الوطن:
2024-12-22@22:53:53 GMT

د. مصطفى عبدالسلام يكتب.. نهاية رمضان

تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT

د. مصطفى عبدالسلام يكتب.. نهاية رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم وبعد، فإننا فى نهاية شهر رمضان الفضيل ومن رحمة الله سبحانه وتعالى أن فتح الباب أمام الذين قصّروا فيما مضى من شهر رمضان، فأعطاهم فرصة أخيرة ومنحة ربانية لكى يتقربوا إلى الله عز وجل فيما بقى من شهر رمضان المبارك.

فها هى أيام شهر رمضان تمر سريعاً وتنقضى سريعاً وهى إما شاهدة على العباد أو شاهدة لهم، لذلك كان النبى، صلى الله عليه وسلم، يستغل العشر الأواخر ويجتهد فيها ما لا يجتهد فى غيره، حتى إن السيدة عائشة قالت كان يُحيى ليله ويوقظ أهله ويجدّ ويشد المئزر.

وكان صلى الله عليه وسلم ينقطع فى هذه الأيام للذكر والعبادة والتهجد والاعتكاف فقد كان من سنته، صلى الله عليه وسلم، أنه كان يعتكف فى العشر الأواخر من شهر رمضان طلباً لليلة القدر التى هى أعظم وأفضل من ألف شهر، التى قال عنها، صلى الله عليه وسلم، التمسوها فى الوتر من العشر الأواخر من رمضان، فالسعيد مَن يستغل هذه الأيام بل الساعات بل اللحظات القليلة الباقية من شهر رمضان ويصلح ما بينه وبين الله سبحانه وتعالى بالتوبة النصوح وبتجديد العهد بينه وبين الله سبحانه وتعالى بأن يستمر على الطاعة بعد رمضان وعلى الصيام وعلى القيام وعلى ترك المنكرات والفواحش وأن يستمر على الاستقامة قال الله لنبيه فاستقم كما أمرت ونقول دوماً فى صلاتنا: اهدنا الصراط المستقيم.

وقال صلى الله عليه وسلم: أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل فعلينا جميعاً أن نستمر على الطاعة بعد الانتهاء من شهر رمضان المبارك، فرب رمضان هو رب سائر الشهور والأيام وبعد أيام قلائل سيهل علينا العيد والعيد ليس بلبس الجديد وإنما العيد لمن خاف يوم الوعيد، العيد لمن عبدالله حقاً وصام حقاً وقام حقاً واستمر على طاعة الله، سبحانه وتعالى على الدوام والعيد له سنن وآداب كثيرة، منها الاغتسال ومنها التماس الطيب، أى العطر ومنها لبس أحسن الثياب ومنها الذهاب إلى صلاة العيد مبكراً والذهاب من طريق والعودة من طريق آخر ومنها تناول شىء من الأطعمة قبل النزول لصلاة العيد ولو شربة ماء أو تمرة كذلك رفع الصوت بالتكبير.

ومن أهم سنن وآداب العيد التهنئة بالعيد، تهنئة الأحباب والأقارب والأصدقاء والجيران قال الله تعالى فى القرآن قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون أدخلوا السرور على أنفسكم وعلى أولادكم وعلى بيوتكم فى هذه الأيام الطيبة العظيمة المباركة، فهى أيام فرح وأيام خير وأيام رزق وأيام بركة وأيام توسعة على النفس والأهل والأولاد والأسرة وقد اقتضت إرادة الله سبحانه وتعالى أن يجعل لنا بعد كل عبادة عظيمة عيداً وفرحاً وسروراً، فبعد الانتهاء من شهر رمضان يأتى عيد الفطر وبعد الانتهاء من مناسك الحج وصيام تسعة ذى الحجة يأتى عيد الأضحى، وما سمى العيد إلا لأنه يعود ويتكرر ومن رحمة الله سبحانه وتعالى أنه فى نهاية شهر رمضان يعتق من النار مثل ما أعتق فى الشهر كله، فقد قال، صلى الله عليه وسلم، إن الله سبحانه وتعالى فى كل ليلة من ليالى رمضان له عتقاء من النار، فإذا كانت آخر ليلة من شهر رمضان أعتق مثل ما أعتق فى الشهر كله فالسعيد مَن نال هذا الشرف ومن نال هذا الوسام وأعتق من النار بطاعته ودعائه وصلته وقربه من الله سبحانه وتعالى ودعائه أن ينجيه الله سبحانه وتعالى من النار.

