في مشهد أشبه بلحظات الاختطاف المعروفة في الأفلام، والتي يظهر خلالها الضحية معصوب الأعين، تخطى أحد مدربي كرة القدم حدود الابتكار في اللعبة، ليتخذ منهجًا جديدًا، يبدو أنه سيكون أول من سلكه في ملاعب الساحرة المستديرة، بعدما شوهد فريق ويسترن بولدوجز، أثناء خوض حصة تدريبية وهو معصوب الأعين.. فماذا دفعه إلى ذلك؟

تدريب غريب في ملاعب كرة القدم 

على مدار الفترة الطويلة المنقضية، كان لوك بيفيريدج مدرب بولدوجز الإنجليزي يهرب من عدسات الكاميرات والصحفيين، أثناء الحصص التدريبية لفريقه، رغبة في تنفيذ خططه الغريبة في التدريب، ولسوء حظه انكشف سره بعد محاولات طويلة من الإخفاء، بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، التي تحدثت عن الأسباب التي دفعت المدرب لتنفيذ تلك الخطوة التي وصفتها بالغريبة والجنونية.

البداية كانت بمشاهدة فريق ويسترن بولدوجز يجري تمرينًا غريبًا، وذلك عندما دخل عددًا من الصحفيين لمقر التدريب في ميعاد مختلف عن المحدد لهم، ليكتشفوا أن هناك أمرًا غريبًا يحدث داخل الملعب، عبارة عن مشاهد للاعبين وهم معصوبي الأعين أثناء تنفيذ التمرين في ملعب «ويتن أوفال»، ما أثار حالة من الغموض والجدل الواسع.

ماذا قال عند مواجهته بهذا الفعل الغريب؟

«كنت آمل ألا تسألوني عن ذلك أبدًا».. في أول مقابلة بين الصحفيين ومدرب الفريق، اعترف مدرب بولدوجز أنه شعر بورطة، عندما انكشفت تصرفاته الغريبة أثناء التدريبات، بالتأكيد على أنها طريقة غريبة يلجأ لها من أجل زيادة تركيز اللاعبين على الكرة ومكانها والشعور بها أثناء الركلات والتسديد.

الفكرة جاءت عندما أخبره أحد لاعبيه أنه يركز بشكل أكبر عندما يرتدي قناعًا على عينيه، ما جعل المدرب يحاول تعميم الفكرة على الفريق بالكامل، وتطويرها ليجعلهم معصوبي الأعين جميعًا أثناء التمرين.

رغم أن المدرب أراد أن يثبت أن كلامه عن هذه الخطة مجرد مزحة، إلا أنه اعترف أن هذا الأمر يجرى استخدامه من أجل زيادة التركيز عند المهاجمين بشكل محدد، خاصة أثناء التسديد على المرمى، لكن الأمر لايزال يحتاج إلى وقت وتطوير لتقنيات التنفيذ.

بيفيريدج يرى أن تزامن وصول وسائل الإعلام مع التدريب كان سيئ الحظ، لكنه حاول تفسير الفكرة غير التقليدية ويبدو أنه لم يفلح: «عندما رأيت مشغل الكاميرا واقفًا داخل الملعب بالكاميرا، قلت للمساعد الفني ماتي سبانجر إن التوقيت لا يمكن أن يكون أسوأ من ذلك». 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: تدريب كرة قدم ملعب

إقرأ أيضاً:

عندما نُقدّس الروبوتات ونجعل منها أبطالًا خارقة

 

 

مؤيد الزعبي

 

هل تخيلتَ يومًا أن نُكرّم روبوتًا كما نُكرم الأبطال؟ أو أن نبكي على فقدان آلة كما نبكي صديقًا؟ قد يبدو هذا ضربًا من الخيال، لكنه خيال يوشك أن يتحول إلى واقع، فنحن البشر نمنح الحياة للجمادات حين تمنحنا شعورًا بالأُنس أو الأمان؛ تخيّل أن يبكي شخصٌ على فقدان كلبه الروبوتي الذي تعطّل بعد سنوات من الخدمة، أو أن تُكرّم مدينةٌ روبوتًا مقاتلًا شارك في معركة دفاعًا عن الوطن، أو أن نرفع القبعة لروبوتٍ فقد ذراعَه بعدما تسلّق برجًا سكنيًا لإطفاء حريقٍ اندلع في إحدى الشقق، أو أن نصنع تمثالًا لروبوتٍ أدّى أدوارًا تمثيليةً فأصبح نجمًا مشهورًا له مَن يتابعه ويُحب فنه، قد تردّ بأن هذا ضربٌ من الخيال، ولكن ما الذي يجعلك تُصدّق أن هذا لن يحدث في المستقبل؟ فكل المؤشرات تُشير إلى أن ذلك سيحدث في السنوات القادمة؛ نحن بشر وتفاعلنا مع مثل هذه الأحداث أمرٌ وارد.

قد أتفهَّم مسألة ارتباطنا نحن البشر بالجمادات التي نبني معها علاقةً خاصّة، كتعلّق شخصٍ بسيارته وحزنه حين يقرر استبدالها، أو إبقائها في كراجٍ لسنواتٍ فقط لأنه لا يستطيع التخلّي عنها، أو تعلّق شخصٍ بأغراضه اليومية مثل كوبٍ أو قلمٍ أو حتى قطعة ملابس، لذا أجد من السهل أن نتعلّق في المستقبل بروبوتاتٍ تُحادثنا ونُحادثها، سنشكو لها همًّا فتُصغي إلينا، سنقرر القيام بأي شيءٍ فستكون رفيقتنا، خصوصًا مع انتشار الروبوتات المساعِدة في السنوات المقبلة فسيوجد مَن يرتبط ارتباطًا وثيقًا بهذه الروبوتات لدرجة أن يُقدّس وجودها في حياته.

