فتاوى يجيب عنها فضيلة الشيخ د.كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عمان
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
متى نرد على الإمام وأيُّهم الأولى بالفتح على الإمام، والسؤال الآخر إذا كنت أحفظ الآية التي أشكلت على الإمام ولكن لا أحفظ السورة كاملة هل يجوز أن أفتح عليه أيضا؟
للفتح على الإمام أحوال مختلفة فإذا سهى أو أخطأ في الفاتحة فإنه يجب أن يفتح عليه، ويفتح عليه المأمومون والأولى أن يفتح عليه من يصلح للاستخلاف فهم الذين في قفى الإمام ممن يلي الإمام وممن يصلح أن يستخلفهم الإمام إذا حدث له ما يجيز الاستخلاف في إمامة الصلاة إذ إن الصلاة بدون الفاتحة خداج.
ثم في تلاوة القرآن بعد الفاتحة فإن جماهير أهل العلم يرون استحباب الفتح على الإمام إذا أرتج عليه، أي إذا وقف في موضع ولم يمكن له الإكمال لسهو أو نسيان أو طارئ طرأ على إمام الصلاة فإنه يستحب ويرغب بشدة في أن يفتح له تعظيما لكتاب الله عز وجل ومراعاة لهيبة الصلاة ولأن رسول الله صـلى الله عليه وآله وسلم قال: وإذا نسيت فذكروني، ولما علم أيضا من حاله صـلى الله عليه وآله وسلم من أنه كان يرغب أصحابه في تذكيره حينما يحصل له سهو أو نسيان في الصلاة.
ويفتح على الإمام إذا أرتج عليه وتوقف عن القراءة، وغلب على ظن المصلين أن وقوفه ذلك إنما هو عن نسيان لطلب التذكير، لم يكن لأخذ نفس أو لبلع ريق أو لطلب التذكير وإنما كان ذلك غلب على ظنهم أنه ما وقف إلا لنسيان ولطلب التذكير فهذا يعني ألا يستعجلوه بالفتح عليه ولا ينبغي لهم أن يقفزوا فورا إلى أن يفتحوا له ظانين أنه قد استغلق عليه في القراءة بل يتريثوا، فلعله يعيد الآية قبلها فيتذكر أو يعيد الموضع فيتذكر فإذا كان يكرر لأجل أن يتذكر فلا حاجة إلى الدخول عليه حتى لا يشوش عليه، يتمهل معه فتحفظ للصلاة هيبتها وسكونها ولا حاجة إلى أن يدخل المصلون هذا من جهة وهذا من جهة وكل يفتح عليه، ينتظر به فإذا غلب على الظن كما تقدم أنه قد نسي وأنه بحاجة إلى التذكير فليذكر.
هناك موضع أيضا يتصل بالفتح الواجب على الإمام وهو أن يخطئ بلحن فاحش كأن يأتي بوعيد بدل الوعد أو بما يمكن أن يوهم شركا بدل التوحيد فهذا يجب أن يفتح عليه، ويضرب الفقهاء مثالا لذلك أن قارئا قرأ قول الله تبارك وتعالى « وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ» فقال بدل الآية الكريمة قال: وَارْزُقْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامِ، خطأ، فهذا يجب أن يصحح عليه لأن هذا اللحن فاحش يغير المعنى تماما.
ويجوز لكل مأموم أن يفتح على الإمام لكن الأولى هم الذين خلف الإمام الأقرب إليه الذين يمكن له أن يستخلفهم فهؤلاء أولى بالفتح عليه لكن كل حافظ يمكن أن يفتح على الإمام، اختلف هل يمكن لغير مصلٍ أن يفتح على الإمام والصحيح أنه يمكن له ذلك فلا مانع من ذلك.
يفتح عليه الذي هو حافظ يعرف ذلك الموضع الذي يقرأ منه الإمام فإذا وقف الإمام في كلمة ولم يستطع إتمام الآية وكان هذا حافظا فإنه هو الذي يفتح عليه أما إذا كان غير حافظ فليسكت لعل غيره هو الذي سيتولى الفتح على الإمام وهذا تنبيه مهم لأن بعض الناس يخطئ في المتشابهات أي التي تتشابه ألفاظها من آيات الكتاب العزيز، فيكون الإمام يقرأ في موضع وهذا شارد الذهن فينتبه عند هذه الآية التي تشبه آية في سورة أخرى لكنها تختلف معها في كلمة أو في كلمتين أو في آخر الآية الكريمة تشابهها في صدرها وتختلف معها في خاتمتها فإذا به يصر على أنه صحيح
وهو يظن أنه يفتح عليه بينما الإمام يقرأ في موضع آخر وإذا به يحدث تشويشا للمصلين هذا مما لا ينبغي، فالإمام هو وفد المصلين إلى ربه وهو مؤتم فلا يفتح إلا من كان حافظا متقنا، والله تعالى أعلم.
حان وقت زكاته ولديه بطاقة بنكية تسمى بطاقة الائتمان فيها مبلغ مالي هو أودعه فيها، لكن بطبيعة الحال لا يستطيع أن يسحبه إنما يتسوق به فقط، فهل المبلغ الذي أودعه في تلك البطاقة يدخل في الزكاة أم لا؟
نعم يدخل في الزكاة، لأن هذا المبلغ هو مالك له ملك تام وهو قادر على استعماله، فقط هي وسيلة الاستعمال تختلف فبدل أن يستعمل المبلغ المودع أو المدخر في هذه البطاقة نقدا فإنه يستعمله بهذه البطاقة فكل شروط وجوب الزكاة متحقق في هذا القدر من المال الذي يملكه فعليه أن يعده من جملة أمواله التي يزكيها والله تعالى أعلم.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: یفتح علیه أن یفتح
إقرأ أيضاً:
بالفيديو.. لماذا يبتلينا الله؟.. الشيخ رمضان عبدالمعز يجيب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، أن المؤمن في كل صغيرة وكبيرة من حياته، يعرض أموره على كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ويستنير بنورهما في كافة شؤون حياته، مشيرا إلى أن المؤمن دائمًا يقف مع نفسه ليعرض كل ما يمر به من شدة أو رخاء على القرآن والسنة، ويلجأ إلى الله في كل أمر، يعلم أن كل شيء بيد الله عز وجل.
وأضاف الشيخ رمضان عبد المعز، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على فضائية "dmc"، اليوم الأحد، أن القرآن الكريم يوضح كيف أن الله سبحانه وتعالى قد ابتلى الأمم السابقة بالفقر والمرض ليجعلهم يتضرعون إليه ويخضعون له، كما في سورة الأنعام، الله سبحانه وتعالى يخبر عن الأمم السابقة قائلاً: 'ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون'، فالله ابتلى بعض الأمم ليجعلهم يلجأون إليه ويتضرعون، لكن الكثير منهم لم يستجيبوا، بل قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون.
وتابع أن هذا المشهد يُظهر الفرق بين المؤمن وغير المؤمن في التعامل مع البلاء، بينما المؤمن في شدائده يتوجه إلى الله بالدعاء والرجاء، يزداد غير المؤمن قسوة وابتعادًا عن الله، كما قال الله عن غير المؤمنين: 'ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر لجوا في طغيانهم يعمهون'، بينما المؤمن حين يبتلى يعلم أن الله هو القادر على أن يفرج همّه، فيلجأ إليه ويكثر من الدعاء والتضرع.
واستشهد الشيخ رمضان عبد المعز بقصة الصحابي الجليل عوف بن مالك الأشجعي، الذي عانى من ابتلاء شديد عندما أسر أعداؤه ابنه مالك، في الحرب، "عوف بن مالك ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبكي من أجل ابنه الذي كان أسيرًا لدى الأعداء، وطلب منه المساعدة، فرد النبي صلى الله عليه وسلم عليه قائلاً: 'أوصيك أنت وزوجك بتقوى الله، وأكثروا من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله'".
وأضاف: "النبي صلى الله عليه وسلم علمه أن يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وهذه الكلمات تعني أن لا قدرة لنا على تغيير أوضاعنا إلا بتوفيق الله ورحمته، فإذا أردنا التحول من الشدة إلى اليسر، ومن المرض إلى الصحة، ومن الفقر إلى الغنى، فذلك لا يكون إلا بقدرة الله سبحانه وتعالى".
واستعرض كيف استجاب الله لدعاء عوف وزوجته، إذ قضوا الليل كله في التضرع والصلاة والدعاء، وفي صباح اليوم التالي فوجئوا بعودة ابنهم مالك إليهم وهو يحمل رؤوس الأغنام من غنائم العدو.