أدى الاعتماد واسع النطاق لتقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في السنوات الأخيرة إلى تزويد مصادر التهديد بأدوات جديدة متطورة لتنفيذ هجماتهم. ويُعد التزييف العميق أحد هذه المنتجات، إذ يقلد البشر ويتضمن كلاماً أو صوراً أو فيديو مولداً يصعب تمييزه من الحقيقي. وبينما عادة ما تستهلك هذه الهجمات وقتاً وجهداً أكبر من «مكافآتها» المحتملة، تحذر كاسبرسكي من وجوب إدراك الشركات والمستهلكين لكون عمليات التزييف العميق ستصبح مصدر قلق أكبر في المستقبل على الأرجح.

كشفت أبحاث كاسبرسكي وجود أدوات وخدمات صنع التزييف العميق في أسواق الشبكة المظلمة. وتوفر هذه الخدمات مقاطع فيديو مصنوعة بالذكاء الاصطناعي التوليدي ومخصصة لمجموعة متنوعة من الأغراض، بما في ذلك الاحتيال، والابتزاز، وسرقة البيانات السرية. كما تشير تقديرات خبراء كاسبرسكي إلى إمكانية شراء دقيقة واحدة من فيديوهات التزييف العميق مقابل أقل من 300 دولار أمريكي.

بالإضافة لذلك، هناك مخاوف حول الفجوة الكبيرة في المعرفة الرقمية بين مستخدمي الإنترنت. حيث أشار استطلاع رأي رقمنة الأعمال الذي أجرته كاسبرسكي مؤخراً¹ إلى أن 51% من الموظفين الذين شملهم الاستطلاع في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا (META) قالوا أنهم يستطيعون التمييز بين الصورة المُولدة بتقنية التزييف العميق والصورة الحقيقية؛ لكن ولدى إجراء الاختبار حقاً، لم يتمكن سوى 25%2 منهم من تمييز الصورة الحقيقية عن تلك المولدة بالذكاء الاصطناعي. ويعرّض ذلك المؤسسات للخطر، حيث غالباً ما يكون الموظفون هم الأهداف الأساسية للتصيد الاحتيالي وهجمات الهندسة الاجتماعية الأخرى.

على سبيل المثال، يمكن للمجرمين السيبرانيين إنشاء مقطع فيديو مزيف لرئيس تنفيذي يطلب تحويلاً مصرفياً أو يمنح الإذن لعملية دفع، وهو ما يسمح لهم بسرقة أموال الشركة. كما يمكنهم توليد مقاطع فيديو أو صور مزيفة للأفراد واستخدامها لابتزازهم مقابل المال أو المعلومات.

قال فلاديسلاف توشكانوف، الم البيانات الرئيسي في كاسبرسكي: «على الرغم من عدم توافر التقنية اللازمة لإنشاء التزييف العميق عالي الجودة على نطاق واسع حتى الآن، سيكون توليد أصوات لانتحال شخصية ما في الوقت الفعلي أحد أكثر الاستخدامات الممكنة للتقنية. وعلى سبيل المثال، تم خداع عامل مالي في شركة متعددة الجنسيات لتحويل 25 مليون دولار إلى المحتالين الذين استخدموا تقنية التزييف العميق لانتحال شخصية الرئيس المالي للشركة في مكالمة فيديو جماعية. من المهم أن نتذكر أن تهديد التزييف العميق لا يقتصر على الشركات فحسب، بل أنه يمتد إلى المستخدمين الأفراد أيضاً - حيث ينشر التزييف العميق المعلومات المضللة، ويستخدم في عمليات الاحتيال، وينتحل شخصيات الناس بدون موافقتهم، كما يشكل تهديداً سيبرانياً متزايداً يجب الحماية منه.»

للحماية من التهديدات المختلفة التي يشكلها التزييف العميق، توصي كاسبرسكي الأشخاص والشركات باتخاذ الإجراءات التالية:

انتبه للمكالمات المشبوهة: على الموظفين الانتباه إلى جودة الصوت الرديئة، والرتابة غير الطبيعية لصوت «الشخص»، وكلامه غير المفهوم، والضوضاء الخارجية.
انتبه إلى الميزات الأوضح لفيديوهات التزييف العميق: يشمل ذلك الحركة المتشنجة، والتغيرات في الإضاءة بين الإطارات، وتغير لون البشرة، وعدم تزامن الشفاه بشكل جيد مع الكلام، والإضاءة الضعيفة.
لا تتخذ قرارات بناءً على المشاعر أبداً، ولا تشارك التفاصيل مع أي شخص: من الأفضل دائماً أن تسأل عن الأشياء التي لا يعرفها سوى هذا الشخص أو توقف المكالمة وتتحقق من المعلومات الواردة مجدداً عبر عدة قنوات. وهنا تبرز إهمية بروتوكول «ثِق، لكن تحقق».
تحقق من ممارسات الأمن السيبراني للمؤسسة وقم بتحديثها. 
يمكن أن يساعد حل مثل Kaspersky Threat Intelligence في إبقاء متخصصي أمن المعلومات مطلعين على أحدث التطورات حول التزييف العميق.
يجب على الشركات تعزيز جدار حمايتها البشري من خلال ضمان فهم موظفيها لماهية التزييف العميق، وكيفية عمله، والتحديات التي يمكن أن يشكلها. ويمكن أن يشمل ذلك حملات التوعية والتثقيف المستمرة لتعليم الموظفين طريقة اكتشاف التزييف العميق. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التزییف العمیق

إقرأ أيضاً:

سامسونج إليكترونيكس مصر تتعاون مع" الدحيح" لتعزيز وعي الجمهور بتقنيات الذكاء الاصطناعي

أعلنت شركة سامسونج إليكترونيكس مصر عن تعاونها مع صانع المحتوى المصري الشهير أحمد الغندور، المعروف ببرنامج "الدحيح" على منصة يوتيوب. يهدف التعاون إلى تعزيز وعي الجمهور حول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (AI) في منتجات سامسونج، وتسليط الضوء على كيفية تحسين هذه التكنولوجيا لتجربة وحياة المستخدم اليومية.
 

من خلال هذا التعاون، تسعى سامسونج إليكترونيكس مصر إلى تقديم معلومات مفصلة وقيمة حول ميزات الذكاء الاصطناعي التي تمتاز بها أجهزتها الذكية من أجهزة التلفزيون، والأجهزة المنزلية الأخرى وكيفية تفاعل هذه المنتجات مع المستخدمين وفهم احتياجاتهم بشكل مبتكر، ما يعزز من سهولة استخدام الأجهزة ورفع مستوى الأداء.
 

وقال محمد شمس الدين، رئيس قطاع التلفزيونات والأجهزة المنزلية في شركة سامسونج إليكترونيكس مصر، "تسعى سامسونج دائمًا لتقديم أحدث الابتكارات التكنولوجية للمستهلك المصري، ويأتي اهتمامنا بتقنيات الذكاء الاصطناعي في صميم استراتيجية الشركة لتعزيز تجربة المستخدم وجعل حياته أكثر سهولة وكفاءة. نعمل باستمرار على دمج الذكاء الاصطناعي في أجهزتنا".
 

وأضاف شمس: "جاء تعاوننا مع صانع المحتوى المصري أحمد الغندور، المعروف بشخصية 'الدحيح'، كجزء من استراتيجيتنا لرفع الوعي حول مزايا الذكاء الاصطناعي في منتجات سامسونج. 

 

يتمتع أحمد الغندور بقدرة فريدة على تبسيط المعلومات وتقديمها بشكل يسهل على الجمهور فهم فوائد التكنولوجيا الذكية وكيفية تفاعلهم معها في حياتهم اليومية. نؤمن بأن هذا التعاون سيسهم في تعزيز ثقافة الذكاء الاصطناعي لدى المستهلكين المصريين وتشجيعهم على استكشاف إمكانات أجهزتنا الذكية."


وتستهدف سامسونج إليكترونيكس مصر من خلال هذا التعاون الفئات الأصغر سنًا، خاصة الشباب المهتمين بالتكنولوجيا الحديثة والابتكارات الرقمية. سيعمل التعاون مع "الدحيح" على تعزيز الوصول إلى هذه الفئة، بما يوفر لهم تجربة توعية مبتكرة تتماشى مع عاداتهم وتفضيلاتهم في استهلاك المحتوى.
 

كما تركز الحملة على تشجيع المستهلكين للتعرف على منتجات سامسونج بشكل عملي، حيث سيتم طرح عروض ترويجية حصرية على مجموعة من الأجهزة الذكية خلال فترة الحملة. تهدف هذه العروض إلى تعزيز المبيعات وتحفيز الجمهور للاستفادة من الميزات الفريدة التي توفرها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مثل تحسين جودة الصور عبر الكاميرا الذكية أو تسهيل التحكم في الأجهزة المنزلية باستخدام الأوامر الصوتية.

مقالات مشابهة

  • كيف يغير الذكاء الاصطناعي دور محترفي الأمن السيبراني؟
  • احترس من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لطفلك
  • خبير: سوق العملات المشفرة عالي المخاطر مقارنة بالأصول الأخرى ..فيديو
  • "تيك توك" تطلق أداة لإنشاء مقاطع تسويقية باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • تقنين الذكاء الاصطناعي في الطب على مائدة قمة ويش بقطر
  • سامسونج إليكترونيكس مصر تتعاون مع" الدحيح" لتعزيز وعي الجمهور بتقنيات الذكاء الاصطناعي
  • فاطمة سعيد سالم.. متخصصة في تقنيات الذكاء الاصطناعي
  • مناقشة دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي بعمل «الأرشيف»
  • 25 مليار دولار حجم تمويلات الذكاء الاصطناعي بالربع الثاني
  • الذكاء الاصطناعي: محور الإبداع في العصر الرقمي