الرئيس السنغالي الجديد.. كيف سيدير ثروات البلاد؟
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
دكار- تعهد الرئيس السنغالي الجديد باسيرو ديوماي فاي بالتغيير وإدارة شؤون البلاد بطريقة "أكثر أخلاقية"، وقال عقب أدائه القسم إن "نتائج الانتخابات أظهرت رغبة عميقة في التغيير"، مشددا على عزمه "إدارة الأمور بطريقة أخلاقية وبناء الاقتصاد".
ودائما ما شكل الاقتصاد رافعة أساسية دفعت بأسهم المعارضة عاليا، وأثمرت أخيرا في انتخاب ديوماي فاي رئيسا للبلاد، وفق مراقبين.
وارتكزت حملة ديوماي الانتخابية على وعود بتخفيف الأعباء المالية على خزينة الدولة، وتوسيع سيادتها على مصادر الثروات الطبيعية، وعلى رأسها النفط والغاز، متوعدا بمراجعة شروط التعاقد مع الشركات الأجنبية التي تستثمر في حقول النفط المكتشفة وأحواض الغاز الطبيعي.
الرئيس السنغالي الجديد باسيرو ديوماي فاي تعهد ببناء اقتصاد قوي (الأناضول) ثروة جوفية ضخمةسجلت الفترة ما بين العامين 2014-2017 ذروة اكتشافات النفط والغاز في المياه الإقليمية للسنغال، بعد رصد احتياطيات هائلة أسالت عروضا من شركات استثمارات أجنبية.
ويعد حقل "السلحفاة-آحميم" البحري المشترك مع موريتانيا من أهم المشاريع، باحتياطيات تقدر بنحو 100 تريليون قدم مكعب من الغاز، وقدرة إنتاج سنوية متوقعة بحوالي 2.5 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال في مرحلته الأولى.وعند إكمال المرحلة الثانية من تطوير الحقل -المتوقعة بين العامين 2027-2028- سيرتفع الإنتاج السنوي إلى 3 ملايين طن سنويا ليكمل بعدها في مسار إنتاج تصاعدي، بحسب تقديرات رسمية.
أما حقل سانغومار، فيقدر متوسط حجم إنتاج النفط منه بنحو 100 ألف برميل يوميا، ويحتوي على احتياطيات من الغاز تتراوح ما بين 60 إلى 100 مليون قدم مكعب.ومن المتوقع أن يبدأ إنتاج ما بين 60-90 مليون قدم مكعب يوميا من الغاز الطبيعي ما بين العامين 2026-2027. وسيعمل هذا الحقل مدعوما بمنصة إنتاج وتخزين عائمة تحمل اسم أول رئيس للسنغال ليوبولد سيدار سنغور.
ويشكل حوض "ياكار تيرانغا" الدرة الثالثة في ثروة السنغال الجوفية، باحتياطيات قدرت بحوالي 140 مليار متر مكعب من الغاز. وبحسب مخططات حكومة الرئيس السابق ماكي سال، سيخصص إنتاج الغاز منه بالدرجة الأولى للسوق المحلية وتعزيز شبكات الطاقة.
ويقدر الباحث الاقتصادي الحسين محمد عمر العائد المتوقع من استثمار حقلي "السلحفاة-آحميم" و"سانغومار" بنحو 828 مليون دولار سنويا بشكل مبدئي، ويقول للجزيرة نت إن الحكومة السابقة " أقرت قانونا عام 2019، تضمن أوجه إنفاق عوائد النفط والغاز، وحدد القانون نسبة 90% لتمويل التنمية بينما تودع النسبة المتبقية، أي 10%، في صندوق استثماري مشترك بين الأجيال"، أو ما يعرف بالصندوق السيادي.
ويتوقع الحسين محمد عمر أن يلتزم الرئيس الجديد بالإطار العام لإستراتيجية التنمية المقرة خلال فترة سلفه ماكي سال مع إمكانية "إدخال تغييرات على الأولويات".
