نموذج فيسبوك للذكاء الاصطناعي يفشل في توليد صور تجمع الآسيويين بغيرهم
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
يبدو أن نموذج ميتا لتوليد الصور بالذكاء الاصطناعي يواجه صعوبة في التعامل مع الواقع البسيط المتمثل في العلاقات بين الثقافات المتعددة؛ فعند تجربة النموذج من موقع "ذا فيرج" (The Verge) أظهر مولد الصور بالذكاء الاصطناعي من شركة ميتا عجزا مثيرا للدهشة في تخيل صور أفراد آسيويين إلى جانب نظرائهم من الجنس القوقازي.
رغم تعدد المحاولات باستخدام توجيهات متنوعة مثل "رجل آسيوي وصديق قوقازي"، أو "رجل آسيوي وزوجة بيضاء"، أو "امرأة آسيوية وزوج قوقازي"، فإن الأداة تولد في الغالب صورا تظهر فردين آسيويين فقط.
يمتد هذا الخلل إلى تصوير الأزواج من الأعراق المختلطة والصداقات بين الأجناس المختلفة، إذ إن نموذج الذكاء الاصطناعي يعيد باستمرار صورا لا تعكس المزيج العرقي المحدد له في التوجيهات المكتوبة.
على سبيل المثال، نتج عن توجيه "رجل آسيوي وامرأة بيضاء يبتسمان مع كلب" صور لشخصين آسيويين فقط، حتى بعد تعديل الوصف المكتوب.
ولاحظ الموقع أيضا مشكلات مماثلة مع التوجيهات التي تطلب تصوير علاقات الصداقة بين الأجناس المختلفة، إذ كانت الأداة تتجه مرة أخرى إلى عرض صور لأفراد آسيويين.
اللافت للنظر أنه عندما انتقل الموقع للتركيز على صور أفراد من جنوب آسيا، كانت النتائج أدق قليلا ولكنها لا تزال متفاوتة، فقد تمكنت الأداة من إنتاج صورة لرجل من جنوب آسيا مع امرأة قوقازية في إحدى المرات، لتعود بعدها إلى إنتاج صور لأفراد جنوب آسيويين فقط.
إلى جانب هذه التحيزات الواضحة، تشير نتائج نموذج الذكاء الاصطناعي أيضًا إلى تحيزات أعمق وأكثر منهجية.
رغم تعدد المحاولات باستخدام توجيهات متنوعة، فإن الأداة تولد في الغالب صورا تظهر فردين آسيويين فقط (ذا فيرج)على سبيل المثال، فإن تصوير الأداة للنساء الآسيويات يتماشى في الغالب مع الملامح الشرق آسيوية وألوان البشرة الفاتحة، متجاهلةً التنوع الهائل في التركيبة السكانية الآسيوية. بالإضافة إلى ذلك، ثمة نزعة واضحة تتمثل في استخدام ملابس خاصة بثقافة معينة، مثل زينة "البيندي" ولباس "الساري" وهي أزياء تشتهر بها الهند، دون أي تعليمات صريحة للنموذج باستخدام هذا النوع من الملابس.
لا تتعلق تلك التحيزات بالمغالطات العرقية فحسب، بل تعكس أيضا التحيزات النمطية والعمرية، فغالبا ما يصور النموذج صورة المرأة الآسيوية على أنها شابة وشرق آسيوية في المظهر، متجاهلا التنوع العمري والعرقي في مختلف أنحاء القارة الآسيوية.
تثير أوجه القصور والتحيزات في نموذج ميتا لتوليد الصور بالذكاء الاصطناعي عدّة مخاوف مهمة بشأن مدى شمولية أدوات الذكاء الاصطناعي وحساسيتها الثقافية، ويؤكد هذا الوضع على الحاجة إلى أن يكون تطوير الذكاء الاصطناعي أكثر تعبيرا عن التنوع الثقافي العالمي وتجنب استمرار التأثر بالقوالب النمطية والتحيزات التي تسيطر على العالم.
ربما تكون تجربة موقع "ذا فيرج" لنموذج ميتا مثالًا تحذيريًا حول المخاطر المحتملة في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، مما يبرز أهمية مجموعات البيانات المختلفة التي تتدرب عليها تلك النماذج. ومع تقدمنا إلى المستقبل، سيكون التصدي لمثل هذه التحيزات أمرًا ضروريًا لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تفهم وتمثل حقًا النسيج الثري للتجربة الإنسانية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
للألعاب وتدريب الروبوتات.. جوجل تسعى لبناء نماذج عالم للذكاء الاصطناعي
أعلنت شركة جوجل عن تشكيلها لفريق جديد للعمل على محاكاة نماذج الذكاء الاصطناعي التي يمكنها محاكاة العالم المادي.
ومن جانبها تعمل شركة "ديب مايند" البريطانية والتي تعد تابعة لـشركة جوجل على تشكيل فريق جديد من الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي وذلك للقيام بتطوير ما يعرف باسم نماذج العالم وذلك للقيام بمحاكاة قدرة الدماغ البشري على تشكيل العديد من التمثيلات الذهنية للعالم وذلك بناءً على المدخلات الحسية، مما يمكنها من التنبؤ بالأحداث الخارجية.
ووفقا لموقع techcrunch تعد نماذج العالم تطورًا جديدًا نسبيًا في مجال الذكاء الاصطناعي يمكن أن يخدم مجموعة متنوعة من الأغراض منها القيام بإنشاء بيئات تفاعلية في الوقت الفعلي للألعاب والأفلام، والعديد من السيناريوهات
وتعد نماذج العالم هذه جزء من جهود شركة جوجل أيضا للقيام بالوصول إلى نظام الذكاء العام الاصطناعي (AGI) وذلك قبل منافسيها الآخرين ويُعد الوصول إلى هذا النظام هو الهدف الرئيسي لجهود أبحاث الذكاء الاصطناعي.
و من جانبه أشار سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة "OpenAI"، إن الشركة قد توصلت إلى طريقة للقيام بتحقيق المعيار الذي سعت إليه صناعة التكنولوجيا وذلك لفترة طويلة، وإن وكلاء الذكاء الاصطناعي المستقلين قد يبدأون في الوقت الحالي للانضمام وبشكل هادف إلى القوى العاملة هذا العام.
وفقًا لقوائم الوظائف التي أشارت إليها الشركة ، سيتعاون فريق النمذجة الجديد مع كلا من فرق Gemini و Veo وGenie التابعة لشركة Google
أما بالنسبة لـ Genie، فهو نموذج عالمي من إنتاج Google الذي يمكنه القيام بمحاكاة الألعاب والبيئات ثلاثية الأبعاد في الوقت الفعلي.
وتؤكد شركة جوجل، التي تملك موقع يوتيوب، أنها حصلت على إذن لتدريب نماذجها على مقاطع فيديو يوتيوب وفقًا لشروط خدمة المنصة. لكن الشركة لم تذكر مقاطع الفيديو المحددة التي تحصل عليها للتدريب.