بوابة الوفد:
2024-10-03@06:15:43 GMT

الجمعة الأخيرة وخاتمة الشهر

تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT

لا شك أنه مع إشراقة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان تختلط المشاعر وتختلف ما بين شكر الله على نعمة الصيام والقيام والتوفيق للطاعة، وما بين ترقب نهاية الشهر الفضيل من محب لا يريده أن ينتهى، وآخر يحمد الله أن أعانه على أداء الفريضة، غير أن هذا وذاك أحوج ما يكونان إلى حسن الخاتمة، فالأعمال بخواتيمها.

وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع مكانته العظيمة وعظيم فضل الله تعالى عليه بمغفرة ما تقدم من ذنبه وما تأخر يسأل الله (عز وجل) حسن الخاتمة ويعمل لها، فعن سيدنا أنس بن مالك (رضى الله عنه) قال: «كانَ رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) يُكثِرُ أن يقولَ: يا مقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبى على دينِك، فقلتُ: يا رسول الله آمنَّا بِكَ وبما جئتَ بِهِ فَهل تخافُ علَينا ؟ قالَ: نعَم إنَّ القلوبَ بينَ إصبَعَينِ من أصابعِ الله يقلِّبُها كيفَ يشاءَ».

ويحذرنا نبينا (صلى الله عليه وسلم) من الغفلة أو الركون إلى ما مضى من العمل، والتقاعس عن الطاعة، لأن الإنسان لا يدرى متى وكيف تكون خاتمته، فيقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا».

وكان الإمام على بن أبى طالب (رضى الله عنه) يقول: لا تُنزلوا الموحدين المطيعين الجنة، ولا الموحدين المذنبين النار حتى يقضى الله تعالى فيهم بأمره.

ومن ثمة فإنى أنبه على عدة أمور:

أولها: أن بعض الناس إذا مضت ليلة السابع والعشرين ودخل فى الأيام الأخيرة من الشهر بعدها ربما لم يكن فى تعبده بنفس الجد قبلها أو على نحو ما كان فى ليلتها، ظنًا منه أن ليلة الخير قد مضت، ولم يعلم أنها قد تكون ليلة الثامن والعشرين أو التاسع والعشرين أو الثلاثين، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «تَحرُّوا ليلةَ القَدْر فى العَشْر الأواخِر من رمضانَ» (صحيح البخارى)، وحتى لو كانت ليلة القدر يقينا قد مضت فإن فضل الله وأبواب رحمته ما زالت مشرعة، وإنه سبحانه وتعالى أخفى رحمته فى طاعاته، فمن يدرى فى أى ساعة تقبل، وبأى عمل تُرْحَم، هذا سره وفضله.

الأمر الثانى: هو أهمية الطاعة وفضلها فى ليلة العيد، فالذكر فى أوقات الغفلة له شأن عظيم، لا يعرفه إلا الأتقياء الأصفياء المقربون.

الأمر الثالث: أن من علامات قبول الطاعة التوفيق للطاعة بعدها، ومن ذلك تبييت النية على صيام ست من شوال، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ» (صحيح مسلم)، وكان أحد الصالحين يقول كلما وفقنى الله (عز وجل) إلى طاعة ثم وفقنى إلى شكره سبحانه على هذا التوفيق، استشعرت أن هذا الشكر نعمة جديدة تحتاج إلى شكر جديد.

 

أ. د. محمد مختار جمعة

وزير الأوقاف

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجمعة الأخيرة أ د محمد مختار جمعة وزير الأوقاف صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

فضائل سورة الكافرون.. براءة من الشرك وتحصين للنفس

قال الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر، إن لسورة الكافرون فضائل كثيرة يجب أن يغتنمها المسلم فيحصن نفسه، فهى حضن عظيم ورزق كريم من الله سبحانه وتعالى.

   فضائل سورة الكافرون

 

1- براءة من الشرك 

         
وضح عبد الرحيم أن البراءة من الشرك هى الفضيلة الكبرى لسورة "قل يا أيها الكافرون"، واستشهدا بحديث رسول الله،عن فروة بن نوفل عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنوفل ( اقرأ قل ياأيها الكافرون ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك.

