بوابة الوفد:
2025-04-22@04:24:07 GMT

معركة ضمير ونفس عاشقة للذنوب

تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT

دائمًا ما يدهشنى توقيت رمضان كل عام وكأنه ميعاد مقدر بالثانية مع حجم الطاقة التى نمتلكها ومع فقدان آخر ذرة من طاقتنا، مع كثرة احتياجاتنا النفسية وغير النفسية، مع تقصيرنا الدينى وشتاتنا الفكرى وحيرة قلوبنا وتزاحم الأحداث فى حياتنا دائمًا ما يأتى رمضان فى موعده المناسب بالثانية وبالأمس القريب كنا فى أحضانه والآن فى انتظار رحماته.

فلست صالحاً ولست ملتزماً يتقلب حالى بين قرب من الله وأُنس وبعد عنه ووحشة ولكنى رزقت بنفسٍ لوامة لا تطيق عصيانه، فسرعان ما تضيق نفسى عند معصيته ولا تنشرح إلا بالتوبة، والشئ الأهم أنى لن أترك جهاد نفسى ما حييت ولن أملّ يوماً من إصلاح ذاتى حتى يقبلنى الله ويتوفنى على حال يحبه ويرتضيه، وسريعاً تمضى الأعوام، ما عادت زمناً بل أرقاماً، ما نكاد نعتادها،حتى تغيّر عدّاده فيبدو العام شهراً، والشهر أسبوعاً، والأسبوع يوماً ونبقى فى ذهول من أمرنا، كيف نصدّق ظلم الأرقام، عندما تصبح تلك السنوات عداد أعمارنا ولا شىء جديد سوى أن أعمارنا تزيد وأجلنا يقترب وما زلنا فى حق ربنا مقصرين، فيارب نسألك توبة لا يعقبها ذنب. السنوات والشهور مجرد أرقام فى عداد أعمارنا ويبقى الإنسان هو الفاعل وهو المفعول، الكل يتساءل الدنيا رايحة فين والبركة كمان راحت وليه الدنيا اتغيرت والحسرة على الماضى الجميل والناس الحلوة راحت فين واللمة الحلوة، فلا الصديق وقت الضيق ولا الجار للجار.. القسوة والوقاحة عنوان كل مرحلة فإلى أين نذهب يا الله!؟.. بالتأكيد ليس العيب فى الدنيا بل العيب فينا.. فنحن من نتغير والسنوات تمر لا ذنب لها، ولا علاقة للأيام بالنضج أيضا، نحن نكبر بمرور الناس بالمواقف بالأزمات والأوقات الصعبة.. لا تقارن ولا تقتبس حياتك من حياة غيرك احتف باختلافك وعش حياتك كما هى بتفاصيلها بجمالها بتفرُدها الآخرون ليسوا مقياساً لما يجب أن تكون عليه حافظ على لونك الخاص فِى عالم يحاول أن يصنع من البشر لوناً واحداً مملا، وحتى لا تتغير علينا الدنيا، لا تتسرع فى علاقاتك بعض العلاقات تكون على هيئة فخ تسعدك شهراً وتهدمك عمراً، نحن لا نعرف قيمة بعضنا إلا فى النهايات، أن تقدم وردة فى وقتها خيرٌ من أن تقدم كل ما تملك بعد فوات الأوان، وأن تقول كلمة جميلة فى الوقت المناسب خير من أن تكتب قصيدة بعد أن تختفى المشاعر، أن تنتظر دقيقة فى الوقت المناسب خير من أن تنتظر سنة بعد فوات الأوان، أن تقف موقفا انسانيا عند الحاجة إليك خير من أن تقدم مواساة بعد فوات الأوان، فلا جدوى أبدا من أشياء تأتى متأخّرة عن وقتها كقبلة اعتذار على جبين ميّت ولا تؤجل الأشياء الجميلة.. فقد لا تتكرر مرة أخرى، أشياء كثيرة خسرناها دون أن نشعر وتلاشت من حياتنا كأنها يوماً لم تكن.. لم نعد نعرف قيمة وجود العائلة حتى نفقدها، لم نعد نعرف قيمة للنقود حتى نحتاج إليها، لم نعد نعرف قيمة من نحب حتى نخسره.. لم نعد نبتسم إلا فى الصور، لم نعد نتكلم ونتفاعل معاً سوى من وراء شاشة.. لم نعد نرى أطفالا يلعبون بالكرة أو ألعابهم البسيطة فى أزقة الحارة.. ما عدنا انتظرنا مناسبة لنحتفل معاً، انحصرت احتفالاتنا عبر مواقع التواصل وإنزال الصور.. أشياء كثيرة خسرناها قد تكون بسيطة جداً لكنها كانت تعنينا.. ماذا فعل بنا العصر التكنولوجي؟ طوّرنا، تقدمنا نلنا أعلى مراتب ولكنه بالمقابل سلب منا أعظم ما نملكه، سلب حياتنا بأكملها أشياء كثيرة خسرناها دون أن نشعر، تلاشت من حياتنا كأنها يوماً لم تكن، حتى ‏تغيرت فى حياتنا كثير من المفاهيم الخاطئة والمشاعر، نحتاج احياناً لبداية جديدة لنقطة ومن أول السطر نحتاج لأن نتوقف عن كل ما فعلناه بأنفسنا نريد ترتيب أوراقنا من جديد نحكم على الأشياء بعقولنا لا بقلوبنا، نريد فتح صفحة لم يكتب فيها حرف ولم تتلوث أى خيبات أو أى ذنوب، وصلنا الجمعة الأخيرة وفى غمضة عين، اللهم ارزقنا خير رمضان وبركته، وأخرجنا منه أوّابين تائبين صابرين.

اللهم ارفع واجبر كسرنا، وانظر لنا نظرة رضا واعفُ عنا، وأدخلنا برحمتك فى عبادك الصالحين.. يا رحمن يا رحيم.

 

سكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية

ورئيس لجنة المرأة بالقليوبية

magda [email protected]

 

 

.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لم نعد

إقرأ أيضاً:

قص الأثر يقود إلى فخ قاتل بغزة.. ماذا نعرف عن كتيبة الاستطلاع البدوية بجيش الاحتلال؟

سلط مقتل جندي من أصل عربي، بجيش الاحتلال، في كمين لكتائب القسام في بيت حانون أمس السبت، الضوء على كتيبة تخدم الاحتلال جل عناصرها من قبائل بدوية في المناطق الجنوبية لفلسطين المحتلة.



وأعلن الاحتلال مقتل الرقيب غالب النصاصرة، والمنحدر من رهط في النقب، في الكمين الذي وقعت فيه قوة للاحتلال في منطقة بيت حانون، وأشار إلى أنه عنصر قص أثر في اللواء الشمالي بفرقة غزة، وهو ضمن كتيبة الاستطلاع الصحراوية المؤلفة من بدو المنطقة، لمراقبة المنطقة الفاصلة بقطاع غزة والبحث عن الأنفاق.

تاريخ من خدمة الاحتلال


تعود جذور هذه الكتيبة، إلى سبيعينات القرن الماضي، وأول بدء المهام فيها عنصران بجيش الاحتلال، من البدو، الأول كان متخفيا تحت اسم يهودي وهو عاموس يركوني، وخدم بجيش الاحتلال منذ العام 1948، واسمه الحقيقي عبد المجيد المزاريب من قرية الناعورة في الجليل، أمام الثاني فهو حسن الهيب، ويعد أول ضابط بدوي، يرفع إلى رتبة عقيد بجيش الاحتلال.

أشرف المزاريب والهيب على تأسيس كتيبة قص الأثر، وإعدادها لتكون جزءا من سلاح المشاة بجيش الاحتلال، وتحولت لاحقا إلى جزء من لواء غفعاتي ويتلقى أفرادها تدريبات ضمن قوات اللواء.

ألحقت الكتيبة بقيادة المنطقة الجنوبية بجيش الاحتلال، وتركز عملها حول قطاع غزة، والحدود المصرية مع فلسطين المحتلة، ومحور فيلادلفيا، وتسلمت المعابر المرتبطة بقطاع غزة.

تشكيلات الكتيبة


تضم كتيبة قصاصي الأثر بجيش الاحتلال، 5 سرايا، كل سرية تحتوي على ما بين 50-250 عنصرا، أغلبهم يخدم ضمن فرقة غزة بلواءيها الشمالي والجنوبي، فضلا عن العمل في أجهزة شرطة الاحتلال والمخابرات ووحدة مرعول لقص الأثر، والتي تعدم منفصلة تماما عن كتيبة قصاصي الأثر البدو، والتي يشكل اليهود الجزء الأكبر منها.

تكوين الكتيبة


تعتمد الكتيبة على السكان البدو في منطقة النقب بشكل أساسي كمكون لها، ويجري الإعلان عن برامج تجنيد خاصة بهم، ويستغل الاحتلال حالة الفقر المدقع والتهميش الذي يعانون منه، لإغرائهم بالعمل جنودا في صفوفه، ضد الفلسطينيين.

ويعيش أغلب أبناء هذه الكتيبة، في قرى غير معترف بها، من قبل الاحتلال، وكثير منهم لا يمتلكون جنسية الاحتلال، وخاصة تلك القبائل التي جرى نقلها من سيناء إلى المناطق الجنوبية في قطاع غزة، مع انسحاب الاحتلال عقب اتفاقية كامب ديفيد، حيث استمروا في العمالة مقابل البقاء على قيد الحياة، دون حقوق مدنية أو سياسية أو اعتراف بهوياتهم.

ورغم محاولات الاحتلال، تقديمهم في الواجهة على أنهم ممثلون للبدو، إلا أن مركز الدراسات الفلسطينية، يؤكد أن نسبة المنضوين من البدو لجيش الاحتلال، هي نسبة ضيئلة يقوم الاحتلال بتضخيمها لضرب المكون فلسطيني الأصل وتصويره وكأنه يعترف بالاحتلال.

تدريبات وتقنيات:


تعمد الكتيبة إلى تدريب أفرادها على قراءة آثار الأقدام بمختلف بيئات الأرض، وتحديد نوعية الآثار، سواء كانت لذكر أم أنثى، أو العمر التقريبي لصاحب الأثر، من خلال عمق الأثر وطوله عبر قياسات دقيقة وعلمية، خاصة في المناطق الأمنية العازلة خوفا من عمليات الاقتحام.

كما يتلقى العناصر تدريبات على تمييز الأثار البشرية وآثار الحيوانات، فضلا عن التدقيق البصري بالآثار والشم، واستخدام أجهزة الرؤية الليلية.

ومؤخرا دمجت بأعمال الكتيبة وسائل تكنولوجية متطورة مثل الطائرات المسيرة، لكن الاعتماد الأساس يبقى على الجانب الحسي والتعامل المباشر مع الآثار المشكوك فيها.

أول الخاسرين


تعرضت الكتيبة إلى خسائر كبيرة في صفوف أفرادها، خاصة مع الانتفاضة الثانية، حيث وضعهم الاحتلال في مقدمة المواجهة مع الفلسطينيين الذين نفذوا العديد من العمليات، في منطقة السياج الفاصل مع قطاع غزة، وأبقى الجنود اليهود في الصفوف الخلفية.

وعقب عام 2000، قتل الكثير من أفراد كتيبة قصاصي الأثر البدوية، خلال اقتحام المقاومين للسياج الفاصل، والتسلل للمناطق المحتلة لتنفيذ العمليات، كما كان لهم دور في قتل المقاومين خلال الاشتباكات، والبحث عن الأنفاق في المناطق المجاورة للأراضي المحتلة.

كما ساهم أفراد الكتيبة، في تتبع الأنفاق التي جرى حفرها بين قطاع غزة ومصر، على امتداد محور فيلادلفيا، خلال الانتفاضة الثانية، وقبل انسحاب الاحتلال من القطاع، ومن أشهر خسائرها، مقتل 5 من الجنود البدو، في عملية أنفاق الجحيم التي نفذها المقاومة، على معبر رفح.

وكان من أبرز خسائر هذه الكتيبة، انتحار الرقيب أول، محمد الهيب، الذي أصيب بأعراض ما بعد الصدمة، جراء مشاركته في العدوان على قطاع غزة، وتدهور حالته النفسية.



وأقدم الهيب على الانتحار، بعد محاولة دفع جنود الاحتلال لإطلاق النار عليه، على السياج الفاصل مع القطاع، بعد أن وصل وصرخ بهم الله أكبر، لكن الجنود من كتيبة نيتساح يهودا، أطلقوا النار على قدميه، وبعد تلقيه العلاج بأسابيع، توجه مجددا إلى السياج الفاصل مع القطاع وأطلق النار على نفسه وقتل على الفور.

وخلال العدوان الحالي على قطاع غزة، ورغم امتلاك الاحتلال، وحدات متخصصة بالبحث عن الأنفاق، إلا أنه واصل تقديم أفراد الكتيبة البدوية، للبحث عن أدلة على وجود مقاومين أو تحركات أو فتحات أنفاق، داخل القطاع، وهو ما أوقعهم في الكمائن التي نصبت في الأنفاق، وقتل عدد منهم في الفترة التي سبقت وقف إطلاق النار الأخير بالقطاع.

مقالات مشابهة

  • حفيد مانديلا: اليمن أيقظ ضمير العالم في الدفاع عن فلسطين.. ونتعهد بتحقيق وعد التحرير
  • ماذا نعرف عن التواصل السري بين طهران وفريق ترامب؟
  • بأغنية «الدنيا ربيع».. بشرى تشارك جمهورها احتفالها بـ شم النسيم
  • وداعا قداسة البابا فرنسيس.. الطائفة الإنجيلية: "رحل ضمير العالم الحي وصوت الرحمة"
  • إيفا ميروفيتش.. عاشقة جلال الدين الرومي
  • مستشار شيخ الأزهر: حينما نرى حفظة القرآن من الوافدين نقول الدنيا بخير
  • قص الأثر يقود إلى فخ قاتل بغزة.. ماذا نعرف عن كتيبة الاستطلاع البدوية بجيش الاحتلال؟
  • من ضمير الفرد إلى التَّنْمية..التَّعْليم كأداة للنَّهضة
  • إن كان للبروفسيور النور حمد بقايا من ضمير واخلاق
  • نجم بيراميدز: نعرف جيدًا كيفية التعامل مع مباراة أورلاندو