اتهامات فتح لإيران.. توقيت وأسباب الخطاب التصعيدي
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
في بيان تم وصفه بـ"تصعيدي وشديد اللهجة"، اتهمت حركة فتح، النظام الإيراني بـ"محاولة إشاعة الفوضى في الضفة الغربية"، وقالت إنها ستعارض أي عمليات من الخارج لا صلة لها بالقضية الفلسطينية، فما أسباب تلك الاتهامات؟ وما سر توقيتها وعلاقتها بحرب غزة؟
اتهامات بإشاعة الفوضىوتواصل موقع "الحرة"، مع المتحدث باسم حركة فتح، أسامة القواسمي، لمعرفة أسباب تلك الاتهامات وخلفياتها، لكنه طلب الاتصال به بعد دقائق، إلا أنه لم يجب على المكالمات والرسائل حتى تاريخ نشر هذا التقرير.
من جهته، يشير القيادي بحركة فتح، جهاد الحرازين، إلى أن النظام الإيراني يقدم "الدعم الكامل لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، لإثارة الفوضى في الضفة الغربية".
والأخطر أنه تم الكشف عن محاولات إيرانية لـ"تهريب سلاح لمجموعات بالضفة الغربية لإثارة الفوضى والبلبلة، وتقديم الدعم المالي لعناصر تخلق حالة من زعزعة الأمن بمناطق الضفة الغربية"، وفق حديث الحرازين لموقع "الحرة".
ويقول:" وجدنا دلائل حقيقية بأن إيران تتدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني، ومحاولة زعزعة الاستقرار بالضفة الغربية".
وفي الشهر الماضي، قال الجيش الإسرائيلي إن قوات الأمن ضبطت أسلحة متطورة، من بينهما ألغام مضادة للدبابات ومنعت تهريبها إلى داخل الضفة الغربية.
ويوضح القيادي بفتح أن مجموعة تابعة للجهاد الإسلامي اختطفت سيارة تابعة للسلطة الفلسطينية في طولكرم وقامت باستخدامها لـ"الاستعراض العسكري" في الشوارع.
وفي سياق متصل، يؤكد عضو المجلس الثوري لحركة فتح، تيسير نصرالله، وجود "تحركات إيرانية" في طولكرم وجينين ضد السلطة الفلسطينية.
وتوجد تهديدات وتحريض من قبل بعض العناصر التابعة للجهاد الإسلامي وحماس، في ظل محاولات لخلق "فتنة" في الضفة الغربية، ويقف وراء ذلك إيران لأنها من تدعم وتمول تلك الجماعات، بحسب نصرالله.
وتقود إيران ما يُعرف بـ"محور المقاومة" الذي تنضوي فيه فصائل فلسطينية بينها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، وأخرى عراقية إضافة إلى الحوثيين اليمنيين وحزب الله اللبناني، ومنذ بدء الحرب في غزة بين إسرائيل وحماس، صعدت هذه المجموعات من هجماتها في أنحاء مختلفة من المنطقة.
ومنذ فترة طويلة، تتهم إسرائيل إيران بمساعدة فصائل فلسطينية مسلحة من بينها حركة حماس، وفي السنوات القليلة الماضية ترسخ تواجد تلك الفصائل المسلحة في الضفة الغربية.
ولا يوجد موقف رسمي إيراني للرد على اتهامات فتح، لكن المحلل السياسي الإيراني، سعيد شاوردي، ينفي صحة الاتهامات، ويقول:" إيران تعترف بالسلطة الفلسطينية باعتبارها ممثل الشعب الفلسطيني، رغم عدم وجود علاقات قوية بين طهران ورام الله".
وإيران "تنتقد دائما" اتباع السلطة الفلسطينية "سياسة التسوية" مع إسرائيل لعقود، وهي "مضيعة للوقت وأدت لضياع المزيد من حقوق الشعب الفلسطيني، واتساع نطاق الاستيطان الإسرائيلي"، وفق حديثه لموقع "الحرة".
وليس لإيران حدود مع الضفة الغربية ولا يمكن اتهام السلطات الإيرانية بالتدخل أو إرسال سلاح أو تشكيل فصائل مسلحة، والاتهامات الموجهة لإيران "لا تستند لأدلة"، لكنها مجرد "ادعاءات"، حسبما يؤكد شاوردي.
