السياحة في العاصمة الويلزية كاردف.. سحر الماضي وجمال الطبيعة
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
تعد مدينة كاردف بمثابة القلب النابض لويلز؛ إذ تتمتع بماض عريق وحاضر غني، كما تتيح للسياح فرصة الاستمتاع بإطلالات ساحلية مميزة، بالإضافة إلى ريفها الساحر ومطبخها، الذي يسيل له اللعاب.
ورغم أن كاردف لديها مطار خاص بها، فيمكن أيضا استقلال القطار من محطة بادينغتون في لندن؛ للانتقال إلى وسطها مباشرة في أقل من ساعتين، كما أن هناك قطارات متاحة من جميع أنحاء بريطانيا للقادمين من مدن أخرى كبريستول ومانشستر وريدينغ وبليموث وأكسفورد.
تقدم العاصمة الويلزية مجموعة متنوعة من الخيارات، التي تلبي مختلف الميزانيات، وتوفر أماكن الجولات القريبة من المدينة والبعيدة عنها، وعروض الإقامة المريحة، ففي وسط هذه المدينة، يمكن اكتشاف الكثير من الجواهر المخبوءة، التي ستجعل لإجازتك المبهجة في المدينة مذاقا آخر.
فإن كنت من الباحثين عن موقع حيوي إلى جوار متنزه بوت الساحر مباشرة، فهناك فنادق صغيرة وأنيقة، فضلا عن الطعام الرائع، الذي تقدمه.
أما الباحثون عن جولات ساحلية نشطة، فما عليهم سوى التوجّه إلى فنادق الواجهة البحرية لخليج كاردف، كملاذ فاخر يجمع بين التصميم الحديث والإطلالات الشاطئية الهادئة، وخيارات استثنائية لتناول الطعام.
وهناك فنادق تجسد الأناقة الفيكتورية قرب الجوهرة التاريخية قلعة كاردف، والتي تغمر الزوار بسحر المعالم الثقافية ومناطق الجذب السياحي في المدينة.
عبق التاريخ يفوح من قلعة كاردف الشهيرة (الألمانية) المطبخ الويلزي.. لكل مذاق قصةولمشهد تناول الطعام في كاردف ونكهاته المتنوعة جاذبيته المميزة، حيث ينسج كل مطبخ قصته الخاصة، في رحلة التذوق من الخيارات المعروفة عالميا، مما يضمن إنهاء يومك بشعور غامر بالرضا مع لوحة براقة من ألوان الطعام الشهية لتجربة طعام عصرية تركز على المنتجات الموسمية الطازجة.
فإذا كنت تبحث عن أكثر من مجرد وجبة، تتخطى في الواقع تناول الطعام إلى الاحتفاء بفن الطهو الويلزي وتراثه المتنوع، وعن الأطباق التقليدية إلى آخر الابتكارات الحديثة، التي تتجاوز كلاسيكيات فن الطهو وتذوق غارقة في التقاليد وسخاء الضيافة الويلزية، فهناك خيارات متنوعة.
وبغض النظر عما إذا كنت تتوق إلى المأكولات الويلزية الحديثة أو الأطباق العالمية، فمن المؤكد أن قائمة المطاعم سترضي ذوقك، حيث تجد مزيجا من المأكولات الأوروبية الحديثة واللمسات الويلزية، سواء كنت ترغب في عشاء رومانسي أو تجربة طهو لا تفارق الذاكرة.
كما يمكنكم تناول طعام يحتفي بأفضل المنتجات الويلزية وإبداعات الطهو؛ يعكس مختلف المواسم والبيئات الطبيعية الغنية في ويلز، مع قائمة طعام محدّثة على الدوام، وتسلط الضوء على أصناف مبتكرة وكلاسيكيات عريقة من الأطباق، إضافة إلى تشكيلة واسعة من الخيارات النباتية التي تمثل مختلف الثقافات، فمن كعك الباو التقليدي إلى برغر جذور الشمندر الأحمر.
الغرفة العربية بقلعة كاردف تتمتع بالفخامة والأبهة (الألمانية) غنى الماضيتجذب كاردف السياح منذ اللحظات الأولى، ابتداء من قلعة كاردف، التي تقع وسط المدينة. ورغم أنها لم تكن مقر إقامة ملكية، فإنها تتمتع بتاريخ غني بالمظاهر الملكية، فالتصاميم الداخلية الباذخة للقلعة، كالغرفة العربية الفخمة وبرج الساعة المذهل، تُظهر تأثير الطراز القوطي الفيكتوري.
