أبوظبي: الخليج
برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أعلنت جائزة الشيخ زايد للكتاب، في مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، عن أسماء الفائزين في دورتها الثامنة عشرة، بعد اجتماع مجلس أمناء الجائزة، وبحث مسوغات الفوز لكل فائز، ومراحل وصول مؤلفه إلى المرحلة الأخيرة، بناء على معايير التقييم الموضوعية والدقيقة التي تتبعها الجائزة.


ترأس اجتماع مجلس الأمناء الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس مجلس الأمناء، وحضره الأعضاء: الدكتور زكي أنور نسيبة المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، ومحمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، وسعود عبدالعزيز الحوسني، وكيل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، والدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب، وعبد الله ماجد آل علي، مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية، وعبد الرحمن النقبي مدير إدارة الجوائز الأدبية في مركز أبوظبي للغة العربية.
وقال محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: «شهدت الجائزة تنافسية كبيرة في مختلف فروعها، عبر عدد المشاركات وطبيعتها المتميزة، ما يؤكد أهميتها والمكانة المرموقة التي تحظى بها في الأوساط الثقافية، والعلمية، العالمية، ودورها في تعزيز دور دولة الإمارات، وتوجهاتها لإغناء الحركة الثقافية والمعرفية في العالم، بناء على مسؤوليتها الرائدة التي تبنتها عبر رؤيتها ونهجها الإنساني في تعزيز التواصل الثقافي والحضاري بين المجتمعات، وإبراز جوانب التراث والحضارة والثقافة الغنية للأمم والشعوب، وأهمية تبادلها بين الحضارات لإغنائها، وإحياء الموروث الثقافي والإنساني».
من جانبه، قال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب: «شكلت الجائزة التي تحمل قيمة كبيرة، ورمزية لاقترانها باسم بالمغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، علامة ثقافية بارزة ومؤثرة في المشهد الثقافي العربي منذ انطلاقها، ومساهماً فاعلاً في تنشيط الحِراك الأدبي، والثقافي والشعري، وجهود الترجمة، الأمر الذي نتج عنه المزيد من الأعمال، والمشاريع النوعية، وخلق روح من التنافسية بين جموع الكتاب والأدباء من مختلف الجنسيات والثقافات. نبارك للفائزين تميزهم بفروع الجائزة لدورتها الحالية، حيث إن مؤلفاتهم كانت مصدر إلهام وانعكاس لجهد وثقافة عميقين في المجالات الأدبية المختلفة، تُرجمت من خلال إبداعهم الإنتاجي الذي نفخر به، وندعو جميع المبدعين في المشاركة في الدورة القادمة والمشاركة في إثراء المشهد الثقافي العام».
وفازت بجائزة فرع «الآداب» الكاتبة المصرية ريم بسيوني، عن روايتها «الحلواني.. ثلاثية الفاطميين»، الصادرة عن دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع عام 2022. تتوج هذه الرواية مشروعاً مميزاً يستعرض التطور التاريخي والمجتمعي لمصر في العصر الوسيط، ويبرز طبيعة الشخصية المصرية في تلك الحقبة التاريخية الممتدة، في لغة تتسق مع طبيعتها، وما فيها من أبعاد فكرية ومجتمعية، من خلال سردية روائية ترتكز على باقة تجمع الشعر والعمارة والأسطورة، وتنتصر للبعد الإنساني.
وفاز الدكتور حسام الدين شاشية من تونس بجائزة فرع «المؤلف الشاب» عن مؤلفه «المشهد المُوريسكي: سرديّات الطّرد في الفكر الإسباني الحديث»، الصادر عن مركز البحوث والتواصل المعرفي عام 2023. ويسلط العمل الضوء على طرد الموريسكيين الذين بقوا في إسبانيا، من خلال مادة تاريخية موثقة بالإسبانية حول الموضوع، لمعالجة الأبعاد السوسيولوجية – الثقافية، وعلاقة الذاكرة بالهوية التاريخية، عبر جهد واضح في الاستقصاء، والتوثيق، والعرض التحليلي والنقدي، والمنهجي، جعل منه إضافة إلى الدراسات التاريخية البينية التي تدرس الحضارات وعلاقتها ببعضها بعضاً من منظور علمي.
في حين فاز بجائزة فرع «تحقيق المخطوطات» الدكتور مصطفى سعيد من مصر عن دراسته بعنوان «سفينة المُلك ونفيسة الفُلك (شهاب الدين) الموشح وموسيقى المقام الناطقة بالعربية بين التنظير والمراس» الصادرة عن دار العين للنشر عام 2023؛ لما بذله المحقِّق من جهد في خدمة النص من جهة ترتيبه، وتحقيقه، وتقريبه للقارئ في دراسة قائمة على رؤية منهجية شاملة، وطريقة تحليلية متعمقة، متبوعة بجداول إحصائيّة مبتكرة بالألحان والوصلات، تُظهر تمكنّاً في المادة العلمية، وقدرة على التحليل والفهم والنقد، جعلته أوّل تحقيق متكامل بالمفهوم العلمي.
أما الفائز بجائزة فرع «التنمية وبناء الدولة»، فهو الدكتور خليفة الرميثي من دولة الإمارات العربية المتحدة، عن كتابه «الأسماء الجغرافية ذاكرة أجيال»، الصادر عن أوستن ماكولي بابليشرز في 2022؛ يتسم الكتاب بروح علمية ودقة لغوية، ووضوح أسلوب في دراسة الأسماء الجغرافية في دولة الإمارات العربية المتحدة، بالمنهجين، التاريخي والجغرافي، مع ثراء واضح في البيانات والأرقام والخرائط والتتبع التاريخي، وحسن استخدام لها؛ ليغدو بذلك عملاً بالغ التميز والدقة، ومرجعاً مهماً للباحثين.
وفاز بجائزة فرع «الترجمة» الدكتور أحمد الصمعي من تونس، عن عمله «العلم الجديد» لجيامباتيستا فيكو، ترجمه عن الإيطالية إلى العربية، الصادر عن دار أدب للنشر والتوزيع في 2022. هذا الكتاب المترجم من الإيطالية يقدّم إضافة للمكتبة العربية، بما تميز به من دقة ومهنية عاليتين، واحترافية في نقل المصطلحات في بنيتها وصياغتها على نحو علمي يعبر عن السياق التي وردت فيه، وبما شكلته مقدمته من أهمية على صعيد الشكل والمحتوى، وما تضمنه من حواش كثيرة ساعدت في توضيح الأفكار الواردة في النص، والمعلومات التي احتواها.
وفاز بجائزة فرع «الثقافة العربية في اللغات الأخرى» فرانك غريفيل عن كتابه «بناء الفلسفة ما بعد الكلاسيكية في الإسلام»، الصادر عن دار نشر جامعة أكسفورد باللغة الإنجليزية في عام 2021؛ لتسليطه الضوء على إسهامات الفلسفة الإسلامية الجوهرية، وتأثيرها في التطورات اللاحقة في علم الفقه والعلوم والآداب، والتطورات التي أدت إلى إعادة تشكيل الخطاب الفلسفي في الإسلام خلال القرن الثاني عشر، والكشف عمن تحدثوا بعمق عن الفلسفة في ذلك العصر، بما في ذلك عن الميتافيزيقا، والأخلاق، ونظرية المعرفة، والعلاقة المعقدة بين النقل والعقل، وإيضاح عدد كبير من الأفكار المبتكرة من أبرزها: الجمع بين الأفكار الفلسفية اليونانية والعربية والإسلامية، والمحاولات العلمية للتوفيق بين هذه التقاليد المتباينة، مثلما فعل الفارابي، وابن سينا، مع استعراض وافٍ للشخصيات والتيارات التي أثرت في الفلسفة الإسلامية جعل الكتاب إسهاماً جيداً في فهم العصور ما بعد الكلاسيكية في الفلسفة الإسلامية.
وفازت مجموعة بيت الحكمة للصناعات الثقافية في الصين بجائزة فرع «النشر والتقنيات الثقافية»، لنجاحها في إنجاز جسر تبادلي بين الثقافتين الصينية والعربية؛ نشرت وترجمت من خلاله أكثر من 300 كتاب، وعدداً هائلاً من الوثائق والصحف، وحققت وفرة استثنائية من قواعد البيانات اللغوية الصينية والعربية، وضعتها في خدمة الثقافة بين الجانبين، في إطار مشروع ثقافي متكامل يعمل في مصر، والإمارات، والمغرب، والصين، ويدير مشروعات متنوعة، تهتم بوصل الشرق بالشرق الأقصى، وصناعة معرفة راسخة عن طريق النشر، والترجمة، والتعليم، والصناعات الثقافية والإبداعية؛ مع حرص على تنويع وسائل النشر واستخدام التقنيات الحديثة، واهتمام لافت بالأطفال واليافعين، وما يناسبهم من قصص مصوّرة، وكتب تنمية مهارات ووسائل تعليمية وروايات تربوية تحفيزية.
وسيتم الإعلان عن الفائز بلقب شخصية العام الثقافية خلال الأسابيع المقبلة. الجدير بالذكر أن جائزة الشيخ زايد للكتاب، ستكرم الفائزين بدورتها الحالية خلال حفل تكريم بتنظيم من مركز أبوظبي للغة العربية، بالتزامن مع فعاليات معرض أبوظبي الدولي الثالث والثلاثين للكتاب.
ويحظى الفائز بجائزة «شخصية العام الثقافية» على ميدالية ذهبية وشهادة تقدير، وجائزة مالية بقيمة مليون درهم، بينما تشمل جوائز الفائزين في الفروع الأخرى ميدالية ذهبية وشهادة تقدير. وجوائز بقيمة 750.000 درهم.
وتعد المشاركات خلال هذه الدورة الأكبر في تاريخ الجائزة حيث بلغ عدد الترشيحات 4,240 ترشيحاً، بنمو بنسبة 35% عن عدد الترشيحات في النسخة السابقة العام الماضي، والتي بلغت وقتها 3,151 ترشيحاً، إضافة إلى الزيادة في عدد الدول المشاركة التي وصلت إلى 74 دولة من ضمنها 19 دولة عربية، و55 دولة أخرى.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات جائزة الشيخ زايد للكتاب الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مرکز أبوظبی للغة العربیة الشیخ زاید للکتاب الثقافة والسیاحة بجائزة فرع الصادر عن من خلال عن دار

