لافروف أمام سفراء 70 دولة: حرب الغرب الهجينة ضد روسيا بأيدي نظام كييف أصبحت تقليدا
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
روسيا – أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الحرب الهجينة ضد روسيا بأيدي نظام كييف أصبحت تقليدا من جانب الغرب الجماعي.
وقال لافروف خلال مائدة مستديرة حول الملف الأوكراني عقدها بحضور سفراء أكثر من 70 دولة في الأكاديمية الدبلوماسية التابعة للخارجية الروسية:
بات التعاون مع النازيين عادة ومقياسا طبيعيا لدى الغرب، والآن ينوون إلزام كافة أعضاء “الناتو” بمساعدة أوكرانيا وفقا لنظام مشدد لتسليح نظام كييف كي يستمر القتال ضد روسيا.النازيون في كييف عبروا عن نيتهم باستبدال اللغة الروسية، وأهملوا حقوق سكان القرم والدونباس، ممن اعتبروا الانقلاب في كييف 2014 غير شرعي. وصف النظام النازي في كييف المدافعين عن الشرعية، ومن اعتبروا ما حدث في 2014 انقلابا، في القرم ودونباس بالإرهابيين وقاموا بشن الحرب ضدهم. في 2015 استطعنا وقف الحرب التي بدأتها كييف ضد شعبها، واتفاقيات مينسك اقترحت تقديم وضع خاص للدونباس وأن يكون لديهم أجهزة حفظ النظام الخاصة بهم. ووعود فرنسا في اتفاقيات مينسك كانت كاذبة، وفي عدد من دول أوروبا، ترغب الأقليات في نفس ما احتاجه أهالي الدونباس، أن يكون لهم لغتهم وثقافتهم وديانتهم وتاريخهم. الرئيس بوروشينكو في 2015 أعلن ما يسمى “العملية ضد الإرهاب”، وهي عملية عسكرية للقوات المسلحة الأوكرانية ضد الدونباس. الرئيس زيلينسكي انتخب عام 2019، شأنه في ذلك شأن بوروشينكو في 2014، بوصفه “رئيس السلام”، ولكم أن تحكموا بأنفسكم ما حدث بعد ذلك. نشكر الدول التي أعربت عن تضامنها ومشاركتها لـ “يوم الحزن” بعد الهجوم الإرهابي في “كروكوس سيتي هول”. الإرهاب لا قومية ولا دين له، وهو شر عالمي. مارست أوكرانيا من قبل الإرهاب بمقتل الصحفي العسكري تتارسكي، ومقتل داريا دوغينا وغيرها، وقد تقدمنا إلى كييف بشأن الأنشطة الإرهابية، وكل من هو مرتبط بذلك، وذلك يتطابق مع المعاهدة الدولية لمكافحة الإرهاب وبها التزامات ووفقا لطلب الخارجية إلى الجهات الأوكرانية، نطالب بتنفيذ كييف لهذه الالتزامات. ننتظر أن تأخذ جميع الدول ذلك بعين الاعتبار، إضافة إلى التوجه عبر الخارجية الروسية أرسلت النيابة العامة رسائل إلى الولايات المتحدة وعدداً من الدول طلباً لتوفير معلومات بشأن الهجمات الإرهابية، وتصرفات النظام في كييف ورعاته. أوكرانيا اعترفت باللغة التترية في القرم فقط بعد انضمام القرم إلى روسيا، وبعد أن اعترفت روسيا باللغات الأساسية للقرم: التترية والروسية والأوكرانية. ولأول مرة بدأ العمل ببناء مسجد القرم، وكل ذلك لم يكن موجوداً خلال إدارة شبه الجزيرة من قبل أوكرانيا..تحت حكم أوكرانيا كانت كل الفعاليات الثقافية والتعليم باللغة الروسية ممنوعا بشبه جزيرة القرم. في السنتين الأخيرتين تصوت أوكرانيا ضد مشروع لـ “تمجيد النازية”. نقدم نحن هذا المشروع منذ عام 2005، ولم تصوت أوكرانيا لمرة واحدة لصالح هذا المشروع، على الرغم من تصويت الأغلبية لصالح هذا المشروع، وهو ما يشير إلى الكثير. كييف قامت بالإساءة لسمعة مؤسسات الأمم المتحدة حيث سُمح لكييف بعدم تقديم تقريرها لحقوق الإنسان. كييف تطالب بمعاقبة روسيا، بينما لا ترغب بتقديم تقرير لحقوق الإنسان إلى المؤسسات الأممية، ويرفضون الاعتراف بالمشكلات التي يواجهونها من جانب النازيين الجدد، وفي العام الماضي أعلن مندوب أستراليا أن جهود السلطات في كييف كانت “مدهشة”، على الرغم من انتشار لقطات الوحشية العسكرية للعسكريين الأوكرانيين حتى في أرض المعركة.. لا أحد يريد أن يطالب أوكرانيا بالتحقيق في الجرائم ضد حقوق الإنسان. أذكّر بأن ما حدث في “مسرحية بوتشا”، في نفس اللحظة التي عرض فيها التلفزيون البريطاني لقطات لوجود الجثث في بوتشا، بعد مغادرة الجيش الروسي بثلاثة أيام، طالبنا بتقديم أي تحقيق موضوعي، وطالبنا بتقديم حتى أسماء القتلى، ولم نحصل على أي شيء. يتم اعتقال المواطنين الأوكرانيين الذين يعارضون النظام في كييف، ويتم ملاحقة هؤلاء المواطنين استنادا لموقفهم السياسي، ما يمثل انتهاكا للحقوق السياسية للمواطنين. كييف تتخذ قراراتها وفقا لإملاءات القيمين واستنادا إلى المشروع المناهض لروسيا، وتقوم بإنجاز كل ما يطلب منها من الغرب بهدف “هزيمة روسيا”. مسيرات المجرم بانديرا (المتعاون مع هتلر) في أوكرانيا تجري كل عام كعيد وطني تحت سمع وبصر الغرب. التدريس والكتب باللغة الروسية يتم سحبها من المكتبات، لا يحرقونها كما فعل هتلر، لكنهم يحولونها إلى إعادة تدوير في المواد القرطاسية. هناك قوانين تمنع أي فعاليات باللغة الروسية. بل إن الحديث باللغة الروسية في الأماكن العامة يمكن أن يعرض المواطنين للعقاب وتحرير المخالفات، ويحدث ذلك في ظل أغلبية تتحدث الروسية في أوكرانيا، حتى العسكريين يتحدثون أسهل باللغة الروسية.. تخيلوا أن يمنعوا اللغة الفرنسية أو الإيطالية أو الألمانية في سويسرا، أو إلغاء الإنجليزية في أيرلندا على سبيل المثال. إنه نفس الوضع..يتم التمييز ضد اللغة والثقافة الروسية، وأذكر بأن القوانين الخاصة باللغة الأوكرانية فقد ذكرت كافة اللغات الأخرى ذات الوضع الخاص، لكن الوضع كان يتقلص، وبات الاتحاد الأوروبي متفقا مع أوكرانيا لتبقى اللغات التي تعتبر لغات الاتحاد خارج قوانين التقييد. وتوصلوا إلى استثناء بالنسبة لهم. كل لغات الاتحاد الأوروبي لديها استثناء ووضع ليس سيئا في القوانين الأوكرانية. أما اللغة الروسية، فهناك انتهاك لحقوق الإنسان وحقوق الأقليات، والمعاهدات الدولية بهذا الشأن، وغيرها من القوانين التي لا تسمح بالتمييز. لكن الاتحاد الأوروبي يغمض عيناه عن ذلك. الزملاء في سويسرا يحضرون لمؤتمر بشأن مؤتمر “صيغة زيلينسكي للسلام”، في الوقت الذي انضمت فيه سويسرا ليس فقط إلى العقوبات ضد روسيا فحسب، بل وأصبحت من المحفزين لهذه العقوبات. وقد التقيت وزير الخارجية السويسري وقلت له: لا يمكن أن ننظر إلى سويسرا كطرف محايد بشأن القضايا المختلفة كما كان يجري دائما. في مؤتمر سويسرا مطلوب جمع أكبر عدد من الدول، وبدأوا في إقناع الدول بأنه “ليس من الضروري التوقيع على كل البنود، بإمكانكم التوقيع على بند أو اثنين، وحتى عدم التوقيع”. يريدون الحصول على أكبر عدد من الدول بأي شكل.. يضعون هدفهم لا الوثيقة الختامية، وإنما جمع أكبر عدد من الدول وأخذ صورة جماعية بأكبر عدد من ممثلي الدول، كي تلعب هذه الصورة دورا في دعم زيلينسكي. دائما مستعدون للحوار النزيه، وليس لدينا ما نخفيه، أسباب العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا واضحة. والمواجهة مع الغرب ستستمر طالما كان الغرب يشجع قضاء النظام الأوكراني على كل ما هو روسي، والعدوانية تجاه روسيا. نقول للغرب: تدفعون أوكرانيا نحو الكارثة. لا نرى أي وثيقة يثبت فيها الغرب أحقيته أو منطقه. في بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا وقبلها، كان الأيديولوجيون الغربيون يقولون: دعونا نسرّع بانضمام أوكرانيا إلى “الناتو”، والآن نسمع تصريحات مختلفة بشأن انهيار أوكرانيا، ويجب ألا نسمح بانهيار أوكرانيا لأن روسيا “سوف تهجم فورا على (الناتو)”. الآن يقولون إننا لن نسمح بانتصار روسيا على أوكرانيا تحت أي ظرف من الظروف.. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفى كل المزاعم بشأن “هجوم روسيا على الغرب”.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: باللغة الروسیة اللغة الروسیة من الدول ضد روسیا فی کییف عدد من
إقرأ أيضاً:
كييف عادت مستباحة.. كيف تعلم الروس خداع باتريوت الأميركي؟
كييف- بعد يوم صاخب بصافرات الإنذار وأصوات الضربات الصاروخية الروسية، ثم سيارات الإسعاف والإطفاء والشرطة والدفاع المدني وغيرها، دخل سكان العاصمة كييف في صمت وحداد لم يشهدوه منذ بداية الحرب، حزنا على 12 قتيلا و87 مصابا، هم سكان مبنى سكني، استهدف -أول أمس الخميس- داخل حي سفياتوشينسكي بالمدينة، فدُمر بالكامل.
لاحقا، كشف الأوكرانيون عن أن الصاروخ الذي استخدم لضرب المبنى "باليستي كوري شمالي من طراز كي إن-23″، قامت روسيا بتطويره ليصبح عالي الدقة، وفشلت الدفاعات الجوية في اعتراضه.
وجدد وصول الصاروخ إلى هدفه تساؤل الأوكرانيين عامة، وسكان كييف خاصة، عن حقيقة قوة ونجاعة دفاعاتهم الجوية، التي يتصدرها نظام "باتريوت" الأميركي، بعد سنوات من "أمان نسبي" عززته تلك الدفاعات.
وتعرضت العاصمة كييف لعدة ضربات خلال الأسابيع الماضية، من الصواريخ والمسيّرات الهجومية، رغم أنها تمت بأعداد قليلة نسبيا، إذا ما قورنت بضربات العامين 2023 و2024.
تكتيك التركيز
أول إجابة عن هذه التساؤلات قدمتها القوات الجوية الأوكرانية، بالإشارة إلى أن الروس اتبعوا تكتيكا جديدا منذ نحو 40 يوما، يركزون من خلاله على ضرب أهداف في مقاطعة أو مدينة معينة أكثر من غيرها يوميا، ومن عدة جهات في آن واحد، ثم ينتقلون في اليوم التالي إلى أهداف في مقاطعة أو مدينة أخرى.
إعلانبهذا، تُكثف الضربات على منطقة معينة، الأمر الذي يصعّب على دفاعاتها تدمير كل الصواريخ والمسيرات، ومن ثم يحقق نجاحا أكبر للروس، زادت نسبته من نحو 30% في بداية 2024 إلى ما يتجاوز 60% مؤخرا.
وبسبب التكلفة العالية لمنظومات باتريوت الأميركية و"إريس" الألمانية وغيرها، أحجمت أوكرانيا عن استخدام هذه النظم المتطورة لإسقاط المسيّرات المنخفضة التكلفة والمحدودة الأثر، وخصصتها لاعتراض الصواريخ الباليستية والمجنحة والفرط صوتية حصرا.
لكن هذه النظم أخفقت مؤخرا في اعتراض كثير من تلك الصواريخ -كما حدث في كييف- والسبب يكمن في قدرة الروس على "خداع باتريوت"، حسبما يرى الخبير فاليري رومانينكو، الباحث في جامعة "ناو" للطيران.
