بوابة الوفد:
2025-03-17@23:07:08 GMT

الجمعة الأخيرة وخاتمة الشهر

تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT

لا شك أنه مع إشراقة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان تختلط المشاعر وتختلف ما بين شكر الله على نعمة الصيام والقيام والتوفيق للطاعة، وما بين ترقب نهاية الشهر الفضيل من محب لا يريده أن ينتهى، وآخر يحمد الله أن أعانه على أداء الفريضة، غير أن هذا وذاك أحوج ما يكونان إلى حسن الخاتمة، فالأعمال بخواتيمها.

وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع مكانته العظيمة وعظيم فضل الله تعالى عليه بمغفرة ما تقدم من ذنبه وما تأخر يسأل الله (عز وجل) حسن الخاتمة ويعمل لها، فعن سيدنا أنس بن مالك (رضى الله عنه) قال: «كانَ رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) يُكثِرُ أن يقولَ: يا مقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبى على دينِك، فقلتُ: يا رسول الله آمنَّا بِكَ وبما جئتَ بِهِ فَهل تخافُ علَينا ؟ قالَ: نعَم إنَّ القلوبَ بينَ إصبَعَينِ من أصابعِ الله يقلِّبُها كيفَ يشاءَ».

ويحذرنا نبينا (صلى الله عليه وسلم) من الغفلة أو الركون إلى ما مضى من العمل، والتقاعس عن الطاعة، لأن الإنسان لا يدرى متى وكيف تكون خاتمته، فيقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا».

وكان الإمام على بن أبى طالب (رضى الله عنه) يقول: لا تُنزلوا الموحدين المطيعين الجنة، ولا الموحدين المذنبين النار حتى يقضى الله تعالى فيهم بأمره.

ومن ثمة فإنى أنبه على عدة أمور:

أولها: أن بعض الناس إذا مضت ليلة السابع والعشرين ودخل فى الأيام الأخيرة من الشهر بعدها ربما لم يكن فى تعبده بنفس الجد قبلها أو على نحو ما كان فى ليلتها، ظنًا منه أن ليلة الخير قد مضت، ولم يعلم أنها قد تكون ليلة الثامن والعشرين أو التاسع والعشرين أو الثلاثين، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «تَحرُّوا ليلةَ القَدْر فى العَشْر الأواخِر من رمضانَ» (صحيح البخارى)، وحتى لو كانت ليلة القدر يقينا قد مضت فإن فضل الله وأبواب رحمته ما زالت مشرعة، وإنه سبحانه وتعالى أخفى رحمته فى طاعاته، فمن يدرى فى أى ساعة تقبل، وبأى عمل تُرْحَم، هذا سره وفضله.

الأمر الثانى: هو أهمية الطاعة وفضلها فى ليلة العيد، فالذكر فى أوقات الغفلة له شأن عظيم، لا يعرفه إلا الأتقياء الأصفياء المقربون.

الأمر الثالث: أن من علامات قبول الطاعة التوفيق للطاعة بعدها، ومن ذلك تبييت النية على صيام ست من شوال، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ» (صحيح مسلم)، وكان أحد الصالحين يقول كلما وفقنى الله (عز وجل) إلى طاعة ثم وفقنى إلى شكره سبحانه على هذا التوفيق، استشعرت أن هذا الشكر نعمة جديدة تحتاج إلى شكر جديد.

 

أ. د. محمد مختار جمعة

وزير الأوقاف

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجمعة الأخيرة أ د محمد مختار جمعة وزير الأوقاف صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

روحانيات الشهر الكريم

خليل المعلمي

هي أيام معدودات، نتزود فيها من خيرات الله وبركاته فتعمنا الرحمة في أوله والمغفرة في أوسطه والعتق من النار في أخره.. فقط علينا الإخلاص والعمل واغتنام هذه الأيام المباركة بالأعمال الصالحة والإكثار من الذكر والتعبد وقيام الليل، والاحسان إلى الفقراء والمساكين..

شهر رمضان هو أفضل الأشهر إلى الله فيه نزل القرأن على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر..

هو محطة للتزود بالحسنات، ومحطة لمراجعة النفس عما اقترفته في الماضي، ومحطة هامة للتغيير إلى الأفضل.

وهو كذلك شهر الجهاد، مجاهدة النفس عن الشهوات، ومجاهدة أعداء الأمة الإسلامية، والتاريخ يروي لنا قصص أسلافنا الذين نشروا قيم الدين ومبادئه ودافعوا عن الأعراض والمقدسات في معارك فارقة في تاريخنا الإسلامي وقد حدثت الكثير منها في شهر رمضان فاجتمعت فريضة الصيام مع الصبر مع الجهاد فكان النصر حليفهم دائما..

