«الشؤون الدينية» تحشد طاقاتها استعدادًا لصلاة الجمعة الرابعة والأخيرة في رمضان
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
أكدت رئاسة الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي؛ أن المنظومة الدينية حشدت كل طاقاتها؛ لتهيئة الأجواء التعبدية؛ لقاصدي وزائري الحرمين؛ لصلاة الجمعة، التي تعدّ الرابعة والأخيرة من شهر رمضان المبارك؛ وفق حوكمة وقياس الأثر، وتقديم خدمات دينية معيارية ذات جودة عالمية.
وأوصى رئيس الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس؛ قاصدي وزائري الحرمين الشريفين، باغتنام الجمعة الرابعة من الشهر الفضيل، واغتنام شرف الزمان والمكان وتعظيمهما، وفق هدي النبي الكريم صلي الله عليه وسلم، والاجتهاد في الطاعات، واستغلال نفحات يوم الجمعة، مؤكدًا أن الجمعة إلى الجمعة مكفرات لما بينهما ما اجتنبت الكبائر، وهي فضيلة ينبغي للمسلم أن يحرص على تحصيلها، وعدم تفويتها.
وأشار الدكتور السديس خلال الاجتماع الذي عقده مع القيادات الدينية بمكتبه في المسجد الحرام إلى أن المنظومة الدينية حشدت كل طاقاتها لرابع جمعة من شهر رمضان المبارك، وفق خطة الرئاسة المرسومة لإثراء تجربة القاصدين والزائرين الدينية، وتمكينهم من أداء عباداتهم في أجواء مفعمة بالإيمان والخشوع.
وقامت رئاسة الشؤون الدينية بتأمين الكتيبات والمطويات الدينية باللغات المتعددة؛ لتغطي جنسيات القاصدين ولغاتهم المختلفة، وتثري تجربتهم الدينية، وتعزز من اقتدائهم بسنة الرسول ﷺ، والمنهج الوسط المعتدل؛ في العبادات والفكر والسلوك، وليكون هذا الشهر الفضيل شهر تغيُّر، ولينعموا بنفحات ونسمات العشر الأواخر من الشهر الكريم.
وسيؤم المصلين في صلاة الجمعة في المسجد الحرام، معالي رئيس الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور: عبدالرحمن السديس.
فيما ستذاع خطبة الجمعة عبر منصة منارة الحرمين، والترددات الإذاعية بلغاتِ عدة؛ بمساهمة كوكبة من المترجمين المؤهلين، وتعزيز الكوادر المعنية بالترجمة الميدانية لإرشاد وتوجيه القاصدين دينيًا؛ لضمان شمولية الخِدمات الدينية لكافة الزوار من الناطقين بغير العربية، وفي جميع جنبات المسجد الحرام.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: المسجد النبوي شهر رمضان الجمعة الأخيرة الشؤون الدینیة
إقرأ أيضاً:
فضل ليلة النصف من شعبان.. اعرف قصة تحويل القبلة والحكمة منها
في شهر شعبان، ليلة عظيمة هى ليلة النصف من شعبان , عظَّم النبي -صلى الله عليه وسلم- شأنها فقال: "إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن " [ابن ماجه وابن حبان].
فضل ليلة النصف من شعبانوورد في فضل ليلة النصف من شعبان، مجموعة من الأحاديث ، بعضها مقبول وبعضها ضعيف, غير أن الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال, ولذلك يحرص الصالحون على قيام ليلها وصيام نهارها.
وفي شعبان تم تحويل القبلة, وهو حدث عظيم في تاريخ الأمة الإسلامية, كان تحويل القبلة في البداية من الكعبة إلى المسجد الأقصى لحكمة تربوية ، وهي تقوية إيمان المؤمنين وتنقية نفوسهم من شوائب الجاهلية ، كما قال تعالى : (وَمَا جَعَلْنَا القِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ).
فقد كان العرب قبل الإسلام يعظمون البيت الحرام ويمجدونه، ولأن هدف الإسلام هو تعبيد الناس لله وتنقية قلوبهم من التعلق بغير الله , فقد اختار لهم التوجه إلى المسجد الأقصى ليخلص نفوسهم ويطهر قلوبهم من رواسب الجاهلية، وليظهر من يتبع الرسول اتباعًا صادقًا عن اقتناع وتسليم، ممن ينقلب على عقبيه ويتعلق قلبه بدعاوى الجاهلية.
وبعد أن استتب الأمر لدولة الإسلام في المدينة, صدر الأمر الإلهي الكريم بالاتجاه إلى المسجد الحرام, وهذا التحويل ليس تقليلاً من شأن المسجد الأقصى , بل هو ربط لقلوب المسلمين بحقيقة الإسلام, فقد رفع سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل قواعد هذا البيت العتيق ليكون خالصًا لله, وليكون قبلة للإسلام والمسلمين، وليؤكد أن دين الأنبياء جميعا هو الإسلام. قال تعالى : (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ).
تحويل القبلةوقد أكد تحويل القبلة الرابطة الوثيقة بين المسجدين، فإذا كانت رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى قد قطع فيها مسافة زمانية، فإن تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام رحلة تعبدية, الغرض منها التوجه إلى الله تعالى دون قطع مسافات, إذ لا مسافة بين الخالق والمخلوق. قال تعالى: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ).
وعندما يتجه الإنسان من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، فهو يعود إلى أصل القبلة، كما قال تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ). فهي دائرة بدأت بآدم مرورًا بإبراهيم حتى عيسى عليهم السلام, ولكنها اكتملت بالرسول الخاتم، فقد أخره الله ليقدمه، فهو وإن تأخر في الزمان فقد تحقق على يديه الكمال.
وقد كرم الله نبيه في ليلة النصف من شعبان بأن طيب خاطره بتحويل القبلة، والاستجابة لهوى رسول الله، قال تعالى: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ).
وجاء تحويل القبلة أيضًا لتقر عين الرسول، فقلبه معلقًا بمكة, يمتلئ شوقًا وحنينًا إليها, إذ هي أحب البلاد إليه. وقد أخرجه قومه واضطروه إلى الهجرة إلى المدينة المنورة التي شرفت بمقامه الشريف. فخرج من بين ظهرانيهم ووقف على مشارف مكة المكرمة قائلا: "والله إنك لخير أرض الله وأحب الأرض إلى الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت" (رواه الترمذي).
وبعد أن استقر بالمدينة المنورة, ظل متعلقًا بمكة المكرمة ، فأرضاه الله عز وجل بأن جعل القبلة إلى البيت الحرام.، فكانت الإقامة بالمدينة والتوجه إلى مكة في كل صلاة, ليرتبط عميق الإيمان بحب الأوطان.