بلومبرغ: تعثر في خطة الـ 100 مليار دولار للأمير محمد بن سلمان
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
تعيد السعودية التفكير في أولويات خطة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لتحقيق 100 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي بحلول 2030، بعد أن تبين أن الهدف بعيد المنال في الوقت الحالي، حسب خبراء.
وينقل تقرير من وكالة "بلومبرغ" أن المستثمرين الأجانب لا يزالون حذرين تجاه المملكة، ما دفع الحكومة السعودية إلى تحمل العبء الأكبر من الإنفاق على المشاريع العملاقة في البلاد.
ومن هذه المشاريع تجميع أول سيارة كهربائية بالمملكة، حيت اجتمعت نخبة من رجال الأعمال والسياسيين في البلاد العام الماضي لحضور إطلاق سيارة "لوسيد" في خطوة سعت من خلالها الرياض إلى إظهار أن مملكة قائمة على إيرادات النفط يمكنها أن تجذب رأس المال الأجنبي لتصبح مركزا عالميا لصناعات المستقبل.
لكن الواقع كان أكثر تعقيدا، حسبما يقول التقرير، إذ أن شركة لوسيد التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها تستنزف الأموال السعودية بشكل متزايد للصمود في سوق العمل.
وفي الأسبوع الماضي، حصلت على دفعة نقدية بقيمة 1 مليار دولار من المملكة، بالإضافة إلى 5.4 مليار دولار ضخها صندوق الاستثمارات العامة السعودي بالفعل.
وتعتبر لوسيد مثالا على الشركات الأجنبية التي تستثمر في خطة التحول الاقتصادي السعودية "رؤية 2030" التي تبلغ قيمتها عدة تريليونات من الدولارات.
لكن حاجة لوسيد إلى المال السعودي هي علامة على أن محاولة البلاد المتسرعة لإعادة الابتكار يتم دفع ثمنها من مال الرياض الخاص، حيث تعتمد المملكة بشكل كبير على ثرواتها النفطية لإغراء الشركات.
وقالت كارين يونغ، الخبيرة الاقتصادية السياسية التي تركز على الخليج في مركز جامعة كولومبيا لسياسة الطاقة العالمية "كان على الحكومة أن تعطي لوسيد حوافز هائلة للقدوم إلى المملكة".
ويشير التقرير إلى أن هناك صعوبات تواجهها الشركات الأجنبية في المملكة، وهي دولة ذات خبرة قليلة في التصنيع المعقد أو الصناعات الثقيلة خارج قطاع النفط.
وتدرك السعودية منذ فترة طويلة أن احتياجاتها التمويلية ستكون مدعومة في الغالب برأس المال المحلي وجزئيا فقط بأموال أجنبية. ومع ذلك، فإنها تريد أن تصل إلى 100 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر سنويا بحلول عام 2030، وهو مبلغ أكبر بثلاث مرات تقريبا مما حققته في أي وقت مضى.
وين عامي 2017 و2022، بلغ متوسط تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر السنوية إلى المملكة ما يزيد قليلا عن 17 مليار دولار. وتظهر البيانات الأولية لعام 2023 أن الاستثمار الأجنبي المباشر أقل من الهدف، عند حوالي 19 مليار دولار، وفقا لبيان صادر عن وزارة الاستثمار.
وينقل التقرير عن محادثات مع مصادر مطلعة أن التوسع إلى هدف 2030 بعيد المنال في الوقت الحالي.
وقد أدى ذلك إلى دفع الحكومة أن تدرس إمكانية التمويل الذاتي لجزء أكبر من إعادة تشكيلها الاقتصادي في جدول زمني ضيق.
وبدأت بالفعل في تقليص المشاريع العملاقة المصممة لتجديد اقتصادها البالغ 1.1 تريليون دولار. وهي تصدر سندات بمليارات الدولارات للمساعدة في سد العجز المالي الذي لم تكن تتوقعه حتى أواخر العام الماضي.
ويريد ولي العهد من المستثمرين الأجانب نقل الخبرات والمشاركة في تمويل المشاريع العملاقة مثل مشروع تطوير نيوم. وتتصور هذه الخطة التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار تحويل المنطقة الشمالية الغربية النائية إلى مركز عالي التقنية خال من الكربون وقائم على الروبوتات.
وطرحت حملات ترويجية للتسويق لنيوم لدى المستثمرين، إلا أنها لم تحرز تقدما جادا في زيادة رأس المال حتى الآن، كما قالت مصادر مطلعة على الأمر للوكالة.
وقال ديفيد دوكينز من شركة بيانات الاستثمار بريكين ومقرها لندن، والتي تحلل الاتجاهات السعودية. "إنها باهظة الثمن بجنون." ويقول كثير من المستثمرين إن ترددهم في تخصيص أموال للمملكة غالبا ما يرجع إلى قوانين غير واضحة وغير مجربة تحكم العقود والاستثمار.
والحكومة، التي "تحرق الأموال"، وفق تعبير التقرير، تكثف جهودها لجذب المزيد من الأموال الأجنبية. وطلبت من جارتها الأصغر الكويت تمويلا يزيد على 16 مليار دولار لمشاريع من بينها نيوم هذا العام ، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر.
