الإجهاض مقابل الهجرة... بايدن وترامب يختاران قضيتهما الأقوى في الانتخابات
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
مع دخول السباق إلى البيت الأبيض أشهره الحاسمة في الولايات المتحدة الأميركية، يدفع كل حزب بقضاياه الأقوى إلى الواجهة لحسم معركة الإعادة المرتقبة في نوفمبر القادم.
وبرز الإجهاض كقضية مهمة في حملة الرئيس الديمقراطي، جو بايدن، مقابل الهجرة لدى منافسه الجمهوري، دونالد ترامب.
وركز ترامب حملته هذا الأسبوع على ما يسميه "حمام دم بايدن الحدودي" في إشارة إلى الهجرة التي يراها أنها القضية الأكبر في الانتخابات، والأكثر إلحاحا حتى من الاقتصاد، وفق ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست".
على الجانب الآخر، هاجم بايدن منافسه بإعلان انتخابي في ولايات متأرجحة يظهر ترامب يقر بأنه فخور بفضله في قلب قضية "رو ضد وايد"، وذلك في أعقاب قانون سيدخل حيز التنفيذ في فلوريدا، يحظر على النساء الإجهاض بعد ستة أسابيع من الحمل.
وكان ترامب خلال رئاسته عين قضاة محافظين في المحكمة العليا، مما مهد الطريق في يونيو 2022 إلى إلغاء، قانون "رو ضد وايد" الذي يكرس الحصول على حق الإجهاض في أي مكان في الولايات المتحدة.
وفي مؤتمر صحفي، قال الزعماء الديمقراطيون في الولايات التي تفرض حظرا على الإجهاض إن ترامب هو المسؤول، وتحدث عشرات الديمقراطيين عن القضية في المقابلات الإخبارية ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي والبيانات ما يضع الإجهاض في قلب قضيتهم في عام الانتخابات.
يتصارع الديمقراطيون والجمهوريون على الملفات الأساسية التي ستكون محور انتخابات عام 2024، ويحاولون دفع أقوى قضية لديهم إلى الواجهة، وفق الصحيفة.
يستفيد ترامب من معدلات التأييد المنخفضة لتعامل بايدن مع الحدود الجنوبية ، بينما يطرق الديمقراطيون القضية التي بالكاد يتحدث عنها ترامب وهي الإجهاض.
وستكون الهجرة والإجهاض محور المناقشات بين الجانبين، رغم أن العديد من الناخبين قالوا إنهم يركزون على مواضيع أخرى، مثل التضخم وعمر بايدن وقضايا ترامب الجنائية والحرب في الشرق الأوسط.
وزادت أهمية الهجرة بالنسبة للناخبين في الأشهر الأخيرة وتصنف الآن على أنها القضية الأولى التي تؤثر على اختيار الأميركيين للرئاسة، وفقا لبعض استطلاعات الرأي العام.
وارتفع عدد المعابر الحدودية غير القانونية منذ تولي بايدن منصبه ، وكانت حملة ترامب حريصة على التباهي بمواقفه تجاه الهجرة، إذ يحرص الرئيس السابق في تجمعاته الانتخابية على التحذير من "غزو"، ووعد بتنفيذ أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة.
ويتحدث عن عمليات القتل المنسوبة إلى المهاجرين غير الشرعيين، والتي يعترف الديمقراطيون بأنها تلعب دورا في زيادة مخاوف الناخبين، حتى في الوقت الذي يتهمون ترامب بشيطنة المهاجرين بشكل عام واستغلال الحالات المأساوية.
وعلى الجانب الآخر من الشارع من مركز المؤتمرات حيث تحدث ترامب في غراند رابيدز، احتجت سوزان لينكر البالغة من العمر 60 عاما بلافتة باللونين الأسود والبرتقالي "ترامب للسجن"، وقالت "الحقوق الإنجابية للمرأة" عندما سئلت عن القضايا الأكثر أهمية في هذه الانتخابات.
لكن مؤيدا لترامب يدعى جيمس نابير سألها "هل تعرفين كم عدد النساء اللواتي يغتصبن على الحدود؟"، لترد عليه "هل تعرف كم عدد النساء في أميركا اللواتي يغتصبن من قبل رجال أميركيين؟
واتهم نابير بايدن "بعدم القيام بأي شيء" بشأن الحدود"..
ويحاول الديمقراطيون إضعاف ميزة ترامب بشأن الهجرة من خلال مهاجمة دوره في إفساد صفقة أمن الحدود بين الحزبين - مما دفع حتى بعض الجمهوريين إلى القول بأن ترامب مهتم بحملته أكثر من إيجاد حل للمشكلة.
لكن نجاح بايدن في نوفمبر قد يتوقف على قدرته على رفع موضوع الإجهاض في وجه الهجرة، وفق الصحيفة.
وعزز الإجهاض باستمرار الديمقراطيين في سباقات التجديد النصفي ، لكنه حاليا موضوع ينقصه الحماس، رغم أن الديمقراطيين يجادلون بأن القضية قد برزت على رادارات الناخبين بعد حكم محكمة في ألاباما يهدد بوقف الإخصاب في المختبر في الولاية من خلال اعتبار أن الأجنة المجمدة بشر.
يقضي الحكم الذي أصدرته المحكمة العليا في ألاباما باعتبار الأجنة المحفوظة بالتجميد بمثابة "أطفال".
ووجه بايدن انتقادا حادا للحكم الصادر في ألاباما واصفا إياه بأنه "شائن وغير مقبول". وأضاف "لا تخطئوا: هذه نتيجة مباشرة لإلغاء قضية رو ضد وايد".
واستغل ترامب بالمقابل، جريمة قتل حديثة في غراند رابيدز، والتي تنسبها السلطات إلى مهاجر غير شرعي يدعى براندون أورتيز فيت، اعتقل سابقا وتم ترحيله في عام 2020، خلال رئاسة ترامب. ويقولون إنه عاد إلى الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، وأطلق النار على صديقته روبي غارسيا البالغة من العمر 25 عاما الشهر الماضي.
ويلقى خطاب ترامب ضد الهجرة غير الشرعية تجاوبا من بعض الديمقراطيين في تكساس مثل أساليا كاساريس (52 عاما)، التي تقول إنها كانت دائما ديمقراطية و صوتت لبايدن في عام 2020 تماما مثل الكثيرين في مقاطعة مافريك بالقرب من الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، وهي معقل نادر للديمقراطيين في ولاية تكساس ذات الأغلبية الجمهورية.
لكن كاساريس قالت إنها قلقة بشأن المستويات المرتفعة للهجرة غير الشرعية، وبينما تتعاطف مع المهاجرين، فإنها تشعر بالقلق على سلامة السكان والأسر المهاجرة، مشيرة إلى مخاطر عبور نهر ريو غراندي وتشير إلى حادث عثر فيه على ثلاثة أشخاص مختبئين خلف منزل أحد الجيران المسنين.
وتقول كاساريس إنها على الأرجح ستصوت لترامب لأنها تعتقد أنه قادر على وقع عبور الحدود.
وقبل أشهر من المعركة الحاسمة بينهما، يتقدّم بايدن بفارق كبير على خصمه الجمهوري لجهة جمع التبرعات في وقت يدفع ترامب أموالا طائلة لسداد الرسوم القانونية فيما يواجه العديد من القضايا الجنائية وفي المحاكم المدنية..
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
بايدن يهاجم ترامب في أول خطاب له منذ مغادرته السلطة
شن الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن هجوما حادا على خلفه دونالد ترامب، الثلاثاء، في أول خطاب له منذ مغادرته البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/ يناير.
وألقى الرئيس السابق كلمة في مؤتمر عُقد في شيكاغو (شمالا) حول "الضمان الاجتماعي"، أي نظام التقاعد الأمريكي، قال فيها: "انظروا إلى ما حدث: لم يمر مئة يوم بعد، وتسببت هذه الإدارة الجديدة بالكثير من الأضرار والخراب".
واتهم بايدن (82 عاما)، إدارة ترامب بالتعرض لمؤسسة الضمان الاجتماعي، وهي الوكالة الفيدرالية المسؤولة عن توزيع المعاشات التقاعدية وإعانات الإعاقة ويستفيد منها 68 مليون شخص.
وأوضح أنهم "يهاجمون الضمان الاجتماعي بفأس مع تسريح 7 آلاف موظف، بينهم أصحاب خبرة طويلة. ويعتزمون دفع آلاف آخرين إلى المغادرة".
وأضاف: "لماذا يريدون نهبه؟ من أجل منح تخفيضات ضريبية ضخمة لأصحاب المليارات".
وتخلل حديثه لحظات من عدم التركيز حتى إنه لم يكمل بعض الدعابات التي كان ينوي إطلاقها.
ولم يتردد ترامب الذي اعتاد السخرية من سلفه، في نشر مقاطع فيديو منها على منصته "تروث سوشال" من دون أن يرفقها بتعليق.
واعتبر الرئيس السابق "أن الضمان الاجتماعي يستحق الحماية لصالح الأمة بأكملها"، مشيرا إلى أن "الأمر لا يتعلق بالمعاشات التقاعدية فحسب، بل باحترام رابطة الثقة الجوهرية بين الدولة والشعب".
وفي شباط/ فبراير، عينت إدارة ترامب مؤقتا "خبيرا في مكافحة الاحتيال" رئيسا لهيئة الضمان الاجتماعي. ويؤكد الملياردير إيلون ماسك الذي كلفه ترامب بتقليص الإنفاق الحكومي، أن الكثير من عمليات الاحتيال تقوض عمل الضمان الاجتماعي، لا سيما مع ملايين المستفيدين الذين تزيد أعمارهم على الـ100 عام، من دون تقديم بيانات مفصلة وعامة.