وثائقي العهد: قصة موسى.. رؤية توراتية وتناقضات مع الرواية القرآنية
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
تواجد وثائقي "العهد: قصة موسى" (Testament: The Story of Moses)، للمخرج والكاتب البريطاني بنيامين روس، ضمن قائمة أكثر الأعمال مشاهدة في 55 دولة حول العالم منذ بدء عرضه على "نتفليكس" يوم 27 مارس/آذار الماضي.
ويعرض الفيلم، الذي ينقسم إلى 3 أجزاء، أحداث قصة نبي الله موسى من خلال رؤية توراتية، كما يصوّر العبرانيين ضحايا استعباد الفرعون لنحو 400 عام حتى جاء موسى ليحررهم.
انضم "العهد: قصة موسى" إلى مئات الأفلام والمسلسلات التي شارك فيها صناع السينما في تقديم قصص الأنبياء، وخاصة النبي موسى، بدءا من المخرج الأميركي سيسيل دي ميل الذي قدم فيلم" الوصايا العشر" (Ten Commandments) مرتين، الأولى بفيلم صامت عام 1923، ثم نفذه ناطقا عام 1956. أما آخر فيلم تم إنتاجه عن نبي الله موسى، فهو فيلم "الخروج: آلهة و ملوك" (Exodus: Gods and Kings) الذي صدر عام 2014 للمخرج البريطاني ريدلي سكوت.
ويستعرض "العهد: قصة موسى" حياة نبي الله بدءا من الطفولة في المهد، ومرورا بحياته في البلاط الفرعوني، ثم حادثة القتل التي اضطرته للهرب، لتبدأ بعدها رحلة النبوة والتكليف بالرسالة وتحرير قومه.
جمع العمل بين السرد الدرامي للقصة حسبما جاءت في العهد القديم والملاحظات العلمية الحديثة والتفسيرات للقصة، التي تبدأ في سفر الخروج وتنتهي في سفر التثنية، وتقدم المقابلات مع مؤلفين، مثل جوناثان كيرش والدكتورة سيلين إبراهيم، وحاخامات مثل راشيل أدلمان، وقساوسة مثل توم كانغ، تفسيرات مثيرة للاهتمام لأحداث القصة.
ويعيد المتخصصون النظر في ترجمات النصوص القديمة ودلالاتها، كما يسلطون الضوء على كيفية تحدي امرأة فرعون له باعتباره سلطة و باعتباره رجلا، ويناقشون المرويات التوراتية عن الانتقام الإلهي الوارد في النصوص اليهودية.
الصحراء والقصرتبدو الرواية "صوتا" منفصلة تماما عن الرواية "صورة"، فبينما يحكي الرواة قصة النبي موسى ويقدمون تحليلات وتفسيرات ترتبط بعقيدة كل منهم، فإن المشاهد الدرامية تحكي قصة أخرى حول ثورة مجموعة من البدائيين غير المتحضرين.
كان هؤلاء العبرانيون قد اختطفوا من قبل الفرعون واستعبدوا، ويظهرون في المشاهد وقد افتقروا إلى كل ما يمت إلى "التحضر" بصلة، فالصوت العالي والتوتر والشجار باليد هو السائد بينهم رغم عاطفتهم القوية.
أما في القصر الفرعوني، فنجد العكس تماما، حيث الأناقة والصوت الهادئ والاحترام المتبادل إلا في مشهد وحيد حين يغضب الفرعون، فيصفع وزيره هامان.
الحكاية البصرية هنا تتخذ موقفا مضادا للعبرانيين، وتنتصر للفرعون الذي جاء كل مشهد له مصورا بعناية شديدة، فالكاميرا إما من المستوى الأسفل ليظهر الفرعون هائل الحجم وعظيم، أو موازية له لإبقائه في حالة حضور دائم.
وقد يبرر ذلك بحياة العبودية وعجز العبد عن امتلاك إرادته، لكنه سيصبح عذرا أقبح من ذنب، لأن هؤلاء العبيد قاموا بتحرير أنفسهم بالخروج، وبتحرير أرواحهم بالإيمان.
