للعارفون بالله قول يعتبر غاية فى الصدق والسداد فهم يقولون «إن من عرف نفسه عرف ربه» والمعنى هنا، هو أن من عرف نفسه على حقيقتها من خلال تأمله فى ذاته، ونظرته فيها نظرة مجرده من أى كبر أو غرور، فإنه يعلم أنه عبدلله تعالى ليس بيده نفع ولا ضر، لا يستحق على عمله الصالح شكراً، ولا يستوجب أجراً، وأنه مهما بلغ من الاجتهاد فى كل ما أمره به الله سبحانه وتعالى، فإنه مقصر كل التقصير.
كما أنه اذا عرف نفسه حق المعرفة، علم أنه مغمور فى نعم خالقه سبحانه ومحصور فى دائرة قضاء الله وقدره، وعندئذ يكون قد عرف ربه حقاً بأسمائه وصفاته العلية، وشهد له بالوحدانية فى الذات والصفات والأفعال.
ومعرفة الله توجب على العبد الخضوع والتواضع لعظمة الله عز وجل، وأن يستقر فى نفسه أنه ليس له شيء عند الله سوى ما يتلقاه من لدنه من النعم الظاهرة والباطنة التى استحقها العبد برحمة الله سبحانه وتعالى وتفضله بها عليه.
فالتواضع هو أن يضع العبد نفسه حيث وضعه الله، بحيث إنه لا يفتقده حيث أمره ولا يجده حيث نهاه، فهذه هى العبودية فى أسمى معانيها.
واذا تحقق فى العبد هذا المعنى، يكون قد بلغ أعلى الدرجات فى مقام العبودية ويكون قد ارتقى فى ساحة القرب من الله إلى مكانة يتسابق العارفون لبلوغها والوصول إليها. روى ابن ماجه وابن حبان عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من تواضع درجة يرفعه الله درجة حتى يجعله الله فى أعلى عليين..) وفى الحديث الذى أخرجه الإمام مسلم فى صحيحه عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما نقصت صدقة من مال، وما ذاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله).
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العبودية ابن ماجه رسول الله صلى الله عليه وسلم
إقرأ أيضاً:
تحذير سعودي مسبق لألمانيا من منفذ هجوم ماغدبورغ
21 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: في حادثة هزت مدينة ماغدبورغ الألمانية وأسواق عيد الميلاد، كُشف عن تفاصيل جديدة صادمة حول منفذ عملية الدهس المروعة التي أودت بحياة شخصين وأصابت نحو 68 آخرين بجروح. وفقًا لمصدر سعودي فإن الفاعل هو مواطن سعودي يدعى طالب العبد المحسن، كان يحمل وجهات نظر متطرفة، وحذرت السعودية مسبقًا السلطات الألمانية بشأن آرائه المنشورة على منصة “إكس”.
الفاعل، الذي يبلغ من العمر 50 عامًا ويعمل طبيبًا، دخل ألمانيا عام 2006 كلاجئ وحصل على الإقامة الدائمة. رغم أنه لم يكن معروفًا لدى الشرطة الألمانية كمتطرف، إلا أنه عبّر سابقًا عن آراء تنتقد “الأسلمة” وكان لديه صلات مع اليمين المتطرف في البلاد، وفقًا لتقارير نقلتها وكالة “فرانس برس”.
في تلك الليلة المشؤومة، قاد العبد المحسن مركبته مسافة 400 متر داخل سوق مزدحم، ما أسفر عن تلك الحصيلة المأساوية.
يُذكر أن الحادثة تأتي في وقت حساس بالنسبة لألمانيا التي تشهد حملة انتخابية وتعيش في ظل مخاوف أمنية متزايدة من هجمات محتملة. الهجوم يعيد إلى الأذهان ذكرى الاعتداء المميت في سوق برلين قبل ثماني سنوات، مما يزيد من حالة التأهب الأمني في البلاد.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts