عُين في مدينته قلقيلية.. أحمد الدلو أصغر إمام وخطيب في فلسطين
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
قلقيلية- بينما كان أحمد الدلو يحضر حفلا أقيم على شرف تكريم حفظة القرآن الكريم في مسجد محمد الفاتح بمدينة قلقيلية (شمال الضفة الغربية)، عهد إليه أحد المنظمين إلقاء خطبة عن صلاة الفجر، فرد بالإيجاب. ألقى اليافع الفلسطيني خطبة حظيت بقبول الحضور، لا سيما وزارة الأوقاف الإسلامية في فلسطين، التي طلبت منه أن يخطب في الناس ويؤمهم في صلاتهم، فأُطلق عليه "الخطيب الصغير".
من هذا الباب، ولج الطفل الفلسطيني أحمد الدلو (14 عاما) عالم الخطابة والإمامة بالمصلين في مدينته قلقيلية، ليكون بذلك أصغر طفل فلسطيني يقوم بهذا الدور بعد تعيينه على بند الإكرامية (وظيفة غير ثابتة) إماما وخطيبا لمسجد محمود قواس.
وللوراء 4 سنوات تعود قصة أحمد، حين بدأ حفظ القرآن الكريم في سن العاشرة، لينجز ذلك بعد عامين فقط ويصير أصغر حافظ للقرآن في محافظته حينها، بحفظ مثبت مكتمل الأركان وبمهارة في الترتيل والتجويد.
وظل أحمد وهو في سن 13 عاما يخطب متطوعا في مسجد السنة في "حي غياظة" الذي يسكنه وعائلته، قبل أن تعينه وزارة الأوقاف من جديد بمسجد محمود قواس الذي افتتحته خلال الفترة القريبة الماضية، وهناك ذاع صيته وصار يطلبه الناس ويحضرون إلى مسجده ويتابعون خطب الجمعة حيث يكون، وهو ما دعم موقف الأوقاف في تعيينه.
وتحت مظلة شعار يرفعه "ما حلَّ القرآن في شيء إلا باركه"، يسير أحمد في حياته وعمله الذي أحب، ويقول للجزيرة نت إنه بفضل حفظه القرآن الكريم تفوق في دراسته وأصبح الأول على مدرسته بأكملها، وشارك في مسابقة للترتيل والتجويد مع جمال الصوت نظمتها وزارة التربية والتعليم، وحظي بالمركز الثاني على مستوى البلاد.
أما الخطابة فقد نال بها المركز الأول بمسابقة ثانية في مدينته قلقيلية، وكذلك حفظه للأحاديث النبوية وبجدارة أيضا.
وبصفحة واحدة يوميا، بدأ أحمد حفظه للقرآن، في حين تضاعف هذا القدر خلال أيام العطل المدرسية، ويواظب على المراجعة والتثبيت معا، وساعده أكثر اهتمامه بالتفسير، إذ كان يدعم حفظه بالتفسير وفهم المعاني، ووجد بذلك طريقة أسهل للحفظ.
ويقول أحمد، "أبذل قصارى جهدي، ثم التوفيق من الله، وكان حفظ شقيقاتي الثلاث الأكبر مني للقرآن الكريم أكثر المواقف تأثيرا علي، وكذلك تشجيع والداي ودعمهم لي من أول الطريق، إضافة لتزكيتي من وزارة الأوقاف التي اكتشفتني باكرا، فضلا عن دعم الناس وطلبهم لي".
ويعد أحمد خطبة الجمعة بنفسه على شكل نقاط وأفكار فقط، وأثناء الخطبة يرتجل الكلام تاركا العنان لما يجول بخاطره.
وإضافة للعلم الشرعي، يوسع أحمد معرفته بالثقافة العامة، وفي المقابل ينظم دراسته بشكل يومي ودون مراكمة، ويقول إنه يؤمن بأن "انطلاقة أي إنسان تبدأ من كتاب الله"، ويضيف أن ذلك شجَّع أقرانه من الأطفال على الاقتداء به والعمل على الالتحاق بدورات تحفيظ القرآن والخطابة، بل سعى بعضهم لمنافسته أيضا.
