الوطن:
2025-04-25@09:45:34 GMT

الشيخ أحمد البهي يكتب: وهل الدين إلا الحب؟

تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT

الشيخ أحمد البهي يكتب: وهل الدين إلا الحب؟

وهل الدين إلا الحب؟.. قائل هذه العبارة هو إمام عصره وفقيه زمانه الإمام محمد بن على زين العابدين الشهير بـ(محمد الباقر) -رضى الله عنه وعن أهل بيته- فقد رَوى ابن حَیُّون المغربى عَنْ أَبِى جَعْفَرٍ ‏مُحَمَّدِ بْنِ عَلِىٍّ أَنَّ قَوْماً أَتَوْهُ مِنْ خُرَاسَانَ فَنَظَرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ قَدْ تَشَقَّقَتَا رِجْلَاهُ فَقَالَ لَهُ: مَا هَذَا؟! فَقَالَ: بُعْدُ الْمَسَافَةِ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، وَوَاللَّهِ مَا جَاءَ بِى مِنْ حَيْثُ جِئْتُ إِلَّا مَحَبَّتُكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ.

قَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: «أَبْشِرْ، فَأَنْتَ وَاللَّهِ مَعَنَا تُحْشَرُ».

قَالَ: مَعَكُمْ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ؟!

قَالَ: «نَعَمْ، مَا أَحَبَّنَا عَبْدٌ إِلَّا حَشَرهُ اللَّهُ مَعَنَا، وَهَلِ الدِّينُ إِلَّا الْحُبُّ؟».

نعم، وهل الدين إلا الحب؟!

عبارة موجزة تحمل معانى جمة، فالحب هو الذى يحرك الإنسان فى كل أموره، فهو إما محب لنفسه ويسير على هواها بغير هدًى من الله، أو يحب مولاه فيكون فى طريق المفلحين..

والمؤمن الحقيقى هو الذى يحرك نفسه من حب الذات إلى حب الله، وإذا أحب الله أحب كلَّ من يحبه الله عز وجل من أنبيائه ورسله وعباده الصالحين، بل يحب الخير والهداية للناس أجمعين، فطريقه قد تبدَّل من حب نفسه إلى حب مولاه وصدق فيه قوله تعالى {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُباً لِّلهِ}.

ونجد فى صحيح البخارى فى حديث أنس بن مالك -رضى الله عنه- أنَّ رَجُلاً مِن أهْلِ البَادِيَةِ أتَى النَّبىَّ صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، مَتَى السَّاعَةُ قَائِمَةٌ؟ قالَ: ويْلَكَ! وما أعْدَدْتَ لَهَا؟ قالَ: ما أعْدَدْتُ لَهَا إلَّا أنِّى أُحِبُّ اللَّهَ ورَسولَهُ، قالَ: إنَّكَ مع مَن أحْبَبْتَ. فَقُلْنَا: ونَحْنُ كَذلكَ؟

قالَ: نَعَمْ. فَفَرِحْنَا يَومَئذٍ فَرَحاً شَدِيداً...

لو تأملنا فى هذا الحديث سنجد أن هذا الرجل كان أعرابياً بسيطاً لم يُذكر اسمه فى الروايات، والرجل يُقِرُّ بلسانه أنه ما أعد للقيامة غير حب الله ورسوله، وفى بعض الروايات: «مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ صَوْمٍ، وَلا صَلاةٍ، وَلا صَدَقَةٍ، وَلَكِنِّى أُحِبُّ اللَّه وَرَسُولَهُ».

أى أن الرجل بالكاد يصلى الفرض ويصوم الفرض، ولكنه محب لله ولرسوله حباً خالصاً نقيَّاً استشعره منه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولذلك أجابه قائلاً: أنت مع من أحببت!

هذا الحديث لا يدعو لإغفال قدر العمل، ولكنه يدعو لتنمية جانب المحبة فى قلب كل مؤمن.

ونسبوا إلى ابن حجر العسقلانى رحمه الله قوله:

وقائل هل عمل صالح… أعددته يدفع عنك الكُرَب

فقلت حسبى خدمة المصطفى… وحبــــه فالمرء من أحب

وإذا أحب العبد ربه فإن الله عز وجل يبادله حباً بحب، بل يجازيه بأن يجعله محبوباً من جميع خلقه الصالحين فى أرضه وسمائه فقد روى البخارى عن أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إذَا أحَبَّ اللَّهُ العَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَاناً فأحْبِبْهُ، فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فيُنَادِى جِبْرِيلُ فى أهْلِ السَّمَاءِ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَاناً فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ فى الأرْضِ».

تخيل أن هذه المحبة تكون سبباً فى حفظك من شر كل ذى شر فإن الله -تعالى- لما حكى لنا قصة التقاط آل فرعون لنبيه موسى وهو طفل رضيع فقد ذكر لنا أنه قد حفظه «بالحب» فقال: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّى وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِى}، بل نجد أن الله تعالى قد جعل من أبرز صفات من يختارهم لنصرة دينه «الحب» فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِى اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}.

يحبهم الله وهم يحبون الله، وما داموا يحبون الله فإنهم يحبون خلقه ويشفقون عليهم ولا يريدون لهم إلا الخير والهداية... فلا ينصر دين الله إلا من امتلأ قلبه بالحب والسلام لا بالكراهية والعداء...

فهل بعد ذلك يحق لأحد أن يسأل ويتشكك فى أهمية قضية الحب وتعلقها بدين الله عز وجل؟

ساعتها لن نجد إجابة أفضل من أن نقول له: «وهل الدين إلا الحب؟».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الدين الحب محمد الباقر

إقرأ أيضاً:

هل يشترط الوضوء عند ترديد الأذكار.. أمين الفتوى يحسم الجدل

قال الشيخ عويضة عثمان، مدير الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الدعاء والذكر هو نوع من أنواع العبادات، منوها بأنه لا يشترط فيه ما يشترط للصلاة.

وأوضح «عثمان» في إجابته عن سؤال: «هل يشترط أو يجب أن يكون الإنسان على طهارة عند الدعاء؟»، أنه ورد عن أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها- كانت تقول: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يذكر الله تعالى في كل أحيانه».

وأوضح أن الدعاء هو نوع من أنواع العبادات والذكر لله تعالى، فلا يشترط فيه ما يشترط للصلاة من طهارة "وضوء".

هل يجوز الذكر والاستغفار بدون وضوء

في سياق متصل قال الدكتور محمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الذكر والاستغفار للجنب جائز، مضيفا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله على كل أحواله.

وأضاف أمين الفتوى، خلال لقائه على فضائية "الناس" أن الذكر طمأنينة وسكن وراحة للإنسان المؤمن، ومن اعتاد لسانه على ذكر الله لن يستطيع أن يلجمه بعد ذلك.هل يأثم من يخرج من بيته وهو جنب

هل الشك في عدد ركعات الصلاة يتطلب إعادتها؟.. دار الإفتاء توضحدار الإفتاء توضح حكم نسيان الإمام سجدة التلاوة في الصلاةحكم قراءة الفاتحة للمتوفى بعد صلاة الجنازة.. دار الإفتاء تجيبهل ثواب العمل الصالح يتضاعف في مكة؟.. دار الإفتاء تكشف الحقيقة


وورد سؤال إلى لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، مفاده، «هل يأثم من يخرج من بيته وهو جنب لقضاء متطلبات في غير مواقيت الصلاة سواء كان الخروج لحاجة ضرورية أو غير ضرورية؟».

وقالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، إنه لا بأس بخروج الجنب إلى السوق وغيره مما لا بد منه لقضاء حوائجه، ولا إثم عليه في هذا إلا إذا ضيع الصلاة عن وقتها، لكن يستحب له المبادرة إلى الاغتسال.

وأوضحت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، أن من السنة المبادرة إلى الاغتسال بعد الجماع، ويجوز أن ينام الإنسان أو يأكل أو يشرب وهو جنب.

هل يجوز ذكر الله تعالى على جنابة
ورد سؤال لدار الإفتاء من سائل يقول " هل يجوز التسبيح والذكر والإنسان على جنابة".

أجابت الدار، في فتوى لها، أنه يجوز للإنسان شرعا ذكر الله تعالى ولو كان على جنابة؛ لأن الأمر بالذكر جاء مطلقا فدل ذلك على جواز الذكر في أي حال يكون عليها الإنسان؛ قال الله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا ۞ وسبحوه بكرة وأصيلا﴾ [الأحزاب: 41-42]، وقال تعالى: ﴿إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ۞ الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار﴾ [آل عمران: 190-191].

وأضافت: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذاكرا لله سبحانه في كل حركاته وسكناته وفي كل أحواله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يذكر الله عز وجل على كل أحيانه" رواه مسلم.

ونقل الإمام النووي إجماع العلماء على جواز الذكر بالقلب واللسان للمحدث والجنب والحائض والنفساء؛ فقال في كتابه "الأذكار" (ص: 11): [أجمع العلماء على جواز الذكر بالقلب واللسان للمحدث والجنب والحائض والنفساء، وذلك في التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والدعاء وغير ذلك].

مقالات مشابهة

  • الشيخ كما الخطيب يكتب .. لولا غزة لعلفتكم خيول التتار ولرعيتم خنازيرهم
  • الشيخ أحمد الطلحي للحجاج: سيدنا النبي حي في روضته
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: سبعون سنة يتيهون في الأرض
  • عصام الدين جاد يكتب: حب الفداء لسيناء
  • كلمة واحدة وصف بها رسول الله من يحافظ على صلاة الضحى.. اغتنمها ولا تتركها
  • هل يشترط الوضوء عند ترديد الأذكار.. أمين الفتوى يحسم الجدل
  • ما المقصود بقول الله تعالى كتب على نفسه الرحمة ؟.. علي جمعة بوضح
  • هل الدعاء يُزيد الرزق؟.. انسى الفقر نهائيًا بـ3 أعمال وآية
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: خلق آخر
  • وزارة الداخلية تنفذ حكم القتل تعزيرًا بجانيين في منطقة مكة المكرمة