بوابة الوفد:
2025-02-23@00:36:26 GMT

تعدد الانتحار والوصية واحدة

تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT

لفت انتباهى وزاد من أحزانى فى هذا الاسبوع وقوع اكثر من واقعة انتحار فى محافظات متفرقة وبأسلوب متشابه بكتابة وصية ولا أدرى أى وصية هذه تلك التى يدونوها على بث مباشر. ثم ينهون حياتهم فور الانتهاء من كتابة تلك الوصية المشئومة وأى اعصاب هذه التى يتعاملون بها وهم مقدمون على انهاء حياتهم واى قلب وقوة احتمال تتحمل مرارة ذلك العذاب وأمام كل ما نراه اخشى أن تكون تلك الوقائع ممنهجة أوان يكون وراءهم من يدفعهم من خلال العالم الافتراضى إلى ارتكاب ذلك الفعل المجافى للفطرة الانسانية والمخالف لتعاليم الدين، فقد تعددت هذه الحوادث منذ عدة سنوات وبدأت تزداد شيئا فشىء، وكثرت منذ أن عرف الجميع الطريق إلى النت واستخدام بعضهم السيىء لتلك المواقع حتى انتهى المطاف بالبعض أن ينهى حياته علنيا من خلال تلك المنصات، فعندما نقرأ عن هذه مثل هذه الحوادث تحديدا يتبادر للاذهان وجود مرض نفسى للمنتحر أو ضعف علاقته بالله عز وجل.

ولكن اهتزت مشاعر الجميع امام حالة انتحار الشاب محفظ القران بسوهاج الذى كتب ايضا وصيته ونشرفيها قبل وفاته بدقائق رسالة مؤثرة، فى منشور له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، ودع فيها كل محبيه وطلب العفو والمغفرة من الله. ولم يفصح عن اسباب اقدامه على الانتحار بعد عودته من صلاة الفجر والتى اداها مع اقرانه وجيرانه فى مسجد البلده وكان حافظًا لكتاب الله، ومحفظًا للقرآن الكريم داخل قريته الصغيرة فالشاب اسماعيل عليه رحمة الله كان شابا يافعا انيق الملبس والهندام بشوش الوجه وبلغة ولاد البلد «الف مين تتمناه «ولكن ماهى الاسباب التى ادت إلى تدهور الاوضاع وانهى حياته بايقاع سريع فعلمه عند الله سبحانه وتعالى، ثم تلى ذلك القصة الشهيرة لفتاة البراجيل والتى سارت على نفس الدرب من كتابة وصيتها قبل فراقها الحياة ظهرت فى لايف سجلت خلاله فيديو تترك وصيتها لوالدتها وأصدقائها وتطلب السماح من اهلها بعد إقدامها على خطوة الانتحار ثم تناولت السم لانهاء حياتها وظلت تصارع الموت على مدار 4 ايام داخل المستشفى اثناء محاولتهم انقاذها ثم تلى ذلك حادثان آخران احدهما لشاب بالفيوم انتهج نفس الطريقة ونشر الوصية وأمام تلك الوقائع أكدت دار الإفتاء المصرية، أن الانتحار كبيرة من الكبائر وجريمة فى حق النفس والشرع، والمنتحر ليس بكافر، ولا ينبغى التقليل من ذنب هذا الجرم وكذلك عدم إيجاد مبررات وخلق حالة من التعاطف مع هذا الأمر، وإنما التعامل معه على أنه مرض نفسى يمكن علاجه من خلال المتخصصين. كما أوضحت دار الافتاء أن إزهاق النَّفْس البشرية بهذه الكيفية فيه إقدامٌ على كبيرةٍ من أعظم الكبائر؛ قال الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} (النساء: 29). وعن ثابت بن الضحاك رضى الله عنه، قال: قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «ومن قتل نفسه بشىء عُذِّب به يوم القيامة» وذلك لأنَّ حفظ النفس مقصد المقاصد العامة للشريعة التى جاء الإسلام لصيانتها؛ لذلك فقد حرَّم الإسلام الاعتداء على النفس البشرية بأى صورة من صور الاعتداء، سواء كان الاعتداء من الشخص على نفسه أم منه على غيره. وأكدت أنه مع جُرْم هذه الفِعْلة وعِظَمها فإنه ينبغى تنَبُّه الأهل إلى التعامل مع هذا الأسلوب من الانتحار على أنه مَرَض نفسى يمكن علاجه من خلال المتخصصين ولذا فيجب على كل أب وأم احتواء الأبناء ومراعاة مشاعرهم، وعدم الإيذاء النفسى الذى قد يُودِى بما لا تحمد عقباه.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بين السطور من خلال

إقرأ أيضاً:

«علكة صالح».. مسرحية تقرأ تعدد الرأي وبساطة الحل

محمد عبدالسميع (الشارقة)
الإنسان بطبيعته مغرمٌ بتفسير الظواهر والأشياء، ويسعى دائماً وراء ما يسعفه إليه تفكيره بين البساطة والعمق في النظر والطرح، وهو موضوع قائم على تعدد الرؤى، وربما أنانيّة البشر في الاعتقاد الذي يرونه الأجدى والأصوب، وقد برزت هذه السيمة في مسرحيّة «علكة صالح»، التي عُرضت ضمن الدورة الرابعة والثلاثين لأيام الشارقة المسرحيّة، وأخرجها حسن رجب، عن نصّ علي جمال، لصالح فرقة المسرح الحديث بالشارقة.
حكاية العمل جاءت بشكل تلقائي وطبيعي، من خلال لفت أنظار الجمهور في مسرح بيت الشعر، إلى ورقة معلّقة على الجدار، كانت مصدراً لتعدد الرؤى والأفكار في تفسير ما إذا كانت رسالة بشرى أم رسالة إنذار، وبين هذا وذاك كانت شخصيات العمل تتباين في الطرح والنظر والتفسير وبيان مسوّغ أو حجّة التفسير، ليكون المشاهد مأخوذاً أيضاً بهذه الرسالة وتفسيرها أو انتظار ما تسفر عنه مجموعة التأويلات في هذه الآراء.
تطوّر الأحداث وتصاعد حبكة المسرحيّة كان مدروساً، بالاستناد إلى عناصر المسرح المعتادة التي توفّرت في المعالجة المسرحيّة لمجموعة الأفكار، التي تمخّضت في نهاية المطاف عن بساطة الورقة، التي علّقها عامل النظافة على الجدار.
جسّدت المسرحيّة معنى صراع الأفكار وتعدد الآراء وتمسّك كلّ فريق برأيه، على الرغم من بساطة الموضوع وسهولة الحلّ، كما اشتملت على معنى المخاوف وكذلك إسقاط شيء من الأحلام على ورقة الجدار، التي حملت غموضاً شدّ الجمهور نحو معرفة الحقيقة أو المضمون.
وفي العمل، استطاع المخرج حسن رجب أن يجعل من الأزياء مرآة لفكر أصحابها، في قوّة ونرجسيّة الرأي أو بساطته وسذاجته، كما كان القبض على عامل النظافة كحلّ للمسرحيّة مفاجأة، من خلال إنسان عادي وجد ورقة وألصقها على الجدار.
وإذا كان النصّ هو أساس أيّ عمل مسرحي، والمعالجة المسرحيّة والفنيّة هي تأكيد جمالي للأفكار وفلسفة الكاتب، فإنّ مفهوم الضديّة في تفسير البشر كان موفّقاً، بالإضافةً إلى دور السينوغرافيا والإضاءة في حمل ما تعجّ به النفوس من توتر وقلق ومشاعر على طريق الظفر بالتأويل، كما أنّ قضيّة الانحياز للرأي والتوقف عنده كانت من أهمّ أفكار العمل الذي يمكن أن نسقطه على حالات متعددة وأكثر من مجال في هذه الحياة.
وما بين انتظار الخلاص والخوف من العاقبة، كانت ورقة الجدار فكرة لافتة، لمسرحيّة «علكة صالح»، بما يحمله العنوان من اجترار للعلكة التي تدخل دائماً في أمثالنا الشعبيّة، حين يصبح الموضوع كالعلكة في أفواه الناس.

أخبار ذات صلة سلطان القاسمي يشهد افتتاح الدورة الـ 34 من «أيام الشارقة المسرحية» انطلاق «أيام الشارقة المسرحية 19».. الأربعاء المقبل

مقالات مشابهة

  • «علكة صالح».. مسرحية تقرأ تعدد الرأي وبساطة الحل
  • دعم مستمر.. 124 مليون خدمة قدمها التحالف الوطني بـ47 مليار جنيه لـ40 مليون مستفيد
  • الموت بأرخص سعر.. لماذا تهدد "حبة الغلة" أرواح المصريين؟
  • محمد مغربي يكتب: تداعيات «DeepSeek».. انقلاب في عالم الذكاء الاصطناعي
  • احذر.. دار الإفتاء: تقبيل الزوجة يبطل الصيام في حالة واحدة
  • لافروف يشدد على توجه العالم إلى تعدد الأقطاب.. عملية تاريخية
  • حارس ياباني يخوض مباراة واحدة خلال 9 سنوات
  • واحدة لا تكفى.. فنانون متزوجون بأكثر من زوجة فى دراما رمضان 2025
  • مباراة واحدة في 9 سنوات.. «حارس مرمى» لم يصدأ ولم يفقد الأمل
  • المرور تحرر 43 ألف مخالفة متنوعة خلال 24 ساعة