وقال رومانينكو للجزيرة نت إن نظام الدفاع الجوي باتريوت هو الوحيد القادر على تدمير الصواريخ الباليستية، لكن الروس طوروا صواريخهم على النحو التالي:
عززوا قدرتها على المناورة وسلوك مسارات ملتوية ومعقدة، تصعب اعتراضها، خاصة أن نظام "باتريوت" يحدد قبل إطلاق صواريخه نقطة التقاء مع الهدف الجوي. اعتمدوا "الفخاخ" في صواريخ "إسكندر" الباليستية، وهي أجسام مدمجة مع الصاروخ، يصل عددها إلى 6، وعندما تنفصل في لحظة معينة، تشتت قدرة نظام الدفاع الجوي، وقد تخدعه بنجاح.ويتطرق الخبير كذلك إلى "عيوب" تكشفت في نظام باتريوت، حدّت من قدرته على مواجهة الصواريخ المطورة بالتكتيكات الروسية الجديدة.
يوضح ذلك للجزيرة نت بقوله إن "الروس يأخذون بالاعتبار حقيقة أن رادار باتريوت يعمل بشكل مقطعي مقداره 90 درجة قبل أن يغير الزاوية إلى أخرى، وليس بطريقة الدوران 360 درجة التقليدية".
ويضيف أن "صواريخ باتريوت المضادة تنطلق على مسافة تتراوح بين 25 و35 كيلومترا من اقتراب الهدف الجوي، فإذا كانت الصواريخ قادمة من اتجاهات مختلفة نحو هدف واحد، وتبتعد عنه مسافة متقاربة، فلن يكون لدى باتريوت ببساطة الوقت لإعادة التصويب على جميعها. لقد استفاد الروس من هذا العيب استفادة كاملة".
إعلانهذا بالإضافة إلى عجز باتريوت عن اعتراض الصواريخ الباليستية التي تسلك مسارات غير تقليدية، ملتوية ومعقدة، وفق ما ذكره الخبير أعلاه.
مطالب بمزيدومع ذلك، يبقى باتريوت أفضل نظام دفاع جوية تستخدمه أوكرانيا منذ أواخر عام 2022، لأنه "فعال للغاية"، كما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل أسابيع.
وجدد زيلينسكي، أمس الجمعة، مطالبة "الشركاء" في الدول الغربية بمزيد من "باتريوت" وغيره من نظم الدفاعات الجوية، وكذلك فعلت وزارة الخارجية.
لكن الأمر لا يسير كما تشتهي أوكرانيا بسبب إحجام الإدارة الأميركية عن تخصيص أي دعم عسكري جديد لكييف، أو مباركة أي مبادرة غربية في هذا الصدد.
بدوره، كشف المحلل العسكري إيفان ستوباك -وهو خبير في "المعهد الأوكراني للمستقبل"، ومستشار سابق لشؤون الأمن العسكري في البرلمان الأوكراني- عن أنه "بوصول الرئيس ترامب إلى الحكم في الولايات المتحدة، تعثرت محاولات أوكرانيا لشراء أنظمة باتريوت اعتمادا على أموال الأصول الروسية المجمدة في الغرب".
ولفت في حديث للجزيرة نت إلى أن "سعر النظام الواحد ارتفع من 1.5 مليار دولار في أولى سنوات الحرب إلى 1.8 مليار حتى فبراير/شباط الماضي، وهذا يصعب الأمر على ميزانية البلاد، التي تعتمد بنسبة كبيرة على دعم الحلفاء".
حلم البدائلويبدو كأن أوكرانيا في طريق مسدود مخرجه الوحيد ما يتكرم به "الحلفاء"، إن صح التعبير، والمحاولات المحلية لتطوير أنظمة بديلة. ولمّح الرئيس زيلينسكي فعلا إلى ذلك في 23 فبراير/شباط الماضي، في أثناء مؤتمر صحفي عقد بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لبداية الحرب (في 24 فبراير/شباط 2022)، إذ قال إن بلاده تعمل على تطوير نظام محلي على غرار باتريوت.
وهذا الحلم قد يكون تحقيقه صعبا وبعيدا، لكنه ممكن، حسب الخبير رومانينكو، الذي يرى أن "أوكرانيا طورت كثيرا من أنظمتها الصاروخية الهجومية منذ بداية الحرب، وتحولت للاعتماد بنسبة 96% على المسيّرات الفعالة محلية الصنع بدءا من الصفر".
إعلانومن ثم، يضيف رومانينكو، "لا نستبعد قدرتها على إحداث نقلة نوعية في مجال الدفاع الجوي، لاعتراض الصواريخ أو المسيرات بكفاءة وتكلفة أقل".