كما أخبر صلى الله عليه وسلم أن للصائم فرحتين، فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه فالذى صام حقاً يفرح عند فطره بصيامه وقيامه وعبادته وقربه من الله سبحانه وتعالى هذا فى الدنيا ويفرح فى الآخرة حينما يرى ثواب عمله وثواب صيامه عند الله سبحانه وتعالى.

ولا ننس أبداً فى هذه الأيام أن نُخرج زكاة الفطر وأن نوسع على الفقراء والمساكين والمحتاجين فى هذه الأيام الطيبة المباركة، إذ ذكر الله فى القرآن: «قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِهِ فَصَلَّى» وكما حددت دار الإفتاء المصرية فى هذا العام أن زكاة الفطر أقل شىء للفرد 35 جنيهاً كحد أدنى عن الفرد الواحد فى الأسرة ومن زاد ووسع على الفقراء وسع الله سبحانه وتعالى عليه وأخبر صلى الله عليه وسلم، قائلاً عن الفقراء اغنوهم عن السؤال فى هذا اليوم أى وسعوا عليهم وأدخلوا عليهم الفرحة والبهجة والسرور.

وأخيراً أنادى على شهر الصيام وهو يلملم أوراقه ويرفعها إلى رب العباد، يا شهر الصيام فدتك نفسى. تمهل بالرحيل والانتقال، فما أدرى ما الحول، أتلقانى مع الأحياء حياً أو أنك ستلقانى فى اللحد بالياً.

أسأل الله أن يعيد علينا رمضان أياماً عديدة وأزمنة مديدة وأن يتسلم رمضان منا متقبَّلاً وأن يرحم فيه تقصيرنا وأن يجعل هذا العيد عيد خير ورحمة وبركة وفرح ورزق علينا وعلى العالمين وأن يحفظ بلادنا من كل مكروه وسوء وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: شهر رمضان بداية شهر رمضان نهاية شهر رمضان الله سبحانه وتعالى صلى الله علیه وسلم فى هذه الأیام من شهر رمضان من النار

إقرأ أيضاً:

حكم التسول في الشريعة الإسلامية.. الإفتاء توضح

حكم التسول.. قالت دار الإفتاء المصرية، برئاسة الدكتور نظير عياد مفتي الديار، إن سؤال الناس مِن غير حاجة أو ضرورة داعية مذمومٌ في الشرع؛ لأنه يتضمن المذلةَ والمهانةَ للمسلم، وهو مما يُنَزِّهُه عنهما الشرعُ الشريف.

حكم التسول في الشريعة


روى الإمام أحمد وابن حِبَّان واللفظ له عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله سلم قال: «لا يَفتح إنسانٌ على نفسه بابَ مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر، لأَنْ يَعمِد الرجل حبلًا إلى جبل فيحتطب على ظهره ويأكل منه خيرٌ مِن أن يسأل الناس مُعطًى أو ممنوعًا».

حكم التسول 
والناس لهم أحوال في المسألة، وباختلاف أحوالهم تختلف أحكامهم؛ فالسائل إذا كان غنيًّا عن المسألة بمال أو حرفة أو صناعة ويُظهِر الفقر والمسكنة ليعطيه الناس؛ فسؤاله حرام، ويدل على هذا ظاهر الأحاديث الواردة في النهي عن السؤال؛ ومنها ما رواه البخاري ومسلمٌ واللفظ له من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا تَزَالُ المَسألةُ بأحَدِكُم حتَّى يَلقَى اللهَ وليسَ في وَجهِهِ مُزعَةُ لَحمٍ». والمزعة هي: القطعة.

قال القاضي عياض رحمه الله في "إكمال المُعلِم" (3/574، ط. دار الوفاء): [قيل: معناه: يأتي يوم القيامة ذليلًا ساقطًا لا وَجه له عند الله. وقيل: هو على ظاهره؛ يُحشَر وجهُه عظمًا دون لحم عقوبةً مِن الله وتمييزًا له وعلامةً بذنبه لمَّا طَلَب المسألة بالوَجه، كما جاء في الأحاديث الأخرى مِن العقوبات في الأعضاء التي كان بها العصيان. وهذا فيمن سأل لغير ضرورة وتَكَثُّرًا] اهـ.

التسول 

وفي "صحيح مسلم" عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَن سأل الناس أموالهم تَكَثُّرًا فإنما يسأل جمرًا، فليستقلَّ أو ليستَكثِر»؛ قَالَ القَاضِي عياض في "إكمال المعلم" (3/ 575): [يعني معاقبته له بالنار؛ إذ غَرَّ مِن نفسه وأخذ باسم الفقر ما لا يحل له، وقد يكون الجمر على وجهه، أي: يُرَد ما يأخذ جمرًا فيكوى به، كما جاء في مانع الزكاة] اهـ.

