بغداد اليوم – بغداد 

أشر أستاذ العلوم السياسية في جامعة حلبجة عثمان رؤوف، اليوم الخميس (4 نيسان 2024)، الضغوطات التي تواجه إقليم كردستان، فيما أوضح دور إيران فيها. 

وقال عثمان في حديث لـ "بغداد اليوم"، إن "الضغوط التي واجهت الإقليم سواءً بالقصف الإيراني المتكرر على أربيل أو بالقرارات التي اتخذتها الحكومة والقضاء العراقي ضد كردستان، كانت بسبب فشل أحزاب السلطة وصراعها المستمر".

وأضاف أن "العداء مع إيران كان السبب الأكبر في هذه الضغوط، ومن المعروف أن لطهران دورها وتأثيرها السياسي الكبير في المشهد العراقي، لذلك فأن محاولة خلق (عدو لإيران) كان أكبر خطأ ارتكبته الأحزاب الكردية".

وأشار إلى أن "كردستان لا تمتلك من وسائل الضغط للرد على تلك الضغوطات، فأولا على المستوى الاقتصادي فهي بحاجة ماسة لبغداد في مسألة الرواتب والموازنة، ولطهران في مسألة الوقود واستيراد المواد الغذائية وغيرها".

وعلى المستوى الدولي والسياسي، قال رؤوف، إن "المجتمع الدولي لم يعد يهتم كثيرًا بالشأن العراقي أو اقليم كردستان، ولم يتفاعل مع قضية مقاطعة الحزب الديمقراطي لانتخابات كردستان، لأن هناك ما هو أهم على مستوى المنطقة والعالم من انشغالات".

ولا تزال الانظار متوجهة نحو طهران، لمراقبة الرد المحتمل الذي توعدت به الكيان الاسرائيلي انتقامًا لحادثة  قصف القنصلية الإيرانية في دمشق ومقتل 7 قادة ومستشارين بالحرس الثوري، وسط مخاوف عراقية من انسحاب ذلك على الداخل العراقي ولا سيما مع دخول "السفارات" ضمن نطاق الاستهداف.

ودفعت تلك المخاوف، القادة والاطراف الشيعية في العراق لمطالبة المجتمع الدولي بالتدخل، في حين استعرض المحلل السياسي عدنان محمد التميمي، أمس الأربعاء (3 نيسان 2024)، 3 أسباب وراء طلب الاطراف الشيعية بتدخل دولي بعد قصف القنصلية الإيرانية في دمشق.

وقال التميمي في حديث لـ"بغداد اليوم"، ان "قصف القنصلية الايرانية في دمشق وسقوط نخبة قادة حرس الثورة ممن كانوا يمثلون رأس الحربة في جهود طهران بدعم سوريا ولبنان تشكل ضربة مؤلمة وانتقال خطير في مستوى الصراع بين ايران واسرائيل". 

واضاف، أن "اسرائيل مؤمنة بأن واشنطن لن تتخلى عنها مهما فعلت من مجازر وانتهاكات بسبب اللوبي الصهيوني الذي بات يدير البيت الابيض فعليا من خلال قوة المال وهذا امر لا يختلف عليه اثنان"، مؤكدا بان "القوى العراقية وخاصة الشيعية تدرك خطورة الاحداث في سوريا وامكانية ان تنتقل شرارتها الى بغداد بعد فترة هدوء بين الفصائل العراقية وامريكا بوساطات بعضها حكومي والاخر سياسي". 

واشار الى ان "قصف القنصلية يعني كسر خطوط حمراء في ابعاد المقرات الدبلوماسية عن الصراع وهذا قد ينتقل الى بغداد اذا ما عادت التوترات مرة اخرى خاصة وان امريكا تشكل حليفا استراتيجيا والداعم الاكبر لتل ابيب في منطقة الشرق الاوسط، بالإضافة الى ان اسرائيل قد تتمادى في ضرباتها الى حرب مفتوحة لأنها في مازق بسبب حجم الخسائر في غزة ووضع نتنياهو السياسي الذي يبحث عن اي مغامرة تنقذه من الداخل". 

وفي وقت سابق، تسبب قصف اسرائيلي لمبنى القنصلية الإيرانية في دمشق بمقتل 7 قادة ومستشارين بالحرس الثوري الإيراني، وسط توعد طهران بالرد على هذا الهجوم، فيما يعتقد مراقبون ان ايران سترد بقصف قد يكون في كردستان العراق كما فعلت في مرات سابقة لمواقع معينة وصفتها بأنها "مقرات موساد"، او ان يتم استهداف سفارة اسرائيلية في احدى الدول، ولعلها ستكون الاردن، خصوصًا مع تزايد الأحاديث والتركيز الفصائلي على الاردن، اخرها اعلان كتائب حزب الله استعدادها لتزويد "المقاومة الاسلامية في الاردن للقيام بعمليات ضد الكيان الصهيوني".

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: قصف القنصلیة فی دمشق

إقرأ أيضاً:

مع بداية ولايته الجديدة.. أبرز القضايا التي تواجه ترامب

مع عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة الأمريكية في ولاية الجديدة، يعود الجدل الذي صاحب سياساته في فترته الأولى، حيث يواجه مجموعة من التحديات الملحة التي تعصف بالساحة الدولية.

 يشهد العالم تغيرات عميقة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يتطلب من الإدارة الأمريكية الجديدة رؤية واضحة واستراتيجيات فعالة للتعامل مع هذه الملفات الحساسة.

1. العلاقات الأمريكية الصينية: صراع القوى العظمى

من أبرز القضايا التي تواجه إدارة ترامب هي العلاقة مع الصين، التي شهدت توترات كبيرة خلال ولايته الأولى. الحرب التجارية التي اشتعلت بين البلدين، إلى جانب الاتهامات المتبادلة بشأن قضايا الأمن السيبراني وحقوق الإنسان، زادت من تعقيد المشهد.
من المتوقع أن تكون المواجهة مع الصين حاضرة بقوة خلال هذه الولاية، حيث تسعى واشنطن للحد من نفوذ بكين في آسيا والمحيط الهادئ ومنعها من توسيع هيمنتها الاقتصادية عالمياً.

التحدي الأكبر يكمن في تحقيق توازن بين المنافسة الاستراتيجية مع الصين والحفاظ على استقرار الاقتصاد العالمي، خاصة مع اعتماد العديد من الشركات الأمريكية على الأسواق الصينية.


2. الصراع الروسي الأوكراني: اختبار للسياسة الخارجية

يشكل الصراع الروسي الأوكراني تحدياً مباشراً لإدارة ترامب، خاصة في ظل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا.

خلال فترة حكمه السابقة، تعرض ترامب لانتقادات بسبب موقفه المتساهل تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. الآن، يجد نفسه في موقف معقد، حيث يجب أن يقدم دعماً قويًا لأوكرانيا، وهو ما يتطلب استمرار تقديم المساعدات العسكرية والاقتصادية، دون تصعيد قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع موسكو.

هذه القضية لا تمثل فقط تحدياً جيوسياسياً، بل اختباراً لتحالفات واشنطن مع حلفائها الأوروبيين الذين يعتمدون على دور أمريكا في مواجهة روسيا.

 

3. التهديد النووي الإيراني: العودة إلى المواجهة

في ولايته الأولى، انسحب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، مما أدى إلى تصعيد التوتر في الشرق الأوسط. عودته إلى البيت الأبيض تعني العودة إلى سياسة "الضغط الأقصى"، التي قد تشمل عقوبات اقتصادية جديدة أو حتى مواجهة عسكرية.
التحدي هنا يكمن في إدارة هذا الملف بحكمة، خاصة أن إيران زادت من وتيرة تخصيب اليورانيوم، مما يثير قلق الدول الغربية وإسرائيل. يبقى السؤال مفتوحاً حول ما إذا كانت إدارة ترامب ستختار الدبلوماسية أو ستواصل التصعيد.


4. التغير المناخي: بين الضغوط الدولية والرؤية المحلية

لطالما كان ترامب متشككًا في قضايا التغير المناخي، حيث انسحب من اتفاقية باريس خلال ولايته الأولى. ومع ذلك، فإن الضغوط الدولية والمحلية قد تدفعه إلى مراجعة مواقفه، خاصة في ظل تزايد الكوارث الطبيعية التي تؤثر على الاقتصاد الأمريكي.

يواجه ترامب تحدياً كبيراً يتمثل في التوفيق بين رؤيته الاقتصادية التي تعتمد على الوقود الأحفوري والضغوط البيئية العالمية التي تطالب بالتحول إلى مصادر طاقة نظيفة.


5. الاقتصاد العالمي بعد الأزمات

تأتي ولاية ترامب الجديدة في وقت يعاني فيه الاقتصاد العالمي من تداعيات جائحة كورونا، ارتفاع معدلات التضخم، واضطرابات سلاسل التوريد.

داخلياً، يواجه ترامب تحديات تتعلق بتوفير فرص العمل، خفض الديون الوطنية، وتحقيق وعوده بزيادة النمو الاقتصادي.
على المستوى الدولي، ستكون واشنطن مطالبة بتنسيق الجهود مع الدول الكبرى لتعزيز الاستقرار الاقتصادي، خاصة في ظل صعود دول مثل الصين والهند كقوى اقتصادية منافسة.

 

6. التكنولوجيا والأمن السيبراني

يشهد العالم ثورة تقنية هائلة، مما يفرض تحديات جديدة على إدارة ترامب، خاصة في قضايا الأمن السيبراني. الهجمات الإلكترونية التي تنفذها دول معادية،  تهدد الأمن القومي الأمريكي.
كما أن تطور الذكاء الاصطناعي يفرض على الإدارة وضع سياسات تحكم هذا القطاع المتنامي لضمان تفوق الولايات المتحدة تقنياً.

مقالات مشابهة

  • خارجية السعودية تدعو لرفع العقوبات عن سوريا.. ماذا عن احتمالات الحرب بين إيران والاحتلال؟
  • رغم دعوة رئيس السن.. جلسة برلمان كردستان لن تعقد
  • المحافظات العراقية التي قررت تعطيل الدوام الرسمي الأحد المقبل - عاجل
  • «فيتش»: وقف الحرب في غزة يقلل المخاطر الجيوسياسية التي تواجه مصر والأردن
  • رغم إقرار القضاء العراقي.. هل ستظل مذكرة القبض ضد ترامب حبر على ورق؟- عاجل
  • نائب جمهوري: ترامب سيصلح الوضع العراقي وتخليصه من إيران
  • الطباطبائي: القرار العراقي ” مستقل “عن إيران!
  • مع بداية ولايته الجديدة.. أبرز القضايا التي تواجه ترامب
  • إيران توصي رعاياها بعدم زيارة سوريا.. تركيا تفتح قنصلية في حلب
  • اجتماع بين مالية بغداد وإقليم كردستان لمناقشة المشاكل العالقة