وتعد هندسة القلعة المعمارية شهادة على غنى القرن الـ19، وتقدم صورة للأذواق الملكية في ذلك العصر، ويتميز هذا الصرح بأجواء المتعة بسحر الأفلام والتجارب السينمائية الاستثنائية تحت النجوم في "سينما لونا" المقامة داخل أراضي القلعة.
ويعد متحف كاردف الوطني مساحة تنسج ماضي المدينة وحاضرها ومستقبلها من خلال المعروضات الجذابة والعروض التفاعلية، وتوفر فرصة للتماهي في حياة سكان كاردف، واستكشاف الروابط التاريخية العالمية، والانخراط في تجارب تفاعلية يتجسد فيها التاريخ على مرأى من أعين الزوار.
تتمتع كاردف أيضا بمظاهر الحضارة العصرية (الألمانية) حاضر نابض بالحياةومع التجول في المتحف سيتمكن الزوار من الاطلاع على جوهر المدينة، والغوص في تراث كاردف الغني، وتخيّل ما سيكون عليه مستقبلها، والتواصل مع النسيج المتنوع، الذي يعبر عن هذه العاصمة الحيوية، وسيعود المتحف بزواره ملايين السنين إلى الوراء بصورة أكثر خيالية تستجلي تفاصيل تاريخ ويلز في رحلة عبر الزمن بتقنية الواقع الافتراضي؛ حيث ينغمس الزوار في تجربة مذهلة تستكشف النظم البيئية للأرض وجمالها الطبيعي.
وللتجول عبر أروقة كاردف متعة أخرى؛ إذ تُبرز هذه الأروقة الحافلة بالمحال التجارية والمقاهي والأجواء الفريدة، الجانب الإبداعي للمدينة، وتتيح تجربة تسوق مميزة وميسورة؛ نظرا لانتشارها في جميع أنحاء المدينة.
ولكن لإلقاء نظرة على المشهد المحلي النابض بالحياة، لا بد من التوجه إلى سوق كاردف، الذي يعد مكانا مثاليا للتعرف على الثقافة المحلية، والعثور على مجموعة من المنتجات الطازجة ومصنوعات الحرف اليدوية وغيرها من السلع الفريدة.
خليج كاردف يتمتع بمناظر طبيعية ساحرة (الألمانية) خليج ساحروبالوصول إلى خليج كاردف ثمة متّسع للزوار للاستمتاع بتناول الطعام على الواجهة البحرية، وبمزيج من الأنشطة الترفيهية؛ حيث تشكل منطقة الخليج مركزا فريدا للمعالم الثقافية والفعاليات الترفيهية، فالباحثون عن الإثارة سيكونون في هذا المكان على موعد مع مغامرة حقيقية مليئة بالحماسة في "كاردف إنترناشيونال وايت ووتر"، وهو مركز تجديف بمعايير أولمبية يقع في القرية الرياضية الدولية على الخليج؛ حيث ينظم سلسلة من الأنشطة المحببة، مثل ركوب الطوف والتجديف في المياه البيضاء وركوب الأمواج في الصالة المغلقة.
ولاستكشاف منطقة الخليج بشكل أكبر، لا مفر من البدء في رحلة بالقارب السريع حول خليج كاردف والقيام بجولة حافلة بالمغامرة بين المناظر الخلابة في جزيرة فلات هولم الصغيرة الواقعة في أقصى الطرف الجنوبي لويلز، كذلك سيكون بالإمكان المشاركة في جولات بقوارب الكاياك مصحوبة بمرشدين وتلبي مختلف الأعمار والقدرات، مما يسمح للجميع باستكشاف جمال الخليج الآسر.
ريف مبهرولو ابتعدت قليلا عن كاردف المدينة ستكون في قلب لوحة آسرة من المناظر الطبيعية الهادئة، وتحديدا في "بريكون بيكونز، وهي حديقة جبلية وطنية تقع شمال كاردف، وتتميز بجمالها الطبيعي وشلالاتها المتدرجة، وتُبرز الوجه الآخر الأكثر نضارة وتكاملا مع جمال مناظر مدينة كاردف.