ما وراء بيان فتح؟القيادة الفلسطينية منقسمة منذ المواجهات المسلحة التي دارت بين حركتي "فتح وحماس" في قطاع غزة في يونيو 2007 والتي أطاحت بنتيجتها حماس بسلطة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس من القطاع.
وتعمق الانقسام بين سلطة الفلسطينية برئاسة عباس محدودة الصلاحيات في الضفة الغربية، وحماس التي تمسك بالسلطة في قطاع غزة.
منذ الاقتتال الدامي بين عناصر حركتي فتح وحماس في صيف 2007، تتفرد حركة حماس بالسيطرة على قطاع غزة الذي يسكنه مليونان وثلاثمئة ألف فلسطيني، بينما ينحصر وجود السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة من إسرائيل.
ويرى الباحث في شؤون الشرق الأوسط، فادي عيد، أن "الخلافات بين حركتي فتح وحماس، والانشقاق الفلسطيني المتجدد"، هو السر وراء "البيان الفتحاوي".
واليوم هناك محاولات لجر الضفة الغربية إلى "حرب موسعة دائمة" كحال قطاع غزة، وفي المقابل لا يريد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، انتقال "نيران الحرب" إلى مناطق السلطة الفلسطينية، وفق حديثه لموقع "الحرة".
ومن جانبه، يشير شاوري إلى مواجهة "فتح" والسلطة الفلسطينية لـ"مشكلات وتحديات داخلية" مع الكثير من الحركات والفصائل وفي مقدمتها "حماس والجهاد الإسلامي" بـ"التفرد بالقرار الفلسطيني".
وما يحرك الأحداث بالضفة الغربية هي "المجازر" في قطاع غزة منذ 6 أشهر، والمواطن الفلسطيني هو من يترك الشارع "دعما للغزاوية"، وليس بدعم من إيران، وفق المحلل السياسي الإيراني.
وقتل في الضفة الغربية مئات الفلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية منذ بدء الحرب في قطاع غزة، واعتقلت إسرائيل الآلاف في ظل تصاعد للعنف في المنطقة أسفر أيضا عن مقتل أكثر من 10 إسرائيليين في هجمات فلسطينية.
سر التوقيت؟يتحدث عيد عن "رغبة إيران في الرد على إسرائيل بعد هجمات منسوبة إسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق".
والإثنين، دمر قصف جوي نسبه مسؤولون سوريون وإيرانيون إلى إسرائيل مقر القنصلية الإيرانية في دمشق، ما تسبب بمقتل قياديين أحدهما أكبر مسؤول عسكري إيراني في سوريا وعناصر في الحرس الثوري الإيراني.
ونادرا ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، لكنها تكرر أنها ستتصدى لما تصفها بمحاولات طهران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا، بينما عمد حلفاء إيران في المنطقة من لبنان إلى العراق وصول إلى اليمن، مهاجمة أهداف إسرائيلية أو أميركية لدعم حماس.
غير أنهم امتنعوا عن القيام بأعمال واسعة النطاق، فيما أكدت طهران أنها لا تريد حربا إقليمية، لكن الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، أكد الثلاثاء أن الاستهداف "الجبان" لقنصلية بلاده في دمشق "لن يمر دون رد".
ويشير الباحث في شؤون الشرق الأوسط إلى أن الرد الايراني "يأتي من خارج أراضي إيران، من الدول المجاورة كالعراق وسوريا ولبنان واليمن".
وهناك بتأكيد رغبة في أن تكون الضفة الغربية نقطة انطلاق جديدة نحو إسرائيل، ولا أعتقد انه يوج ىي مانع لدى إيران من "التضحية بالضفة الغربية"، فهي لن تكون أغلى من غزة بالنسبة للنظام الإيراني، وفق عيد.
وفي سياق متصل، يبدي نصر الله، تخوفه من الرد الإيراني على استهداف قنصلية إيران في سوريا، ويقول:" هناك تخوفات من التحرك بهذا الاتجاه وأن يكون هناك تصعيد".
ومن جانبه، يشير الحرازين إلى أن إيران تحاول خلق "عملية فوضى" حتى تستطيع السيطرة على مقاليد الدول.
ويوضح القيادي بفتح أن إيران فعلت ذلك بالفعل في العراق واليمن ولبنان وسوريا وقطاع غزة بعد انقلاب حركة حماس في عام 2007.
