بوابة الوفد:
2025-01-30@14:55:17 GMT

مكان ليلة القدر

تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT

غزوة بدر الكبرى هى ثانى حدث استثنائى فى تاريخ الدعوة الإسلامية بعد الهجرة النبوية لانها كانت اول معركة عسكرية فاصلة بين طلائع الايمان وجحافل الكفر وصناديد الباطل فقد كان كفار قريش ثلاثة أضعاف المسلمين فمن الناحية النظرية هنالك تفاوت رهيب من حيث العدد والعتاد والخبرة الميدانية وهو ما يرجح منطقيا بهزيمة ساحقة للمسلمين هذه المعطيات الواضحة تسببت فى صراع نفسى معقد بين الخوف من اقتلاع الدعوة من جذورها ووأدها للابد وبين الامل واليقين بموعود نصر الله بجعل كلمة الحق هى العليا، بعدما فرغ القائد العسكرى من الأخذ بالاسباب الدنيوية لجأ إلى حلول السماء لذا تضرع النبى ودعا ربه دعاء المضطر الملهوف فاستقبل القبلة ثم مد يديه يهتف بخشوع الموقن بقدرة الجبار اللهم أنجز لى ما وعدتنى، اللهم آت ما وعدتنى، اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد فى الأرض، فمازال يتوسل حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه، وقال: يا نبى الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله قوله «إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنى ممدكم بألف من الملائكة مردفين».

 

فأمده الله بالملائكة المسومين وهنا يروى ابن عباس عن الصادق المصدوق أنه قال هذا جبريل أخذ برأس فرسه أداةُ الحرب ويشرح ذلك تقى الدين السبكى مع أن جبريل قادر على أن يهلك الجمع بريشة من جناحه فقلت وقع ذلك لإرادة أن يكون الفعل للمؤمنين وتكون الملائكة مددا معنويا بان تلقى الرعب فى نفوس الكافرين وتطمئن وتثبت المستضعفين رعاية لصورة الأسباب وسنتها التى اجراها الله على عباده. 

فكما انطوت معركة بدر على معجزة من أعظم معجزات التأييد والنصر للمسلمين، تجرى معجزة مشابهة على ارض غزة التى اهلها فى صبر لا ينقطع وعزيمة لا تنفد وإقدام لا حدود له. بالرغم من الحرب الظالمة تدخل شهرها السابع تحت عنوان الابادة الجماعية برعاية امريكية أطلسية مفضوحة يندى لها جبين البشرية يندد بها كل احرار العالم من كل الاديان والاعراق بعدما وصل حجم الدمار الشامل إلى مستوى لم يسبق له مثيل فقد وصف تقرير وول ستريت جورنال الاخير بأن إسرائيل أسقطت 29 ألف قنبلة، دمرت ما يقارب 70% من المنازل بالقطاع فهى أكثر الحملات الاجرامية تدميرا فى التاريخ الحديث ويثبت ذلك حجم الدمار المروع فى القطاع البائس فى شهور قليلة أكبر من الذى أحدثه قصف الحلفاء على المدن الألمانية لعدة سنوات. ولم تتوقف المأساة على البنية التحتية فقط بل وصل الحقد الأسود لجريمة العقاب الجماعى الذى وصل بحرمان اكثر من 2 مليون انسان معظمهم من الاطفال والنساء من ابسط مسببات الحياة كالماء والدواء والغذاء فقد كانت جميع المساجد التى يزيد عددها على 1000 مسجد تقريبا بمثابة حجر زواية لمجتمع اللاجئين فى المخيمات تقوم بجمع الصدقات وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين قد دمرت بشكل كامل أو جزئى بالاضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية 10 أضعاف مستوياتها قبل الحرب. ولا توجد حتى سيولة نقدية لشراء المتاح فى الأسواق وتقترب غزة من حافة كارثة المجاعة مع انهيار كامل لكافة الخدمات الأساسية وذلك هدف اولئك البرابرة الطغاة بجعلها منطقة غير قابلة للحياة الادمية لعقود حتى يكونوا عبرة لمن يعتبر لكن هيهات هيهات لما توعدون. 

يتحرى المسلمون ليلة القدر فى الليالى العشر الاخيرة الوترية وقد يختلفون على ميعادها لكن لولا الأدب مع الله لقلت أن من يريد مكان ليلة القدر هذا العام سيجدها فى أطلال غزة بين البيوت المدمرة والشوارع الدامية والمخيمات المكتظة بالثكالى والجرحى والايتام والجياع ومع ذلك ستجد وجوههم ناضرة إلى ربها ناظرة ترجو رحمته ونصره وكلهم يقين فى وعده الخالد. 

«وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِى الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ»

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: غزوة بدر

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: حياتى فى منطقة "المغربلين" !!