وبينما تملأ المملكة فجوات التمويل في الداخل، فإنها ستعتمد على كسب المال بالطريقة التي تعرفها بشكل أفضل: النفط، ثم تعزيز القدرة الشرائية لصندوق الاستثمارات العامة. ومنحت المملكة مؤخرا الصندوق حصة إضافية بقيمة 164 مليار دولار في شركة أرامكو السعودية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الاستثمار الأجنبی ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
20.1 مليار ريال حجم الاستثمار التراكمي في "المناطق الاقتصادية الحرة"
مسقط- العمانية
تحظى المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة والمدن الصناعية في مختلف محافظات سلطنة عُمان باهتمام كبير من المستثمرين في الوقت الذي تشهد فيه مزيدًا من التركيز على تنفيذ العديد من المشروعات في قطاع البنية الأساسية الممكّنة لاستقطاب الاستثمارات وتطوير التشريعات والترويج للفرص الاستثمارية.
وأشارت الإحصاءات إلى أن حجم الاستثمار التراكمي الملتزم به في المناطق الاقتصادية والحرة والصناعية التي تشرف عليها الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة بلغ بنهاية يونيو 2024م نحو 20.1 مليار ريال عُماني مقارنة بـ 16.7 مليار ريال عُماني في يونيو 2023م.
ويعكس هذا النمو المناخ الاستثماري في سلطنة عُمان والجهود المبذولة من قِبل الهيئة وإدارات المناطق الاقتصادية والحرة والمدن الصناعية لاستقطاب الاستثمارات وتوطين مشروعات القطاع الخاص وتحفيز الشركات المحلية والعالمية على الاستثمار في سلطنة عُمان.
واستطاعت المناطق الاقتصادية والحرة والمدن الصناعية خلال النصف الأول من العام الجاري إضافة استثمارات جديدة بأكثر من مليار و53 مليون ريال عُماني، حيث تصدرت المنطقة الحرة بصحار المناطق في حجم الاستثمارات التي تم استقطابها بحجم استثمار مضاف بلغ 711.4 مليون ريال عُماني، وجاءت المدن الصناعية في المرتبة الثانية بحجم استثمار بلغ 175.2 مليون ريال عُماني، والمنطقة الحرة بصلالة ثالثًا بـ 131.8 مليون ريال عُماني.
وتتميز المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة والمدن الصناعية بالعديد من المزايا وحوافز الاستثمار كالإعفاءات الضريبية والجمركية والتملّك الأجنبي بنسبة 100 بالمائة، بالإضافة إلى خدمات المحطة الواحدة، والخدمات الإلكترونية العديدة ومن أبرزها إمكانية اختيار الأرض إلكترونيًّا.
ويبلغ إجمالي عدد المناطق الاقتصادية والمناطق الحرة والمدن الصناعية القائمة 15 منطقة تشمل: المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم بحجم استثمارات يصل إلى 6 مليارات ريال عُماني، ومدينة خزائن الاقتصادية بحجم استثمارات يبلغ 459.5 مليون ريال عُماني، والمنطقة الحرة بصلالة بحجم استثمارات عند نحو 4.7 مليار ريال عُماني، والمنطقة الحرة بصحار باستثمارات تبلغ 1.3 مليار ريال عُماني، والمنطقة الحرة بالمزيونة باستثمارات تصل إلى نحو 140 مليون ريال عُماني، فيما يبلغ حجم الاستثمارات في المدن الصناعية التي تشغلها المؤسسة العامة للمناطق الصناعية "مدائن" حوالي 7.5 مليار ريال عُماني.
كما تشرف الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة على 8 مناطق جديدة قيد التطوير حاليًّا تشمل المنطقة الاقتصادية المتكاملة بمحافظة الظاهرة التي يتم تطويرها بشراكة عُمانية سعودية، والمنطقة الاقتصادية في نيابة الروضة بمحافظة البريمي، والمنطقة الحرة بمطار مسقط الدولي التي تشغلها مجموعة أسياد بالإضافة إلى 5 مناطق صناعية تتوزع على عدد من الولايات.
وقد شهد السابع من شهر فبراير 2024 الافتتاح التاريخي لمصفاة الدقم التي تعدّ أكبر استثمار من نوعه بين دولتين خليجيتين ممثَّلتين بمجموعة أوكيو وشركة البترول الكويتية العالمية برأسمالٍ جَاوز 3.5 مليار ريال عُماني أي ما يعادل 9.9 مليار دولار أمريكي؛ حيث تعتمد المصفاة على النفط الخام المستورد في عملياتها التشغيلية وتهدف إلى تحفيز مشروعات النفط في منطقة الخليج العربي وتعزيز المكانة السوقية في قطاع التكرير والبتروكيماويات، إضافة إلى إيجاد فرص الأعمال ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خلال برنامج القيمة المحلية المضافة، وتعزّز المكانة التكريرية لسلطنة عُمان لتتجاوز 500 ألف برميل يوميًّا وتحقق الاستفادة القصوى من المواد النفطية.
