زهير السراج
mananazzeer@yahoo.com
* كاد العام أن ينقضي على اندلاع الحرب العبثية التي لم نجنِ منها سوى الخراب الذي يزداد كل يوم، وحتما سيأتي اليوم الذي لن يجد فيه الذين يتصارعون على السلطة والمصالح والذهب المسروق شيئا للصراع عليه سوى الموت، وحتى الموت سيكون ترفا عند فوات الأوان!
* وهل يا تُرى لم يفت الأوان، وقد صار سفك الدماء وقطع الرؤوس والرقص فوق جثث القتلى، والنهب والسرقة واغتصاب الحرائر وقتل الصائمين على موائد الافطار بالمدافع والطائرات هو المشهد اليومي المألوف بدلا عن التصالح والتآخي والبناء والتعمير!
* وصار "البل والجغم" هو الشعار المرفوع بدلا عن الكرم والجود ونجدة الملهوف، وصار دوى المدافع وازيز المسيرات و"التدوين" والتدمير هو النشيد الوطني بدلا عن الافتخار بالدفاع عن الوطن، وصار المشردون واللاجئون والهاربون والمهربون والجائعون والخائفون والمكتئبون والممزقون نفسيا وعقليا وعاطفيا هم صادرات السودان الى العالم بدلا عن الخبراء والاطباء والمهندسين واساتذة الجامعات والعمال المهرة والقطن والذرة والسمسم والصمغ والثروة الحيوانية، وصارت وسائل القتل والدمار الشامل هى الواردات بدلا عن الكتب والمؤلفات واجهزة التكنولوجيا ووسائل التنمية والتطوير، وتحول المواطن السوداني في نظر الآخرين من رمز للأمانة والطيبة والخلق الكريم الى وحش وقاطع رؤوس وقاطع طريق ولص وهمباتي، وصار بيع المال المسروق تجارة مشروعة تحت سمع وبصر ومباركة المسؤولين و(والى الخرطوم) المزعوم .
* اكثر من ثمانية ملايين مواطن اُرغموا على الخروج من مدنهم وقراهم وبيوتهم الى معسكرات النزوح واللجوء والهوان متعرضين لابشع انواع المعاملة والاهانة، و16 مليونا تتهددهم المجاعة والعطش والموت قهرا، وصار السودان موطنا للكوليرا والاسهالات والامراض المعدية، وتوقف التعليم وتشرد 20 مليون تلميذ في المراحل الدراسية المختلفة عدا طلاب الجامعات، وانهار الاقتصاد بشكل كامل وتم تدمير البنية البنية التحتية بما يحتاج الى مليارات الدولارات وسنوات طويلة للعودة الى اوضاع ما قبل الحرب التي يبذل الحاقدون كل ما لديهم من حقد ومكر وشر لتحويلها الى حرب أهلية بغيضة تحرق كل شئ، باسم الكرامة مرة من هذا الجانب وباسم الديمقراطية مرة أخرى من الجانب الآخر!
* أى كرامة وأى ديمقراطية تريدون خداعنا بها، فكيف لمن ظل ثلاثين عاما يتاجر بالدين ويقتل ويسرق ان يتحدث عن (الكرامة)، وكيف لمن وُلد من بطنه وساعده على جرائمه وولغت يداه في دماء الابرياء واحتلال منازلهم ونهب ممتلكاتهم واغتصاب حرائرهم أن يتحدث عن الديمقراطية، إلا إذا ظننتم اننا شعب من المغفلين والمعتوهين!
* احتفظوا بديمقراطيتكم وكرامتكم الزائفة لانفسكم، وسيعرف شعبنا كيف يسترد كرامته وحريته وديمقراطيته وبلاده، قريبا باذن الله الكريم، ويذيقكم شر ما فعلتم به ايها المجرمون.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: بدلا عن
إقرأ أيضاً:
المفتي: العالم يحتاج إلى مساعدة الفقراء ومساندة الدول الضعيفة بدلا من الحروب
قال الدكتور نظير عياد مفتي الديار المصرية، إن العالم قد يواجه الكثير من التحديات والأزمات والمصائب، ويحتاج إلى من يعمل على إعادته إلى صوابه، ويأخذه إلى رشده، وتخليصه من أضرار الوثنية والمادية والتحرر المنفلت، والتدين المزعوم.
وتابع مفتي الديار المصرية، خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق ببرنامج اسأل المفتي المذاع على قناة صدى البلد، أن العالم يحتاج إلى مساعدة الفقراء، ومساندة الدول الضعيفة، بدلا من الحروب التي قطعت الأوصال ومزقت الدول، ولم يستفد منها إلا الدول القوية.
وأردف: هناك تلاقي في الرسائل السماوية، في وحدة الهدف والمقصد والغاية، ونشاهد أن المصلحة غلبت الحق، والقوة بطشت بالضعيف، والدين الذي سيحرك القلوب ويهديها.
وذكر الدكتور نظير عياد مفتي الديار المصرية: الصلاة على النبي متاحة ومباحة وليس بها حرج بأي وقت، وإن الجماع من مبطلات الصوم والغيبة والنميمة ذنوب كبيرة".