مصر.. اتهامات بإهدار المال بعد إعلان بيع 12 طائرة
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
تقدمت النائبة في البرلمان المصري مها عبد الناصر بطلب إحاطة إلى رئيس الوزراء، ووزير الطيران المدني، بشأن وجود شبهة إهدار مال عام في صفقة بيع 12 طائرة من أسطول شركة مصر للطيران.
إقرأ المزيد مصر تبيع 12 طائرة "إيرباص"وقالت: تابعنا جميعا خلال الساعات القليلة الماضية التصريحات التي أقل ما يُقال عنها إنها في غاية الغرابة من جانب رئيس مجلس إدارة شركة مصر للطيران، بأن الشركة تعاقدت على بيع 12 طائرة من طراز أير باص A220-300 بعد شرائها من حوالي 5 سنوات بسبب عدم ملاءمتها للظروف الجوية المناخية.
وتابعت عضو مجلس النواب: على الرغم من أننا لا نعلم ما هي الظروف المناخية والجوية التي يتحدث عنها رئيس الشركة التي تؤثر على طائرات تُحلق بمختلف بقاع الأرض وفي جميع مناخات العالم.
وأشارت عضو مجلس النواب، إلى أن ذلك الأمر يُشير بشكل كبير إلى عدم قيام مصر للطيران بإجراء دراسات اقتصادية وهندسية صحيحة قبل التعاقد على تلك الصفقة.
وأوضحت النائبة أن "السبب الوحيد المنطقي التي تلجأ إليها الشركات لمثل هذه الأمور هو وجود أخطاء فنية في تحديد احتياجات الشركة، أو أن تلك الصفقة بنيت على أسباب غير تجارية أو مصالح غير مباشرة".
وقالت: ليس هذا أغرب ما جاء بتلك الواقعة، حيث صرح رئيس الشركة بأن مصر للطيران اتجهت لبيع تلك الطائرات كي تستخدم عوائد الصفقة في سداد ثمن القرض الذي تم شرائها من خلاله.
وطالبت بضرورة البحث في أبعاد وملابسات تلك الواقعة التي تشير بكل وضوح إلى وجود شبهة إهدار صريح وواضح للمال العام.
وأوضحت أنه "تعاقدت الحكومة المصرية في عام 2017 على شراء تلك الطائرات على دفعات، بدأت ما بين شهري سبتمبر 2019 وسبتمبر 2020، وكان الهدف المعلن من تلك الصفقة تنفيذ خطة تطوير لشركة مصر للطيران من أجل رفع معدلات تنافسيتها، بعد التراجع الكبير في أدائها وتصنيفها في مؤشرات جودة خطوط الطيران العالمية، أي أن معدل تشغيل تلك الطائرات هو فقط 4 سنوات، فما الذي تغير خلال تلك المدة القصيرة، أم أن تلك الطائرات من البداية لم تكن مطابقة للمواصفات أو بها عيوب لم تُعلن عنها الشركة منذ وقت التعاقد، أم أنه لم يتم تجربة تلك الطائرات قبل التعاقد على شرائها، كلها أسئلة وجيهه تحتاج إلى توضيح حقيقي وواقعي".
وأشارت إلى أنه وفقا لما هو معلن فإن تلك الطائرات تم شرائها بواسطة قرض، وهنا يأتي تساؤل هام للغاية ما هي تكلفة ذلك القرض ومن سيتحمل فوائد ذلك القرض التي تم سدادها على مدار السنوات الماضية، بلا شك تحملتها خزينة الدولة، وهو ما نرى أنه إهدار غير مسبوق للمال العام.
وأوضحت النائبة، أنه في الفترة ما بين عامي 2020 – 2024 كانت معدلات الفائدة على القروض التجارية بمختلف أنحاء العالم في ارتفاع جراء الاضطرابات الاقتصادية التي عصفت بمختلف الدول جراء جائحة كورونا ومن ثم النزاع العسكري بين روسيا وأوكرانيا، وأخيرا تبعات الحرب على قطاع غزة، ما يعني أنه بأقل التقديرات يمكن أن نقول إن فائدة ذلك القرض تتراوح ما بين 5% - 7% سنويًا.
وقالت: إذا افترضنا وفق ما هو متداول أن سعر الطائرة الواحدة تقريبًا 91 مليون دولار، أي أن إجمالي سعر الصفقة حوالي مليار و92 مليون دولار، مع وضع أقل معدل فائدة على ذلك القرض وهو نسبة الـ 5% سنكون بصدد ربع مليار دولار تقريبًا تحملتهم خزينة الدولة كفوائد عن ذلك القرض نتيجة قرارات غير مفهومة ومدروسة، فبكل تأكيد لن تجني صفقة بيع تلك الطائرات قيمة القرض وفوائده، بل إنها من الممكن ألا تجني قيمة القرض بدون احتساب الفوائد من الأساس.
وأكدت عضو مجلس النواب، أنه حتى الآن لم تعلن الشركة عن قيمة صفقة البيع، وهو ما يجب أن تُعلن عنه بكل وضوح وشفافية نظرًا لإن تلك المعلومة في غاية الأهمية.
وأكدت أن الشركة طالما قررت بيع هذا العدد من الطائرات فإنها ستكون بحاجة إلى التعاقد على طائرات جديدة، وفي حالة أن البيع قد تم بقيمة تقل عن سعر الشراء سنكون أمام ثلاث خسائر، الأولى هي فرق ثمن القرض بدون الفوائد، والثانية هي قيمة الفوائد التي تم سدادها على مدار 4 سنوات، والثالثة هي أنه بكل تأكيد ستلجأ الشركة للاقتراض كي تتعاقد على طائرات أخرى، وهو ما سيحملنا فوائد دين جديدة.
وأشارت إلى أن الشركة بلا شك لا تمتلك السيولة الكافية لشراء طائرات جديدة نقدًا في ذات الوقت التي تكبدت فيه خسائر تجاوزت الـ 30 مليار جنية خلال السنوات القليلة الماضية، وهو ما جعلها تتجه للإقتراض بشكل مكثف، حتى أن إجمالي اقتراضها قد تجاوز حاجز الـ 190 مليون دولار من البنوك المحلية فقط.
وحذرت عضو مجلس النواب، من أن شركة مصر للطيران والقائمين عليها يسيرون نحو الهاوية بسرعة البرق، فالوضع بالشركة أصبح من سيء لأسوء، حيث أن الشركة قد خرجت مؤخرًا من تصنيف أفضل 100 شركة طيران على مستوى العالم لأول مرة في التاريخ، على الرغم من أنه منافسيها الإقليميين مثل الخطوط الجوية الإثيوبية في المرتبة الـ 35، والخطوط الجوية الجنوب إفريقية في المرتبة الـ 72، والخطوط الجوية الكينية في المرتبة الـ 73، فكيف يعقل هذا الوضع الذي آلت إليه تلك الشركة العريقة التي كانت واحدة من عمالقة الطيران حول العالم.
وطالبت الحكومة وكافة الجهات الرقابية في مصر بفتح تحقيق عاجل وسريع وشفاف حول أبعاد وملابسات تلك الصفقات سواء صفقة شراء تلك الطائرات أو صفقة بيعها، والوقوف على أسباب إهدار المال العام بهذا الشكل المستفز، ومحاسبة المسئولين عن الشركة ووزارة الطيران في حال ثبوت وجود قرارات من شأنها استنزاف موارد خزينة الدولة.
وأكدت أن المال العام لا يجوز أن يكون عرضة لمثل تلك الوقائع وأوجه الإنفاق الغير سليمة، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية العصيبة التي تمر بها الدولة، فغض الطرف عن مثل تلك الوقائع هي بمثابة جريمة سياسية واقتصادية في حق الدولة والمواطنين الذين تحملوا سداد تكلفة هدر للمال العام في وقت يحاربون فيه من أجل توفير أبسط احتياجاتهم الأساسية.
وكان يحيى زكريا رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لشركة "مصر للطيران" قد قال إن الشركة تعاقدت على بيع 12 طائرة من "إيرباصA220-300".
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار مصر أخبار مصر اليوم القاهرة غوغل Google
إقرأ أيضاً:
بدء تداول أسهم "لولو".. الشركة رقم 100 في سوق أبوظبي
بدء تداول أسهم "لولو" للتجزئة في سوق أبوظبي للأوراق المالية، الخميس، وذلك بعد طرحها العام الأولي.
حقق الطرح العام الأولي لشركة لولو عائدات إجمالية بلغت 6.32 مليار درهم (حوالي 1.72 مليار دولار).
وشهد الطرح طلباً إجمالياً من المستثمرين المحليين والإقليميين والدوليين تجاوز 135 مليار درهم (نحو 37 مليار دولار)، ما يمثل رقماً قياسياً لطرح عام أولي غير حكومي في الإمارات على مدى السنوات العشرة الماضية، حيث تجاوز الاكتتاب في المجمل القيمة المستهدفة بأكثر من 25 مرة عبر جميع الشرائح (باستثناء المستثمرين الأساسيين).
وكان الطلب استثنائياً من المستثمرين الأفراد، حيث شارك في الاكتتاب ضمن الشريحة الأولى أكثر من 82 ألف مستثمر، ما يمثل رقماً قياسياً جديداً لطرح عام أولي في دولة الإمارات على مدار السنوات العشرة الماضية.
يذكر أن إدراج "اللولو للتجزئة" يمثل الإدراج رقم 100 في سوق أبوظبي للأوراق المالية.
وبهذه المناسبة، قال عبدالله سالم النعيمي الرئيس التنفيذي لمجموعة سوق أبوظبي للأوراق المالية: "بدايةً، نتقدم بخالص التهاني لإدارة شركة اللولو للتجزئة على إدراجهم الناجح في سوق أبوظبي للأوراق المالية. إن الإنجاز التاريخي الذي حققته اللولو يؤكد على قوة اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة ودور سوق أبوظبي للأوراق المالية كمحفز للنمو ومنصة مفضلة للإدراج. وباعتبارها الشركة المدرجة رقم 100 في سوق أبوظبي للأوراق المالية، سجلت اللولو الرقم القياسي كأكبر طرح عام أولي في القطاع الخاص لشركة محلية في دولة الإمارات العربية المتحدة. إن إدراج الشركة في سوق أبوظبي للأوراق المالية يضيف 21 مليار درهم إماراتي إضافية إلى القيمة السوقية للسوق. ويسعدنا بشكل خاص أن المستثمرين الدوليين، من أعضاء منصة تبادل التابعة لسوق أبوظبي للأوراق المالية، قد اشتركوا بنجاح في عروض اللولو للتجزئة من خلال وسطاء محليين. وهذا يوضح الجاذبية المتزايدة لسوق رأس المال في أبوظبي والتزام السوق بتعزيز الاستثمار عبر الحدود. وفي سوق أبوظبي للأوراق المالية، سنواصل تقديم المزيد من المبادرات الهادفة والحلول المبتكرة لتعزيز الازدهار في السوق، وتوسيع فرص الاستثمار للمستثمرين، ودعم النجاح الطويل الأمد لشركاتنا المدرجة اليوم وفي المستقبل".
من جانبه، قال يوسف علي، رئيس مجلس إدارة لولو للتجزئة: "يعتبر إدراجنا في سوق أبوظبي للأوراق المالية إنجازاً كبيراً ومصدر فخر لفريق لولو للتجزئة بالكامل. تميز موظفونا البالغ عددهم 55,000 موظف بالتفاني والالتزام لعقود من الزمن، من أجل توفير أعلى مستوى من الخدمة لعملائنا وتحقيق النمو، ويأتي هذا الإنجاز الكبير ثمرة لجهودهم الاستثنائية. كانت خطواتنا على مدار رحلة نجاحنا تستند إلى رؤية قادة دول المنطقة والتزامهم بدعم نمو ونجاح الشركات والاستثمارات. ويسرنا إدراج لولو للتجزئة في سوق أبوظبي للأوراق المالية، في موطننا أبوظبي، من أجل توفير الفرصة للمستثمرين المحليين والدوليين للاستفادة من إمكانات منطقتنا ونمو وطموح شركتنا".