الوطن:
2025-02-07@04:43:00 GMT

د. أيمن عيدالحجار يكتب: قصة حديث

تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT

د. أيمن عيدالحجار يكتب: قصة حديث

عن أَبِى سَعِيدٍ الخُدْرِى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ، فَقَالُوا: مَا لَنَا بُدٌّ، إِنَّمَا هِى مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ: فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا المَجَالِسَ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا، قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: غَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلاَمِ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْى عَنِ المُنْكَرِ» متفق عليه.

قصة هذا الحديث أن النبى عليه الصلاة والسلام حذَّر أصحابه من الجلوس فى الطرقات بغير داعٍ أو مصلحةٍ حتى لا يكون الإنسانُ عائقاً فى طريق الناسِ، وسبباً فى التضييق على المارَّة فى طريق سيرهم، فما كان من الصحابة الكرام إلا أن أبدوا عذرهم فى ذلك، بأن مصالحهم وأمور معاشهم ترتبط فى بعض الأوقات بالجلوس فى الطرقات كبيع وشراء وانتظار لحاجة تتعلق بأمور معاشهم، فما كان منه عليه الصلاة والسلام إلا أن وجههم إلى التزام آداب الطريق طالما أنهم لا يستطيعون ترك ذلك طالما أن الحاجة ماسة لجلوسهم فى الطرق، وبيّن لهم جواز جلوسهم طالما التزموا بالآداب والأخلاق والسلوكيات الحميدة، وحذرهم عليه الصلاة والسلام من ترك الآداب المتعلقة بذلك، كما حثهم على ضرورة مراعاة تلك الآداب، حرصاً على سلامة الناس من كل ما يضرهم حساً ومعنى، فالناس شركاء فى طرقهم التى يسيرون فيها، فكان لهذه الطرق من الحقوق والواجبات التى تحفظ على الناس سلامتهم وأمنهم وتيسير معاشهم، كما أن الالتزام بهذه الآداب يُديم الألفة والمودة بينهم، ويمنع وقوع الأذى، وتطاول الناس على بعضهم باللسان واليد مما يجلب الشحناء والبغضاء بينهم، وأهم هذه الآداب: أن يغض الإنسان بصره عن مطالعة ما لا يحل له، فغض البصر قد جاء الأمر به فى قول الله تعالى «قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ...» [النور: 30، 31] فالإنسان مسئول يوم القيامة عما رأى وأبصر «إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً» [الإسراء: 36].

ثم وجه صلى الله عليه وسلم إلى كف الأذى، ويشمل النهى عن كل ألوان الإيذاء، ومن ذلك الأذى بالقول أو الفعل أو الإشارة أو حتى مجرد النظر الذى يمتلئ غيظاً وقسوة. وأيضاً منه أذى الناس فى طرقهم التى يسيرون فيها سواء على أقدامهم أو بالسيارات، فينبغى ألا يقوم بتعطيل إشارة مرور، أو التسبب فى إيذاء المارة كالتبول فى الطرق العامة، أو إلقاء القمامة، أو تلويث الماء، فينبغى ألا يكون الإنسان سبباً فى إزعاج الناس فى طرقهم، بل عليه أن يميط الأذى عن الطريق كما قال صلى الله عليه وسلم -: «اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ، قَالُوا: وَمَا اللَّعَّانَانِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: الَّذِى يَتَخَلَّى فِى طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ فِى ظِلِّهِمْ» رواه مسلم.

وقال صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: «بَيْنَمَا رجل يمشى بطرِيق وجد غُصْن شوك فَأَخَّرَهُ فَشكر الله لَهُ فغفر الله لَه»، وَفِى رِوَايَة لمُسلم، قَالَ: «لقد رَأَيْت رجلاً يتقلَّبُ فِى الْجنَّة فِى شَجَرَة قطعهَا من ظَهْرِ الطَّرِيق كَانَت تُؤذى الْمُسلمين».

ومن الآداب أيضاً ردُّ السلام، حيث إن إفشاء السلام فيه إشاعة ونشر لثقافة السلام بين المجتمع وأفراده، قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً ﴾ [النساء: 86].

ومن آداب الطريق أن يكون الإنسان حسن الكلام، لا يقول إلا خيراً، فينصح المارة والجالسين فى الطرق إذا وجد أن الأمر يحتاج إلى نصح وتوجيه وإرشاد، فإذا ما وجد إنساناً يتلفظ بألفاظ خادشة للحياء، أو يتلفظ بكلمات سُوقية فعليه أن يوجهه إلى خطأ هذا التصرف، أو أن يجد إنساناً يعتدى على إنسان بالضرب أو الشتم أو التنمر، فينبغى نصحه باللين واللطف وتوجيه مثل هؤلاء إلى أن يقولوا للنَّاس حُسناً، فذلك من علامات، وأمارات الإيمان بالله تعالى، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أَوْ لِيَصْمُتْ» رواه البخارى ومسلم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سماحة الإسلام حق الطريق صلى الله ع فى الطرق ى الله ع

إقرأ أيضاً:

دعاء الضيق كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم

يبحث عدد كبير من الأشخاص، عن دعاء الضيق كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك من أجل أن يخلصهم من مخاوفهم ويشرح صدورهم ويطمئن قلوبهم.

وخلال السطور التالية، يستعرض موقع «الأسبوع» لمتابعيه وزواره، دعاء الضيق كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك ضمن خدمة مستمرة يحرص الموقع على تقديمها لزواره.

دعاء الضيق دعاء الضيق كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم

عن ابن عباس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب « لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش الكريم ».

« اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا ارحم الراحمين أنت رب المستضعفين، وأنت ربى، إلي من تكلني، إلي غريب يتجهمني؟، أم إلي قريب ملكته أمري، إن لم يكن بك غضب عليا فلا أبالى، ولكن رحمتك هي أوسع لي».

دعاء الضيق

«اللهم فارج الهم وكاشف الغم مجيب دعوة المضطرين، رحمان الدنيا والأخرة ورحيمهما، أن ترحمني فارحمني رحمة تغني بها عن رحمة من سواك»

وكان رسول الله يدعو عند الضيق والحزن: «اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك، ماضِ في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي».

وأيضا «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، و العجز والكسل والبخل والجبن، وغلبة الدين وقهر الرجال».

اقرأ أيضاًشهر تُرفع فيه الأعمال إلى الله.. دعاء ليلة النصف من شعبان 2025

دعاء ختم القرآن الكريم في شهر شعبان 2025

مقالات مشابهة

  • شقيق ياسمين عبدالعزيز يكتب وصيته ويطلب عدم إقامة عزاء له
  • الأزهر يجيب على شبهة حديث "النساء ناقصات عقل ودين"
  • حديث النبي عن الزواج.. من استطاع منكم الباءة فليتزوج
  • عدنان الروسان يكتب .. التم المتعوس على خايب الرجا
  • إبراهيم عثمان يكتب: غزوة مروي كدليل براءة للميليشيا!
  • خصوصية جبل الطور حتى يتجلى الله تعالى عليه
  • دعاء الضيق كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم
  • الظلم وقدرة الإنسان على الصمود أمامه
  • وكيل وزارة الأوقاف بسوهاج يشهد احتفالية "معًا نصنع الفارق .. أثرنا معًا"
  • سبب يستهين به البعض لكنه يغفر ذنوبك ويدخلك الجنة.. علي جمعة يوضحه