الرسائل الإعلامية التوعوية بمناسبة يوم الصحة العالمي… ورشة عمل للإعلاميين في وزارة الصحة
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
دمشق-سانا
بمناسبة يوم الصحة العالمي الذي يصادف في الـ 7 من نيسان الجاري أقامت وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ورشة عمل للإعلاميين حول الرسائل الإعلامية التوعوية الخاصة بالقضايا الصحية الجديدة والمستجدة.
وتضمنت الورشة التي أقيمت في مبنى الوزارة بدمشق تسليط الضوء على البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة والنتائج التي توصل إليها منذ اعتماده، انطلاقاً من شعار يوم الصحة العالمي هذا العام (صحتي.
مديرة البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة الدكتورة منال الحمد تحدثت خلال الورشة عن دور الإعلام في التعريف بعمل البرنامج ونشر البرامج الصحية وتعزيز ثقافة الفحص المبكر لنقص السمع مستعرضة هيكلية البرنامج والخدمات المقدمة في عيادات الوليد والبروتوكولات الوطنية المعتمدة المتعلقة بصحة الأذن والسمع والمنجزات المتحققة خلال عامي 2023-2024.
وأشارت الدكتورة الحمد إلى أن خطة البرنامج تتركز على تدريب العاملين الصحيين في مختلف المحافظات على البروتوكول الخاص بالبرنامج، لافتة إلى أن نسبة نقص السمع في سورية هي 1 إلى 4 من كل ألف ولادة وتختلف بحسب العوامل الوراثية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ونوعية الخدمة الطبية المقدمة عند الولادة.
بدورها قدمت مسؤولة تعزيز النظم الصحية في مكتب منظمة الصحة العالمية الدكتورة هيام بشور قراءة حول شعار المنظمة (الحق في الصحة) ودورها بالتعاون مع وزارة الصحة في هذا السياق، لافتة إلى أن شعار العام يتمثل في الدفاع عن حق كل شخص في أي مكان في الحصول على الخدمات الصحية والتعليم والمعلومات الصحية عبر المشاركة الهادفة للأفراد والمجتمعات المحلية في اتخاذ القرارات المتعلقة بالصحة.
واستعرضت الدكتورة بشور مكونات وعناصر الحق في الصحة والمتمثلة في توافر الرعاية الصحية ومدى ملاءمتها ثقافيا ومراعاة المنظور الجنسي وأخلاقيات مهنة الطب، إضافة إلى إمكانية الوصول للأفراد طالبي الخدمات الصحية وجودة المحددات الأساسية للصحة، لافتة إلى الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تتضمن الحق في الصحة ودور الإعلام في تعزيز الرسائل الوقائية الصحية وتصحيح السلوكيات الخاطئة.
وتحدث عدد من الإعلاميين عن دور العاملين في المجال الإعلامي في متابعة عمل المراكز الصحية والمشافي وتشجيع الأهالي على إجراء اختبار المسح السمعي والاطمئنان على أطفالهم.
يشار إلى أن يوم الصحة العالمي يمثل حملة عالمية تدعو جميع البلدان إلى التركيز على القضايا الصحية الجديدة والمستجدة، كما يشكل فرصة للشروع في عمل جماعي من أجل حماية صحة الناس.
بشرى برهوم
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: یوم الصحة العالمی إلى أن
إقرأ أيضاً:
ترامب يتبنى شعار "أمريكا أولا" وعينه على النظام العالمي
أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء 21 يناير الجاري، إلى أنه سينظر في فرض عقوبات جديدة على روسيا في حال رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التفاوض مع أوكرانيا للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب.
وفي ردّ على إمكانية فرض المزيد من العقوبات على روسيا في حال لم يحضر بوتين إلى طاولة المفاوضات أجاب ترامب خلال لقاء مع الصحافيين في البيت الأبيض “يبدو الأمر كذلك“.وقد يشعر المتابع بشيء من الاستغراب من خلال التوقف عند تصاريح ترامب قبل تنصيبه وبعده، لاسيما في ما يتعلق بتوجيه “الإطراء” إلى شخصية بوتين على اعتباره رجلا ذكيا. ومن خلال تأكيده أن حرب أوكرانيا ما كانت لتكون، وأنه سيعمل على حلّها في أسرع وقت ممكن. ولكنّ تصاريحه هذه لا تنسجم مع ممارساته، فهي تحمل الكثير من التعالي في طياتها، ومن النظرة الفوقية، الأمر الذي يستفز به الرئيس الروسي، ويزيد عقدة على تعقيدات هذه الأزمة، لاسيما وأن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنيسكي كان قد وقّع على مرسوم يحذر به الطرف الأوكراني من إجراء أيّ مفاوضات مع موسكو عندما كان في ولايته الشرعية، فلماذا يضع ترامب المشكلة عند الجانب الروسي؟
تشعر روسيا بأن ترامب يصنع لها فخًا لأخذها إلى الاستسلام، لاسيما وأنه تحدث عن فاعلية عقوبات بلاده على روسيا، وإنهاكها للاقتصاد الروسي، وأنه مستعد لمدّ كييف بالسلاح، وقد وصف أهم داعمي ترامب، إيلون ماسك، زيلينسكي بـ”سارق القرن”. ليس صحيحًا أن ترامب يريد أن ينهي الحروب في العالم، فهو ليس برجل سلام، هذا ما تؤكده مقولته أنه “سيفرض السلام بالقوة.” ولكن السؤال الذي يفرض نفسه أيّ سلام يريد ترامب فرضه على العالم وهل يعني بالقوة استخدام السلاح؟
قد يكون السلام الأوكراني مجرد تمنيات عند الرجل، لأن الحرب في أوكرانيا معقّدة ومتداخلة. كما وقد تكون نظريته “الانفتاحية” تجاه الصين، مجرد “بالونات” إعلامية، رغم الاتصال الذي حصل مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، والذي تناول فيه التعاون لتحقيق التنمية العالمية. لكنّ العداوة بين البلدين مبنية على قاعدة “فخ سيوثيديدوس” المؤرخ اليوناني، الذي يفرض حتمية “الصدام” بين قوتين إحداهما صاعدة “الصين اليوم”، والثانية فارضة “الولايات المتحدة”.
لا سلام مع بكين، وما زيادة نسبة الضرائب إلى 10 في المئة التي اقترحها ترامب على الواردات الصينية إلا دليل على ذلك، وما يؤكد الأمر طلب ترامب الاستحواذ على 50 في المئة من منصة “تيك توك” الصينية، إن أرادت الاستمرار في البث في السوق الأميركي، بعدما صدر قرار قضائي أميركي يحظرها من البث. واضح أن ما يطلبه ترامب هو جزء من الاستمرارية الأميركية في الهيمنة على النظام العالمي، عبر كافة وسائلها تحديدًا التواصلية الاجتماعية.
إن الشعار الترامبي “أمريكا أولاً”، لا يعني وضع حدود للتدخل الأمريكي في العالم، والتركيز فقط على حل القضايا الداخلية كقضية التحول الجنسي التي خصص لها هجومًا مركزًا في خطاب القسم. ولا يعني أيضًا الالتزام فقط بتطبيق “عقيدة مونرو”، التي من الواضح أننا سنرى في عهده تجسيدًا لهذا المبدأ ساري المفعول في الولايات المتحدة منذ عام 1823. ذلك المبدأ الذي يفرض على الشق الغربي من الكرة الأرضية عدم السماح لأيّ دولة أجنبية التدخل في شأن القارتين الأمريكيتين الشمالية والجنوبية. لهذا تفترض من إدارة ترامب الاهتمام أكثر في ما يخصّ شأن فنزويلا، الغنية بالنفط، والعمل على تغيير نظام نيكولا مادورو، ويكون مصيره شبيهًا بمصير الرئيس السوري بشار الأسد، بسبب انغماسه الكلي مع محور الصين وروسيا وتحديدًا إيران.
كما يريد ترامب فرملة “الطحشة” للمنافسين الجيوسياسيين لبلاده، الروسي والصيني، من خلال وضع اليد على جزيرة غريلاند التي يجد فيها “موقع المواجهة” مع روسيا في منطقة القطب الشمالي. ووضع اليد على قناة بنما، لاعتباره أن الشركات الصينية بات لها حضور استثماري من خلال إدارتها لميناءين على هذه القناة، ما يفرض أمرًا صعبًا على الحركة البحرية الأميركية. ولم يكتف ترامب بفتح النار على هذه الدول، بل ذهب بعيدًا مع توقيعه قرارًا تنفيذيًا أعاد بمقتضاه إدراج كوبا ضمن القائمة الأميركية للدول “الراعية للإرهاب”، ملغيًا بذلك الإعفاء الذي أصدره سلفه الرئيس جو بايدن قبل نهاية ولايته الرئاسية.
عين ترامب على مونرو، كيف لا والأزمات الداخلية باتت تشكل عبئًا على أيّ إدارة أمريكية تصل إلى البيت الأبيض. لهذا قد يشكك البعض في أن تخاذل الديمقراطيون في مواجهة الجمهوريون في الانتخابات الأخيرة، ليس بسبب ضعف شخصية مرشحتهم كامالا هاريس، بل لأنّ المرحلة القادمة تحتاج إلى رجل جريء في اتخاذ القرار لدرجة “الجنون”. ومنْ أفضل من الرئيس ترامب لتحمل تلك المسؤولية، وأخذ القرارات التي قد تصل إلى صدام مباشر مع أعداء الولايات المتحدة، بدءًا بقرار ضرب إيران. هذا القرار الذي على ما يبدو قد “نضج” عند مصادر القرار الأميركي كما الإسرائيلي، وما يحتاج إلا إلى تحديد ساعة الصفر.
لا نستطيع أن نقول إن أمريكا زمن ترامب ستنسحب من القرار الدولي، ولا يجب أن يتخيل المتابع أن واشنطن ستترك للصين أيّ فرصة للدخول إلى مركز القيادة العالمية. فما أعلنت عنه وزارة الخارجية الصينية، ليس دليلًا، بل مراوغة أمريكية، عن أنها ستدعم منظمة الصحة العالمية في مهامها على خلفية انسحاب الولايات المتحدة من المنظمة بقرار من ترامب الذي قال الاثنين 20 يناير الجاري إن “هذه المنظمة تخدعنا“.
لا يريد ترامب أن يسحب بلاده من القيادة العالمية، ولا أن يدمر النظام العالمي الليبرالي الذي هو صنيعة بلاده، بل جلّ ما يهدف إليه هو إزالة التهديدات الخارجية والداخلية التي قد تعصف بالولايات المتحدة. كيف لا، والرجل وصل إلى السلطة في زمن باتت فيه روسيا والصين تشعران أنهما قريبتان جدًا من إحداث التغيير في النظام العالمي، فهل سيقف متفرجًا؟