منبر عفراء اسد على تقدم ونعامة على امين حسن عمر!
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
رشا عوض
يا استاذة عفراء فتح الرحمن ، في مقابلتك لامين حسن عمر اين سؤالك المتكرر عن الذمة المالية وتكاليف معيشة السياسيين الذي طرحتيه على كل قيادات تقدم الذين استضفتيهم بنبرة تجريمية تحاول الايحاء للمشاهد بان قيادات تقدم حرامية ويعيشون على الرشاوي؟ معقول تستضيفي اسلامي دون سؤاله عن الفساد وعن مليارات البترول وعن اموال الشعب السوداني المهربة للخارج؟ الم تنصبي نفسك حارسة على اموال المنظمات غير الحكومية الغربية التي تمول انشطة تقدم رغم ان هذه المنظمات محروسة بقيم الديمقراطية والشفافية في دولها ولا تحتاج لحراستك وتدقيقك، الذي يحتاج للحراسة والتحقيق والتقصي هو مال السودانيين الفقراء الذي ابتلعته حركة امين حسن عمر! لماذا لم تسأليه بذات الغلظة التي سألت بها قيادات تقدم عن مصادر دخلهم ومن اين يعيشون، ولم يخطر ببالك هذا السؤال في حضرة كوز يملك من اموال التمكين قناطير مقنطرة! خصوصا انك زعمت ان هذه الاسئلة هي اسئلة الشارع فهل يعقل ان يكون الشارع السوداني مهموما باموال منظمات اجنبية وراء البحار وغير مهموم بالاموال المنهوبة من موارده والمقطوعة من لقمة عيشه وجرعة دوائه وتعليم ابنائه؟ عموما من واجب الاعلامي ان يحاصر السياسيين بكل الاسئلة الصعبة والمحرجة ولكن بشرط ان يفعل ذلك مع الجميع فلا يستثني احدا، وما دمت يا عفراء مهمومة بقضايا النزاهة وبمساءلة السياسيين عن ثمن اي لقمة اكلوها واجرة اي منزل استأجروه فلا يعقل ان يكون ميدان محاصرتك للمال الفاسد هو قيادات تقدم وفي حضرة امين حسن عمر تعملي رايحة! خصوصا ان تقدم ليست في موضع اتهام في ذمتها المالية اصلا، وكل الغبار المثار حولها مصنوع بواسطة الغرف الاعلامية اياها ولم تجد هذه الغرف سوى الحديث بجهالة وصفاقة فاجرة عن موضوع تمويل بعض المنظمات لورش العمل والمؤتمرات وصورت هذا التمويل وكأنه رشاوى تصب في جيوب السياسيين لاعاشتهم ورفاهيتهم! في حين ان المعلوم بالضرورة لكل من له الحد الادنى من المعرفة بطريقة عمل المجتمع المدني هو ان للمنظمات المانحة لوائح وضوابط محاسبية صارمة في تمويل المناشط لا تسمح باي تلاعب ، ومن المضحك حقا تصور ان منظمات بهذه التقاليد توزع الاموال بالكراتين على السياسيين كما كان يحدث في الخرائب الانقاذية! وبقدرة قادر عندما يستضيف منبر عفراء اهل الخرائب الانقاذية لا يسألهم ولا على سبيل ازاحة الملامة عن ذمتهم المالية وكأنها بالصلاة على النبي ناصعة البياض وليست محل شك!! كل سياسي في دائرة الشك المشروع ولا بد من مساءلته، ولكن هناك حقائق موضوعية على اساسها يجب ترتيب الاولويات في حصار السياسيين اذ لا يمكن اعفاء من حكموا ثلاثين عاما وصنفت منظمات الشفافية الدولية السودان في عهدهم وعلى سنوات عديدة كافسد الدول على مستوى العالم ، لا يمكن اعفاؤهم من السؤال عن مصادر ثروتهم وفي ذات الوقت يكون سؤال الذمة المالية حاضرا بكثافة وبتواتر وبمبالغة في الغلظة عندما تستضاف قيادات تقدم او الحرية والتغيير! هنا يكون المنبر مثل من" وضع الحرب بغير مكان الحرب وحيث الحرب تقلد سيفين من الخشب".
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قیادات تقدم حسن عمر
إقرأ أيضاً:
لبنان لن يكون “إسرائيليًا”…
ليلى عماشا
أشهر طويلة مرّت، وسماء لبنان كما أرضه، تنتهكها الطائرات الحربية المعادية: قصف وغارات وترويع عبر خرق جدار الصوت فوق مختلف المناطق اللبنانية …هذا فضلًا عن طائرات الاستطلاع المعادية التي قلّ ما تغادر سماءنا.. كلّها لم تحرّك ساكنًا في لغة “السياديين”؛ ولم يبلغ صوتها مسامعهم المرتهنة للإشارات العوكرية، لكن أرّقتهم طائرة مدنية تقلّ زوّارًا لبنانيين من الجمهورية الإسلامية في إيران وإيرانيين يستعجلون الحضور إلى بيروت ليكونوا في عداد مشيّعي ومودّعي الأمينين العامين لحزب الله، سيّد شهداء الأمّة السّيّد حسن نصرالله والسيّد الهاشميّ هاشم صفيّ الدّين..