وتحاول إيران "تدمير الدول من الداخل" حتى تصبح أداة في يد النظام الإيراني، ويتم استخدامها لتحقيق أهدافه وتنفيذ أجندته، وفق الحرازين.
لكن على جانب آخر، يؤكد شاوري أن "غليان أهل الضفة الغربية ضد ما يحدث في غزة" نابع من "التلاحم الوطني والمسؤولية الدينية والأخلاقية"، ولا تقف وراءه إيران.
وفي الوقت ذاته، فإن إيران تدعم "نضال الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية بكل السبل"، ودعت سابقا لتسليح "السكان الفلسطينيين لمواجهة الجيش الإسرائيلي"، وفق المحلل السياسي الإيراني.
والدعوة الإيرانية منذ أعوام وهي "ليست لنشر الفوضى في الضفة أو لمواجهة الشرطة والقوات الأمنية التي تديرها السلطة"، لكن لمواجهة قوات الأمن والجيش الإسرائيلي عندما يقتحموا بيوت الفلسطينيين، حسبما يشير شاوردي.
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق في السابع من أكتوبر، الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء على الحركة"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، ما تسبب بمقتل 33037 فلسطينيا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 75668، وفق ما أعلنته وزارة الصحة التابعة لحماس، الخميس.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة فی الضفة الغربیة بالضفة الغربیة فی قطاع غزة حرکة حماس حرکة فتح
إقرأ أيضاً:
طلاب الضفة الغربية يخشون مصيراً مجهولاً مع حظر أونروا
شكلت كلية قلنديا للتدريب المهني، التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ملاذاً لشبان يأتون من أنحاء الضفة الغربية المحتلة لتعلم حرف مهنية مختلفة، لكن يبدو مستقبل الكلية مجهولاً الآن، بعد قرار إسرائيل حظر الوكالة الأممية.
تقع الكلية في قلنديا قرب القدس، وتوفر تدريباً مهنياً في مجالات مختلفة، مثل الكهرباء والنجارة والسباكة وغيرها.ويثير قرار حظر الأونروا في إسرائيل والقدس الشرقية المحتلة مخاوف من مواجهة موظفي الوكالة في الضفة الغربية صعوبات في الوصول إلى تلك المناطق، بالإضافة إلى التواصل والتنسيق مع السلطات الإسرائيلية، ما يعطل عملياً عملها في الضفة الغربية وقطاع غزة.
أحمد ناصيف (18 عاماً)، وهو من المتدربين في هذه الكلية، يأتي من مخيم الجلزون شمال رام الله، ويقول إنه لا يعرف ماذا سيفعل هو وزملاؤه حال إغلاق الكلية أبوابها نتيجة لهذا القانون.
بعد حظر أونروا..إسرائيل تمرر قانوناً لوقف تمويل مدارس "المنظمات الإرهابية" - موقع 24مرر البرلمان الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، مشروع قانون جاء فيه أنه يمكن الآن حرمان المؤسسات التعليمية في إسرائيل التي "تتعاطف مع الأنشطة أو المنظمات إرهابية" من تمويلها. ويؤكد لوكالة فرانس برس في فصل دراسي كان يتعلم فيه تركيب الأضواء "سيؤدي ذلك إلى تعطيل الكثير من زملائي الطلاب. كثيرون ليس لديهم الوسائل المالية للذهاب إلى معاهد أخرى للدراسة".
والتعليم مجاني تقريباً في هذه الكلية حيث يتدرب الشاب منذ شهرين بعد تخرجه من المدرسة الثانوية. ويقول "نتخيل أننا نقوم بتجهيز غرفة نوم وحمام، وتركيب الأضواء والمنافذ ومنافذ الطاقة".
ويشير إلى أنه حال إغلاق الكلية "قد أفكر في الذهاب إلى الجامعة"، مضيفاً أنه كان ينوي ذلك، لكن ظروفه الحالية "لا تسمح بذلك".
أنشئت الأونروا عام 1949 وتقدم المساعدات لنحو 6 ملايين لاجئ فلسطيني في غزة والضفة الغربية ولبنان والأردن وسوريا.
وتدير الوكالة خصوصاً مراكز صحية ومدارس في الضفة الغربية وقطاع غزة.
مسؤول إغاثي: الوضع في شمال غزة يشبه "فيلم رعب" - موقع 24قال رئيس مجلس اللاجئين النرويجي إن الوضع في شمال قطاع غزة يشبه "فيلم رعب مروع"، وازداد سوءاً في الآونة الأخيرة.
