بوابة الوفد:
2024-12-23@23:36:47 GMT

معركة ضمير ونفس عاشقة للذنوب

تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT

دائمًا ما يدهشنى توقيت رمضان كل عام وكأنه ميعاد مقدر بالثانية مع حجم الطاقة التى نمتلكها ومع فقدان آخر ذرة من طاقتنا، مع كثرة احتياجاتنا النفسية وغير النفسية، مع تقصيرنا الدينى وشتاتنا الفكرى وحيرة قلوبنا وتزاحم الأحداث فى حياتنا دائمًا ما يأتى رمضان فى موعده المناسب بالثانية وبالأمس القريب كنا فى أحضانه والآن فى انتظار رحماته.

فلست صالحاً ولست ملتزماً يتقلب حالى بين قرب من الله وأُنس وبعد عنه ووحشة ولكنى رزقت بنفسٍ لوامة لا تطيق عصيانه، فسرعان ما تضيق نفسى عند معصيته ولا تنشرح إلا بالتوبة، والشئ الأهم أنى لن أترك جهاد نفسى ما حييت ولن أملّ يوماً من إصلاح ذاتى حتى يقبلنى الله ويتوفنى على حال يحبه ويرتضيه، وسريعاً تمضى الأعوام، ما عادت زمناً بل أرقاماً، ما نكاد نعتادها،حتى تغيّر عدّاده فيبدو العام شهراً، والشهر أسبوعاً، والأسبوع يوماً ونبقى فى ذهول من أمرنا، كيف نصدّق ظلم الأرقام، عندما تصبح تلك السنوات عداد أعمارنا ولا شىء جديد سوى أن أعمارنا تزيد وأجلنا يقترب وما زلنا فى حق ربنا مقصرين، فيارب نسألك توبة لا يعقبها ذنب. السنوات والشهور مجرد أرقام فى عداد أعمارنا ويبقى الإنسان هو الفاعل وهو المفعول، الكل يتساءل الدنيا رايحة فين والبركة كمان راحت وليه الدنيا اتغيرت والحسرة على الماضى الجميل والناس الحلوة راحت فين واللمة الحلوة، فلا الصديق وقت الضيق ولا الجار للجار.. القسوة والوقاحة عنوان كل مرحلة فإلى أين نذهب يا الله!؟.. بالتأكيد ليس العيب فى الدنيا بل العيب فينا.. فنحن من نتغير والسنوات تمر لا ذنب لها، ولا علاقة للأيام بالنضج أيضا، نحن نكبر بمرور الناس بالمواقف بالأزمات والأوقات الصعبة.. لا تقارن ولا تقتبس حياتك من حياة غيرك احتف باختلافك وعش حياتك كما هى بتفاصيلها بجمالها بتفرُدها الآخرون ليسوا مقياساً لما يجب أن تكون عليه حافظ على لونك الخاص فِى عالم يحاول أن يصنع من البشر لوناً واحداً مملا، وحتى لا تتغير علينا الدنيا، لا تتسرع فى علاقاتك بعض العلاقات تكون على هيئة فخ تسعدك شهراً وتهدمك عمراً، نحن لا نعرف قيمة بعضنا إلا فى النهايات، أن تقدم وردة فى وقتها خيرٌ من أن تقدم كل ما تملك بعد فوات الأوان، وأن تقول كلمة جميلة فى الوقت المناسب خير من أن تكتب قصيدة بعد أن تختفى المشاعر، أن تنتظر دقيقة فى الوقت المناسب خير من أن تنتظر سنة بعد فوات الأوان، أن تقف موقفا انسانيا عند الحاجة إليك خير من أن تقدم مواساة بعد فوات الأوان، فلا جدوى أبدا من أشياء تأتى متأخّرة عن وقتها كقبلة اعتذار على جبين ميّت ولا تؤجل الأشياء الجميلة.. فقد لا تتكرر مرة أخرى، أشياء كثيرة خسرناها دون أن نشعر وتلاشت من حياتنا كأنها يوماً لم تكن.. لم نعد نعرف قيمة وجود العائلة حتى نفقدها، لم نعد نعرف قيمة للنقود حتى نحتاج إليها، لم نعد نعرف قيمة من نحب حتى نخسره.. لم نعد نبتسم إلا فى الصور، لم نعد نتكلم ونتفاعل معاً سوى من وراء شاشة.. لم نعد نرى أطفالا يلعبون بالكرة أو ألعابهم البسيطة فى أزقة الحارة.. ما عدنا انتظرنا مناسبة لنحتفل معاً، انحصرت احتفالاتنا عبر مواقع التواصل وإنزال الصور.. أشياء كثيرة خسرناها قد تكون بسيطة جداً لكنها كانت تعنينا.. ماذا فعل بنا العصر التكنولوجي؟ طوّرنا، تقدمنا نلنا أعلى مراتب ولكنه بالمقابل سلب منا أعظم ما نملكه، سلب حياتنا بأكملها أشياء كثيرة خسرناها دون أن نشعر، تلاشت من حياتنا كأنها يوماً لم تكن، حتى ‏تغيرت فى حياتنا كثير من المفاهيم الخاطئة والمشاعر، نحتاج احياناً لبداية جديدة لنقطة ومن أول السطر نحتاج لأن نتوقف عن كل ما فعلناه بأنفسنا نريد ترتيب أوراقنا من جديد نحكم على الأشياء بعقولنا لا بقلوبنا، نريد فتح صفحة لم يكتب فيها حرف ولم تتلوث أى خيبات أو أى ذنوب، وصلنا الجمعة الأخيرة وفى غمضة عين، اللهم ارزقنا خير رمضان وبركته، وأخرجنا منه أوّابين تائبين صابرين.

اللهم ارفع واجبر كسرنا، وانظر لنا نظرة رضا واعفُ عنا، وأدخلنا برحمتك فى عبادك الصالحين.. يا رحمن يا رحيم.

 

سكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية

ورئيس لجنة المرأة بالقليوبية

magda [email protected]

 

 

.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لم نعد

إقرأ أيضاً:

حركة فتح: نتمنى أن يكون هناك صحوة في ضمير العالم تجاه فلسطين

أكد زيد تيم، أمين سر حركة فتح بهولندا، ان إسرائيل بجيشها تمارس “خطة الجنرالات” من التهجير القسري والضغط على الشعب الفلسطيني، والدليل على ذلك هو حرق المدنيين وهم نيام في خيامهم.

 “خطة الجنرالات” في فلسطين حركة فتح: إسرائيل تواصل عدوانها على الفلسطينيين وسط صمت دولي من العالم ميناء الاسكندرية: استمرار فتح البوغاز وانتظام حركة الملاحة

وتساءل زيد تيم، أمين سر حركة فتح بهولندا، خلال حواره عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، : “هل هذا العالم الأصم سيبقى أصم إلى هذه الدرجة؟!”، متمنيا أن يكون هناك صحوة في ضمير العالم تجاه فلسطين.

وشدد على أنه لا ثقة في رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته، فهو لديه مطامع أخرى في الضفة الغربية ومنطقة الشرق الأوسط بشكل كامل، مشيرا إلى أن صمود الشعب الفلسطيني في القدس والضفة وغزة أمام كل تلك الهجمات الإسرائيلية سواء من تجويع وقصف المستشفيات وتهجير قلبت كثيرا من الموازيين الدولية.

وتابع: “أكثر من 43 مستشفى خرجت عن الخدمة، وكل الشعب الفلسطيني يتعرض في كل أماكن تواجده في غزة والضفة لحرب إبادة حقيقية، جزء منها مرئي للعالم وأخر غير مرئي يُدار من تحت الطاولة”.

وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول ضرب ومسح كل المناطق مثل جباليا التي مُسحت الآن من الخريطة وغيرها من المناطق التي دمرت ولا يراها الإعلام.

دعا نائب رئيس حركة فتح الفلسطينية محمود العالول؛ المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لإلزام إسرائيل بإلغاء قانون حظر عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، خاصة في القدس المحتلة، وإلغاء الامتيازات والحصانات الممنوحة لها منذ عام 1949.

وحذر نائب رئيس حركة فتح ، اليوم الثلاثاء، من التداعيات السلبية لهذا القانون على دور الوكالة في قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية " وفا" .

وأكد العالول أن هذا القانون يعكس نية إسرائيل الممنهجة لإنهاء دور "الأونروا" واستبدالها بوكالات أخرى، في خطوة تهدف إلى تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، وإلغاء حقهم في العودة، قائلا "إن حق اللاجئين في العودة مكفول بالقانون الدولي، ولا يمكن إسقاطه أو تجاوزه بالإجراءات الإسرائيلية".

وتحدث العالول عن أن هذا القانون يشكل انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة وقراراتها، واعتداءً على وكالاتها ومنظماتها، ويتعارض مع القرارات الدولية ذات الصلة بحماية المؤسسات الأممية ومنشآتها، وعلى رأسها قرار تأسيس "الأونروا" رقم 302، والقرار الأخير لمجلس الأمن الذي يدعو إلى حماية المؤسسات الإنسانية والعاملين فيها.

مقالات مشابهة

  • أحمد حلمي يٌهنئ محمد سعد على فيلم «الدشاش»: هتكسر الدنيا
  • حركة فتح: نتمنى أن يكون هناك صحوة في ضمير العالم تجاه فلسطين
  • بالفيديو.. "فتح": نتمنى أن يكون هناك صحوة في ضمير العالم تجاه فلسطين
  • فتح بهولندا: نتمنى أن يكون هناك صحوة في ضمير العالم تجاه فلسطين
  • متى تلامس النكبة «العربية» ضمير الإنسانية؟!
  • الأمل بالله وتأثيره على حياتنا
  • نداء إلى ضمير العالم.. فيليب لازاريني: «الأونروا» في أزمة وجودية.. والفلسطينيون في وضع محفوف بالمخاطر
  • عاشقة لبنان.. وزير الإعلام يكّرم فنانة مصرية شهيرة (فيديو)
  • قبل الخروج للأضواء .. ماذا نعرف عن وزير خارجية سوريا الجديد؟
  • المغرب يطلق أول دواء بالعالم يعتمد على القنّب الهندي.. ماذا نعرف عنه؟