وشهد النصف الأول من العام الجاري الافتتاح الرسمي لعدد من المشروعات، أبرزها ميناء الصيد البحري متعدد الأغراض، وسدود الحماية بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، والرصيف الحكومي بميناء الدقم، ومحطة خدمات الشحن والجمارك بالميناء.
كما تم افتتاح عدد من المصانع في المنطقة الحرة بصلالة، من بينها مصنع النمارق للتعدين باستثمارات تبلغ 10 ملايين ريال عُماني، ومصنع الأغذية المتكاملة باستثمارات تصل إلى 9.6 مليون ريال عُماني، ومصنع شركة القمة عبر الخليج المتخصص في تصنيع متطلبات الرعاية الصحية بحجم استثمار يبلغ 3.8 مليون ريال عُماني.
وفي المنطقة الحرة بصحار تم وضع حجر الأساس لمشروع مصنع البولي سيليكون باستثمارات تبلغ 600 مليون ريال عُماني، كما تشهد المنطقة تنفيذ عدد من المشروعات في قطاع صناعة السبائك الحديدية، والصناعات الكيماوية، والطاقة الشمسية.
وفي مدينة خزائن الاقتصادية تم تشغيل سوق سلال المركزي للخضروات والفواكه الذي يسعى إلى تطوير قطاع البيع بالجملة للخضروات والفواكه في سلطنة عُمان وإعادة التصدير ورفع القيمة الاقتصادية للمنتجات الزراعية العُمانية.
وشهدت المنطقة الحرة بالمزيونة في النصف الأول من العام الجاري مزيدًا من الاهتمام بقطاع الاستيراد والتصدير وإنشاء المخازن نظرًا لموقع المنطقة على الحدود العُمانية - اليمنية، كما تم إنشاء معرض لبيع وشراء السيارات ومخزن لتبريد وتغليف الأسماك، وتعاملت المنطقة في النصف الأول من العام الجاري مع عدد من طلبات الاستثمار في القطاعين التجاري والصناعي.
وسجلت المدن الصناعية التابعة للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية "مدائن" ارتفاعًا في عدد من مؤشراتها ليبلغ إجمالي عدد الطلبات الاستثمارية في النصف الأول من العام الجاري 184 طلبًا مقابل 141 طلبًا في الفترة المماثلة من العام الماضي، فيما بلغ حجم الاستثمار التراكمي بنهاية يونيو الماضي 7.6 مليار ريال عُماني والعقود الاستثمارية أكثر من 2300 عقد.
وعملت الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة على استقطاب مشروعات الطاقة المتجددة والصناعات الخضراء، وتشهد المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم حاليًّا تنفيذ عدد من المشروعات في هذا المجال؛ من أبرزها مشروع شركة "أكمي" التي حصلت على أول شهادة دولية معتمدة لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا بشكل تجاري في العالم عن مشروعها في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، ومشروع "هايبورت الدقم" باستثمارات من مجموعة أوكيو وشركة "ديمي كونسشنز" البلجيكية وقد خصصت الهيئة أرضًا بمساحة 150 كيلومترًا مربعًا بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم للمشروع الذي يستهدف توليد الطاقة الخضراء عبر موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتحويلها إلى مشتقات الهيدروجين مثل الأمونيا وغيرها من المنتجات الثانوية.
وتشهد المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم أيضًا إنشاء مصنع للحديد الأخضر من قبل شركة فولكن للحديد الأخضر، وإنشاء مصنع للحديد المختزل من قبل شركتي "كوبي ستيل" و"ميتسوي وشركائها المحدودة" اليابانيتين، كما تعمل شركة "فالي" على إنشاء مجمّع صناعي متكامل للحديد الأخضر بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.
وأوضحت الإحصاءات أن بيئة الأعمال في المناطق التي تشرف عليها الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة كانت نشطة خلال النصف الأول من العام الجاري وسجلت المناطق نموًّا في مختلف مؤشراتها، فقد بلغ إجمالي عدد السجلات التجارية الجديدة التي تم إصدارها حتى يونيو الماضي 1885 سجلًّا تجاريًّا، وقامت الهيئة بإصدار 735 تصريحًا للخدمات العامة و740 تصريحًا لمزاولة الأنشطة الاقتصادية و191 تصريحًا وترخيصًا بيئيًّا وإصدار 156 إباحة بناء، وبلغ إجمالي عدد تراخيص العمل والمستثمرين في النصف الأول من العام الجاري 5466 ترخيصًا.
وعززت المناطق التي تشرف عليها الهيئة في النصف الأول من العام الجاري دورها في توفير الوظائف للقوى العاملة الوطنية ليبلغ إجمالي عدد العُمانيين العاملين في المناطق أكثر من 25 ألفًا و550 عاملًا عُمانيًّا، فيما بلغ إجمالي عدد العاملين أكثر من 71 ألفًا و684 عاملًا وبلغت نسبة التعمين 35 بالمائة.