وحذر المتحدث باسم الأونروا في القدس جوناثان فاولر، من أن عدم قدرة المنظمة على الاستمرار في تقديم بعض الخدمات قد يؤدي إلى عواقب اجتماعية واقتصادية "كارثية".
وتساءل"إذا لم تتمكن هذه الخدمات من العمل، فمن الذي سيوفر التعليم للأطفال واليافعين في هذا المخيم؟".
يدير بهاء عواد هذه الكلية التي توفر فرص التدريب لنحو 350 طالباً ولم يتسن لها استيعاب المزيد بسبب عدم حصولها على إذن لتوسيع المباني.
ورداً على سؤال عما إذا كان الطلاب سيتمكنون من إنهاء عامهم الدراسي، يقول عواد "بصراحة، لا نعرف".
ويوضح "نحن نعمل كالمعتاد، ولا نريد نشر الخوف. نطمئن الطلاب بأننا نبذل قصارى جهدنا لمواصلة التدريس هنا".
أما فيما يتعلق بما سيحدث إذا أغلقت المدرسة، يقول عواد "هذا يعتمد. إذا كان الإغلاق دائما، فلن يكون لديهم خيارات".
ويشير فاولر إلى عدم وجود بديل مستدام للعمل المتنوع الذي تقوم به الوكالة على هذا النطاق الواسع.
ويقول "لا يمكن ببساطة الضغط على مفتاح فتختفي الأونروا ويتدخل طرف آخر".
نتائجه كارثية..مسؤول أممي يندد بقطع إسرائيل علاقاتها مع أونروا - موقع 24أكد مسؤول أممي اليوم الإثنين، أن قرار إسرائيل قطع علاقاتها مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا، سيحمل تأثيرات، وتبعات خطيرة، على عمل المنظمة الأممية في الأراضي الفلسطينية. ويشير فاولرإلى أن "القانون غير واضح إلى حد كبير في العديد من المجالات، لذا فإنه من غير المعروف ما هي النية من ورائه، وكيف سيتم تنفيذ ذلك".
وافق البرلمان الإسرائيلي على وقف عمليات الأونروا بتبنّيه قانونا أدانه المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة وكذلك بريطانيا وألمانيا.
اتهمت إسرائيل نحو عشرة موظفين في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بالمشاركة في هجوم حماس على أراضيها في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وخلصت تحقيقات إلى وجود بعض "القضايا المتعلقة بالحياد" في الأونروا، لكن المحققين قالوا إن إسرائيل لم تقدم أدلة على اتهاماتها الرئيسية.
يعيش ربع لاجئي الضفة الغربية البالغ عددهم 912 ألف لاجئ في 19 مخيماً، وفقاً لوكالة الأونروا، ويعتمد الكثيرون منهم على مجموعة متنوعة من الخدمات التي يقدمها موظفو الوكالة البالغ عددهم 3800 في الضفة الغربية.
مجدداً.. ترامب يعد بـ"إنهاء الحروب" - موقع 24عاد الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إلى الحديث مجدداً عن جعل أمريكا دولة عظيمة مرة أخرى، وهو الشعار الذي كان قد طرحه خلال حملته الانتخابية السابقة عندما انتخب لتولي رئاسة أمريكا سابقاً.
تخرج ناصيف، الطالب في كلية قلنديا من مدرسة تابعة للوكالة أيضاً وتلقى الرعاية الصحية من إحدى عياداتها.
ويشير إلى أن الوضع في المخيم الذي يعيش فيه "صعب بشكل خاص بالنسبة للعيادة التي يعتمد عليها كثير من الناس للحصول على الأدوية والعلاجات. وفي حال إغلاقها، سيخسر الناس (العلاج)".ويكرر كثيرون أنه لا يوجد بديل قابل للتطبيق عن الأونروا لسكان المخيمات حال إغلاق منشأتها.
وفي أزقة مخيم قلنديا الضيقة، بين رسوم جدارية لفلسطينيين قتلوا في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، تؤكد ممرضة في عيادة الأونروا المزدحمة إنه لا يوجد بديل.
وفي مدرسة الأونروا الابتدائية القريبة للفتيات، تقول مديرة المدرسة رنا نبهان إنها "لا تعرف" إذا كانت طالباتها سيكملن العام الدراسي.