لافروف: الغرب لن يأخذ بعين الاعتبار رأي دول الجنوب بشأن "صيغة زيلينسكي" للسلام
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
قال وزيرالخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم /الخميس/: إن الدول الغربية لن تأخذ في الاعتبار رأي دول الجنوب عند مناقشة "صيغة زيلينسكي" للسلام.
وأضاف لافروف، خلال طاولة مستديرة مع رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى روسيا بشأن الوضع في أوكرانيا:” أن المناقشات حول التسوية السلمية التي ينظمها الغرب فقط تستند إلى صيغة زيلينسكي، متجاهلة المبادرات البديلة المقدمة من الصين وجنوب أفريقيا والبرازيل والجامعة العربية”.
وتابع وزير الخارجية الروسي:” لقد استمع الغرب لكل هذه المبادرات دون أخذها بعين الاعتبار، ولن يؤخذها في الاعتبار”، لافتا إلى أن الدول الغربية يمكنها فقط إدخال توضيحات تجميلية على هذه المبادرات مع الإبقاء على ما يسمى “صيغة زيلينسكي” دون تغيير.
وانتقد لافروف بشدة سجل أوكرانيا في مجال حقوق الإنسان والضغط الذي تمارسه على اللغة الروسية في الأراضي الأوكرانية..قائلا: “إن الكتب باللغة الروسية يتم سحبها من المكتبات الأوكرانية كما أن هناك قوانين تمنع أي فعاليات باللغة الروسية بل أن الحديث باللغة الروسية في الأماكن العامة يمكن أن يعرض المواطنين للعقاب وتحرير المخالفات، ويحدث ذلك في ظل أغلبية تتحدث الروسية في أوكرانيا، حتى العسكريين الأوكرانيين يتحدثون أسهل باللغة الروسية”.
وخاطب لافروف السفراء الأجانب قائلا:” تخيلوا أن يمنعوا اللغة الفرنسية أو الإيطالية أو الألمانية في سويسرا، أو يلغون الإنجليزية في أيرلندا على سبيل المثال”..مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي توصل إلى اتفاق مع كييف بشأن استثناء لغات دول الاتحاد الأوروبي من التقييدات في أوكرانيا.
وقال وزيرالخارجية الروسي بهذا الشأن:” إن كل لغات الاتحاد الأوروبي لديها استثناء ووضع ليس سيئا في القوانين الأوكرانية، في حين تنتهك حقوق اللغة الروسية”.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: زيلينسكي روسيا أوكرانيا لافروف باللغة الروسیة صیغة زیلینسکی
إقرأ أيضاً:
مقارنة بين وقوف الغرب مع أوكرانيا وموقف العرب من فلسطين
محمد الموشكي
ماذا عن حرب روسيا مع أوكرانيا، هذه الحرب التي دخلت عامها الرابع؟ ما سبب اندلاعها وما هي المصالح المترتبة عليها، بعيدًا عن الهالة الإعلامية الغربية والرواية الغربية ذاتها؟
حرب أوكرانيا مع روسيا اندلعت في سياق خدمة الغرب، والغاية منها هي إضعاف روسيا واختبار قدرتها العسكرية. وإلا فما هي مصلحة أوكرانيا في معادَاة روسيا، وهي التي تجمعها بهما أغلب الثقافات والعادات، فضلًا عن المصالح المشتركة بين الشعبين والبلدين؟
هنا، لم يتخذ الغرب موقف الحياد ولو بمظهر بسيط وشكلي. بل وجدنا أن الغرب قد وقف بقوة لدعم أوكرانيا بشكل واضح وعلني، وقد شمل ذلك جميع أشكال الدعم، بدءًا من الدعم العسكري وكل ما تحتاجه أوكرانيا في مواجهة روسيا.
وقفت أغلب الدول الأُورُوبية مع أوكرانيا، وهي تدرك جيِّدًا أن موقفها هذا قد يكلفها خسارة مصالح مشتركة كبيرة جِـدًّا مع روسيا، وقد تتحمل عواقب سلبية على اقتصادها، وهذا ما يتجلى بالفعل في آثار انقطاع الغاز والنفط والقمح الروسي عن بعض الدول الغربية.
ومع ذلك، لم يمنع هذا الدول الغربية من دعم أوكرانيا، بل وقامت بمقاطعة روسيا في جميع المجالات، حتى الرياضية.
أمام هذا الموقف الحازم من الغرب، يتعين علينا أن نقارن موقف الدول العربية والإسلامية مع فلسطين، القضية الفلسطينية العادلة التي لا يختلف حولها اثنان. فهي قضية شهد العالم أجمع بأنها قضية عادلة القضية التي عمرها يزيد عن 80 عامًا من الظلم والاضطهاد والقتل والتشريد والاحتلال لأهلها وأرضها.
ومع كُـلّ هذه الوضوح وهذه المظلومية وهذه القضية العادلة، نجد الموقف المخزي والمحرج الذي اتخذته الدول العربية والإسلامية تجاه هذه القضية. موقف لم يرتقِ حتى إلى مستوى التحريض ضد هذا الاحتلال،
مما جعل جميع الأمم تستهين بهذه الأُمَّــة التي اختارت التخاذل، بل والخيانة، والتفريط في هذه القضية العادلة صُلب موقفها.
إن عدم التحَرّك بشكل جاد من قبل الدول العربية والإسلامية يعكس تخاذلًا يتجاوز الوصف، حَيثُ يرون أغلب الأمم الأُخرى أُمَّـة تمتلك كُـلّ القدرات التي تؤهلها لمواجهة هذا الاحتلال، خاضعة وخانعة وغير قادرة حتى على إدخَال شاحنة واحدة من القمح لأكثر من مليونَـــي مسلم وعربي محاصرين في غزة.
بينما نجد أن هذه الدول العربية والإسلامية ومن العجيب العجاب سارعت في الوقوف، منذ اللحظة الأولى، إعلامين وسياسيين وماديين مع أوكرانيا، وهي الدولة التي ليست عربية، ولا يجمعنا بها أي دين أَو ثقافة أَو مصالح أَو حدود مشتركة، ومع ذلك، كانوا الأكثر حرصًا على إيقاف الحرب في أوكرانيا ودماء الأوكرانيين وبعض أوقات الروس.
إنها بالفعل أُمَّـة ضحكت من جهلها وتخاذلها وخنوعها الأمم.