العفاريت هى كائنات ذكرت فى القرأن الكريم حينما قال عفريت من الجن لسيدنا سليمان عليه السلام أنه على إستعداد لنقل عرش " بلقيس " اليمن إلى مقر سيدنا سليمان قبل أن يغمض له جفن (عين) وقد كان هذه من قصص القرأن الكريم (صدق الله العظيم ) !!
ألا أن موضوع الحديث اليوم هو العفريت الذى كان يهدد به أطفالنا  وخاصة فى زماننا نحن وليس هذا الزمان الذى يعيش فيه أطفالنا ويمارسون فيه ألعابهم الإليكترونية التى تضاهى فعل العفاريت، بفكر زمان، أو عقلية تاريخنا القديم  كنا من سكان منطقة الدرب الأحمر "والمغربلين " فى قلب القاهرة الفاطمية وشارعها العظيم شارع المعز لدين الله الفاطمى والذى يبدأ من شارع محمد على ( القلعة) وينتهى فى خان الخليلى " بالجمالية "مرورًا بأحياء (سوق السلاح والداودية والمغربلين والغورية وتحت الربع وباب الوزير والغورى والموسكى والأزهر وسيدنا الحسين وخان الخليلى والجمالية ).
وهذه المنطقة الشعبية يتأصل فيها جذور شعب المحروسة حيث يحدها منطقة "الحبانية" "والحلمية الجديدة " "وعابدين " حيث مقر الحكومة بلاظوغلى بعد إنتقالها من القلعة فى عصر الخديوى إسماعيل 1868 وكانت القاهرة فى هذا الزمن هى قاهرة شعب المحروسة بكل طوائفه –ففى هذه الأحياء – كانت الحياة الإقتصادية والإجتماعية مرتبطة إرتباطًا لطيفًا – فالكل يعمل ويقايض ويتبادل المصالح والمنافع وأيضًا المشاعر فيما بينهم  فالمدارس فى هذه المنطقة من " الكتاتيب " إلى المدارس حتى المدرسة الثانوية أو ما كانت تسمى بالثقافة أو البكالوريا وأشهر تلك المدارس " مدرسة الخديوية " فى شارع الخليج المصرى و" مدرسة السنية " الثانوية للبنات بالسيدة زينب !!
وفى تلك المناطق كانت ورش الحدادة وصناعة الأسرة والدواليب من الصاج والمواسير وورش الأحذية وورش النجارة وورش الصباغة والنسيج والسجاد وأفران الخبز والكحك ( والمقلاه) للب والسودانى والحمص والطرشجية 
( معامل للتخليل) وأفران تدميس الفول ومطاعم الفول والطعمية والباذنجان المقلى والبطاطس و"مسامط" الفتة والكوارع وبقايا اللحوم التى يستجلبها أصحاب هذه المطاعم من منطقة (المذبح) المجزر القديم في القاهرة  والواقع علية الأن مستشفي أورام الأطفال وفي هذه المناطق المعبئة بعبق التاريخ المصري الأصيل وفي حواري هذه المنطقة عشت جزء كبير من طفولتي حيث كانت الأسرة تعاني من وجود الأطفال في الحواري في العابهم التي أصبحت من التراث في لعب الأطفال مثل لعبة ( الإستغماية ) ( وحرب أيطاليا ) و( السبع طوبات ) ( والطره والوزير ) ( وصلح ) ولعبة ( الأولي ) للبنات ( والبلي ) أو (الدبور والنحلة) (الترونجيلة ) ( الكرة الشراب ) (وعروسة وعريس ) وهذه أهم اللعبات التى كان يختلط فيها البنين والبنات في اللعبة..
وكان الأطفال يصنعون من الكرتون ومن أغطية زجاجات المياة الغازية بعد وضعها علي ( شريط الترام )، قضبان الترام، ومرورة عليها !!

ليسطحها فيصنع منها كثير من الأشكال..  وكانت الكتاتيب والمدارس تجمع الأطفال والأولاد بكل هذة الثقافات المصرية ويختلط الجميع في صوت واحد مردد وراء "المدرس الشيخ " الأيات القرأنية والأناشيد النبوية  وكذلك تسميع القصائد والشعر العربي أما الشييء الذي كان تخافه كل أطفال هذه المرحلة  حينما تهدد الأمهات أبنائهن بأن العفريت قادم أو" أبو رجل مسلوخة "هنا فقط يسرع الطفل إلي بيته ثم إلي سريره  ليبدأ مرحلة نومه بأحلامه وبداية يوم جديد فكانت قوة الأسطورة عن العفاريت و" أبو رجل مسلوخة  " قادرة على ضبط الحركة في البيت في المحروسة ( رحم الله أمي وأيام زمان ) !!


أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد
[email protected]

مقالات مشابهة

  • هل الدعاء في أول ليلة من شعبان مستجاب؟.. تعرف على ما قاله الإمام الشافعي
  • «الإفتاء» توضح الأعمال المستحبة في ليلة النصف من شعبان 2025
  • دعاء آخر ليلة من شهر رجب.. ردده الآن للرزق وتحقيق الأمنيات المُستحيلة بـ27 كلمة
  • المقصود من الليلة في قوله تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}
  • في ليلة 29 رجب.. أبرز الأدعية المأثورة والمستحبة بهذا الشهر
  • القوات المسلحة تحتفل بذكرى ليلة الإسراء والمعراج لعام 1446هـ
  • القوات المسلحة تحتفل بذكرى ليلة الإسراء والمعراج
  • القوات المسلحة تحتفل بذكرى ليلة الإسراء والمعراج لعام 1446ه
  • د.حماد عبدالله يكتب: حياتى فى منطقة "المغربلين" !!
  • ما الحديث الذى دار بين الله والنبي ليلة الإسراء والمعراج؟.. أمين الفتوى يجيب