كلما حرقوا مصحفا وزعنا ألفا.. هكذا يتصدى يميني هولندي سابق لمناهضي الإسلام
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
لعب يورام فان كلافيرين دورا رئيسيا في حزب الحرية الهولندي اليميني المتطرف الذي يتزعمه خيرت فيلدرز، ولكنه، بعد أن اعتنق الإسلام، يعمل الآن بنشاط على التصدي لرسالته.
كان كلافيرين ذات يوم اليد اليمنى لخيرت فيلدرز، وتولى صياغة رسائل حزب الحرية التي وصفت الإسلام بأنه "كذبة" ودفعت من أجل حظر القرآن والمساجد في هولندا، لكنه اليوم يعمل بنشاط لدحض كل الأكاذيب حول الإسلام التي روج لها في السابق.
ويقول في مقابلة له مع صحيفة غارديان البريطانية معلقا على دوره السابق: "الأشياء التي ساعدتُهم على تطويرها لا تزال موجودة.. إنهم ما زالوا يستخدمون الأدوات التي قدمتها لهم". "أسمعهم حرفيا يقولون أشياء قمت باختلاقها".
ويوضح كلافيرين، البالغ من العمر 45 عاما: "لقد عملت في السياسة المناهضة للإسلام مدة 12 عاما، لذلك يجب أن أعمل على دحض تلك الرواية مدة 12 عاما على الأقل حتى أتمكن من تحقيق التعادل، إذا جاز التعبير".
وقال الرجل، الذي نشأ في عائلة بروتستانتية شديدة التدين في أمستردام إن حذره الأولي من الإسلام تأثر بكنيسته. وقد تشدد موقفه في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول ومقتل المخرج ثيو فان جوخ على يد رجل وصف نفسه بالجهادي، الأمر الذي دفع كلافيرين إلى الاشتراك في حزب فيلدرز في عام 2010.
وسرعان ما ارتقى في الرتب بعد أن عمل كل ما في وسعه لحظر المساجد وحظر القرآن وإغلاق المدارس الإسلامية، ومنع اللغة العربية في الأماكن العامة، وهو ما يقول إنه كان يرى آنذاك أنه أمر جيد.
وقد انفصل كلافيرين عن فيلدرز عام 2014 بعدما رأى في خطابه ما يشي بالعنصرية ضد الهولنديين من أصل مغاربي، فأسس حزبه الخاص، لكنه فشل في الحصول على مقعد واحد في الانتخابات الوطنية، فقرر ترك السياسة، وبدلا من ذلك وضع نصب عينيه تأليف كتاب يكشف فيه التهديد الذي يشكله الإسلام.
لكن تلك المهمة دفعته لدراسة الإسلام بشكل أعمق ليجد نفسه مفتونا بهذا الدين بشكل متزايد.
فجمع بعض المجلدات ووضعها على رف، وفي أحد الأيام سقط رف الكتب وتناثرت محتوياته فالتقط مصحفا، ويقول إنه ألقى نظرة خاطفة على المكان الذي سقط عليه إصبعه في المصحف، فإذا هي ترجمة هولندية للآية الكريمة: "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" (الحج 46).
عندها يقول كلافيرين: قلت في نفسي "حسنا، نعم، هذه هي مشكلتي حقا".
وتقول غارديان إنه أعلن في عام 2019، اعتناقه الإسلام، بعد أن حثه إمام محلي وأوضح أن ذلك كان فرصة لوضع الأمور في نصابها الصحيح، وقال له "إن لديك مسؤولية أيضا، لأنك حرضت على الكراهية بطريقة ما".
وعن ردة فعل الهولنديين على ذلك الخبر يقول كلافيرين كان هناك شعور عميق بالخيانة بين الذين كانوا يصوتون لصالحه.
ويضيف أنه تلقى ألفي تهديد، ووصل الحد للتهديد بقتل أولاده، يقول: "لقد كان الأمر متطرفا حقا. الناس يقولون إنهم سيغتصبون زوجتي ويقتلون أطفالي، وأرسلوا لي عنوان المدرسة لتخويفي".
هدأت الأمور منذ ذلك الحين، وهو ما أتاح لكلافيرين مساحة للتفكير في كل ما جناه ذات يوم على نفسه.
وفي عام 2020، انضم إلى آخرين لإطلاق مؤسسة يقودها مسلمون في هولندا لتعريف الناس بعقيدة الإسلام وتاريخه.
وبعد زيارة أكثر من 200 مدرسة، افتتحت المؤسسة متحفا في روتردام في يونيو/حزيران 2023 أطلق عليه اسم "مركز تجربة الإسلام".
ويقول إن "الهدف الرئيسي منه هو إزالة المفاهيم الخاطئة وتعزيز التعاطف"، ويتابع: "عندما كنت في حزب الحرية، كنا نقول دائما إن الإسلام غريب علينا؛ الإسلام لا علاقة له بأوروبا. وبالطبع، عندما تنظر إلى إسبانيا، على سبيل المثال، إلى الأندلس، فإن هذا هراء".
وردا على سؤال عما إذا كان يشعر بالذنب أو الندم على أفعاله خلال الفترة التي قضاها مع حزب الحرية، قال كلافيرين: "بالطبع أشعر بالخجل بسبب ما قلته. كانت لدي خطط، لكن الله قدر، وحياتي أخذت منحى آخر".
وفي الوقت الذي تحاول فيه البلدان في جميع أنحاء أوروبا التصدي لصعود اليمين المتطرف، دعا كلافيرين الناس إلى الاقتصار على ردود فعل "ناضجة"، مستشهدا بحادث وقع في مدينة أرنهيم الهولندية، حيث عقد زعيم حركة بيغيدا المناهضة للمسلمين مظاهرة لحرق المصحف.
لكن الجماعات الإسلامية ردت بتوزيع مصاحف مجانا على أي شخص يريد ذلك، وقال كلافيرين: "في كل مرة يحرقون فيها مصحفا واحدا، نوزع ألفا منه"، وأضاف ضاحكا: "لذلك، لا أدري إن كانت الحركة ستحرق المصاحف بعد الآن".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات ترجمات حزب الحریة
إقرأ أيضاً:
في طريق ضم الصفة.. مشروع استيطاني جديد
يمانيون/ تقارير
مخطط استيطاني جديد، يُناقش العدو آليات تنفيذه، يقوم على مصادرة 176 دونماً من أراضي بيت جالا الفلسطينية بهدف بناء 1900 وحدة سكنية للمغتصبين.
الخطة المسماة “جنوب شرق جيلو” حلقة ضمن سلسلة استيطانية بدأت منذ احتلال القدس عام 1967. فبحسب منظمة عبرية 44% من الأراضي المستهدفة غير مسجلة رسمياً، و29% ملكيات خاصة لفلسطينيين، بينما صودر 15% عبر قانون مختلق يسمى “أملاك الغائبين”، الذي يُستخدم كأداة لسلب الأراضي حتى من مالكيها الحاضرين، كما حدث مع عائلة عيسى خليلية التي فقدت 21 دونماً عام 1970 رغم وجودها على الأرض .
المشروع الحالي جزء من كتلة “غوش عتصيون” الاستيطانية، التي تضم 22 مغتصبة، ويعيش فيها 70 ألف مغتصب. بُنيَت جيلو عام 1971 على 12 ألف دونم صودرت من بيت جالا وبيت صفافا، ويُخطط العدو الإسرائيلي لزيادة وحداتها إلى 27 ألفاً، وفق رؤية “القدس الكبرى” التي تهدف لضم 10% من مساحة الضفة الغربية، وعزل شمالها عن جنوبها.
كما أنّ المشروع يربط مغتصبات الضفة بالقدس عبر أنفاق مثل شارع الأنفاق، ما يعزز التقسيم الجغرافي الفلسطيني ويزيد من عزلة المجتمعات العربية.
يستحوذ اليهود على مدينة القدس الكبرى وفق المخطط بنسبة 88% مقابل 12% للفلسطينيين بحلول 2030.
آلية التنفيذ تعتمد على التدرج لتجنب الضغوط الدولية، حيث تُعلَن المشاريع على مراحل، ويعاد حالياً تفعيل مخططات قديمة مؤجلة وباستخدام أموال الضرائب الفلسطينية المصادرة لتمويل البنية التحتية الاستيطانية.
إلى جانب المخطط، يعمل العدو على مخططات إقامة 64 ألف وحدة استيطانية يُخطط لها في الضفة، 15 ألفاً منها في القدس، لتحقيق تغيير ديموغرافي ينهي أي أمل بدولة فلسطينية.
“منذ 1967، صادر العدو الإسرائيلي 70% من أراضي القدس ، وبنَى 230 ألفاً من المغتصبات. اليوم، يواصل ابتلاع ما تبقى، يحذوه صمت عربي ويشاركه دعم أمريكي، وكلاهما غير مسبوقين.
نقلا عن موقع أنصار الله