كسور الإجهاد يمكن أن تحدث لأي شخص يمارس الرياضة، وبنفس القدر، "سواء أكان رياضيا محترفا أم هاويا عاديا. فالأمر يتعلق بالإجهاد النسبي"، يقول الطبيب كارستن هولاندر، أخصائي الطب الرياضي، في حوار مع DW. ويضيف: "على سبيل المثال يسجل أحدهم اسمه في بداية السنة للمشاركة في ماراثون الربيع ويبدأ التدريب من الصفر إلى 20 إلى 40 إلى 60 كيلومترا أسبوعيا.

وهذه لحظات شديدة الخطورة. ونفس الشيء يمكن أن يحدث لعداء متدرب بعد استراحة لمدة أربعة أسابيع، مثل عداء في فريق الجامعة بعد العطلة الصيفية يريد أن يستعيد لياقته بسرعة".

كارستن هولاندر، هو أستاذ الطب الرياضي في كلية الطب بجامعة هامبورغ الخاصة، ومنذ بداية العام هو الطبيب المسؤول في الاتحاد الألماني لألعاب القوى، ويقول: "خلال مسيرتي الرياضيةكعداء للمسافات المتوسطة، عانيت من كسور إجهاد خفيفة".

الإصابة تدريجية بطيئة

الكسر التقليدي للعظم يحدث نتيجة قوة خارجية مفاجئة، من خلال ضربة أو ركلة مثلا. أما كسر الإجهاد الذي يعرف بكسر الإرهاق، فغالبا ما يحدث في نهاية عملية تدريجية بطيئة. ولذلك فإن الباحثين يتحدثون عما يسمى "إصابات إجهاد العظم"، وهي تتراوح ما بين الوذمة، أي تراكم الماء في العظام، والكسر.

"الآلام عادة ما تكون موجودة منذ بداية الجري وتتزايد بحيث لا يستطيع المرء الركض حتى النهاية المخططة (الهدف)"، يقول هولاندر، الذي يجري أبحاثا على هذا النوع من الإصابات مذ كان طالبا، واصفا الإشارات التحذيرية التي يمكن أن تدل على كسر الإجهاد. ويضيف "هذا هو الفارق ما بين كسر الإجهاد وإصابة الأوتار، التي عادة لا تكون آلامها شديدة بعد مرحلة الإحماء كما كانت في البداية".

والمناطق المعرضة لخطر الإصابة بكسر الإجهاد هي الساق والقدم. فإذا كانت هناك آلام حادة أو ألم في العظام، يجب مراجعة الطبيب. والتشخيص النهائي والصحيح للإصابة بكسر الإجهاد يمكن الوصول إليه بواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي أو الومضي.

الحالات الشائعة في رياضة الجري

من حيث المبدأ كسور الإجهاد واردة في كل الرياضات، والعظام التي تتعرض للضغط والإجهاد هي الأكثر تعرضا لهذا النوع من الكسور. ففي رياضة التجديف والغولف تكون أضلاع القفص الصدري هي الأكثر تعرضا للكسر، وفي التنس يكون عظم المرفق أو الساعد بالقرب من الرسغ. أما في الرياضات التي تعتمد على القفز مثل كرة السلة فإن عظام القدم ومفاصل القدم والركبة هي الأكثر تعرضا لكسور الإجهاد، أما في رياضة رفع الأثقال والجمباز على الأجهزة فإن عظام القوس الفقري هي الأكثر تعرضا للخطر.

لكن أكثر كسور الإجهاد تحدث في الرياضات التي تعتمد على الجري. "تتمتع رياضة الجري في ألمانيا بشعبية كبيرة، ويمارسها بشكل نشط من 18 إلى 20 مليون شخص. وهذا يؤدي إلى عدد كبير من حالات الإصابة بكسور الإجهاد. لكن من ناحية أخرى فإن قوة التصادم التي تحدث لدى الهبوط، تعتبر عاملا مهما في إصابات كسور الإجهاد" يقول كارستن هولاندر أخصائي الطب الرياضي.