ولمغامرة لا تخلو من الإثارة والتشويق، يمكنك التحليق حقيقةً عبر الريف الويلزي بالانزلاق الحر بالحبال في مركز "باركوود آوت دور دوليغير" والاستمتاع بتجربة اندفاع مبهجة وأنت تنحدر بالحبال فوق المناظر الطبيعية الغارقة في الخضرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات
إقرأ أيضاً:
السفر بالقطار وسط بانوراما الطبيعة من ميلانو إلى باريس
عندما كنت في الشمال الإيطالي لتغطية مؤتمر عن التغيير المناخي في مدينة ترينتو قررت السفر إلى باريس لقضاء إجازة قصيرة في مدينة الأنوار. فُكرت أولا بحجز تذكرة طيران تمكنني من الوصول إلى وجهتي بسرعة وبأقل التكاليف.
لكن عملية بحث سريعة على مواقع حجز التذاكر جعلتني أغير رأيي على الفور. فانخفاض سعر التذكرة يخفي بين طياته شروطا مجحفة، فلا يسمح بحقائب يدوية أو كبيرة دون دفع مقابل يكون غالبا أغلى من التذكرة ذاتها، لذلك قررت خوض تجربة السفر عبر القطار، وقد كان قرارا صائبا لم أندم عليه رغم ما تخلل الرحلة من مطبات أضفت عليها روح المغامرة إلى جانب متعة الطريق.
القطار يقطع المسافة في غضون 7 إلى 8 ساعات (شترستوك) لماذا القطار؟السفر من ميلانو إلى باريس بالقطار هو تجربة ممتعة تجمع بين الراحة والمناظر الطبيعية الخلابة. فهذه الرحلة لا تربط مدينتين أوروبيتين نابضتين بالحياة فحسب، بل توفر أيضا فرصة فريدة لمشاهدة المناظر الطبيعية المتنوعة في إيطاليا وفرنسا، لتستمتع بالمناطق الخلابة بجبال الألب الإيطالية والريف الفرنسي.
إلى جانب ذلك، يجنبك السفر عبر القطار تعقيدات المطارات، حيث يتعين عليك الوصول مبكرا لإتمام الإجراءات الأمنية والوقوف طويلا في طوابير التسجيل، وانتظار موعد إقلاع الطائرة الذي من النادر أن يتم في الموعد المحدد، في حين يسمح لك بالصعود للقطار في حدود 5 دقائق قبل موعد انطلاقه.
كما أنه لا توجد شروط لعدد الحقائب التي يمكنك حملها، فإمكانك وضع أمتعتك في الرفوف فوق مقاعد المسافرين أو في أماكن بين المقاعد مخصصة للحقائب كبيرة الحجم، وأثناء الرحلة يمكنك الاستمتاع بما يتم توفيره من أكلات ومشروبات بأسعار مقبولة، وبشبكة إنترنت مجانية طيلة الرحلة.
كما أن ما يميز محطات القطارات هو وجودها في قلب المدن، فمنها تنطلق لتنزل في قلب المدينة الأخرى لتوفر عليك الكثير من الوقت والمال.
مدة الرحلةتستغرق الرحلة بالقطار من ميلانو إلى باريس عادة حوالي 7 إلى 8 ساعات، اعتمادا على الخدمة المحددة التي تختارها، والخيار الأكثر شعبية هو استخدام القطار عالي السرعة (TGV)، والذي يوفر اتصالا مباشرا بين المدينتين، ويمتد الطريق على طول ألف كيلومتر.
لكن الرحلة تستغرق زمنا أطول هذه الأيام بسبب الانهيارات الجبلية التي وقعت مؤخرا وقطعت تماما خطوط السكة الحديدية بين إيطاليا وفرنسا. فعند الاقتراب من الحدود الفرنسية يتوقف القطار وينزل المسافرون لركوب حافلات تنقلهم إلى الجانب الآخر، في رحلة تستغرق نحو ساعة وعشرين دقيقة تمر بك عبر نفق "فريجوس" الذي يبلغ طوله نحو 13 كيلومترا تحت جبال الآلب.
الجانب الإيطالي من نفق فريجوس للقطارات الرابط بين إيطاليا وفرنسا (شترستوك) حجز التذاكريمكن حجز تذكرتك بسهولة عبر الإنترنت من خلال منصات مختلفة مثل مواقع "ترينيطاليا" (Trenitalia) أو "أس أن سي إف" (SNCF) الرسمية أو وكالات السفر الشهيرة، لكن ينصح بالحجز مسبقا، خاصة خلال مواسم ذروة السفر، لتأمين أفضل الأسعار والمقاعد.