في الحقيقة، لا أنكر مثل هذه المشاعر، بقدر ما أستنكر وبشدة أن نتعامل مع الروبوتات على أنها تمتلك قيمًا أخلاقيةً أو إنسانيةً، فنبدأ بالتعامل معها على هذا الأساس مثل أن ننسب إليها الشجاعة لأنها أنقذت إنسانًا، بينما هي صُمّمت أساسًا لهذا الغرض، أو أن نرى أنها "صانت العشرة" لمجرّد أنها أمضت سنواتٍ تخدمنا في المنزل أو تعتني بكبارنا أو صغارنا. أو أن نعتبرها بطلًا خارقًا يحارب من أجل سلامتنا، بينما نحن مَن استبدلنا الجنود البشريين بآخرين روبوتيين، فلا يمكن أن ننسب النبل أو الشجاعة لروبوتٍ صُنع لأداء مهامٍ محددة، و"موته" لا يجب أن يكون حدثًا مقدسًا بالنسبة لنا.

ربما يقول قائل: وما الذي يدفعك، عزيزي الكاتب، إلى الوصول بمخيلتك إلى مثل هذه الأمور؟ فأقول: لأن تاريخنا البشري خير شاهدٍ على كلامي، فبالعودة إلى طبيعتنا، فقد قدّسنا حيواناتٍ بعينها أو سلالاتٍ منها، وقدّسنا أعشابًا ونباتاتٍ وزهورًا ورفعناها فوق الرؤوس وقبّلناها في المناسبات، بل وحتى تحدّثنا إلى الحجر ودعوناه أن يحلّ مشكلاتنا! فلا تتعجّب، عزيزي القارئ، إذا وجدتنا يومًا نُقدّس روبوتًا صنعناه لخدمتنا، ثمّ نرى فيه بطلًا خارقًا أنقذ حياتنا، أو أن حياتنا أصبحت ناقصةً من دونه.

رغم تحذيري من هذا التوجّه، أعلم أننا كبشر كائناتٌ عاطفيةٌ نرتبط بالأشياء رغمًا عنّا، فكيف الحال مع روبوتاتٍ ذكيةٍ ستزداد ذكاءً يومًا بعد يوم؟ كيف مع برمجياتٍ ستجعلنا نحبّها؟ كيف مع آلاتٍ ستكون رفيقنا الدائم؟ ولكن ما أحذّر منه حقًا ليس تعاطفنا بل الخوف من استغلال هذا التعاطف لجعلنا مدينين لهذه الآلات بحياتنا وأموالنا، فإمّا أن تكون هذه الآلات واعيةً لدرجةٍ تسلبنا فيها كل شيء، أو أن تكون هناك شركاتٌ خلفها تستغلّ مشاعرنا لتحقيق مكاسب مادية أو معنوية أو تحاول السيطرة علينا وعلى قراراتنا.

خلاصة القول، عزيزي القارئ، إن تعاملنا مع الروبوتات في المستقبل سيكون معقّدًا ومتشابكًا، وكل ما في مخيلتنا اليوم هو جزءٌ بسيطٌ مما سنواجهه؛ لذا لا تستغرب طرحِي، بل استوعب ما نحن مقبلون عليه، وإن كان بالإمكان الاستعداد له أو حتى تدريب أنفسنا وأجيالنا القادمة على مثل هذه السيناريوهات، فلماذا لا؟ بل يجب أن نتعامل مع علاقتنا المستقبلية بالروبوتات كما لو أنها مصيرٌ حتميٌّ علينا الاستعداد له.

وقبل أن أختم هذا الطرح، يُراودني تساؤلٌ يصعب الإجابة عنه: ماذا لو أصبحت هذه الآلات تمثّل لنا أشخاصًا كانوا أحياءً يومًا ما؟ كأن تتجسّد الروبوتات بشخصية فردٍ عزيزٍ فقدناه، فكيف سنتعامل معها؟ وماذا لو أُعيد إحياء شخصياتٍ تاريخيةٍ كان لها تأثيرها وحضورها عبر التاريخ، وهذا التساؤل هو ما سوف اتناقش فيه معك في مقالي المقبل.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • صفقات المليارات النفطية: استثمار سياسي أم ورطة اقتصادية؟
  • 50 قتيلاً في حريق بالكونغو
  • عندما نُقدّس الروبوتات ونجعل منها أبطالًا خارقة
  • عناق القلوب
  • «ورطة دي ولا كمين».. مصطفى غريب يُعلن موعد عرض مسلسل بريستيج
  • إمام عاشور في ورطة جديدة بسبب بوست على فيسبوك.. القصة الكاملة
  • دوري أبطال أوروبا: الجزائري بن سبعيني يسجل ضد مرماه ويمنح التأهل لبرشلونة على حساب فريقه دورتموند
  • زوكربيرغ في ورطة.. ميتا قد تخسر إنستغرام وواتساب
  • فرنسا في ورطة: الجزائر تطرد 12 موظفًا من سفارتها!
  • التهاب رئوي يبعد المدرب إيدي هاو عن فريقه نيوكاسل