النساء أكثر تعرضا لخطر الإصابة

حسب ما تفيد به الدراسات، فإن النساء أكثر تعرضا لخطر الإصابة بكسور الإجهاد بحوالي ضعف نسبة الرجال، وذلك لعدة أسباب، منها: كثافة العظام لدى النساء أقل، ومستويات الهرمون. "فهرمون الاستروجين مهم لعملية استقلاب العظام" يوضح هولاندر، ويضيف بأنه "أيضا وسيلة منع الحمل يمكن أن تلعب دورا، ومدى تداخل المستحضرات في عملية التمثيل الغذائي". ولذلك أصبحت الطبيبات الأخصائيات في الطب الرياضي النسائي جزءا من الشبكة الطبية للاتحاد الألماني لألعاب القوى.

بالإضافة إلى ذلك فإن الاضطرابات الغذائية لدى النساء الرياضيات أكبر منها لدى الرجال، وهذه أيضا تزيد بدورها نسبة خطر الإصابة بكسور الإجهاد، وينصح الطبيب كارستن هولاندر "بتجنب نقص إمدادات الطاقة نسبيا".


كمية كافية من الكالسيوم ولكن عدم الإكثار!

للوقاية من الإصابة بكسور الإجهاد، يجب تأمين حاجة الجسم من الكالسيوم وفيتامين دال. فالكالسيوم يعمل على استقرار العظام ويقويها، وفيتامين دال يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم بشكل أفضل ودمجه في العظام.

وفي حين يحصل الجسم على كفايته من "فيتامين الشمس (دال)" في الصيف، فيجب إمداد الجسم بما يكفي من الكالسيوم. وكقاعدة يحصل الجسم على حاجته اليومية من الكالسيوم أي حوالي 1000 ميليغرام من خلال التغذية الصحية والتي تتضمن منتجات الحليب والخضار أو المياه المعدنية التي تحتوي على الكالسيوم.

"لكن يجب الانتباه إلى أن النباتيين الذين يتناولون منتجات بديلة للحليب، بعضها لا تحتوي على الكالسيوم" يقول هولاندر ويضيف محذرا بأنه حتى لدى التعرق وفقدان الجسم لكمية كبيرة من الكالسيوم، يجب عدم تناول حبوب الكالسيوم بشكل عشوائيلتعويض النقص. "يمكن أن يكون إمداد الجسم بكمية كبيرة من الكالسيوم خطيرا، فيمكن أن يؤدي ذلك من بين أمور أخرى إلى زيادة خطر الإصابة بحصوات الكلى"، يقول هولاندر.


التدريب وزيادة اللياقة تدريجيا

كسور الإجهاد هي نتيجة لإجهاد العظام، لذلك ينصح الطبيب كارستن هولاندر الأخصائي بالطب الرياضي، بالتدريب بشكل عقلاني، ويقول "يجب عدم زيادة العبء أكثر من 20 بالمائة أسبوعيا. ويسري هذا على كامل المسافة الأسبوعية وأطول مسافة يتم قطعها. كذلك بالنسبة لكثافة التدريب وشموليته".

وتطبيقات اللياقة على الهواتف والساعات الذكية يمكن أن تساعد على مراقبة القدرة على التحمل. كذلك أسلوب الجري الشخصي يحدد مقدار الضغط على العظام. ويوضح هولاندر: "الخطوات الصغيرة تعتبر وقائية، وبالتالي فإن الضغط (الإجهاد) يكون أقل في كل خطوة".

ولكن ماذا لو تعرض العظم، رغم ذلك، لكسر إجهادي؟ حينها تكون الأولوية القصوى لوقاية العظم المصاب. وعلى العكس من الكسور "الكلاسيكية"، نادرا ما تتحرك العظام المصابة بالكسور الإجهادية من مكانها. لذلك، غالبا لا تكون هناك ضرورة لجبر العظم بالجبس. بل حتى يمكن متابعة ممارسة الرياضة ولو بشكل آخر. ويقول هولاندر "بالنسبة للعدائين المتحمسين، التوقف عن الرياضة هي آخر شيء يريدونه" وهو يعرف أنهم "من المرجح أن يتحولوا إلى قيادة الدراجة الهوائية أو العدو في الماء".

أعده للعربية: عارف جابو

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: الطب الریاضی من الکالسیوم أکثر تعرضا یمکن أن

إقرأ أيضاً:

يكافح الإجهاد ويهدئ الأعصاب: اكتشف فوائد السمسم المذهلة!