مراجعة عقود الاستثمارمن الناحية القانونية، يعد التعاقد بين الحكومات والشركات متعددة الجنسيات من أكثر العقود تعقيدا، مما يضع الدول، لا سيما حديثة الانضمام للدول المنتجة للنفط والغاز "في موقف تفاوضي ضعيف، بسبب نقص الخبرة"، بحسب الحسين محمد عمر.
ويتحدث عمر عن وجود سوابق "تمت فيها مراجعة اتفاقيات استثمارية، لكن واقعية الطرح تعتمد على مرونة من جميع الأطراف الموقعة".
والعام الماضي، أعلنت شركة بريتش بتروليوم انسحابها من تطوير حقل "السلحفاة-آحميم" متذرعة بخسائر خلال جائحة كوفيد-19 وما نتج عنها من تأخير في إنجاز المشروع، ورفضت تحمل تكاليف وقفها العمل بالمشروع.
ويقول الباحث الاقتصادي إن "موريتانيا والسنغال اضطرتا، بوصفها الدولتين اللتين تتشاركان ملكية الحوض إلى تحمل الخسائر، لعدم شمول العقود الموقعة على بنود لحالات مماثلة".
ومن هنا، تبدأ صعوبات الحديث عن إعادة النظر بالعقود الرسمية بالظهور. فعلى الرئيس الجديد في هذه الحالة، الشروع بحملة لإقناع الشركات المستثمرة، والتي يصعب تخيل موافقتها على مراجعة العقود إلا في حالة "منحها امتيازات تفضيلية في حقول غير مستكشفة بعد" بحسب ما يفيد الباحث محمد عمر الذي يقول إن "قبول الشركات يكون ممكنا في المشاريع التي لم تبدأ العمل بها بعد، وليس الحقول التي قطعت شوطا في تطويرها".
حقل "السلحفاة-آحميم" البحري المشترك مع موريتانيا من أهم المشاريع، باحتياطيات تقدر بنحو 100 تريليون قدم مكعب من الغاز (الصحافة الموريتانية)وتبرز أيضا عقبة إضافية، ففي حالة حقل "السلحفاة-آحميم" المشترك مع موريتانيا، سيكون على باسيرو ديوماي فاي إقناع نواكشوط بالأمر، والتي "يحتمل أن ترفض إجراء أي تعديل على أي اتفاق ترى أن مصلحتها العليا تقتضي استمراره" بحسب الباحث عمر.
ويشدد الباحث الحسين محمد عمر على ضرورة "الاطلاع بشكل معمق على بنود العقود الموقعة بين السنغال والشركات الاستثمارية، وما يستتبعه من إعادة النظر ببعض الوعود الانتخابية؟".
ويضيف أن "الرئيس الجديد يمكن أن يحاول مراجعة العقود لإرضاء الناخبين، لكنه سيجد نفسه أمام التزامات وقعت عليها الدولة السنغالية"، وفي حال إصراره قد يلجأ الطرف الثاني -أي الشركات- إلى التحكيم الدولي. وفي هذه الحالة، قد يعكس صورة غير مستقرة لآليات اتخاذ القرار في الدولة وما قد ينجم عنه من عزوف المستثمرين مستقبلا.
مؤشرات إيجابيةورغم العوائق القانونية، فإن اقتصاد السنغال يبدو مدفوعا بمؤشرات واعدة. إذ يتوقع أن يقفز النمو خلال العام الحالي إلى عتبة 10% في معدل قياسي على المستوى القاري، ليحل في المرتبة الثانية بعد موريتانيا التي تترقب معدل نمو بنحو 11%، بحسب البنك الدولي.
وبتحقيق هذه المعدلات من النمو ستهوي نسب البطالة إلى أدنى مستوياتها لتلامس عتبة 6% متوقعة، مما يعد إنجازا عالي القيمة مقارنة مع قرابة 19% مسجلة في الربع الثالث من عام 2023 وفق أرقام رسمية.
ويبقى كل ذلك رهنا، باستمرار العمل في الحقول الثلاثة الأساسية بحسب ما هو معمول به. وستبدأ السنغال باستلام أولى عوائد ثرواتها من حقلها المشترك مع موريتانيا خلال العام الحالي.
ويمتلك السنغال أيضا احتياطيات من المعادن، أبرزها التيتانيوم بعائدات وصلت عام 2022 لأكثر من 157 مليون دولار، والذهب بصادرات تتخطى 960 مليون دولار سنويا، بينما سجلت صادرات الزيركون قرابة 112 مليون دولار.
ويعد قطاع التعدين ثاني مصدر للعملات الأجنبية ويشكل قرابة 20% من مجمل صادرات الدولة، بهامش تحرك ببضع نقاط صعودا وهبوطا، وفق أرقام غير رسمية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات ملیون دولار دیومای فای قدم مکعب من الغاز ما بین
إقرأ أيضاً:
بعيون مليئة بالترقب..مليون مهاجر في الولايات المتحدة ينظرون إلى "حماية مؤقتة" قد ينسفها الرئيس ترامب
ماريبيل هيدالغو، هرببت من فنزويلا عام أول، برفقة ابنها الصغير، وعبرت ممر بنما وأخذت القطار عبر المكسيك إلى الولايات المتحدة. ظلت هي وابنها يتمتعان بما تنمحه إدارة بايدن للفنزويليين من وضع الحماية المؤقتة (TPS)، حتى فاز ترامب بالرئاسة، فصار مستقبلها بين يدي إدارة قد لا ترقب في المهاجرين إلا ولا ذمة.
اعلانهذا الوضع يسمح للأجانب الموجودين بالفعل في الولايات المتحدة بالبقاء والعمل بشكل قانوني إذا تم اعتبار أوطانهم غير آمنة.
ومع ذلك، فإن الرئيس المنتخب دونالد ترامب ونائبه جي دي فانس وعدا بترحيل جماعي للمستفيدين من وضع الحماية المؤقتة TPS وأشارا إلى أنهما سيقلصان استخدام هذا البرنامج، وقد وبرزت مزاعم غير مؤكدة عن سوء سلوك بعض حاملي وضع الحماية المؤقتة، مما أسهم في تحفيز الجهود لإنهاء البرنامج.
في الوقت الحالي، يستفيد ما يزيد عن مليون مهاجر من وضع الحماية المؤقتة من 17 دولة بما في ذلك هايتي وأفغانستان والسودان وأضيف لبنان إلى تلك الدول في الآونىة الأخيرة. ويتعرض المهاجرون المنحدرون من فنزويلا وهايتي والسلفادور للخطر الأكبر باعتبارهم مستفيدين من هذا البرنامج أكثر من غيرهم.
لافتة مكتوب عليها ”نحن لا نأكل الحيوانات الأليفة“، خلال مسيرة لأعضاء الجالية الهايتية الأمريكية في جنوب فلوريدا لإدانة خطاب الكراهية الأحد، 22 سبتمبر/أيلول 2024Rebecca Blackwell/APوفي هذا الصدد، تُبدي المنظمات المدافعة عن حقوق المهاجرين قلقها من احتمال قيام إدارة ترامب بإنهاء تعيينات الحماية المؤقتة لهذه الدول، فقد تم حظر انتهاء التعيينات لهايتي والسودان ونيكاراجوا والسلفادور حتى في فترة ولاية الرئيس بايدن.
ويقول المحامي أهيلان أرولاناثم إنه "بالتأكيد" قد يرى تحديًا قانونيًا آخر ضد أي محاولة لإنهاء برنامج الحماية المؤقتة، مشيرًا إلى أن "نزع تصريح العمل عن أكثر من مليون شخص، العديد منهم عاشوا في هذا البلد لعقود، ليس سياسة جيدة" من الناحية الاقتصادية.
المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب يتحدث خلال تجمع انتخابي في منتجع ومركز مؤتمرات جايلورد روكيز يوم الجمعة 11 أكتوبر/تشرين الأول 2024 David Zalubowski/APوأنشأ الكونغرس برنامج الحماية المؤقتة في عام 1990 كاستجابة للحرب الأهلية في السلفادور، حيث انزعج أعضاء الكونغرس بعد معرفتهم بأن بعض السلفادوريين تعرضوا للتعذيب والإعدام بعد ترحيلهم من الولايات المتحدة.
واستفاد من الحماية أناس عاشوا الحروب في البوسنة والهرسك والكويت، وبعد الإبادة الجماعية في روندا، والانفجارات البركانية في مونتسيرات.
Related المهاجرون الهايتيون يغادرون مخيماتهم المؤقتة على الحدود المكسيكية الأمريكيةشاهد: المهاجرون يشلّون حركة قطارات الشحن في المكسيك في نيويورك.. لماذا ينام المهاجرون في العراء؟ومع ذلك،فإن الحماية المؤقتة لا تمثل طريقًا للإقامة الدائمة أو الجنسية الأمريكية، لكن يمكن للمتقدمين محاولة تغيير وضعهم من خلال عمليات هجرة أخرى. ويضغط المدافعون على البيت الأبيض لتعيين جديد للحماية المؤقتة للقادمين من نيكاراغوا، قبل مغادرة بايدن، حيث لا يزال أقل من 3 آلاف شخص مشمولين بالحماية المؤقتة الصادرة في عام 1998 بعد إعصار ميتش.
وتأمل إيلينا، وهي نيكاراغوية تبلغ من العمر 46 عامًا وعاشت في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني لمدة 25 عامًا، أن يتحرك بايدن بسرعة لتجديد الحماية المؤقتة للمهاجرين القادمين من نيكاراغوا، قبل انتهاء ولايته.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: المهاجرون الهايتيون يعبرون الغابة الكولومبية للوصول إلى حدود بنما ثم الولايات المتحدة شاهد: كيف يعيش المهاجرون الهايتيون العالقون عند الحدود الأمريكية المكسيكية المهاجرون غير الشرعيين في الولايات المتحدة يفضلون كل شيء على الذهاب إلى المستشفى فنزويلاهايتيالولايات المتحدة الأمريكيةالهجرةاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. قصف إسرائيلي يستهدف مدرسة تؤوي نازحين شمال غزة واشتباكات من مسافة صفر بين حزب الله والجيش الإسرائيلي يعرض الآن Next روسيا تحقق تقدماً في دونيتسك: السيطرة على ريفنوبيل والخسائر الأوكرانية تتصاعد يعرض الآن Next غروسي من طهران: المواقع النووية يجب أن تكون محمية والرئيس الإيراني يؤكد "لن نسعى لامتلاك سلاح نووي" يعرض الآن Next "لم يكونوا عائلات كما كان يُعتقد".. تحليل الحمض النووي يعيد رسم صورة ضحايا بومبي يعرض الآن Next وصف عناصر حماس بـ"الحيوانات الشرسة".. ماذا نعرف عن ماركو روبيو وزير الخارجية الأمريكي الجديد؟ اعلانالاكثر قراءة روسيا تحذّر من اجتياح إسرائيلي لسوريا وتقول إن قواتها حاضرة مقابل مرتفعات الجولان "كان لا بد من كشف الحقيقة"... أمريكي متهم بتسريب خطط إسرائيلية لضرب إيران لا مجال لكسب مزيد من الوقت.. النيابة العامة الإسرائيلية ترفض تأجيل شهادة نتنياهو بقضايا الفساد مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز بين السماء والأرض: ألمانيان يحطمان الرقم القياسي في التزلج على الحبل المتحرك بارتفاع 2500 متر اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29دونالد ترامبإسرائيلإيطالياروسياالحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024محكمةقطاع غزةفيضانات - سيولضحاياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024