اتخذت الإستوديوهات الكبرى في هوليود خطوات تصعيدية ضد الكتاب والممثلين، في خطوة اعتبرت تحديا للإضراب احتجاجا على إحلال الذكاء الصناعي محل الكتاب والممثلين.

وبدأ الكتاب إضرابهم منتصف ليل الخميس 13 يوليو/تموز الجاري، ثم انضم إليهم الممثلون، وقدرت الخسارة التي أسفر عنها الإضراب بملياري دولار حتى الآن.

قامت الإستوديوهات والشركات الكبرى بالبدء في إجراءات توظيف مديرين وتنفيذيين للذكاء الصناعي، وكانت منصة نتفليكس قد أعلنت اختيار مدير لمنتجات الذكاء الصناعي براتب يصل إلى 900 ألف دولار سنويا، كما تبحث ديزني عن متخصصين في المجال نفسه، وأعلنت شركة سوني عن حاجتها إلى خبير في أخلاقيات الذكاء الصناعي.

وهوليود نفسها التي كانت الرائدة في تخويف البشر من الذكاء الصناعي والإنسان الآلي في أفلام عديدة، تسقط اليوم ضحية الاختراعات التي كانت أول المبشرين بها، وأول المبشرين بالجانب السلبي منها، حيث يواجه المبدعون -كتابا وممثلين- خطر الإبادة الإبداعية.

سرقة الصوت والصورة

لخص الممثل براين كرانستون مخاوف الممثلين في خطاب حماسي في ميدان تايمز بنيويورك في 25 يوليو/تموز الجاري، متحدثا إلى حشد من مئات العاملين في الصناعة والمهتمين بها: "لدينا رسالة للسيد إيغر (الرئيس التنفيذي لشركة ديزني بوب إيغر)، أعرف أنك تنظر إلى الأشياء من خلال عدسة مختلفة، ونحن لا نتوقع منك أن تفهم مشكلاتنا، لكننا نطلب منك أن تستمع إلينا عندما نخبرك أننا لن نطرد من وظائفنا، لتقوموا بتوظيف روبوتات بدلا منا ".

ويخشى الممثلون أن تأخذ الإستوديوهات صورهم أو أصواتهم وتعيد استخدامها مقابل أجر ضئيل أو دون مقابل، كما يخشى الكتاب أن تستخدم الإستوديوهات نماذج لغوية كبيرة مثل "شات جي بي تي" ChatGPT لكتابة نصوص أو إعادة كتابتها، مما يضر بسبل عيشهم.

وكان توم إيغر الرئيس التنفيذي لشركة ديزني قد علق على الإضراب لقناة "سي إن بي سي" قائلا: "هذا هو أسوأ ما يمكن فعله خاصة أننا لم نتعاف بالكامل من آثار جائحة كورونا، وأنا أفهم رغبة أي منظمة عمالية في العمل نيابة عن أعضائها للحصول على أكبر قدر من المكتسبات والحصول على أجر عادل بناء على القيمة التي تقدمها. نتفاوض مع الكتاب والممثلين. هناك مستوى من التوقعات لديهم، وهذا غير واقعي. وهم يضيفون إلى مجموعة التحديات التي يواجهها هذا النشاط التجاري بالفعل".

مقر نقابة الكتاب الأميركيين المنظمة للإضراب (شترستوك)

ويرى "تحالف منتجي الصور المتحركة والتلفزيون" (AMPTP)، الذي يمثل الشركات والإستوديوهات الكبرى، أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون "مسموحا باستخدامه بشكل متوازن ودقيق، على ألا يتم حظره".

وتظهر قوائم الوظائف في شركات الإنتاج الهوليودي أن هناك موجة توظيف حقيقية للذكاء الاصطناعي، حيث تسعى الشركات إلى فهم كيف يمكن للتكنولوجيا أن تغير أعمالها، وهو ما يظهر في شركة ديزني التي تملك عددا من المناصب المفتوحة التي تركز على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، ويعمل هؤلاء في فريق " بحث وتطوير الأفكار" (Imagineering) التابع لشركة ديزني، وهي المجموعة المسؤولة عن تحويل (Disneyland) و(Walt Disney World) إلى مناطق جذب شهيرة عالميا.

موجة توظيف

وتوجد وظيفة تم الإعلان عنها بالفعل، لمسؤول البحث والتطوير بالتركيز على الذكاء الاصطناعي، واشترط الإعلان على المتقدم لشغلها أن يكون لديه "الطموح لدفع حدود ما يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي أن تخلقه للأمام وأن يفهم الفرق بين صوت البيانات وصوت المصمم أو الكاتب أو الفنان".

ويصل الراتب السنوي للوظيفة الجديدة إلى 180 ألف دولار، وهي الوظيفة ذات الصلة المباشرة بالتأليف.

وأعلنت الشركة نفسها عن حاجتها لمهندس تعلم آلي في قسم أبحاث Disney Streaming المتقدم ليكون مسؤولا عن إنشاء حلول تدعم الذكاء الاصطناعي لـ Disney + و Star + و ESPN +"، وقد بلغ مجموع الوظائف التي أعلنت ديزني عن حاجتها إليها في الذكاء الصناعي 6 وظائف.

واشترطت المنصة العملاقة في الموظف الذي وعدته براتب سنوي يصل إلى 900 ألف دولار أن "يقود عمليات التعلم الآلي/الذكاء الاصطناعي، الذي يغذي الابتكار في إنشاء المحتوى واكتسابه".

وتملك كل من أمازون وآبل العشرات من وظائف الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، لكن بعض هذه الوظائف تبدو موجهة خصيصًا لشركاتها الإعلامية، ومنها وظيفة مدير مشروع أول في Prime Video في أمازون، براتب أساسي يصل إلى 300 ألف دولار سنويا.

وفي شركة سوني، التي تمتلك "سوني للأفلام والترفيه" "(Sony Pictures Entertainment)، يبحث قسم (Sony AI America) عن مهندس "أخلاقيات" الذكاء الاصطناعي، وقد أعلنت الشركة عن الوظيفة مؤكدة أن هدفها "هو النهوض بالذكاء الاصطناعي بحيث يقوي ويعمل في انسجام مع البشر لإفادة المجتمع". ويصل الراتب السنوي للوظيفة الجديدة إلى 160 ألف دولار.

جانب من الإضراب في لوس أنجلوس (شترستوك)

أما شركة وارنر برازر، فتملك عددا قليلا من وظائف الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، في قسم ألعاب الفيديو.

وفي شركة "باراماونت" توجد فرصة لمهندس التعلم الآلي، وفي شركة NBCUniversal Comcast يوجد عدد من وظائف الذكاء الصناعي والتعلم الآلي تركز على البحث.

وكانت شركة ديزني قد انتهت من تسريح حوالي 7 آلاف موظف، وتعرضت باراماونت ووارنر براذرز وديسكفري وأمازون وشركات أخرى إلى تخفيضات مؤلمة في الأشهر الأخيرة، لكن يبدو أن الوظائف التي تركز على الذكاء الاصطناعي استثناء.

وكان كتاب وممثلو هوليود قد أعلنوا إضرابا مفتوحا منذ عام 1980، وقرر نجوم كبار في هوليود مثل جورج كولوني ومات دايمون دعمه والانضمام إليه، وهو ما أدى إلى شلل في مفاصل الصناعة، حيث توقف تصوير الأفلام وعرضها في حضور أبطالها الذي التزموا بقرار الاتحاد باستثناء أولئك الذين لا يحملون عضوية النقابتين المشاركتين.

وينطبق الأمر نفسه على الأفلام التي تعرض خارج الولايات المتحدة، وهو ما أدى إلى محاولات مكوكية من الممثل توم كروز للعب دور الوساطة بين الجانبين، لم يتوج بالنجاح حتى الآن.

وترفع النقابة والاتحاد مطالب بتغييرات على مستوى الصناعة، وضمانات بشأن حقوق المبدعين في ظل الانتشار المتزايد للذكاء الاصطناعي

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی الذکاء الصناعی ألف دولار من وظائف فی شرکة

إقرأ أيضاً:

مختصون لـ"اليوم": الذكاء الاصطناعي عزز وسائل السلامة في العمل

في وقت يحتفل فيه العالم اليوم 28 أبريل باليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية في مكان العمل، تحت شعار «دور الذكاء الاصطناعي والرقمنه في العمل»، أكد مختصون لـ ”اليوم“ أن هذا اليوم ليس مجرد مناسبة عابرة، بل تأكيد على أهمية توفير بيئة عمل آمنة وصحية، بجانب تسليط الضوء على دور التقنيات والذكاء الاصطناعي في الحد من الإصابات المهنية.ضرورة الصحة والسلامة في العملبداية يقول استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور محمد بكر قانديه:
"السلامة والصحة المهنية هما عنصران أساسيان لضمان بيئة عمل آمنة وصحية، إذ تهدف هذه الممارسات إلى حماية العمال من الإصابات والأمراض المهنية، حيث يواجه العمال في مختلف القطاعات بعض المخاطر المختلفة وخصوصًا العاملين في مجال البناء والمعدات وغيرها من الأعمال التي قد تسجل الحوادث والإصابات".محمد قانديه
أخبار متعلقة علامة HONOR في السعودية توسع وجودها في المملكة من خلال متجرها الراقي الجديد في الرياضمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر يستأصل بنجاح ورمين ضاغطين على النخاع الشوكي والأعصابوتابع: "هناك انعكاسات إيجابية عديدة تترتب على تطبيق أنظمة حماية العمال من الإصابات والأمراض والحوادث المهنية منها ضمان عدم تعرض العاملين للإصابات، إذ تساعد اشتراطات السلامة والصحة المهنية على الحد من المخاطر بشكل كبير من خلال تطبيق قواعد الحماية والسلامة داخل المنشآت، وأيضا زيادة الإنتاجية".
وأكمل: "فعند شعور جميع المنتسبين للعمل بالأمان والصحة تزداد إنتاجيتهم أكثر لأن البيئة التي يعملون فيها مهيأة بكل وسائل الراحة النفسية والسلامة، بالإضافة إلى ما سبق شعور العملاء بالثقة لكون تلك الجهات تطبق معايير السلامة والجودة، وأيضا هناك جانب مهم وهو الحد من تكاليف العلاجات والتعويضات التي تنتج عن الإصابات المهنية، فكلما أرتفعت معايير السلامة المهنية والجودة قلت المصاريف".تغيرات كبيرة بعالم العملوأكد د. قانديه أن شعار اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية في مكان العمل لهذا العام والذي يحتفل به العالم تحت شعار "دور الذكاء الاصطناعي والرقمنة في العمل“ يعكس التغيرات الجذرية التي يشهدها عالم العمل، حيث أسهمت التقنيات والأدوات الرقمية الحديثة وأجهزة أنظمة التنبؤ بالحوادث في الحد من الإصابات المهنية، وتعزيز التدابير الوقائية، وتوفير تدريب عملي وآمن باستخدام تقنيات المحاكاة.
وبجانب ذلك أسهمت تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة في تحسين وسائل سلامة العمل، وتوفير برامج تدريبية تقنية لزيادة وعي الموظفين بلوائح السلامة والصحة المهنية، وتوفير أجهزة قابلة للارتداء للوقاية من حوادث الصناعة الخطرة، استخدام الروبوتات في أماكن العمل الأكثر خطورة، ومساعدة المؤسسات في تتبُّع مواقع العمال، وتقليل الإصابات الجسدية أو الصحية، ومراقبة المؤشرات الحيوية.الصحة النفسية في العملويتفق استشاري الطب النفسي الدكتور محمد إعجاز براشا مع الرأي السابق ويقول:
"موقع العمل جزء أساسي وضروري في حياة أي موظف، فالمنتسب للمنشأة يقضي ساعات طويلة قد تتجاوز 8 ساعات يوميًا، وهنا يحتاج أن تكون نفسيته مرتاحة حتى يتمكن من الإنتاجية بشكل أفضل".
وأكمل: "إذ تحتل الصحة النفسية في مكان العمل اهتمامًا كبيرًا من الجميع، وقد يعتريها بعض التحديات بسبب ضغوطات العمل، وبذلك فإن تجاوز الموظفين المشاكل النفسية داخل محيط العمل يساعدهم على تجاوز العقبات وتعزيز جودة العمل وزيادة الإنتاجية".محمد براشا
ولفت إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي والأجهزة الحديثة والمتطورة المرتبطة بالحفاظ على سلامة العاملين في بيئات العمل ساعدت كثيرًا في الحد من الحوادث والإصابات المرتبطة بالعمل، وأنعكس أثر ذلك إيجابًا على الصحة النفسية لجميع العاملين، ولكن يظل من المهم استمرار تكريس التوعية بمخاطر الإصابات والحوادث المهنية.
ونوه د. براشا أن الصحة النفسية في بيئة العمل تعد من المتطلبات الأساسية؛ لتحقيق التوازن والرفاهية بين الموظفين. حيث تؤثر بيئة العمل بشكل كبير على الصحة النفسية للأفراد، لذا من المهم أن تُعزز الصحة النفسية في أماكن العمل؛ لتقليل الضغوط ودعم الموظفين.
وأكمل أن غياب مهارات التواصل الجيدة التي تنعكس على الصحة النفسية بين إدارات جهة العمل والموظفين يسبب فقدان الثقة وضعف قدرة الفريق على التعاون، تراجع الإنتاجية، فتعامل الإدارة مع المشاكل النفسية لموظفيها بشكل احترافي يساعدها على تجاوز العديد من العقبات التي قد تهدد أسلوب وجودة العمل في المنشأة.نصائح الحفاظ على الصحة النفسية بالعملوخلص د. براشا إلى القول:
هناك بعض النصائح للحفاظ على الصحة النفسية في العمل وهي: التوازن بين العمل والحياة الشخصية، التواصل مع الإدارة في حال وجود مشكلات أو تحديات في بيئة العمل، الاحترام المتبادل مع جميع الموظفين فذلك يعزز الشعور بالأمان والانتماء في مكان العمل، الحرص على اكتساب المهارات بجانب تنمية القدرات الشخصية، تجنب التوتر والقلق والحرص على ممارسة الرياضة والهوايات المحببة،
ضرورة النوم الجيد وتجنب السهر، واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يساعد في تعزيز الصحة النفسية ويمنح الطاقة والحيوية ويساعد على زيادة الإنتاجية.السلامة والوقاية في بيئات العملمن جهتها شددت خبيرة السلامة المهنية نوال مساوى على أهمية تعزيز ثقافة السلامة والوقاية في بيئات العمل، معتبرة أن“كل حادث يمكن الوقاية منه بتخطيط سليم، وتطبيق صارم لمعايير الصحة والسلامة المهنية”، ومؤكدةً أن الإحصاءات العالمية لا تزال مقلقة، حيث تشير تقديرات منظمة العمل الدولية إلى أن أكثر من مليونَي شخص يفقدون حياتهم سنويًا بسبب حوادث العمل أو الأمراض المهنية. وأضافت:“خلف كل رقم قصة إنسانية، وأسرة تتضرر، وشركة تخسر من إنتاجيتها واستقرارها”.نوال مساوى
وأوضحت مساوى أن الكثير من الحوادث تقع بسبب غياب التدريب الكافي للعاملين، أو ضعف الالتزام بإجراءات السلامة الأساسية، مؤكدة أن“الاستثمار في السلامة ليس تكلفة إضافية، بل حماية لرأس المال البشري وضمان لاستدامة الأعمال”، محذرةً من تجاهل المخاطر البسيطة التي قد تتسبب بحوادث جسيمة لاحقًا.
وشددت على أنالوقاية تبدأ من أبسط التفاصيل، من ارتداء معدات الحماية الشخصية، إلى وضع خطط طوارئ واضحة، وإجراء تدريبات دورية للموظفين، داعيةً المؤسسات إلى تعزيز ثقافة الإبلاغ عن المخاطر دون خوف من العقاب، معتبرة أن“بيئة العمل الصحية هي تلك التي تشجع العاملين على التعبير عن قلقهم إزاء أية مخاطر يرصدونها”
وفي ختام حديثها، طالبت نوال مساوى بتكثيف حملات التوعية خلال هذا اليوم العالمي، مؤكدة أن“السلامة المهنية مسؤولية الجميع: الإدارة، والموظفين، والجهات التشريعية. معًا نستطيع أن نخلق بيئة عمل خالية من الحوادث”.

مقالات مشابهة

  • الإمارات تتصدر المنطقة في نشاط شركات الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي والرقمنة في العمل
  • هذه أبرز وظائف المستقبل التي تنبأ بها الذكاء الاصطناعي
  • مختصون لـ"اليوم": الذكاء الاصطناعي عزز وسائل السلامة في العمل
  • “عراب الذكاء الاصطناعي” يثير القلق برؤيته حول سيطرة التكنولوجيا على البشرية
  • نيويورك تايمز: إسرائيل استخدمت الذكاء الاصطناعي بشكل واسع في حرب غزة
  • كيف خسرت آبل عرش الذكاء الاصطناعي لصالح ميتا؟
  • غوغل في خطر.. الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل محركات البحث
  • عسكرة الذكاء الاصطناعي .. كيف تتحول التكنولوجيا إلى أداة قتل عمياء؟
  • الرئيس الصيني: الذكاء الاصطناعي سيغير أسلوب الحياة البشرية بشكل جذري