعبوده الخاص، وسمى باسم معبوده، مثل إقليم الصقر، إقليم الحية، كما كان لكل إقليم عاصمة، وجيش للدفاع، وقد بلغ عدد تلك الأقاليم 22 فى الوجه القبلى، 20 فى الوجه البحرى.
فكر المصريون القدماء مرة أخرى.. هل يسكتون على انقسام بلادهم إلى أقاليم مستقلة؟ ولم يرض المصريون بذلك، واتجهوا نحو اتحاد قوى وأكبر، وبمرور الزمن تحققت الوحدة السياسية الأولى عام 4242 قبل الميلاد حين نجح أهل الوجه البحرى فى التوغل فى إقليم الجنوب حتى أخضعوها جميعا، ثم أقاموا أول حكومة مركزية تجمع شمال البلاد كلها، جعلوا عاصمتها «هليوبوليس» «مكان عين شمس الحالية» وعبد الناس الشمس وهكذا تكون أول اتحاد تاريخى سياسى لمصر كلها، وأصيبت البلاد فى أواخر أيام حكومة هليوبوليس بنكسة الانشقاق، وأصبحت أقاليمها بين حكومتين، إحداهما فى الجنوب والأخرى فى الشمال.
أصحاب الشمال أقاموا ملكهم فى الدلتا، وجعلوا عاصمتهم مدينة «بوتو» ومكانها «تل الفراعين» شمال مدينة دسوق الحالية، وكانت آلهتها على شكل ثعبان الكوبرا، واتخذ أهلها بنات البردى شعارا لهم، ولبس ملكها التاج الأحمر.
أصحاب الجنوب أقاموا ملكهم فى الوجه القبلى، وجعلوا عاصمتهم مدينة «نخب» «الكاب الحالية» بالقرب من مدينة أدفو بمحافظة أسوان. وكانت آلهتها على شكل أنثى النسر، واتخذ أهلها زهرة اللوتس شعارا لهم، ولبس ملكها التاج الأبيض.
ملأت أخبار الكفاح والنصر الذى تم للملك مينا وجهى لوحة تعرب باسم «لوحة نارمر» ويرجح المؤرخون أن «نارمز هو مينا»، وقد وجدت هذه اللوحة فى مدينة «الكاب» وهى الآن محفوظة بمتحف القاهرة. وللوحة وجهان، الوجه الأول بصور الملك «مينا» وهو يقبض على أسير من أهل الشمال، وعلى رأسه التاج الأبيض، بينما يصور الوجه الآخر الملك «مينا» وهو يحتفل بانتصاره على مملكة الشمال، وهو يلبس التاج الأحمر، وهكذا لبس مينا التاج المزدوج بعد أن وحد القطرين وأصحب مصر قطراً واحداً حتى الآن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاية وطن محمود غلاب أسس الملك مدينة طيبة الأقصر
إقرأ أيضاً:
انجازات التأمين الصحي الشامل بمحافظات إقليم القناة في ختام 2024
أعلنت هيئة الرعاية الصحية، برئاسة الدكتور أحمد السبكي رئيس مجلس إدارة الهيئة والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، إنجازات التأمين الصحي الشامل في محافظات إقليم القناة (بورسعيد، الإسماعيلية، جنوب سيناء، السويس)، وذلك منذ إطلاق فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، القائد التاريخي للإصلاح الصحي في مصر إشارة البدء لانطلاق منظومة التأمين الصحي الشامل في يوليو 2019 بإطلاقها تجريبيًا من محافظة بورسعيد، وانتهاءًا بالتشغيل الرسمي لمنظومة التأمين الصحي الشامل بمحافظة السويس في ديسمبر 2024.
متحدث "الصحة": نتتهي من مشروع التأمين الصحي الشامل بـ 2032 نقلة نوعية في تقديم الخدمات الصحية بمحافظات تطبيق نظام التأمين الصحي الشاملوأوضح رئيس هيئة الرعاية الصحية، أن منظومة التأمين الصحي الشامل بمحافظات القناة شهدت تسجيل نحو 2.5 مليون مواطن حتى الآن، فيما بلغت تكلفة تشغيلها حتى الآن أكثر من 25.5 مليار جنيه، مشيرًا إلى أن إجمالي الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة للمواطنين بلغ 36.6 مليون خدمة طبية وعلاجية من خلال 157منشأة طبية تابعة للهيئة بإقليم القناة، تشمل 20 مليون خدمة بمحافظة بورسعيد، و13 مليون خدمة بمحافظة الإسماعيلية، و1.9 مليون خدمة بجنوب سيناء، بالإضافة إلى 1.7 مليون خدمة بالسويس.
وأضاف السبكي: "تُعد محافظات إقليم القناة نموذجًا مشرفًا للتطبيق الناجح لمنظومة التأمين الصحي الشامل، التي تعتمد على التحول الرقمي، الميكنة، والجودة العالمية. نحن ملتزمون بتقديم خدمات صحية متكاملة ومتميزة تحقق رضا المواطنين، حيث بلغت نسبة رضاء المنتفعين أكثر من 90%."
وأشار السبكي إلى إجراء أكثر من 300 ألف عملية وتدخل جراحي من خلال منشآت هيئة الرعاية الصحية بإقليم القناة، وبنسب نجاح عالمية، منها عمليات فائقة الدقة وتتم لأول مرة تحت مظلة التأمين الصحي الشامل، لافتًا أن والمواطن لا يتحمل أكثر من 450 جنيه كنسبة مساهمة مهما بلغت تكلفة العملية، فهناك بعض العمليات تتخطى تكلفتها خارج التغطية الصحية الشاملة مليون جنيه
واستكمل: قدمت وحدات ومراكز طب الأسرة التابعة للهيئة بإقليم القناة أكثر من 19.5 مليون خدمة طب أسرة، بالإضافة إلى إجراء 1.8 مليون فحص طبي شامل، لافتًا أن منشآت طب الأسرة هي البوابة الأولى للمواطن للحصول على الخدمات الطبية بمنظومة التأمين الصحي الشامل .
وتابع : تم الانتهاء من ميكنة 100% من وحدات ومراكز الرعاية الأولية، و90% من المستشفيات بمحافظات القناة، مما أدى إلى تحسين جودة الخدمات الصحية وسرعة تقديمها، فيما تم اعتماد 132 منشأة طبية وفقًا لمعايير الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية (GAHAR)، المعترف بها دوليًا من منظمة الإسكوا الدولية (ISQua).
وأضاف الدكتور السبكي: "إن ما تحقق اليوم في محافظات إقليم القناة يُعد خطوة هامة على طريق تعميم منظومة التأمين الصحي الشامل على مستوى الجمهورية. ونسعى باستمرار لتحسين جودة الخدمات الصحية بما يتماشى مع أعلى المعايير العالمية، لنُسهم في تحسين صحة وسلامة المواطنين، وتحقيق رؤية مصر نحو التغطية الصحية الشاملة."
وأردف رئيس الهيئة، أن الإنجازات المحققة بمحافظات إقليم القناة تُعزز من ثقة المواطنين في منظومة التأمين الصحي الشامل، باعتبارها ركيزة أساسية لضمان تقديم خدمات صحية مستدامة.