أخطاءعلى عكس كل ما قدم من قبل، يسجل للمخرج والكاتب بنيامين روس في بداية عمله بوضوح أن القصة التي تتم روايتها اعتمدت على تفاصيل مستقاة من ديانات متعددة، بعبارة قالت "هذا المسلسل عبارة عن رؤية استكشافية لقصة موسى والخروج بناء على دمج آراء علماء دين ومؤرخين من مختلف الثقافات والديانات تهدف مساهماتهم إلى إثراء السرد، لكن يجب عدم اعتبارها رواية متفقا عليها".
صدق المخرج في ما يخص "السرد المباشر" من خلال ضيوف العمل أو المعلقين الذين تولوا جزءا قصصيا قليلا جدا، وجزءا تحليلا كبيرا، لكن المشاهد الدرامية التي كانت هي البطل الحقيقي للعمل وأبرز ما فيه، احتوت على الرواية التوراتية فقط، وبالتحديد، اعتمدت على رواية سفر الخروج وسفر التثنية.
يحتاج صانع الفيلم الوثائقي -الذي يهدف لإعادة سرد قصة تاريخية- إلى علماء في التاريخ لسرد القصة، لكنه استعان باثنين من أساتذة الآثار المصريين، ثم بحاخامات وقساوسة ليكونوا ممثلين للمسيحية واليهودية، وبالتالي بعث برسالة ملخصها أن التوراة هي كتاب التاريخ والدين معا، وهو ما تحقق أيضا بتحويل نصوص "سفر الخروج" من التوراة إلى مشاهد درامية.
وترتب على الاستعانة بمصدر واحد عدد من الأخطاء، من بينها أن من تبنت موسى عليه السلام حين حملته مياه النيل رضيعا هي شقيقة الفرعون الحاكم، على عكس الرواية الإسلامية التي تقول إن من التقطه "امرأة فرعون" أي زوجته، وهي السيدة آسية بنت مزاحم.
واختار صناع "العهد: قصة موسى" رمسيس الثاني باعتباره "فرعون موسى" وهو أمر غير دقيق لسببين: أولهما أن جثة رمسيس الثاني المحنطة والمحفوظة في أكبر متاحف مصر تشهد أنه لم يمت غريقا كما في قصة النبي موسى، أما ثانيهما فهو أنه لا يوجد ما يثبت ذلك تاريخيا أو من حيث الآثار أو الأدلة المادية التي قد يعثر عليها الأثريون.
واستعان بنيامين روس بالممثل الإسرائيلي آفي أزولاي لتجسيد دور النبي موسى، والألماني من أصول تركية محمد قورتولوش لتجسيد دور الفرعون، وخاض الممثلان في المشاهد التي جمعتهم منافسة حقيقية في كسر إيقاع الحركة للشخصية التي يجسدها كل منهم، وذلك رغم الجهود الواضحة للمخرج التي ظهر أثرها على لازوري لإظهار النبي موسى بمظهر الشخص المتوتر العصبي، والذي يتميز بالتسرع و من ثم العودة لإصلاح أخطائه، لكن لازوري جسد دوره بعينين تمارسان التنويم المغناطيسي بدلا من التأثير الكاريزمي الذي لا يحتاج إلى التحديق المستمر والمبالغ فيه، وهو ما فعله قورتولوش بالدرجة نفسها من المبالغة.
وجسدت الممثلة الإسرائيلية ريموند إمسالم دور مريم أخت هارون وموسى بشكل جيد، وقد تأسس العمل على الشخصيات الثلاث باعتبارهم أبطال قصة خروج العبرانيين من مصر.
الدعايةبالغ بنيامين روس في تبسيط القصة والمفاهيم التي تحتويها الأجزاء الثلاثة للعمل، فجاء شكله النهائي أقرب للأعمال التي تنتج لتعليم التلاميذ، ذلك أن جمهور شبكة نتفليكس من المراهقين هو الهدف من العمل الذي يسعى لتعليمه والترفيه عنه، وإلى اكتساب تعاطفه.