وأحمد الدلو واحد من أكثر من 100 حافظ وحافظة لكتاب الله في محافظة قلقيلية، الذين تتضاعف أعدادهم حسب الشيخ خليل خضر مدير المساجد بوزارة الأوقاف بالمحافظة، حيث تميز بين كم كبير من الشبان الصغار والأطفال ممن تعنى الوزارة بتطوير مهاراتهم الخطابية وبحفظه، واللباقة وقدرته على الخطابة بلغة وأسلوب جميلين، وإيصال الفكرة بما يحقق المطلوب.
ويضيف خضر للجزيرة نت، "إضافة لتوفيق الله، فإن أحمد لديه ملكة ليس الكل يستطيع تحصيلها، إضافة لسمعته الطيبة وحسن أخلاقه".
وما وصل له أحمد حفَّز -حسب خضر- كثيرين من أقرانه ومن هم أكبر على منافسته، ويضيف خضر أنهم -يعني وزارة الأوقاف- يسعون لتنمية قدراتهم بشكل أكبر، حيث يعدونهم بداية لإعطاء الدروس بالمساجد والتعرف على الناس ومن ثم يطلبون منهم الخطابة.
كما أنهم يعززون هذه الفكرة بقبول مزيد من الطلبات "لتشجيع الأجيال الصغيرة على الاستمرار بحفظ كتاب الله وكلام نبيه، وتربيتهم على التمسك بالقرآن، لأنه لا خير للأمة إلا بذلك"، يقول خضر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات وزارة الأوقاف
إقرأ أيضاً:
وزارة الأوقاف: صحح مفاهيمك تستهدف تعديل السلوكيات الخاطئة في المجتمع
قال الدكتور أسامة فخري الجندي، وكيل وزارة الأوقاف، إن حملة "صحح مفاهيمك"، والتي تأتي تحت رعاية الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، هي جزء من الاستراتيجية التي وضعها الوزير الدكتور أسامة الأزهري منذ توليه الوزارة، والتي تهدف إلى "بناء الإنسان" في مختلف جوانب حياته.
وأوضح "فخري"، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الإثنين، أن الحملة تهدف إلى تصحيح بعض المفاهيم السائدة وتعديل السلوكيات الخاطئة التي انتشرت في المجتمع، مؤكداً أن هذه المبادرة هي جزء من مساعي الوزارة لتعزيز القيم الإنسانية والإسلامية في جميع أوجه الحياة اليومية.
وزير الأوقاف لوفد كنائسي: مصر ترفض تهجير الفلسطينيين وتدعم صمودهم وثباتهم
الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة بعنوان " كلمة أنا نور ونار"
وتابع: "الهدف من الحملة هو عرض مواقف حياتية تحتوي على سلوكيات سلبية أو خاطئة متكررة في المجتمع، وتهدف الحملة إلى تصحيح هذه المفاهيم عبر وسائل إعلامية متنوعة مثل مقاطع الفيديو، وذلك لخلق رسائل إيجابية تؤثر على المجتمع."
وأضاف أن الحملة تركز على معالجة السلوكيات الاجتماعية السلبية مثل "رشق الأطفال القطارات"، "الغش في الامتحانات"، و"التنمر"، بالإضافة إلى تعزيز روح التعاون والتآلف بين أفراد المجتمع، خاصة في ظل التحديات التي يواجهها الناس في فترة الامتحانات، مؤكدا أن الحملة تتعامل مع هذه الظواهر بشكل يعزز من قدرة المجتمع على التصدي لهذه السلوكيات السلبية.
وأشار إلى أن الحملة لن تقتصر على وسائل الإعلام فقط، بل ستكون هناك أنشطة أخرى تشمل خطب الجمعة والدروس الدينية في المساجد، حيث سيتناول الأئمة في هذه الخطب كيفية تصحيح المفاهيم الخاطئة في المجتمع، لافتا إلى أن الحملة ستتطرق إلى قضايا أخرى هامة مثل "مخاطر التدخين والإدمان"، و"أهمية احترام قواعد المرور"، في مسعى لتوعية المواطنين بأهمية هذه القيم لحماية الأرواح والممتلكات.
وأكد أن الحملة تهدف إلى صناعة أجيال جديدة مدركة وواعية بأهمية القيم والمفاهيم الصحيحة التي تساهم في بناء مجتمع راقٍ ومتقدم، يلتزم بالقيم الإسلامية التي تؤكد على التعاون والرحمة والعدل بين الناس، ويعيش وفقاً لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم.