«لقمة هنية» يقدم وجبات إفطار لغير القادرين طوال شهر رمضان
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
إطعام الطعام من أفضل القربات وأعظم الصدقات عند الله – عز وجل- والتى تعد سببًا لجلب الخيرات وتوجب محبة الله، وبخاصة فى الأوقات الصعبة.
وفى المسند، والترمذى عن على عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «إن فى الجنة غرفًا يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها». قالوا: لمن هى -يا رسول الله-؟ قال: «لمن أطعم الطعام، وأطاب الكلام، وصلّى بالليل والناس نيام».
وانطلاقًا من مبدأ التكافل الإسلامى الأصيل، أطلق مطعم «لقمة هنية» بالتجمع، مبادرة لإخراج ٧٥ ألف وجبة طعام مجانية خلال شهر رمضان، بمساعدة من أهل الخير، وبمشاركة مجموعة من الشباب الرائعين المحبين لفعل الخير.
ويشهد المطعم حركة دؤوبة على مدار أيام الشهر، لإعداد الوجبات اليومية، حيث يتسابق الجميع فى المشاركة والتبرع بالمال والوقت والجهد لهذا العمل الإنسانى طمعًا فى محبة الله ونيل رضاه.
وقال المهندس محمد حسن، صاحب الفكرة، إن «نوايا الناس الحلوة وصلتنا للهدف قبل العشر الأواخر وعملنا حوالى 36 ألف وجبة، وواصلنا تجميع حوالى 45 ألف وجبة وهدفنا هو الوصول إلى ٧٥ ألف وجبة.. شكرًا لكل من تبرع وشارك.
وأوضح المهندس عاصم عنانى، أحد القائمين على المبادرة: «نسعى للتخفيف عن الناس غير القادرين خلال شهر رمضان، وجبر خواطرهم، بتقديم وجبة طعام يومية، وهدفنا إدخال البسمة والفرحة على وجوه الجميع».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اطعام الطعام ألف وجبة
إقرأ أيضاً:
رمضان بين صحون الطعام وعدسات التصوير .. كيف نسترجع روح الشهر؟!
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون» صدق الله العظيم.
كان رمضان دائما مدرسة للتغيير الروحي والاجتماعي، لكنه اليوم يخضع لتحوّل صادم. فما إن يهلّ هلال الشهر حتى تغرق منصات التواصل الاجتماعي بصور الموائد الفاخرة التي يتبارى فيها بعض أفراد الأسر لعرض أطباقهم بألوان متناسقة وإضاءة مثالية، وكأن المسابقة تدور حول جمال الطبق لا حول جمال الروح في جمعة الأصحاب والأهل.
لقد تحوّلت المائدة الرمضانية من مكان للاجتماع العائلي إلى مسرحٍ للتفاخر بالرفاهية ورغد العيش، حيث تُهدر ثلث الأطعمة تقريبًا في سلة المهملات، بينما تُنفق الأسر نحو أربعين بالمائة من ميزانياتها على الولائم والعزومات خلال الشهر الفضيل وذلك وفقا لإحصاءات منظمة الفاو.
لم يعد السؤال «كيف تقترب من الله؟»، بل «كيف تلفت الأنظار إلى إفطارك؟
في خضم هذا الغرق البصري، تصوم الكاميرات عن توثيق القيم الحقيقية للشهر المبارك. فالهاشتاجات عبر بعض المنصات التفاعلية تنتشر من خلال بعض الأسماء مثل «رمضان_كريم» و«إفطاري_اليوم» وغيرها من الهاشتاجات اليومية بحيث تعج بصور الأكل التي تطغى على صور الصلاة أو أعمال الخير التي يجب أن يتم الحديث عنها، حتى العبادات لم تسلم من التحوّل الرقمي؛ فقراءة القرآن صارت تحديات سريعة على تطبيق «تيك توك»، والتصدق على الفقراء فرصة لالتقاط صورة مع «حقائب الإغاثة» أو المساعدات التي يقدمها بعض الناس رياء وتشهيرا بالفقراء والمحتاجين وكم هو سلوك ذميم وتصرف مشين ينتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي بشكل مستفز ومقزز للغاية.
بعض الشباب يعيشون ضغطا لتوثيق كل تفاصيل الأشياء التي تحيط بهم فقط من أجل إثبات أنهم «يعيشون التجربة بشكل صحيح»، كما أظهرت دراسة حديثة نشرتها جامعة القاهرة المصرية، بينما تُهمل روح الشهر المبارك التي تقوم على الصمت الداخلي والتواصل مع الذات والتوجه إلى الله بقلوب مؤمنة خالصة بالدعاء والأعمال الصالحة دون أن يكون هناك ضجيج أو رياء ينتشر بين الناس.
عندما نريد أن نسترجع شهر رمضان الذي نعرفه أو كما يجب أن يكون من براثن الاستهلاك والزيف، نحتاج إلى إحداث موازنة معتدلة ما بين الأصالة والحداثة. والتذكير بجوهر الصيام الذي قال عنه الرسول: «ليس الصيام عن الطعام والشراب، بل عن اللغو والرفث».
إذن دعونا جميعا نشجع حملات توعوية تهم المجتمع وتؤتي ثمارها مثل تبني مبادرة أو هاشتاج: «رمضان_بلا_هدر» التي تعيد توجيه التركيز نحو القيم الأصيلة لهذا الشهر الفضيل بدلا من المظاهر، ولنحوّل مباشرة نحو توثيق أعمال الخير التي تجرح إحساس الآخرين وتصغر منهم إلى الاتجاه نحو الممارسات الخفية كإفطار يتيم دون تصويره أو إلحاق الضرر به.
من هنا يمكن أن يكون هناك دور مهم لبعض الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي أن يبادروا بنشر المقاطع المصورة التي تحث على العبادات الهادئة ومساعدة المحتاجين، بدلا من تعميق هوس الصور التي لا تجدي نفعا سوى أنها تعمق الفجوات وتزيد الكراهية بين الناس.
إن شهر رمضان ليس شهرًا للامتناع عن الطعام والشراب فقط، بل الامتناع عن كل ما يبتعد بنا عن أنفسنا وقيمنا وعاداتنا العربية والإسلامية الأصيلة. السؤال الحقيقي ليس: «ماذا أكلت اليوم؟»، بل «ماذا قدّمت لنفسك ولمجتمعك؟». الخيار بين أيدينا: إما أن نعيد للشهر روحه، أو نتركه يتحوّل إلى احتفالية تنتهي بآخر صورة لقطر الندى!