 

وأضاف عبد الرحيم، أنه عن مهاجر أبي الحسن عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: كنت أسير مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع رجلا يقرأ (قل يا أيها الكافرون) حتى ختمها فقال -صلى الله عليه وسلم - : قد برئ هذا من الشرك ، ثم سرنا فسمع آخر يقرأ (قل هو الله أحد) فقال أما هذا فقد غفر له.


وأشار عبدالرحيم إلى أنه يسن قراءة سورة الكافرون قبل النوم إضافة إلى سورة الملك التي تمنع عن صاحبها عذاب القبر، كما يسن الإكثار من قراءتها على العموم فهي براءة من الشرك.

 

 

2- تعدل ربع القرآن 

وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ تعدلُ ثلثَ القرآنِ، و قُلْ يَا أيُّهَا الْكَافِرُونَ تعدلُ ربعَ القرآنِ)، بمعنى أنّ سورة الكافرون تُماثل في أجر قراءتها ربع القرآن، وقال العديد من العلماء إنّ سبب ذلك أنّ سورة الكافرون فيها البراءة من الشّرك والكفر وأهله.

 

7 معلومات عن سورة الكافرون 

سورة الكافرون هى سورة مكّية، أي نزلت قبل الهجرة في مكة المكرّمة

عدد آيات سورة الكافرون ستّ آيات. 

ترتيب سورة الكافرون في المصحف 109.

ومكانها في الجزء الأخير من القرآن الكريم؛ أي الجزء الثلاثون.

 نزلت سورة الكافرون بعد سورة الماعون. 

أُطلق على سورة الكافرون أسماء أخرى وهي: العبادة، والإخلاص، و‏المُقَشْقِشَةُ؛ أي المُبرِّئة من النفاق والشّرك بالله.

 موضوع السورة ومحور حديثها كان عن التبرئة من الشرك والنفاق، وأهمية التوحيد وعبادة الله وحده، حيث طلب المشركون من النبيّ أن يعبد آلهتهم سنة، ويعبدون إلهه في سنة، فردّت السورة على كلامهم وطلبهم.

 

 سبب نزول سورة الكافرون: 

جاء عن ابن عباس -رضي الله عنه-: "أن قريش دعت رسول الله إلى أن يعطوه مالاً فيكون أغنى رجل بمكة، ويزوجوه ما أراد من النساء ، فقالوا: هذا لك يا محمد وتكف عن شتم آلهتنا ولا تذكرها بسوء، فإن لم تفعل فاعبد آلهتنا سنة، قال: حتى أنظر ما يأتيني من ربي، فأنزل الله (قل يأيها الكافرون) إلى أخر السورة".

 

مقالات مشابهة

  • تنشئة الأطفال على حب الرسول.. ندوة لـ"خريجي الأزهر" بالوادي الجديد
  • نسخة من دعاء السفر مكتوب للمسافر كما ورد عن النبي ﷺ
  • استمرار الاحتفالات بميلاد النبي "صلى الله عليه وسلم" بأوقاف الفيوم.. صور
  • «الإفتاء» توضح حكم التشارك في الطعام والشراب في إناء واحد
  • أذكار النوم.. كما وردت عن رسول الله
  • نتنياهو يقول للشعب الإيراني: إسرائيل تقف إلى جانبكم
  • بالفيديو.. شاهد فرحة السودانيين بحي فيصل بالقاهرة بعد انتصارات الجيش الأخيرة وتحريره لعدد كبير من أحياء العاصمة الخرطوم وإحدى الحاضرات تهتف: (ما تدفعوا إيجار الشهر الجاي نحنا راجعين)
  • الإفتاء توضح العلاج النهائي للحسد والعين
  • ذكر عن رسول الله يصل بك إلى درجة القانتين
  • فضائل سورة الكافرون.. براءة من الشرك وتحصين للنفس