الجامع الأزهر: البلاء والأزمات تنقية للنفس من الذنوب والمعاصي
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
عقد الجامع الأزهر، اليوم الخميس، الحلقة الخامسة والعشرين من حلقات الملتقى الفقهي الذي يعقد طوال شهر رمضان المعظم، بحضور الشيخ إبراهيم حلس، مدير إدارة شؤون الأروقة العلمية بالجامع الأزهر، والشيخ ثروت عبد اللطيف، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، والدكتور عبد الله الحسيني، الباحث بقسم العلوم الشرعية بالجامع الأزهر.
قال الشيخ إبراهيم حلس، إن المؤمن يجب أن يختلف حاله عن غيره عند وقوع الأزمات، لكننا نجد كثيرا من الناس إذا مرت به أزمة أو أصابه بلاء في نفسه أو أهله أو ماله أو بدنه أو غير ذلك؛ فإنه يجزع ويسخط على قدر الله، عز وجل، ولا يعلم أن الله بعث له هذا البلاء لينقيه ويطهره ويغسله من الذنوب والمعاصي.
وأضاف مدير إدارة شؤون الأروقة العلمية بالجامع الأزهر، أنه إذا أيقن المسلم بذلك، فإن محنته تنقلب إلى منحة، وعسره إلى يسر، لكن يجب عليه أن يتبع المنهج الإسلامي في التعامل مع الأزمات، فإذا مر بأزمة في غلاء المعيشة؛ استعان على ذلك بالصدقات، وإذا مر بأزمة في هم وحزن وضيق؛ استعان على ذلك بالتوبة والاستغفار والرجوع إلى الله.
منهج الإسلام في التعامل مع الأزماتمن جانبه تحدث الشيخ ثروت عبد اللطيف، عن منهج الإسلام في التعامل مع الأزمات، وأوضح أن سنة الله تعالى في الكون هو وقوع الأزمات، وأن الأزمات متعددة الأشكال والألوان، مٌبينا أن الإسلام هيأ الإنسان لتقبل حدوث الأزمة، وأن تقبل وقوع الأزمة هو نوع من الرضا بقضاء الله تعالى، مٌوضحا أن الإسلام وضع حلولا للأزمات الاقتصادية، مثل الزكاة، وعدم الإسراف، وغيرها من التشريعات التي تفردت بها الشريعة الإسلامية.
مركز الأزهر العالمي للفتوىوأكد عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن أفضل وسيلة تساعد المؤمن على التخلص من ألم الصراعات هو الثبات والصبر والتوكل على الله، بالإضافة إلى اللجوء إلى الله تعالى بالإكثار من الأعمال الصالحة؛ كالدعاء والصلاة والصيام والصدقة وغيرها، فهذه العبادات من أهم الوسائل المعينة على النجاة من المصائب والأزمات فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حَزَبَهُ أمرٌ فزع إلى الصلاة.
ومن جانبه قال الدكتور عبد الله الحسيني، إن الابتلاء والمرور بالأزمات أمر لا تخلو منه الأيام والسنين، لكن هذه الأزمات لطالما كانت سببا في التمييز بين معادن الناس، فمن خلالها يتميز المؤمن عن المنافق، والصالح عن الطالح، فالمؤمن عند المحن والأزمات عليه أن يثق بالله تعالى تمام الثقة أنه وحده القادر على كشف الضر ورفع البلاء.
أغلب الأزمات التي تمر بها الأمة أساسها أزمة في الأخلاقوأكد الباحث بقسم العلوم الشرعية بالجامع الأزهر، أن المتأمل في حال الأمة سيجد أن أغلب الأزمات التي تمر بها الأمة أساسها أزمة في الأخلاق، وبُعد عن منهج الإسلام، فهذا هو سبب الأزمة الكبرى التي تعاني منها الأمة الآن، فضلا عن الضعف والاستكانة والذلة والهوان، لكن على المؤمن أن يُجدد الثقة في ربه، وأن يٌوقن أن بعد هذا الضعف والهوان قوة، وبعد الذلة عز، وعلى المؤمنين أن يعودوا إلى ربهم والتمسك بدينهم، فهو مصدر قوتهم وعزهم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الجامع الأزهر مركز الأزهر العالمي للفتوى مركز الأزهر العالمي الأزهر الشريف بالجامع الأزهر الله تعالى
إقرأ أيضاً:
دعاء مستحب لغفران الذنوب.. طريقك إلى الجنة
الذنوب والخطايا جزء لا ينفصل عن حياة الإنسان، ولكن رحمة الله واسعة، وفضله كبير، فقد فتح لنا باب التوبة والمغفرة، والدعاء هو وسيلة عظيمة للتقرب إلى الله وطلب غفران الذنوب. في هذا المقال، سيعرض التقرير دعاء مستحب لغفران الذنوب الوارد في القرآن الكريم والسنة النبوية، مع توضيح فضل هذه الأدعية وتأثيرها في حياة المسلم.