ها قد وصلنا إلى النصف الثاني من هذا الشهر المبارك، الذي حل على المسلمين ضيفاً خفيف الظل، يتقربون في أيامه المباركة إلى الله بالأعمال الصالحة وينهلون من أيامه ولياليه الأجر والثواب.

ينتظر المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها هذا الشهر المبارك من العام إلى العام وما إن يفرغوا من صيامه حتى تبدأ رحلة الانتظار أحد عشر شهراً من السنة الجديدة.

فالشهر الكريم موسم للمؤمنين في البذل والعطاء والخير في صيام نهاره وقيام لياليه المباركة بالصلوات وتلاوة القرآن ومساعدة المحتاجين والشعور بمعاناتهم وآلامهم.

ولا تختلف العادات والتقاليد في بلادنا عن بقية البلدان الإسلامية، فالاستعداد لشهر الصيام يبدأ من وقت مبكر ويصبح شهر الرحمة والغفران مناسبة لزيارة الأقارب والأصدقاء وإحياء الليالي في الذكر والنقاش في شتى العلوم والمعارف والثقافات.

وكما أنه موسم لبذل العطاء والتعاون والتكاتف والتقريب بين الأهل والأقارب والجيران والأصدقاء، فهو أيضاً موسم للبيع والشراء وفرصة للتخفيف من البطالة التي يقع فيها الكثير من شبابنا، فاحتياجات الأسر في رمضان تفوق غيرها في الأيام العادية ذلك لأن شهر رمضان له طقوسه الخاصة في إعداد مائدة الإفطار وتتنوع الوجبات وتتميز في جميع المناطق والمدن بل وفي مختلف البلدان.

كما تقوم الأسر قبل انقضاء هذا الشهر الفضيل بالاستعداد لمناسبة العيد بشراء مختلف الاحتياجات لإعداد حلويات العيد وكذلك شراء حلويات العيد الجاهزة، وشراء ملابس العيد الجديدة للأطفال.

ويرافق الشهر الكريم في بلادنا العديد من السلبيات التي نشاهدها من إسراف في المأكولات وعشوائية في الأسواق وزحام في الطرقات العامة والرئيسية وغياب غير مبرر لبعض أجهزة الدولة في الرقابة وتسيير أمور المواطنين.

ورغم ذلك تتزين بيوت الله بالأجواء الروحانية وبالأخص في الأحياء القديمة من المدن القديمة والتي لا زالت تحتفظ بالعديد من العادات والتقاليد في الاعتكاف في المساجد، فنجد الشيوخ والشباب والأطفال يجتمعون في حلقات لتدارس كتاب الله الكريم وتدبر آياته وهناك من يتخذ زاويته في المسجد أو يركن إلى أحد أعمدته وأمامه المصحف الكريم خاصة كبار السن.

ولزيارة هذه المساجد العتيقة والتاريخية آثر ووقع في النفوس ببنائها القديم الرائع والتشكيلة الناتجة لترتيب الأعمدة التي تحمل العقود بين الأروقة، وكذلك لما تحمله من روحانيات وما يزينها من زخارف ونمنمات وكتابات لآيات قرآنية على الجدران وعلى أخشاب السقوف، وكذلك ارتفاع سقوفها وأروقتها الرائعة التي يتم نسبها إلى الاتجاهات.

ويبقى ألا أن ننسى ما تجود به المؤسسات الرسمية كالهيئة العامة للزكاة، وكذا المؤسسات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني العاملة في الأعمال الخيرية من تخفيف العبء عن الأسر المحتاجة وتوفير احتياجاتها من المواد الغذائية، وتحمل أعضاءها العناء والجهد في البحث عن الحالات المستحقة وإيصال المساعدات لها، فلهم الأجر والثواب من الخالق سبحانه والشكر والتقدير من البشر.

 

مقالات مشابهة

  • الاعتكاف وتحري ليلة القدر.. تفاصيل هدى النبي فى العشر الأواخر من شهر رمضان.. الإفتاء تجيب
  • أدعية ليلة القدر 2025
  • روحانيات الشهر الكريم
  • دعاء ليلة 17 رمضان بالقرآن الكريم 2025
  • بث مباشر.. شعائر صلاتي العشاء والتراويح من الجامع الأزهر ليلة 17 رمضان
  • فى يوم 16 رمضان.. النبي صلى الله عليه وسلم يصل بدر ووفاة السيدة عائشة
  • اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد.. أذكار الصباح اليوم الأحد 16 مارس 2025
  • يناجي الله في سجود التلاوة
  • نفت التعدي عليه.. أرملة حلمي بكر تروي اللحظات الأخيرة فى حياته
  • بالقرآن الكريم.. أدعية ليلة النصف من رمضان 2025