وروى أبو داود من حديث سهل بن الحنظلية رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَن سَألَ وَعِندَهُ مَا يُغنِيهِ فإنِّما يَستَكثِرُ مِنَ النَّار -أو: مِن جَمرِ جَهَنَّمَ» فقالوا: يا رسول الله وما يُغنِيهِ؟ قال: «قَدرُ مَا يُغَدِّيهِ ويُعَشِّيهِ -أو: أن يكونَ له شِبْعُ يَومٍ وليلةٍ أو ليلةٍ ويوم».

وروى ابن خزيمة في "صحيحه" عن حبشي بن جنادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَن سأل وله ما يُغنيه فإنما يأكل الجمر»، ورواه البيهقي في "الشعب" بلفظ: «الذي يسأل مِن غير حاجةٍ كمثل الذي يلتقط الجمر».

التسول بالشريعة

والقول بالتحريم في هذه الصورة هو ما نَصَّ عليه فقهاء الشافعية؛ قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في "أسنى المطالب" (1/ 407، ط. دار الكتاب الإسلامي): [(ويَحْرُم عليه) أي: الغني (أخْذُها) أي: الصدقة (إن أظهر الفاقة) وعليه حَمَلوا خبرَ الذي مات مِن أهل الصُّفَّةِ وتَرَكَ دينارين، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «كَيَّتَانِ مِنْ نَارٍ»] اهـ. بل وعدَّها الإمام ابن حجر الهيتمي في كتابه "الزواجر" (1/ 304، ط. دار الفكر) من جملة الكبائر.

حكم إعطاء السائل المضطر لذلك
أمَّا إن كان السائل مضطرًا للسؤال؛ لفاقة أو لحاجة وقع فيها، أو لعجز منه عن الكسب فيباح له السؤال حينئذٍ ولا يحرم؛ ودليل ذلك ما رواه أبو داود وابن ماجه مِن حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «إنَّ المسألةَ لا تَصْلُحُ إلا لثَلاثَةٍ: لذي فَقْرٍ مُدقِعٍ، أو لذي غُرمٍ مُفظِعٍ، أو لذي دَمٍ مُوجِعٍ».

والفقر المدقع هو الشديد، والغرم المفظع؛ أي الغرامة أو الدَّين الثقيل، والدم الموجع المراد به: دم يوجع القاتل أو أولياءه بأن تلزمه الدية وليس لهم ما يؤدي به الدية، فيطالبهم أولياء المقتول به فتنبعث الفتنة والمخاصمة بينهم. "عون المعبود" للعظيم آبادي (5/ 38، ط. دار الكتب العلمية).

التسول .. قال الإمام النووي رحمه الله في "المجموع شرح المهذب" (6/ 236، ط. المطبعة المنيرية): [وأما السؤال للمحتاج العاجز عن الكسب فليس بحرامٍ ولا مكروه] اهـ.

بل قد تكون المسألة واجبة في بعض الصور؛ كفقير أو عاجز عن الكسب وحياته مرهونة بسؤاله الناس ما يقيمه فإن لم يسألهم هلك، وعليه يُحمل ما رواه أبو نُعَيم في "الحِلية" عن سفيان الثوري: "مَن جاع فلم يسأل حتى مات دخل النار".

 

مقالات مشابهة

  • المفتي يوضح حكم التجرؤ على الفتوى بلا علم: يؤدي إلى ضلال المجتمع
  • عياد: الفتوى بدون علم تجرؤ على الدين وتؤدي إلى ضلال المجتمعات (فيديو)
  • 70 يوما بحد أقصى .. موعد شهر رمضان 2025 وكم يتبقى عليه؟
  • ما حكم إلقاء السلام على قارئ القرآن؟.. الإفتاء تجيب
  • من هم الرجال الستة الذين يظهرون قبل نهاية العالم؟
  • هل يكون انتخاب عون بسترينة العيد؟
  • ما حكم القنوت في صلاة الفجر؟.. اختلفت عليه المذاهب الأربعة
  • حكم التسول في الشريعة الإسلامية.. الإفتاء توضح
  • في بطن الحوت: كيف قلب يونس عليه السلام المحنة إلى منحة؟
  • سنن يوم الجمعة.. قبل الصلاة وأثنائها وبعدها