د. مصطفى عبدالسلام يكتب.. نهاية رمضان
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
بسم الله الرحمن الرحيم وبعد، فإننا فى نهاية شهر رمضان الفضيل ومن رحمة الله سبحانه وتعالى أن فتح الباب أمام الذين قصّروا فيما مضى من شهر رمضان، فأعطاهم فرصة أخيرة ومنحة ربانية لكى يتقربوا إلى الله عز وجل فيما بقى من شهر رمضان المبارك.
فها هى أيام شهر رمضان تمر سريعاً وتنقضى سريعاً وهى إما شاهدة على العباد أو شاهدة لهم، لذلك كان النبى، صلى الله عليه وسلم، يستغل العشر الأواخر ويجتهد فيها ما لا يجتهد فى غيره، حتى إن السيدة عائشة قالت كان يُحيى ليله ويوقظ أهله ويجدّ ويشد المئزر.
وكان صلى الله عليه وسلم ينقطع فى هذه الأيام للذكر والعبادة والتهجد والاعتكاف فقد كان من سنته، صلى الله عليه وسلم، أنه كان يعتكف فى العشر الأواخر من شهر رمضان طلباً لليلة القدر التى هى أعظم وأفضل من ألف شهر، التى قال عنها، صلى الله عليه وسلم، التمسوها فى الوتر من العشر الأواخر من رمضان، فالسعيد مَن يستغل هذه الأيام بل الساعات بل اللحظات القليلة الباقية من شهر رمضان ويصلح ما بينه وبين الله سبحانه وتعالى بالتوبة النصوح وبتجديد العهد بينه وبين الله سبحانه وتعالى بأن يستمر على الطاعة بعد رمضان وعلى الصيام وعلى القيام وعلى ترك المنكرات والفواحش وأن يستمر على الاستقامة قال الله لنبيه فاستقم كما أمرت ونقول دوماً فى صلاتنا: اهدنا الصراط المستقيم.
وقال صلى الله عليه وسلم: أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل فعلينا جميعاً أن نستمر على الطاعة بعد الانتهاء من شهر رمضان المبارك، فرب رمضان هو رب سائر الشهور والأيام وبعد أيام قلائل سيهل علينا العيد والعيد ليس بلبس الجديد وإنما العيد لمن خاف يوم الوعيد، العيد لمن عبدالله حقاً وصام حقاً وقام حقاً واستمر على طاعة الله، سبحانه وتعالى على الدوام والعيد له سنن وآداب كثيرة، منها الاغتسال ومنها التماس الطيب، أى العطر ومنها لبس أحسن الثياب ومنها الذهاب إلى صلاة العيد مبكراً والذهاب من طريق والعودة من طريق آخر ومنها تناول شىء من الأطعمة قبل النزول لصلاة العيد ولو شربة ماء أو تمرة كذلك رفع الصوت بالتكبير.
ومن أهم سنن وآداب العيد التهنئة بالعيد، تهنئة الأحباب والأقارب والأصدقاء والجيران قال الله تعالى فى القرآن قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون أدخلوا السرور على أنفسكم وعلى أولادكم وعلى بيوتكم فى هذه الأيام الطيبة العظيمة المباركة، فهى أيام فرح وأيام خير وأيام رزق وأيام بركة وأيام توسعة على النفس والأهل والأولاد والأسرة وقد اقتضت إرادة الله سبحانه وتعالى أن يجعل لنا بعد كل عبادة عظيمة عيداً وفرحاً وسروراً، فبعد الانتهاء من شهر رمضان يأتى عيد الفطر وبعد الانتهاء من مناسك الحج وصيام تسعة ذى الحجة يأتى عيد الأضحى، وما سمى العيد إلا لأنه يعود ويتكرر ومن رحمة الله سبحانه وتعالى أنه فى نهاية شهر رمضان يعتق من النار مثل ما أعتق فى الشهر كله، فقد قال، صلى الله عليه وسلم، إن الله سبحانه وتعالى فى كل ليلة من ليالى رمضان له عتقاء من النار، فإذا كانت آخر ليلة من شهر رمضان أعتق مثل ما أعتق فى الشهر كله فالسعيد مَن نال هذا الشرف ومن نال هذا الوسام وأعتق من النار بطاعته ودعائه وصلته وقربه من الله سبحانه وتعالى ودعائه أن ينجيه الله سبحانه وتعالى من النار.
كما أخبر صلى الله عليه وسلم أن للصائم فرحتين، فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه فالذى صام حقاً يفرح عند فطره بصيامه وقيامه وعبادته وقربه من الله سبحانه وتعالى هذا فى الدنيا ويفرح فى الآخرة حينما يرى ثواب عمله وثواب صيامه عند الله سبحانه وتعالى.
ولا ننس أبداً فى هذه الأيام أن نُخرج زكاة الفطر وأن نوسع على الفقراء والمساكين والمحتاجين فى هذه الأيام الطيبة المباركة، إذ ذكر الله فى القرآن: «قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِهِ فَصَلَّى» وكما حددت دار الإفتاء المصرية فى هذا العام أن زكاة الفطر أقل شىء للفرد 35 جنيهاً كحد أدنى عن الفرد الواحد فى الأسرة ومن زاد ووسع على الفقراء وسع الله سبحانه وتعالى عليه وأخبر صلى الله عليه وسلم، قائلاً عن الفقراء اغنوهم عن السؤال فى هذا اليوم أى وسعوا عليهم وأدخلوا عليهم الفرحة والبهجة والسرور.
وأخيراً أنادى على شهر الصيام وهو يلملم أوراقه ويرفعها إلى رب العباد، يا شهر الصيام فدتك نفسى. تمهل بالرحيل والانتقال، فما أدرى ما الحول، أتلقانى مع الأحياء حياً أو أنك ستلقانى فى اللحد بالياً.
أسأل الله أن يعيد علينا رمضان أياماً عديدة وأزمنة مديدة وأن يتسلم رمضان منا متقبَّلاً وأن يرحم فيه تقصيرنا وأن يجعل هذا العيد عيد خير ورحمة وبركة وفرح ورزق علينا وعلى العالمين وأن يحفظ بلادنا من كل مكروه وسوء وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: شهر رمضان بداية شهر رمضان نهاية شهر رمضان الله سبحانه وتعالى صلى الله علیه وسلم فى هذه الأیام من شهر رمضان من النار
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي: من يرغب في مرافقة النبي في الجنة عليه بكثرة السجود
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن من يرغب في مرافقة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة عليه بكثرة السجود.
مرافقة النبي في الجنةوقال عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، خلال حلقة برنامج «لعلهم يفقهون»، المذاع على قناة «dmc»، اليوم الثلاثاء: «النبي صلى الله عليه وسلم عندما طلب منه الصحابي الجليل ربيع بن كعب الأسلمي أن يرافقه في الجنة، قال له: أعني على نفسك بكثرة السجود»
وأضاف: «ربنا بيقول في كتابه العزيز: وَإِنَّ الَّذِينَ يَكْنُزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ، ومن بين هذه العذابات العظيمة التي نسمع عنها في القرآن الكريم، نجد أن الصلاة هي مفتاح الخلاص والنجاة».
فضل الصلاة في وقتهاوأوضح أن الصلاة في أول وقتها لها فضل عظيم، مستشهداً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «أفضل الأعمال الصلاة في أول وقتها»، مشيرا إلى أن الحفاظ على الصلاة في أول وقتها هو علامة الإيمان والتقوى، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «استقيموا ولن تحصوا، وأعلموا أن خير أعمالكم الصلاة»
وأضاف الشيخ الجندي: «أنها نعمة عظيمة أن الله سبحانه وتعالى قربنا منه في السجود، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فالسجود هو لحظة العبودية الكاملة لله سبحانه وتعالى، وهي اللحظة التي يمكن للمسلم فيها أن يدعو الله بكل ما في قلبه لن يحافظ على الوضوء إلا المؤمن، فهذا أمر عظيم ويجلب الكثير من البركات في حياة المسلم».