مَنْ فعل ذنوبًا كثيرة في رجب .. فعليه بهذا الدعاءأذكار بعد صلاة الفجر حتى الشروق.. امسح ذنوبك في دقائق معدودةمن رحمة الله تعالى أنه يغفر الذنوب ولو كانت مثل زبد البحر، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر" وهذا الحديث يبين مدى عظمة رحمة الله وقدرته على غفران الذنوب مهما بلغت كثرتها.
دعاء يغفر الذنوب والكبائرومن أعظم الأدعية التي يغفر بها الله الذنوب والكبائر، الدعاء التالي: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني" (رواه الترمذي)، ودعاء يغفر الذنوب والكبائر يُستحب قوله في ليالي العشر الأواخر من رمضان، ولكنه يمكن قوله في أي وقت لطلب غفران الذنوب والكبائر.
والله سبحانه وتعالى يفرح بتوبة عبده، ويغفر له ذنوبه كلها إذا ما أخلص التوبة، ومن الأدعية المأثورة التي تُقال لطلب مغفرة الذنوب: "رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور"، إن دعاء يغفر الذنوب كلها يعكس الاعتراف بالذنب والتوجه إلى الله بطلب المغفرة.
دعاء يغفر الذنوب قبل النومومن السنة النبوية أن يحرص المسلم على الاستغفار ويردد دعاء يغفر الذنوب قبل النوم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال حين يأوي إلى فراشه: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفر الله له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر".
ومن الأدعية التي وردت في السنة والتي تُغفر بها الذنوب ولو مرة واحدة في العمر: "اللهم إني أستغفرك من كل ذنب أذنبته، وأتوب إليك من كل معصية ارتكبتها"، ودعاء يغفر الذنوب كلها ولو مرة واحدة بالعمر يعبر عن التوبة الصادقة والاعتراف بالذنوب، وهو من الأدعية التي يغفر بها الله الذنوب جميعها.
دعاء قصير يغفر الذنوبفي بعض الأحيان، قد لا يجد الإنسان الوقت لقول دعاء طويل، ولكن هناك أدعية قصيرة تحمل معاني عظيمة لغفران الذنوب، ومن هذه الأدعية: "أستغفر الله العظيم وأتوب إليه"، وهو دعاء قصير يغفر الذنوب وله فضل عظيم، حيث يعبر عن التوبة والاستغفار من الذنوب.
وتعد التوبة هي الطريق إلى المغفرة، وهي من أحب الأعمال إلى الله، ومن الأدعية التي تعبر عن التوبة الصادقة: "اللهم اغفر لي ذنوبي، وتقبل توبتي، واغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد"، ويعكس دعاء غفران الذنوب والتوبة النية الصادقة والرغبة في التخلص من الذنوب والتقرب إلى الله.
الدعاء هو وسيلة قوية لغفران الذنوب، وقد ورد في الحديث القدسي: "يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي"، وهذا الحديث يعكس مدى رحمة الله واستجابته لدعاء عباده التائبين، كما أن الدعاء هو مفتاح التوبة والمغفرة، وهو السبيل الذي يتوجه به المسلم إلى ربه لطلب العفو عن ذنوبه، ومن خلال الدعاء، يعترف الإنسان بضعفه وحاجته إلى رحمة الله، ويجد في الدعاء راحة القلب وطمأنينة النفس، ويجب أن يحرص المسلم على الدعاء والاستغفار بشكل دائم، طلباً لمغفرة الله ورضاه، ويبقى على يقين بأن الله غفور رحيم، يقبل التوبة عن عباده ويغفر الذنوب جميعاً.