«اشتاقت الجنة له».. من هو عمار بن ياسر المقرّب من النبي
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
تظل مواقف صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم نموذجا يحتذى به على مر العصور والقرون واختلاف الأزمان، لهم منزلة عظيمة وحقوق على الأمة الإسلامية كثيرة، وهذه الحقوق من الأمور التي تدخل ضمن الاعتقاد، فهم أول من آمن بالرسول صلى الله عليه وسلم، إذ صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم وآزروه ونصروه، واتبعوا هديه، وهم أول الذين يبتغون فضلا من الله ورضوانا، وينصرون الله ورسوله، ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.
قصة الصحابي عمار بن ياسر رضي الله عنه:
خرج والد عمار بن ياسر من بلده اليمن يريد أخا له ، يبحث عنه، وفي مكة طاب له المقام فحالف أبا حذيفة بن المغيرة، وزوجّه أبو حذيفة إحدى إمائه (سمية بنت خياط) ورزقا بابنهما (عمار)، وكان إسلامهم مبكرا.
العذاب وشأن الأبرار
المبكرين أخذوا نصيبهم الأوفى من عذاب قريش وأهوالها، ووكل أمر تعذيبهم إلى بني مخزوم، يخرجون بهم جميعا ياسر و سمية وعمار كل يوم الى رمضاء مكة الملتهبة ويصبون عليهم من جحيم العذاب، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يخرج كل يوم الى أسرة ياسر محييا صمودها وقلبه الكبير يذوب رحمة وحنانا لمشهدهم، وذات يوم ناداه عمار: يا رسول الله، لقد بلغ منا العذاب كل مبلغ ، فناداه الرسول صلى الله عليه وسلم: صبرا أبا اليقظان، صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة.
وبعد أن استقر المسلمون بعد الهجرة في المدينة، وأخذ عمار مكانه عاليا بين المسلمين، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحبه حبا عظيما، يقول عنه صلى الله عليه وسلم : إن عمارا ملىء إيمانا إلى مشاشه تحت عظامه.
وحينما وقع خلاف عابر بين خالد بن الوليد وعمار قال الرسول: من عادى عمارا عاداه الله، ومن أبغض عمارا أبغضه الله ، فسارع خالد إلى عمار معتذرا وطامعا بالصفح، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : {اشتاقت الجنة إلى ثلاثة: إلى علي، وعمار وبلال.
وبلغ عمار في درجات الهدى واليقين ما جعل الرسول صلى الله عليه وسلم يزكي إيمانه فيقول: « اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر، واهتدوا بهدي عمار»، وأثناء بناء مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم أخذ الحنان الرسول الكريم الى عمار، فاقترب منه ونفض بيده الغبار الذي كسى رأسه، وتأمل الرسول -صلى الله عليه وسلم- وجه عمار الوديع المؤمن ثم قال على ملأ من أصحابه: ويح ابن سمية، تقتله الفئة الباغية.
ويسقط الجدار على رأس عمار فيظن بعض إخوانه أنه مات، فيذهب الى الرسول ينعاه، فيقول الرسول -صلى الله عليه سلم- بطمأنينة وثقة: ما مات عمار، تقتل عمارا الفئة الباغية .
بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم واصل عمار تألقه في مواجهة جيوش الردة والفرس والروم، وكان دوما في الصفوف الأولى، وفي يوم اليمامة انطلق البطل في استبسال عاصف، وإذا يرى فتور المسلمين يرسل بين صفوفهم صياحه المزلزل فيندفعون كالسهام، يقول عبد الله بن عمر: رأيت عمار بن ياسر يوم اليمامة على صخرة، وقد أشرف يصيح: يا معشر المسلمين أمن الجنة تفرون ؟ أنا عمار بن ياسر هلموا إلي، فنظرت إليه فإذا أذنه مقطوعة تتأرجح، وهو يقاتل أشد القتال.
وسارع عمر بن الخطاب واختاره واليا للكوفة وجعل ابن مسعود معه على بيت المال، وكتب الى أهلها مبشرا: إني أبعث إليكم عمار بن ياسر أميرا، وابن مسعود معلما ووزيرا، وإنهما لمن النجباء من أصحاب محمد ومن أهل بدر.
وجاءت الفتنة ووقع الخلاف بين علي كرم الله وجهه ومعاوية، فوقف عمار الى جانب علي بن أبي طالب مذعنا للحق وحافظا للعهد، وفي يوم صفين عام 37 هجري خرج عمار مع علي بن أبي طالب وكان عمره ثلاثا وتسعين عاما، وقال للناس: أيها الناس سيروا بنا نحو هؤلاء القوم الذين يزعمون أنهم يثأرن لعثمان، ووالله ما قصدهم الأخذ بثأره، ولكنهم ذاقوا الدنيا، واستمرءوها وعلموا أن الحق يحول بينهم وبين ما يتمرغون فيه من شهواتهم ودنياهم، وما كان لهؤلاء سابقة في الإسلام يستحقون بها طاعة المسلمين لهم ولا الولاية عليهم، ولا عرفت قلوبهم من خشية الله ما يحملهم على اتباع الحق، وإنهم ليخدعون الناس بزعمهم أنهم يثأرون لدم عثمان، وما يريدون إلا أن يكونوا جبابرة وملوكا.
ثم أخذ الراية بيده ورفعها عاليا وصاح في الناس: والذي نفسي بيده لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهأنذا أقاتل بها اليوم، والذي نفسي بيده لو هزمونا حتى يبلغوا سعفات هجر، لعلمت أننا على الحق وأنهم على الباطل.
تحققت نبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم وكان عمار بن ياسر وهو يجول في المعركة يؤمن أنه واحد من شهدائها، وكانت نبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم أمام عينيه: تقتل عمارا الفئة الباغية.
ولقد حاول رجال معاوية أن يتجنبوا عمارا ما استطاعوا، حتى لا تقتله سيوفهم فيتبين للناس أنهم الفئة الباغية، ولكن شجاعة عمار وقتاله كجيش لوحده أفقدهم صوابهم حتى إذا تمكنوا منه أصابوه، وانتشر الخبر، وتذكر الناس نبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم فزادت فريق علي بن أبي طالب إيمانا بأنهم على الحق، وحدثت بلبلة في صفوف معاوية، وتهيأ الكثير منهم للتمرد والإنضمام الى علي، فخرج معاوية خاطبا فيهم: إنما قتله الذين خرجوا به من داره، وجاءوا به الى القتال.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عمار بن ياسر الرسول صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
10 أعمال قبل الفجر في شعبان تدخل الجنة .. اكتشف ما ينفعك
لعل أعمال قبل الفجر في شعبان هي أهم ما ينبغي معرفته والبحث عنه في هذا الوقت وهذه الساعة، لاغتنام خيرات تلك الأزمنة وبركاتها ، والتي حث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على تحريها واغتنامها بأحب الأعمال الصالحة إلى الله تعالى، ومن المعروف أن أعمال قبل الفجر في شعبان هي بوابة الخيرات وطريقة تحقيق حلم وأمنية واحتياج، من هنا تنبع أهمية اغتنام الوقت قبل الفجر بصالح الأعمال والدعاء والذكر ، خاصة وأنها من الوصايا النبوية الشريفة والحرص على اغتنام والتي تعد إحدى السُنن المستحبة الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .
ماذا يفعل من استيقظ بأذان الفجر على كابوس؟.. النبي يوصيه بـ4 أموردعاء الفجر لقضاء الدين.. 10 أدعية تبدل فقرك لغنى رددها لطلوع الشمسأعمال قبل الفجر في شعبانقالت دار الإفتاء المصرية، إنه الوقت قبل صلاة الفجر من الأوقات المباركة والتي أوصى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - باغتنامها وقد أرشدنا إلى جملة المستحب من أعمال قبل الفجر ومن بينها الصلاة أو بصيغة أخرى قيام الليل ، والتي جاء في حكمها ، أنه في حال قام الشخص بأداء صلاة قيام الليل قبل الفجر بدقائق فإنها صحيحة ويغتنم بها فضل قيام الليل، وذلك لأن الليل ينتهي بخروج الفجر.
وأوضحت “ الإفتاء ” أنه كذلك من أعمال قبل الفجر المستحبة قراءة القرآن والاستماع إليه قَبلَ أذان الفجر، منوهة بأنه أمرٌ مشروعٌ بعُمُومِ الأدلة الشرعية التي جاءت في الحَثِّ على قراءة كتاب الله والاستماع له والإنصات إليه مُطْلَقًا؛ كما في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204]، وقوله تعالى: ﴿وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ﴾ [الكهف: 27]، منوهة بأن من أعمال قبل الفجر المستحبة أيضًا الذكر والإكثار من الاستغفار والتسبيح والصلاة على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- والجلوس في المصلى بانتظار الصلاة.
وأضافت أن أحب الأعمال إلى الله تعالى، ففيها ورد أن هناك أعمال فاضلة تجعل الإنسان قريب من ربه تعالى، فإذا ما مرت عليك هذه الخاطرة في حياتك وأردت لها جوابًا فالجواب لها يكون من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، فأول هذه الأمور التي يجب عليك أن تحرص عليها، الأمر الأول أن تكون من أهل الإيمان مؤمنًا بربك مصدقًا بنبيك عاملًا بما أمرت به لأن الله لا يقبل عمل رجل لا إيمان له حيث قال المولى عز وجل في كتابه الكريم « وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا».
وتابعت: أما الأمر الثاني أن يكون عملك وفقًا لمنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم « قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ »، والأمر الثالث هو الإخلاص فإنك إن لم تكن مخلصًا فإن الله سيقول لغير المخلص اذهب فطلب أجرك ممن عملت من أجله أما إذا كنت عملت من أجلي فخذ الأجر والثواب من عندي هذه هي الأمور التي يجب أن تنتبه لها.
وورد أنه يجزل الله تعالى الثواب والأجر عن قيام الثلث الأخير من الليل والصلاة، لأنه يعد من العبادات المفضلة عند الله تعالى، وكان النبي صلى الله عليه وسلّم لا يتركها، وقد وقد خصّ الله تعالى عباده الذين يقومون الثلث الأخير من الليل بالأجر العظيم لأن القائم يهجر فراشه الدافئ والنوم المريح ليعبد الله عز وجل والناس نيام، لذلك فعلى المؤمن حقًا استغلال هذا الوقت، ويمدح الله تعالى لمن يقيم الليل ومن ضمنها آخر ساعة قبل أذان الفجر ، قال عز وجل: «تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16)فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)» من سورة السجدة، وكذلك المستغفرين في هذا الوقت ، فقال الله تعالى: «وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ» الآية 17من سورة آل عمران، وقل عز وجل: وقال تعالى: «وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ » سورة الذاريات، وليس هناك أعظم من مديحٍ قادمٍ من رب الكون أجمعين.
وأفادت أن القائم بهذه الساعة يجلس بين يدي الله خائفًا متضرعًا ليغفر له ويرحمه ويستحق هذه المنزلة، كما يتحقق الخشوع في الصلاة ، وامتيازها بالإخلاص لأن القائم يقوم لوحده بعيدًا عن أعين الناس النيام ممّا يضمن نقاء نيته ويحميه من دخول الرياء إلى قلبه، الدخول إلى الجنة دون عذاب، فقيام الليل بهذه الساعة يوجب للمؤمن دخول جنة الله تعالى، وقد وضّح النبي -صلى الله عليه وسلّم- بأنّ من قام الليل يدخل الجنة من دون عذابٍ، فالبعض يظن أنّ الشرف يأتي بالمال، أو المناصب، أو الشهادة ولكن وضّح النبي -صلى الله عليه وسلّم- أنّ قيام الليل هو شرف المؤمن، وذلك لأن قيام الليل دليلٌ على قوة إيمان العبد وإخلاصه وثقته بالله تعالى.
وبينت أن الصلاة مقبولة بهذا الوقت فالله عز وجل يقبل الصلاة من عبده في هذه الساعة، كما أن الله سبحانه وتعالى يثنى على المؤمنين الذين يتعبدون في هذا الوقت، فيما ورد بقوله: « وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا» الآية 64 من سورة الفرقان، و في هذا الوقت هو وقت إجابة الدعاء وقراءة القرآن والطاعات مستحبة في هذا الوقت والصلاة فيه مفضلة كما جاء في الحديث: «أفضل الصلاة صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه ويقوم سدسه».
أذكار قبل الفجر في شعبان1-الاستغفار.
2- قراءة آية الكرسي.
3- الدعاء.
4-قول: "لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كُلّ شيءٍ قدير، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله، ولا إله إلّا الله، ولا نعبد إلّا إيّاه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلّا الله مُخلصين له الدين ولو كره الكافرون".
5- ترديد سيد الاستغفار.
6-الصلاة على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عشر مرّاتٍ.
7- الإكثار من ذكر الله والتسبيح.
8- قراءة ما تيسر من القرآن الكريم .