اعتقل أكثر من 25 شابا.. الاحتلال يحارب الاعتكاف في الأقصى
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
القدس المحتلة- يواصل أكثر من 3 آلاف فلسطيني وفلسطينية الاعتكاف بالمسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة بشكل متواصل منذ بداية العشر الأواخر من شهر رمضان في 29 مارس/آذار الماضي، وذلك رغم المنع الكامل لأهالي الضفة الغربية، واعتقال أكثر من 25 معتكفا من داخل المسجد.
وحارب الاحتلال الاعتكاف الليلي في المسجد الأقصى من خلال عدة خطوات: أولها منع أهالي الضفة الغربية من دخول المسجد الأقصى إلا بشروط مقيّدة، منها امتلاك تصريح وبطاقة "ممغنطة" يصدرها الاحتلال، وتجاوز السن المحدد (55 للرجال و50 للنساء)، والمغادرة قبل الساعة الخامسة مساء، وهو ما يعني تفويت فرصة الاعتكاف على من كانوا يشكلون في الأعوام الماضية عصب الاعتكاف الرئيس.
ورغم التقييدات الأمنية غير المسبوقة، إلا أن عددا محدودا جدا من شباب الضفة الغربية استطاعوا دخول المسجد الأقصى بهدف الاعتكاف، حيث علمت الجزيرة نت من مصادر خاصة أن بعضهم اضطر لدفع مبلغ 1500 شيكل (نحو 400 دولار) إلى المهربين ليتمكنوا من دخول القدس.
حارب الاحتلال الاعتكاف الليلي في المسجد الأقصى من خلال عدة خطوات أولها منع وصول فلسطينيي الضفة (الجزيرة)بحث وتفتيش
وبحثا عن هؤلاء الشباب، اقتحمت عناصر من الشرطة والضباط والقوات الخاصة التابعة للاحتلال المسجد الأقصى بشكل يومي منذ بداية شهر رمضان، وتحديدا خلال العشر الأواخر، حيث استوقفوا المعتكفين في الساحات وداخل الخيام بشكل عشوائي، وقاموا بتصويرهم واستجوابهم وفحص بطاقاتهم الشخصية.
وحسب رصد الجزيرة نت فإن شرطة الاحتلال وخلال ليالي الاعتكاف اعتقلت أكثر من 25 معتكفا من داخل المسجد الأقصى وخيام الاعتكاف، منذ ليلة الجمعة الأولى من شهر رمضان (15 مارس/آذار الماضي)، حيث اعتقل في فجر وصباح 25 رمضان أكثر من 11 معتكفا، بينهم معتكف مصاب بقدمه ويتكئ على عكازين.
لم يشمل الاعتقال الشبان المعتكفين من الضفة الغربية فقط، وإنما طال مقدسيين وفلسطينيين من الداخل المحتل ممن زعم الاحتلال أنهم مبعدون عن المسجد، كما حدث مع شاب من مدينة أم الفحم في اعتكاف ليلة 24 رمضان.
كما تعمدت الشرطة اقتحام مكان اعتكاف النساء وتفتيش بطاقات المعتكفات الشخصية بحثا عن مبعدات أو قادمات من الضفة الغربية.
طائرات مراقبةورغم محاولة المصلين تثبيت الاعتكاف الليلي منذ العشر الأوائل من رمضان إلا أن الاحتلال قمع أي محاولة اعتكاف سوى ليلتي الجمعة والسبت، حيث عمدت شرطته وقواته إلى اقتحام المسجد الأقصى بعد انتهاء صلاة التراويح وتفريغ المصلى القبلي (معقل الاعتكاف) بالقوة.
كما منع المعتكفون من الوجود في ساحات المسجد في ليلة الـ20 من رمضان (الجمعة الثالثة) رغم انطلاق الاعتكاف فعليا، حيث أجبروا على التزام المصليات المسقوفة.
وبعد دخول العشر الأواخر أعلن الاحتلال أن المسجد سيغلق أمام اقتحامات المستوطنين مدة 16 يوما متواصلا حتى انتهاء عيد الفطر، وهي الفترة الأطول منذ استئناف الاقتحامات عام 2003، لكن ذلك لم يوقف اقتحام عناصر الاحتلال المدججين بالسلاح للمسجد على مدار الساعة وفي منتصف الليل وساعات الفجر؛ لإرهاب المعتكفين ومراقبتهم عن كثب.
ووفق رصد الجزيرة نت فإن التضييق شمل -إضافة إلى الاقتحام الليلي- تسليط طائرة مسيرة (درون) فوق خيام المعتكفين شرقي المصلى القبلي، إضافة إلى استخدام كاميرا مراقبة متحركة بتغطية 360 درجة.
وشمل التضييق الاقتحام المباغت للخيام في منتصف الليل، ومنع إدخال مركبة وجبات السحور في ليلة 24 رمضان، ومنع بعض المعتكفين من إدخال خيامهم.
كما حاصرت شرطة الاحتلال في صباح 25 رمضان باب المطهرة غربي المسجد الأقصى (غير نافذ إلى البلدة القديمة) وذلك بحثا عن معتكفين مبعدين أو من الضفة الغربية.
يذكر أن لجان النظام في المسجد الأقصى خصصت سطح المصلى المرواني لنصب خيام المعتكفين الرجال، والمصلى القبلي والأقصى القديم لاعتكاف الرجال، والمصلى المرواني من بواباته الشرقية لاعتكاف النساء.
ويأتي استهداف الاحتلال للاعتكاف في المسجد الأقصى بعد الإقبال اللافت عليه من قبل المقدسيين وفلسطينيي الداخل المحتل، والذي لم يتأثر بالقبضة الأمنية والتهديدات المبطنة والعلنية، حيث تنتشر وما زالت حلقات العلم والذكر والقيام في باحات المسجد ومصلياته طوال اليوم والليلة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات فی المسجد الأقصى الضفة الغربیة أکثر من
إقرأ أيضاً:
تحذير من منح ترامب لـإسرائيل السيطرة على الضفة الغربية وغزة
وجّه عدد ممّن يوصفون بـ"دعاة السلام"، الأربعاء، جُملة تحذيرات، من أن الرئيس الجمهوري المنتخب، دونالد ترامب، قد يعمل على رفع الحواجز التي وضعها الديمقراطيون على دولة الاحتلال الإسرائيلي، ويطلق العنان للحليف الرئيس للاستيلاء على فلسطين.
وقال عضو تحالف "أوقفوا الحرب" ومقره لندن، ليندسي جيرمان، إنّ: "عنصرية ترامب وكراهية الإسلام والتعصب، وعلاقته الوثيقة مع بنيامين نتنياهو، قد تمكن إسرائيل من متابعة رغبتها في السيطرة الكاملة على غزة والضفة الغربية".
وأضاف جيرمان، عبر بيان: "إننا نواجه وضعا بالغ الخطورة في مختلف أنحاء العالم، مع تزايد سباق التسلح. يتعين علينا في الحركة المناهضة للحرب أن نضاعف جهودنا لإنهاء الإبادة الجماعية والحروب في الشرق الأوسط".
وأردف: "كما نحتاج إلى السلام في أوكرانيا، وأن يتوقف الغرب عن تسليح كييف، وأن نضع حدا لتصعيد العسكرة والصراع الموجه ضد الصين في المحيط الهادئ".
من جهته، كتب عضو التحالف نفسه، بريت ويلكنز، في مقال نشرته عدد من المواقع في الولايات المتحدة: "لقد استولت إسرائيل تدريجيا وبشكل منهجي على المزيد من الأراضي الفلسطينية منذ احتلالها غير القانوني لقطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس في عام 1967".
وتابع: "يتمثل هدف اليمين المتطرف في إسرائيل في توسيع الأراضي الإسرائيلية لتشمل ما يسمى "إسرائيل الكبرى"، والتي تستند إلى الحدود التوراتية التي امتدت من أفريقيا إلى تركيا وإلى بلاد ما بين النهرين".
وأردف ويلكنز، عبر المقال نفسه، أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، قد: "عرض مرارا خرائط تظهر الشرق الأوسط بدون فلسطين، والتي تظهر كل أراضيها بوصفها جزءا من إسرائيل".
وفيما احتفل عدد من الإسرائيليين يوم أمس الأربعاء، بمن فيهم عدد من المسؤولين مثل وزير الأمن القومي، إيتامار بن غفير، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، بفوز ترامب. أكد "دعاة السلام" أنّهم "يخططون علنا لسرقة المزيد من الأراضي، بما في ذلك التطهير العرقي للفلسطينيين خلال الحرب الحالية على غزة؛ عبر هدم المنازل والطرد القسري في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وتوسيع المستوطنات التي تعدّ غير قانونية بموجب القانون الدولي".
وفي سياق متصل كان السفير الأمريكي لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي خلال فترة ولاية ترامب الأولى، ديفيد فريدمان، قد أصدر مؤخرا، كتابا، يدعو من خلاله إلى: "ضم إسرائيل لكل فلسطين، وهي سياسة تستند إلى النبوءات والقيم التوراتية".
وعبر الكتاب ذاته، يتصور فريدمان، "وضعا في فلسطين يشبه غزو الولايات المتحدة وحكمها لبورتوريكو، إذ لا يتمتع الفلسطينيون بحقوق التصويت ولكن يتم منحهم حكما ذاتيا محدودا طالما يتصرفون وفقا للقانون الإسرائيلي".
كذلك، كان وزير الخارجية خلال فترة ترامب الأولى، مايك بومبيو، قد أنهى سياسة الخارجية الأمريكية التي استمرت طِوال 30 عاما، والتي كانت تعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة غير متّسقة مع القانون الدولي.
وخلال شباط/ فبراير، عكس وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ما يسمّى بـ"مبدأ بومبيو"، حيث أعلن أنّ: "المستوطنات الإسرائيلية تتعارض مع القانون الدولي". فيما قال عدد من المسؤولين في مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الأسبوع الماضي، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي: "تخلق وضعا كارثيا في شمال غزة".