د. محمد بنطلحة الدكالي – مدير المركز الوطني للدراسات والابحاث حول الصحراء

ترحيل قسري وسادي، يخالف كل الضوابط القانونية والإنسانية بات يتعرض له المهاجرون الأفارقة خاصة من دولة النيجر، من طرف النظام العسكري الجزائري، حيث أظهر تحقيق أجراه التلفزيون الوطني للنيجر مع عدد من المهاجرين من جنوب الصحراء، حجم المعاناة والمأساة التي تعرضوا لها من طرف السلطات الجزائرية التي قامت بطردهم جماعيا عبر الحدود مع النيجر بدون طعام ولا ماء بل سلبت منهم أغراضهم الشخصية، وأجبروا على السير عشرات الكيلومترات في الصحراء تحت درجة عالية، دون مراعاة وضعهم القانوني وبدون أي إجراءات قانونية.

في هذا الإطار، استدعت الخارجية النيجرية السفير الجزائري المهدي بن خدة للاحتجاج نظرا للطريقة العنيفة وغير الإنسانية التي تسلكها الجزائر في عمليات طرد المهاجرين غير النظاميين من أراضيها، داعية إلى احترام كرامة المهاجرين. وقد أعلن في هذا الصدد نائب الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون عمر إبراهيم سيدي احتجاج بلاده رسميا على الطبيعة العنيفة لتلك العمليات والأسلوب الذي ينهج في تنفيذها.

لقد سبق أن دعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الحكومة الجزائرية إلى الامتناع عن طرد المهاجرين طردا جماعيا، إلا أن الجزائر تمادت في أعمالها التعسفية ضد المهاجرين، بل وضربهم والتنكيل بهم، وفي مناسبات عدة سرقت هواتفهم وحاجياتهم الشخصية، كما أدت عمليات الطرد إلى فصل العائلات!

يحدث هذا والجزائر يا للغرابة طرف في «الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم» التي تحظر الطرد الجماعي للعمال المهاجرين وعائلاتهم وتشترط فحص كل طرد محتمل بشكل فردي، وهذه الاتفاقية تنطبق على جميع المهاجرين وأسرهم، بغض النظر عن وضعهم القانوني أو عملهم.

ونجد أن القانون رقم 11.08 الصادر في 25 يونيو 2008 بشأن شروط الدخول والإقامة وحركة الأجانب في الجزائر يمنح السلطات صلاحية طرد الأجانب الذين دخلوا الأراضي الجزائرية بصورة غير شرعية أو انتهت صلاحية تأشيرات دخولهم، لكنه يطلب منها إبلاغ الشخص بأن لديه 48 ساعة و15 يوما لمغادرة الإقليم، حيث يمنح الشخص خمسة أيام للطعن في القرار أمام قاضي الأمور المستعجلة في المحكمة الإدارية، الذي أمامه عشرين يوما لاتخاذ قرار بشأن مشروعية القرار، إلا أن منظمة «هيومن رايتس ووتش» أكدت أن السلطات الجزائرية لم تتبع هذا الإجراء في الحالات الموثقة.

وبصفتها طرفا في «الاتفاقية الخاصة بوضع اللاجئين» لعام 1951 و«اتفاقية مناهضة التعذيب» وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة لعام 1987، يحظر على الجزائر ترحيل أي لاجئ أو طالب لجوء قسرا إلى مكان قد يتعرض فيه للتعذيب أو المعاملة اللاإنسانية والمهينة، إلا أن بلاد القوة الضاربة تضرب بكل القوانين عرض الحائط، بل تتمادى في خرق مواثيق القانون الدولي، حيث تنص المادة 23 من اتفاقية العمال المهاجرين على أن «يتمتع العمال المهاجرون وأفراد أسرهم بالحق في اللجوء إلى الحماية والمساعدة من السلطات القنصلية أو الديبلوماسية لدولة منشئهم أو للدولة التي تمثل مصالح تلك الدولة كلما حدث مساس بالحقوق المعترف بها في هذه الاتفاقية، وبصفة خاصة، يخطر الشخص المعني في حالة الطرد بهذا الحق دون إبطاء، وتيسر سلطات الدولة القائمة بالطرد ممارسة هذا الحق».

وتنص المادة 15 من اتفاقية العمال المهاجرين، والجزائر للإشارة طرف فيها، على أن «لا يحرم العامل أو المهاجر أو أي فرد من أسرته تعسفا من ممتلكاته، سواء أكانت مملوكة ملكية فردية أو بالاشتراك مع الغير».

ونجد أن الكراغلة لم يطبقوا هذه المواثيق الدولية وكذا المبادئ التوجيهية قبل ترحيل طالبي اللجوء في الحالات التي تم توثيقها من قبل المنظمات الدولية والهيئات الحقوقية، حيث انتقدت منظمة «أطباء بلا حدود»، مؤخرا، «الممارسات غير الإنسانية» التي يتعرض لها الأفارقة جنوب الصحراء.

لقد دعت هذه المنظمة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا اتخاذ المتعين في حق آلاف المهاجرين الذين تم ترحيلهم من الجزائر وتركهم في صحراء شمال النيجر، حيث تقطعت بهم السبل، وباتوا بلا مأوى أو رعاية صحية أو حماية، ولا تتوفر لهم حتى الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة.

الاستقواء على عزل مهاجرين يخاطب الضمير الإنساني والحقوقي الدولي وكل المنظمات الإقليمية والدولية، لقد بات اسم الجزائر عند مهاجرين مغلوبين على أمرهم مقرونا بالخوف والدم والرعب والدموع، يروي غطرسة عساكر جزائريين، استقووا على عزل مهاجرين، رموهم على قارعة الحدود حفاة عراة جياع، ذنبهم أنهم صدقوا يوما أن أرض الكراغلة مزرعة خبز إفريقيا وحاضنة أحلامهم البئيسة…

المصدر: مراكش الان

إقرأ أيضاً:

7 أطعمة تعالج النسيان وتقوي الذاكرة وتقي من نزلات البرد

تُعتبر الصحة الجسدية والعقلية من أبرز أولويات الإنسان، وتلعب التغذية دوراً محورياً في تعزيزها والوقاية من العديد من الأمراض والمشكلات الصحية.

ومن بين هذه المشكلات، يعد الصداع ونزلات البرد والأنيميا والنسيان من الحالات الشائعة التي تؤثر على حياة الأفراد بشكل يومي.

ومع تزايد الوعي الصحي، أصبح من المهم معرفة الأطعمة التي يمكن أن تساهم في تقليل هذه الأعراض بشكل طبيعي.

نستعرض فيما يلي 7 أطعمة تعالج النسيان، وتقوي الذاكرة وتسكن الصداع، وتعالج الأنيميا، وتقي من نزلات البرد:


1- التين المجفف

يساهم التين المجفف في تقوية الجهاز المناعي وتعزيز قدرة الجسم على المكافحة على البكتيريا والفيروسات. ويمكن الاعتماد على التين المجفف لعلاج الأنيميا والوقاية منها، لأنه يساعد على إنتاج كريات الدم الحمراء، المسئولة عن إرسال الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم.وكما يحسن الوظائف الإدراكية للمخ.


2- الجوز

أحد فوائد الجوز الصحية هي قدرته على المساعدة في تعزيز وتحسين وظائف الدماغ، وذلك بسبب احتوائه على أحماض أوميغا 3 الدهنية. وبفضل محتواه العالي من فيتامين "بي" (B) يمد المخ بالطاقة والنشاط، مما يرفع مستوى التركيز ويعزز القدرات الذهنية، خاصة في الكبر.


3- الزبيب

يُعتبر الزبيب مصدراً جيداً للحديد، الذي يلعب دوراً مهماً في الوقاية من فقر الدم. فالحديد ضروري لإنتاج الهيموغلوبين، وهو البروتين الذي يحمل الأكسجين في الدم. وبالتالي، فإن تناول الزبيب يمكن أن يساعد في تعزيز مستويات الحديد في الجسم، وتحسين طاقة الجسم، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من نقص الحديد.


4- القرفة

من فوائد القرفة أنها تمنع إطلاق الحامض الذي يثير الالتهابات من غشاء الخلية، وهذه الخاصية تجعل من القرفة غذاءً فاعلًا في التقليل من أعراض الالتهابات وتعزيز قدرات الانتباه والتركيز.

وتحتوي القرفة على العديد من مضادات الأكسدة، وهذا يجعل تناولها أو شرب منقوعها مُساهم جيد في تعزيز المناعة والحد من الأمراض.


5- التمر

تحتوي التمور على العديد من مضادات الأكسدة التي تقدم العديد من الفوائد الصحية، مثل انخفاض احتمالات الإصابة بأمراض معينة، حيث تحمي مضادات الأكسدة الخلايا من الجذور الحرة، وهي مواد كيميائية غير مستقرة يمكن أن تلحق الضرر بجسمك وتسبب المرض، كما يساعد على خفض خطر الإصابة بمرض السكري ومرض الزهايمر والعديد من أنواع السرطان، وقد يساعد أيضًا في تقليل الالتهاب.


6- الرمان

يدعم الجهاز المناعي بفضل محتواه الغني بفيتامين C، الذي يعزز مناعة الجسم، ويزيد من مقاومته للأمراض والعدوى، ويحسن الذاكرة والدماغ، ويمكن أن يكون مفيداً أيضاً في الوقاية من مرض الزهايمر.


7- القرنفل

تتميز خصائصه المُسكنة في تخفيف ألم الصداع، وتحسين الحالة المزاجية ومكافحة الاكتئاب والقلق.

كما يؤدي محتواه العالي من مركب "الأوجينول" المضاد للأكسدة في محاربة الجذور الحرة، والحفاظ على صحة خلايا الدماغ ويخفف أمراض الجهاز التنفسي مثل السعال والربو والتهاب الشعب الهوائية، بفضل خصائصها المضادة للميكروبات.

ويتمتع القرنفل بخصائص مضادة للبكتيريا وللالتهابات، ما يساهم في تخفيف آلام الأسنان وتعزيز صحة الفم، والوقاية من آلام الأسنان وتورم اللثة. وتؤدي خصائصه المضادة للبكتيريا والفطريات دوراً مهماً في قتل البكتيريا والفطريات في الفم والحلق والأذنين والجلد.

مقالات مشابهة

  • الجزائر تحظى بشرف استضافة الجولة الإفريقية للجيدو 2027
  • تقرير: الاتفاقية الإيرانية - الروسية رد استراتيجي على الضغوط الغربية
  • سمير غانم.. نجم الكوميديا الذي لا يغيب عن الذاكرة
  • بغداد ولندن:ترحيل المهاجرين العراقيين والاستثمار والأمن
  • الجزائر تهرول لإخماد غضب تركيا بعد استقبال الأكراد بتندوف
  • وزير العدل الفرنسي يعلن عن نيته إلغاء هذه الاتفاقية مع الجزائر
  • شاهد.. فنان ينحت حجارة غزة ويوثق مآسي الحرب ويحافظ على الذاكرة الوطنية
  • بريطانيا تتطلع الى ابرام اتفاقية لإعادة المهاجرين العراقيين لبلادهم
  • 7 أطعمة تعالج النسيان وتقوي الذاكرة وتقي من نزلات البرد
  • وزير العدل الفرنسي يدعو لإلغاء الاتفاقية الموقعة مع الجزائر بشأن السفر بدون تأشيرة