قصة سالي حافظ أشهر سارقة بنوك في لبنان تتحول إلى أعمال فنية
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
أعلنت إحدى شركات الإنتاج عن الاستحواذ على الحقوق الحصرية لقصة حياة سالي حافظ، اللبنانية التي اقتحمت بنكًا للحصول على مدخراتها في سبتمبر 2022، أثناء الأزمة الاقتصادية في لبنان، وبسببها تم منع المواطنين بشكل غير قانوني من سحب أموالهم من حساباتهم الشخصية، بسبب رقابة غير رسمية فرضتها البنوك اللبنانية، حينها كانت سالي تسعى للحصول على أموالها، من أجل التكفل بعلاج شقيقتها من السرطان.
وتخطط الشركة لاستكشاف عناصر مختلفة من حياة سالي، بإنتاج سلسلة من الأعمال الفنية، التي تشمل أفلامًا طويلة ومسلسلات تلفزيونية وسلاسل وثائقية وحلقات بودكاست، تلقي نظرة على زوايا متنوعة من رحلة سالي الفريدة والتي يمكن للجميع الارتباط بها، حيث ناشطة وطنية ومواطنة محرومة من حقوقها، كانت سببًا في إثارة الجدل.
على خلفية الأزمة الاقتصادية الأكثر حدة في لبنان، احتجزت البنوك أموال المودعين بشكل غير قانوني، لتقوم سالي بفعل جريء، حيث أخذت مسدس ابن شقيقها، مع مزيج من البنزين والماء، واقتحمت أحد البنوك في بيروت.
بعد أن هددت بحرق نفسها، نجحت سالي في الحصول على 13 ألف دولار و30 مليون ليرة لبنانية من حسابها، كما حصلت على إيصال بالمبلغ من أجل تفادي اتهام السرقة. وبالرغم من الحكم عليها بغرامة بسيطة من القضاء المحلي، تم إطلاق سراحها من قبل الشرطة.
قصة سالي حافظ لا يمكن النظر إليها بمعزل عن السياق العام للأحداث، لأنها تستكشف وتعرض سياقًا أوسع، حيث يتعرض المواطنون للإحباط والضغط الذي يجعلهم يصلون إلى اليأس الشديد، بينما تتوقف كل الهياكل والقوانين الداعمة الحقوق عن الوجود. قصة سالي دليل قوي على مسؤولية المرأة في إطار مجتمع تدفعه سياسات نظام أبوي وفاسد، أجبرها في النهاية على الحصول على حقها بيدها.
حصلت سالي على اهتمام عالى واسع، خصوصًا في لبنان، حيث وصل غضب الناس إلى ذروته. ما قامت به سالي أدى إلى توابع أخرى، حيث سعى مواطنون آخرون إلى استرداد أموالهم، كما أغلقت البنوك اللبنانية أبوابها مؤقتًا، ثم عادت للعمل مجددًا بمواعيد مسبقة فقط.
قصة سالي حصلت على تغطية دولية من وسائل إعلامية معروفة مثل CNN ونيويورك تايمز، وسكاي نيوز، وVice وNBC وBBC ورويترز، ولوموند، وفرانس 24، وغيرها. حققت مقاطع الفيديو التي توثق ما قامت به سالي أكثر من 15 مليون مشاهدة على يوتيوب فقط، مما زاد من تأثيرها على نطاق عالمي وألهم مواطنين من بلدان مختلفة يعانون من كوارث اقتصادية مماثلة للتصرف بنفس الطريقة.
في بيان مشترك قال المنتجان جيانلوكا شقرا من فرونت دو وماريو حداد من إمباير إنترتينمنت "بقدر إثارة قصة سالي، فهي مؤلمة أيضًا. إنها مثال على الانتصار على الواقع المحطم الذي يجد فيه العديد من المواطنين أنفسهم بعد أن يتعرضوا للفساد وعدم الاستقرار. إنها قصة عالمية تطرح تساؤلات عن كل جوانب التعامل مع الأنظمة غير المستقرة حول العالم. وبفضل وسائل التواصل الاجتماعي، تمكن العديد من الأشخاص حول العالم من الوصول إلى قصة سالي والتفاعل معها على الفور والاعتراف بالصعوبات التي تواجهها. وبينما أصبحت قصتها جزءً كبيرًا من الخيال الجمعي، فهناك جوانب أخرى من هوية هذه الشابة تتمثل في الشجاعة والجرأة التي يتطلبها الأمر للقيام بما يمكن أن تفعله هي فقط وعدد قليل من الناس".
بعد أن تواصلت معها العديد من الجهات في الولايات المتحدة وأوروبا التي ترغب في سرد قصتها، قالت سالي "
أنا متحمسة للغاية للعمل مع فرونت رو لإضفاء الحيوية على قصتي. لقد مرت بلادنا بالكثير واستغل الأشخاص الموجودون في السلطة كل فرصة لفرض سلطتهم على السكان المكافحين. كان من المهم جدًا بالنسبة لي أن يتم سرد قصتي من قبل أشخاص يفهمون ما يمر به لبنان، وهذا شيء وجدته مع فريق فرونت رو
".
وتمثل هذه القصة خطوة مهمة في محاولة شركة فرونت رو لسرد مجموعة واسعة من القصص من جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما في ذلك المناطق التي تعاني من عدم التمثيل الكافي مثل بلاد الشام.
أول إنتاجات الشركة كان فيلم أصحاب ولا أعز، الذي يعتبر النسخة العربية من الفيلم الإيطالي الناجح PERFECT STRANGERS، وأول إنتاج أصلي لنتفليكس في المنطقة العربية. الفيلم تم إطلاقه في 2022 وتصدر حينها قوائم المشاهدة في العالم العربي واحتل المركز الثالث عالميًا، كما تضع الشركة حاليًا اللمسات الأخيرة على فيلم The Sand Castle للمخرجة نادين لبكي، الذي تدور أحداثه في أجواء غرائبية مثيرة، كما تستعد لتصوير فيلم الجريمة والإثارة بومة هذا الصيف، وهو من بطولة ركين سعد وإخراج زيد أبو حمدان.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: السرطان الأزمة الاقتصادية فی لبنان
إقرأ أيضاً:
بمهارة ودقة عالية.. شاب يطوع الأسلاك المعدنية لصنع مجسمات فنية راقية
حمص-سانا
في خطوة كانت تشكل له تحديا في بداياتها حقق الشاب أيهم زين الدين نجاحا لافتاً بتطويع الأسلاك المعدنية وتحويلها إلى مجسمات فنية تنطق بالقيم الإنسانية النبيلة رغبة منه بممارسة هذا الفن، نظرا لكونها فنا ليس شائعاً لتروي دقتها وجمالها قصصاً من الإبداع والتميز.
أيهم الطالب في المرحلة الثانوية أوضح في حديث لـ سانا الشبابية أن الأمر بدأ معه من مجرد فكرة، عمل عليها بكل مثابرة حتى أصبحت واقعاً بين يديه منذ نحو ستة أشهر حينما وجد أن لديه القدرة على تحويل الأسلاك المعدنية لمجسمات فنية، فبرع في صنع لوحة تمثل التعاون من خلال شخصين يساعد أحدهما الآخر.
وتلاها عدد من المجسمات التي نفخ فيها من روحه المفعمة بالفن والإتقان، فأنجز مجسماً تعبيرياً عن الأثقال التي تنهك الإنسان ومدى تحمله لها، وفي لوحة أخرى جسد موسيقياً يعزف على القانون، وآخر على العود وغيرها من اللوحات الجميلة، حيث وجد في مواقع التواصل الاجتماعي سبيلاً لنشر إبداعاته التي لاقت إعجاب واهتمام الكثيرين.
ويضيف الشاب “أيهم”: إنه يحتاج لساعات طويلة وهو يطوي الأسلاك بكل دقة وصبر حتى ينتهي من إنجاز ما يرغب وسط أفكار كثيرة تراوده لتجسيدها، حيث يعتزم عمل مجسم تكريمي للمعلم وفاء وإخلاصا منه لمعلميه، مبديا عدم رغبته حاليا بالتفريط بما أنجزه بمقابل مادي كونه في بداية الطريق لممارسة فن كهذا.
وأشار إلى أنه لم يجد عبر بحثه في الفضاء الإلكتروني إلا القليل ممن يمارسون فن طي الأسلاك، حيث يفكر مستقبلا بإدخال ومزج خامات عدة من الأسلاك، ما يزيد من جاذبية اللوحة المراد تجسيدها.
أيهم الذي شارك مؤخراً ضمن فعالية “بالفن بدنا نعمرها” في ساحة الكرامة بالسويداء نهاية العام الماضي يرى أنه على الشباب السوري أن يؤمن ويثق بقدراته، وألا يستسلم أمام المعوقات والتحديات التي تعترض طريقه.