الجديد برس:

أصبح معلوماً أن الأعصاب هي سبب معظم الأمراض، واتضح أن السمسم فعال في تهدئة الجهاز العصبي المتهيج.

وتشير الدكتورة مارينا ماكيشا خبيرة التغذية، إلى أن السمسم يعزز الجهاز العصبي بفضل احتوائه على نسبة عالية من المغنيسيوم. وقد أظهرت نتائج دراسات عديدة أن الإنسان يفقد خلال فترة الإجهاد بالذات نسبة عالية من المغنيسيوم. وبالإضافة إلى ذلك يشارك المغنيسيوم في العمليات التي تساعد على مكافحة القلق والتوتر العصبي.

ووفقاً لها، يحتوي السمسم بالإضافة إلى المغنيسيوم على فيتامينات مجموعة В- B1 وB2 و B3 وB6 الضرورية لحماية الخلايا العصبية وترميمها وتحسين الحالة النفسية.

ويحتوي السمسم على الأحماض الدهنية بما فيها الدهون الحادية غير المشبعة والدهون المتعددة غير المشبعة ومضادات الأكسدة والألياف الغذائية والكالسيوم وفيتامين E كما يحتوي على حمض البانثونيك وحمض الفوليك ما يكسبه قيمة غذائية عالية. ولكن يجب تناوله باعتدال (ثلاث ملاعق من السمسم تزود الجسم بنسبة جيدة من حاجته اليومية من هذه العناصر) لأنه غني بالسعرات الحرارية.

والسمسم هو نوع من البذور الغنية بالعناصر الغذائية وله فوائد صحية متعددة، منها:

1. غني بالدهون الصحية: يحتوي على دهون أحادية وغير مشبعة، مما يساعد في خفض مستويات الكوليسترول الضار.

2. مصدر جيد للبروتين: يحتوي على كميات جيدة من البروتين، مما يساعد في بناء العضلات ودعم النمو.

3. غني بالفيتامينات والمعادن: مثل الكالسيوم، الحديد، المغنيسيوم، والزنك، وهي مهمة لصحة العظام والجهاز المناعي.

4. مضادات الأكسدة: تحتوي بذور السمسم على مضادات الأكسدة مثل السيسامين، التي تساعد في مكافحة الالتهابات وتقليل خطر الأمراض المزمنة.

5. تحسين صحة القلب: بفضل احتوائه على الأحماض الدهنية الأساسية والألياف، قد يساعد السمسم في تحسين صحة القلب والشرايين.

6. دعم صحة الجلد والشعر: يمكن استخدام زيت السمسم لتغذية البشرة والشعر بفضل خصائصه المرطبة والمغذية.

7. تحسين الهضم: يحتوي على الألياف التي تدعم عملية الهضم وتساعد في الوقاية من مشاكل الجهاز الهضمي.

8. مساعدة في تنظيم السكر في الدم: قد يساعد في تحسين مستويات السكر في الدم، مما يجعله مفيداً لمرضى السكري.

9. مصدر للفيتامين E: الذي يعد مهماً لصحة البشرة وللوقاية من الشيخوخة المبكرة.

يمكن تناول السمسم كوجبة خفيفة، أو إضافته إلى السلطات، أو استخدامه كزيت للطهي، أو كمكون في الحلويات.

مقالات مشابهة

  • بيان جديد بشأن مراكز الايواء التي يمكن أن تستقبل النازحين
  • علامات على الجلد قد تشير إلى الإصابة بداء السكري: تحذير مبكر للصحة
  • فهم الترابط بين الإجهاد والصحة العقلية والقلب
  • هشاشة العظام.. تعرف على طرق الوقاية والعلاج لجسم صحي
  • بالفيديو.. أستاذ جراحة: 30% من أمراض القلب يمكن تجنب الإصابة بها
  • خبير: 30% من أمراض القلب يمكن تجنب الإصابة بها تماما
  • يكافح الإجهاد ويهدئ الأعصاب: اكتشف فوائد السمسم المذهلة!
  • 5 علامات للتعرف على نقص الفيتامينات والمعادن في الجسم
  • السمسم يكافح الإجهاد ويهدئ الأعصاب
  • وجود صلة بين طول الرجل وخطر الإصابة بسرطان البروستاتا