لقد أرّقتهم إلى حدّ منع منحها إذن الهبوط في مطار بيروت! للحظة، يتلّفت سامع الخبر حوله ليتبيّن موقعه الجغرافي: هل نعيش في الأراضي المحتلّة؟ هل المطار الذي منع إذن الهبوط للطائرة الإيرانية هو حقًّا مطار بيروت؟.. هل هو هجوم سيبراني إذًا ما سبّب هذا الخلل الفاضح؟! لا. إنّه مجرّد قرار أميركي تسابق “لبنانيون” لتنفيذه على رجاء رضا عوكر! يا للعار!.
في ساعة انتشار الخبر، حلّ ما يشبه الصّدمة على أهل المقاومة في لبنان، فهم وإن لا يتوقعون أي بادرة وفاء وتقدير من “السيادة اللبنانية” للجمهورية الصديقة والمساندة التي لا تكفّ عن منح لبنان كلّ عون ممكن، فإنّهم أيضًا لم يتوّقعوا أن تبلغ الوقاحة هذا الدرك من عدم احترام القوانين والأنظمة من جهة، ومن المجاهرة بمعاداة كلّ ما يمتّ إليهم بصلة، وإن كانت طائرة ركَاب مدنية تلتزم جميع المعايير الدولية للطيران وتقلّ مواطنين مدنيين عائدين إلى بلدهم وضيوفًا من إيران يريدون المشاركة في التشييع المهيب يوم الأحد في ٢٣ شباط/فبراير. الصّدمة لم تطل، فالغضب الناتج عن هذه الإهانة الوقحة، والتي يريد منها مرتكبوها القول لأهل المقاومة أنّهم غرباء في بلدهم ومستضعفون، تُرجم إلى تحرّك شعبي عفويّ مباشر على طريق المطار، وإلى حملة إلكترونية مندّدة بالقرار الجائر والوقح تحت وسم “لبنان لن يكون إسرائيليًا”.
لم تعد كلمة “المعيب” تكفي لتوصيف هذا النوع من القرارات التي تلتزم حذافير الرغبة الأميركية، فالأمر تخطّى درجات العيب المتمثّل بالانصياع التّام والمشهود للأوامر التي تصدرها الإدارة الأميركية. وإن كان الصهاينة علانية قد هدّدوا في أثناء الحرب بقصف أي طائرة مدنية إيرانية أو عراقية حال هبوطها مطار بيروت، وإن كانت قناة الحدث الصهيونية في الشهر الفائت قد أذاعت إخبارًا كاذبة تقول إن طائرة مدنية إيرانية تحمل على متنها “أموال إعادة الإعمار” ما دفع بالقرار “السيادي” في المطار إلى تفتيش ركابها طوال ساعات.. فحادثة اليوم أكثر خطورة وأكثر انتهاكًا لأبسط المفاهيم الحقوقية والقانونية والسيادية: ما حدث هو حرفيًا عدوان صهيوني “ناعم” على مطار بيروت وعلى فئة من اللبنانيين، باستخدام فئة لبنانية “رسمية” ارتضت على نفسها عار الارتهان الكامل للعدوّ.
على سبيل إيجاد تخريجة قامت “السيادة” بإرسال طائرة تابعة لشركة الميدل ايست لنقل اللبنانيين العالقين في مطار طهران، على أساس أن الأزمة هي أزمة نقل وليست أزمة شرف، على وقع تهليل الفريق العوكري بالخطوة العظيمة التي تقوم بها دولتهم، فعبّروا لا عن ارتهانهم وانبطاحهم للقرار الأميركي وحقدهم الأسود على أهل المقاومة في لبنان فحسب، بل عن ضحالة أخلاقية مريعة وتورّط مشهود بتشويه مفاهيم الشرف الوطني والكرامة الإنسانية..
لقد بدا هؤلاء حرفيًا كسرب يهلّل لمن ينتهك شرفه ويفرح بكونه من فئة لو وُجدت في بلد يحترم ذاته الوطنية لحُوكمت بتهمة الخيانة وعُوقبت وفقًا لما تنصّ عليه القوانين المرعية الإجراء. يهلّل هؤلاء لاجراء ينتهك حقًّا مدنيًا ومواثيق دولية فقط لكونه يتماهى مع أوامر مشغّلتهم في عوكر، ثمّ يخرجون إلى الشاشات ليتحدثوا عن السيادة ودولة القانون.. هزُلت!