إقرأ أيضاً:

«كمال داوود» يفوز بجائزة «غونكور» الأدبية

حصل الكاتب الفرنسي من أصل جزائري كمال داوود، على جائزة غونكور الأدبية عن روايته “الحوريات”، والتي تتناول الرواية الحرب الأهلية في الجزائر بين 1992 و2002 المعروفة بـ”العشرية السوداء”.

وقال الكاتب: “أنا سعيد جد، إنها عبارة مستهلكة، لكن لا توجد كلمات أخرى”.

وقال رئيس أكاديمية غونكور الكاتب فيليب كلوديل: “نال داود، ستة من أصوات أعضاء أكاديمية غونكور العشرة، في مقابل اثنين للفرنسية إيلين غودي وواحد لكلّ من مواطنتها ساندرين كوليت والفرنسي من أصل رواندي غاييل فاي الذي حصل على جائزة رونودو”.

وأوضح كلوديل أن “أكاديمية غونكور توّجت كتابا تتنافس فيه القصائد الغنائية مع التراجيديا، ويعبّر عن العذابات المرتبطة بفترة مظلمة من تاريخ الجزائر، وخصوصا ما عانته النساء”.

وأضاف: “تُظهر هذه الرواية إلى أي مدى يستطيع الأدب، في حريته العالية في معاينة الواقع، وكثافته العاطفية، أن يرسم إلى جانب القصة التاريخية لشعب ما، سبيلا آخر للذاكرة”.

هذا “وتُعدُّ “الحوريات”Houris رواية سوداوية بطلتها الشابة “أوب” التي فقدت قدرتها على الكلام في 31 ديسمبر1999، وهذه الرواية هي الثالثة لكمال داود والأولى تصدر عن دار غاليمار، وسبق له أن فاز بجائزة لاندرنو للقراء في أكتوبر”، وسبق “لكمال داوود” أن حصل على “جائزة غونكور لأول رواية” في العام 2015 عن كتابه “مرسو.. تحقيق مضاد”ز

يشار إلى أن “جائزة غونكور” معنية بالأدب المكتوب باللغة الفرنسية وتمنحها أكاديمية غونكور سنويا “للعمل النثري، عادة ما يكون رواية، الأفضل والأخصب خيالاً في العام”، وأُنشئت الجائزة وفقا لإرادة ووصية أدموند دي غونكور، وتمنح أكاديمية غونكور 4 جوائز أخرى هي: جائزة غونكور للرواية الأولى، وجائزة غونكور للقصة القصيرة، وجائزة غونكور للشعر، وجائزة غونكور لأدب السيرة الذاتية”.

مقالات مشابهة

  • «كمال داوود» يفوز بجائزة «غونكور» الأدبية
  • فيديو | رئيسة سلوفينيا تزور جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي
  • رئيسة سلوفينيا تزور جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي
  • إعلان الفائزين في مسابقة نمط للمدارس الحكومية عن مشروعات الاستدامة البيئية
  • الطائرة الإغاثية السعودية الثامنة عشرة تصل إلى بيروت
  • الطائرة الإغاثية السعودية الثامنة عشرة تصل إلى العاصمة اللبنانية بيروت
  • الجسر الجوي الإغاثي السعودي إلى لبنان يتواصل بمغادرة الطائرة الإغاثية الثامنة عشرة
  • تكريم الفائزين بـجائزة الإمارات للريادة في سوق العمل 14 الجاري
  • إعلان الفائزين بمسابقة البحث العلمي لمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي
  • تكريم الفائزين بجائزة العبادة الدولية بجامعة طيبة التكنولوجية في الأقصر