في حلقة برنامج "نور الدين"، أجاب الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، على سؤال طفلة حول دور الدعاء في ظل فهمها لمفهوم القدر والكتابة على الله.
مفهوم القدريوضح الدكتور علي جمعة أن القدر يتعلق بإرادة الله وما يكتبه للإنسان في سماءه.
يشير إلى أن الدعاء يمكن أن يؤثر على القدر بناءً على إرادة الله العليم.
يستشهد بآية قرآنية توضح قدرة الله على تغيير المقادير حسب مشيئته، وأشار إلى قول الله سبحانه وتعالى: (يمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ۖ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)، والدعاء هو اللى بيغير في المقادير».
يوضح أن الدعاء يعبر عن تواضع الإنسان واعترافه بقدرة الله على تغيير الأمور.
الأمل في الدعاءيشجع على الدعاء وتوجيه الطلبات إلى الله بثقة وأمل في استجابته.يؤكد على أهمية الثقة بأن الله سيجيب الدعاء بما هو خير للإنسان.
يوضح الدكتور علي جمعة في حديثه أن الدعاء يلعب دورًا مهمًا في تغيير المقادير، وهو وسيلة للتواصل مع الله والثقة في قدرته على تحقيق ما يراه خيرًا للإنسان.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
جمعة: ليلة النصف من شعبان تجلٍّ إلهي واستجابة لدعاء النبي
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن ليلة النصف من شعبان من الليالي المباركة التي تحمل في طياتها معاني عظيمة في العقيدة والتاريخ الإسلامي، فهي محطة فارقة في مسيرة المسلمين، إذ شهدت تحوّل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة، وهو الحدث الذي استجاب الله فيه لدعاء النبي ﷺ.
واستشهدا جمعة بما جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء} [البقرة: 144]، وهو تعبير عن تشوُّف النبي ﷺ وانتظاره للاستجابة الإلهية في أمر القبلة.
وتابع جمعة أن النبي عندما كان في مكة، كان يصلي متوجهًا إلى بيت المقدس، بحيث يجعل الكعبة بينه وبين بيت المقدس، ولكن بعد الهجرة إلى المدينة، أصبحت قبلته بيت المقدس شمالًا والكعبة جنوبًا، فظل على ذلك نحو ثمانية عشر شهرًا، حتى جاء الأمر الإلهي بتحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة، ليجمع الله بين رضاه ورضا رسوله ﷺ، كما قال تعالى: {فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا}.
وفسر جمعة أن "تَرْضَاهَا" مقام دلال وحب، يبرز في هذا التعبير القرآني سرٌّ عظيم، حيث لم يقل الله "نرضاها" بل قال {تَرْضَاهَا}، وهو ما يشير إلى مقام الدلال والمحبة بين الله ورسوله ﷺ، فقد كان مراده ﷺ يوافق مراد الله، ولذلك قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: «إني أرى الله يسارع في هواك»، أي أن الله تعالى يستجيب لدعاء النبي ﷺ لأنه الحبيب المصطفى، والمختار من بين العالمين.
اغتنام ليلة النصف من شعبانتشكل ليلة النصف من شعبان فرصة عظيمة للمؤمنين للتقرب إلى الله تعالى بالدعاء والاستغفار، فهي ليلة تفيض بالنفحات الإلهية، ويُرجى فيها العفو والمغفرة.
وكما أشار الدكتور علي جمعة، فإنها ليلة لا ينبغي للمسلمين أن يدعوها تفلت منهم، بل عليهم اغتنامها بالصلاة، وقراءة القرآن، والاستغفار، والدعاء بأن يتجلى الله عليهم بعفوه ورحمته.
رسالة روحانية من ليلة مباركةإن تحول القبلة لم يكن مجرد تغيير في اتجاه الصلاة، بل كان درسًا في الطاعة، والتسليم لإرادة الله، واستجابة لدعاء النبي ﷺ.
وكذلك ليلة النصف من شعبان، هي فرصة لنجدد نيتنا في الطاعة، ونطلب من الله أن يبدّل أحوالنا للأفضل، وأن يمنّ علينا بالرحمة والمغفرة، لنستقبل رمضان بقلوب نقية عامرة بالإيمان.