مفتي مصر يرد على اسئلة طفلة بشأن النظريات التي تخالف القرآن
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
واصل الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، رده على الأسئلة الشائكة والمثيرة للجدل في أحدث ظهور له. وأجاب الدكتور علي جمعة، في أحدث حلقات برنامجه "نور الدين" عن عدد من أسئلة الأطفال والشباب، التي تتناول شؤون الدين والعلم.
وتحدث "جمعة" عن مخالفة بعض النظريات العلمية لما هو مذكور في الدين، بعدما تلقى سؤالا من طالبة جاء كما يلي: "هناك نظريات ندرسها تخالف مع ما جاء في الدين، وأناس يرون أن القرآن به أخطاء.
ووصف "جمعة" مَن يدعون وجود أخطاء في القرآن بـ"الجهلة"، شارحاً: "الجهل لا يبنى عليه حاجة والجاهل نعلّمه، ونريد معرفة ما هي الأمور التي غيرت مفاهيمه، والجاهل هذا لا إثم عليه إلا لو تكبر".
مدة خلق الكون
سأل أحد الطلاب مفتي الديار المصرية السابق قائلا: "هناك نظرية تقول إن الكون تكوّن في آلاف السنين، لكن الله تعالى قال في كتابه العزيز: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ)، فهل اليوم هنا المقصود به يوم الكرة الأرضية أم هناك مقاييس أخرى لليوم عند الله؟".
وأجاب "جمعة": "بالنص في القرآن يوم عند الله بمقدار 50 ألف سنة من الأرض"، فالله تعالى قال: (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ)".
طرح طفل على مفتي الديار المصرية سؤالا مفاده: "هناك آية قرآنية تقول: (وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ)، وفي نفس الوقت العلم أكد أن الأرض كروية، إذا كيف سطحت؟".
أجاب "جمعة": "المقصود هو أن الأرض لها سطح، والكرة لها سطح".
لماذا ندعو والقدر مكتوب؟
كما سألت طفلة: "الله كتب كل ما يحدث للإنسان في قدره ورفعت الأقلام وجفت الصحف، فلماذا ندعوه؟".
أجاب "جمعة" بمقال مبسّط: "المكتوب في الكتاب أن ربنا سيرزقك بمليون جنيه، هذا مكتوب باللون الأحمر، وأنت تريدين 2 مليون جنيه، إذا حينما تتوجهين له بالدعاء الله سيغير ذلك، والله تعالى قال: (يمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ۖ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)، والدعاء هو الذي يغير المقادير".
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: العقيدة والشريعة وجهان لحقيقة واحدة لا ينفصلان
أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين العقيدة التي يؤمن بها الإنسان، والشريعة التي يتعبد بها لله تعالى، ارتباطًا يستحيل معه تصور وجود إحداهما بمعزل عن الأخرى.
وأوضح مفتي الجمهورية، خلال حديثه الرمضاني، أن هذا الارتباط يُحدّد من خلاله موقف الإنسان في علاقته بربه، وفي تعامله مع غيره من الناس، إذ إن العقيدة تُقدّم التصور الكامل عن الوجود والحياة، وتُشكّل الأساس الذي تبنى عليه الشريعة، كما أن الشريعة تنبثق من العقيدة وتترجمها إلى واقع عملي.
وأشار إلى أن الإسلام يجمع بين جانبين: جانب نظري هو العقيدة، وجانب عملي هو الشريعة، ولا يُقبل أحدهما دون الآخر. ولهذا جاءت آيات كثيرة في القرآن الكريم تجمع بين الإيمان والعمل الصالح، منها: قوله تعالى: "إلا من تاب وآمن وعمل عملًا صالحًا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئًا" [مريم: 60]. وقوله تعالى: "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا" [الكهف: 107]. وقوله تعالى: "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم، تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم" [يونس: 9].
كما قال تعالى: "ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس، أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون" [البقرة: 177].
واختتم بأن الإسلام دين شامل يجمع بين العقيدة والشريعة، ويجعل حياة الإنسان قائمة على منهج متكامل لا تناقض فيه، لأنه من عند الله تعالى الذي قال: "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" [الملك: 14].