واكتسب مسلسل "العهد: قصة موسى" الذي يمزج الوثائقي بالدرامي (دوكيودراما) زخما من الجمهور في العالم، إذ تربع خلال يومين من بدء عرضه في قائمة أكثر الأعمال مشاهدة في 55 دولة في العالم، لكن السؤال الأهم بقي يدور في ذهن المشاهدين: ما الجديد؟
رغم أن العمل اتخذ مظهر التحقيق التلفزيوني الاستقصائي، فإنه لم يأت بجديد، سواء على مستوى التفاصيل التي كان يمكن أن يكشفها، أو على مستوى الرؤية، فقد ظلت كما طرحت منذ البداية، فالصراع بين موسى والفرعون لم يكن بين شخصين، بقدر ما كان بين دين موسى ودين فرعون، وبدقة أكثر فقد جاء موسى بالتوحيد في مقابل تعدد الآلهة لدى الفرعون.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات النبی موسى قصة موسى
إقرأ أيضاً:
في يوم ميلاده.. تعرف على سر قصة النبي زكريا في اختيار اسم يحيى الفخراني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يحل علينا اليوم، يوم ميلاد الفنان القدير يحيى الفخراني الذي يعد واحدا من أيقونات الفن، من خلال أعماله الفنية التي أثرت في وجدان الجمهور على مدار مشواره الفني، في السينما والدراما المصرية، مما جعله يحجز لنفسه مكانة خاصة في قلوب جماهيره ومحبيه.
يحيى الفخراني يروي تفاصيل اختيار اسمهأوضح الفنان يحيى الفخراني قصة اختيار والده أن يطلق عليه هذا الاسم، ، خلال استضافته ببرنامج "صاحبة السعادة" مع الفنانة والإعلامية إسعاد يونس، حيث قال: "سماني يحيى لإني اتولدت بعد 7 سنين، وكان كبر في السن، بسبب قصة سيدنا زكريا اللي خلف بعد ما كبر في السن".
وأشارت زوجته الدكتورة لميس جابر إلى أن كون يحيى الابن الوحيد، فرض على الأسرة الاهتمام به للدرجة التي كانوا لا يأكلون فيها إلا بعد أن يبدأ هو بالأكل، ليقوم بعد ذلك بتوزيع الأكل عليهم "العيلة كانت محور حياتها يحيى.
وأكدت على أن والده كان حريصًا على أن يلبي له كل طلباته، لكن في نفس الوقت ألا يجعل ذلك يتسبب في أن يصبح ابنا مدللًا، كما كانت الأم حريصة على ذلك فكانت الشدة من جانبها أكثر من الأب.
كشفت الدكتورة لميس جابر عن بداية علاقة الحب والزواج مع الفنان يحيى الفخراني، قائلة: "إسعاد كانت صغننة كده في ثانوي وأنا دخلت كلية طب، كنا صحاب اوي ونقعد نحكي و نتفلسف وننظر، فشبطت قالتلي اجي الكلية أشوف المشرحة، قلتلها حتخافي، قالت مش حخاف، طيب أشوف المتحف.. بدل ما دخلها المشرحة دخلتها المتحف، قالتلي ايه ده ده يخوف ده، قلتلها طيب تعالي أوريكي المشرحة، دخلت واتفرجت وانتوا بتعملوا ايه وبتعملوا ازاي قالتلي هي دي المشرحة، سألتها أنت ما خوفتيش ما خافتش".
وتابعت "احنا ماشيين هي راحت لاقطة إعلان فرقة طب عين شمس المسرحية على مسرح الهوسابير مسرحية "الناس في السما الثامنة"، فسألتني انتوا عندكم فرقة تمثيل في الكلية قلتلها معرفش مش واخدة بالي.. اتفقنا ورحنا رايحين نتفرج على الرواية في الهوسابير في دخلتك انت (يحيي الفخراني)، هو يحيى شبه علي شفت السودة أم نظارة دي، قالي هو انت مش معانا، وراح عازمنا ودافع لنا 10 ساغ تذكرتين. قعدت أنا وإسعاد شفنا الفصل الأول ونص الثاني والشباشب حترن في البيت فقمنا خفنا جرينا، روحنا بعد كم يوم جبنا أمي محرم عشان نكمل الرواية".
ولفت يحيى الفخراني ممازحًا إلى أنه لا يمكن أن ينسى العشرة ساغ، مشيرًا إلى أنه كان يحاول التقرب من لميس، ثم تحدثت عن تطور العلاقة بينهما من صداقة إلى حب.