ويمكن أن تختلف الأسعار بشكل كبير، لذا ترقب العروض الترويجية أو الخصومات، ولا تتسرع في شراء التذكرة الأولى التي تقع عليها عيناك، فدائما هناك تذاكر أرخص في موقع ما على الشبكة العنكبوتية.
وتتراوح الأسعار بين 80 يورو إلى 250 يورو بحسب توقيت الحجز ودرجة السفر المفضلة، وتأكد خاصة من موعد الرحلة، فلن تكون ممتعة إذا حجزت رحلة ليلية تحرمك من الاستمتاع بمشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة.
المغادرة من ميلانوتبدأ رحلتك من محطة "ميلانو سنترال"، وهي واحدة من أجمل محطات القطار في إيطاليا، والمعروفة بهندستها المعمارية المذهلة وأجوائها الصاخبة.
محطة "ميلانو سنترال" تنطلق منها القطارات الرابطة بين إيطاليا وفرنسا (إنسبلاش)يمكنك الوصول مبكرا لاستكشاف المتاجر والمقاهي في المحطة، أو لتناول وجبة سريعة في أحد المطاعم العديدة، وبمجرد الصعود على متن القطار، يمكنك الجلوس في مقعدك المريح والاستعداد للمغامرة التي تنتظرك.
رحلة في أحضان الطبيعةبمجرد أن يغادر القطار مدينة ميلانو، ستلاحظ بسرعة أن المناظر الحضرية ستبدأ بفسح المجال للجمال الهادئ للريف الإيطالي. ويمر القطار عبر مزارع الكروم المورقة والتلال المتدحرجة والقرى الساحرة.
وأهم ما يميز الرحلة هو بلا شك المناظر الخلابة لجبال الألب وأنت تقترب من الحدود مع فرنسا، واجعل الكاميرا جاهزة، دائما لأن المشهد آسر حقا.
الرحلة عبر القطار تفتح أمام المسافرين متعة مشاهدة مناظر خلابة في الريفين الإيطالي والفرنسي (الجزيرة) الوصول إلى باريسعند وصولك إلى محطة ليون (Gare de Lyon)، ستجد نفسك في قلب باريس، وعلى بعد دقائق فقط من المعالم الشهيرة مثل برج إيفل وكاتدرائية نوتردام ومتحف اللوفر.
والمحطة نفسها هي مركز للنشاط، مع الكثير من المتاجر والمطاعم لاستكشافها، ومنها تمر أغلب شبكات مترو باريس والحافلات التي تمكنك من الوصول إلى وجهتك النهائية.
نصائح لرحلتك السفر الخفيف: رغم أن القطارات لديها أوزان أمتعة سخية، يمكن أن يكون التنقل في المحطات أسهل مع عدد أقل من الحقائب. الوجبات الخفيفة: مع أن أغلب القطارات تحتوي على خدمات تناول الطعام، إلا أن إحضار الوجبات الخفيفة الخاصة بك يمكن أن يوفر المال، ويسمح لك بالاستمتاع بالمأكولات المفضلة لديك أثناء مشاهدة المناظر الطبيعية. استمتع بوسائل الراحة: توفر القطارات عالية السرعة عادة خدمة "الواي فاي" المجانية ومنافذ شحن الهواتف والحواسيب، لذا استفد منها للبقاء على اتصال أو التخطيط لخط سير الرحلة في باريس. أعرف حقوقك: في حالة تأخر القطار في الوصول إلى وجهة النهائية متجاوزا الوقت المحدد بأكثر من 30 دقيقة، فيمكنك المطالبة بتعويض تختلف قيمته بحسب مدة التأخير، ويمكن أن يكون التعويض في شكل قسيمة شراء لرحلة أخرى، أو تعويض مادي مباشر يرسل على حسابك البنكي، ويكون مقداره 25% أو 50% من قيمة التذكرة.وسواء كنت مسافرا لأول مرة أو مستكشفا خبيرا، فمن المؤكد أن ركوب القطار من ميلانو إلى باريس سيكون من النقاط البارزة في رحلتك. لذلك لا تفوت الفرصة، احجز تذكرتك واستمتع بالطبيعة.