أعلنت قيادة القوات البرية، التابعة للحرس الثوري الإيراني، "ارتفاع عدد قتلى الإرهابيين المسلحين إلى 15 شخصا بعد مقتل 3 آخرين في سيستان وبلوشستان جنوب شرقي البلاد".

حالة استنفار أمني بإسرائيل تأهبًا للرد الإيراني السفير الإيراني لدى سوريا: العدوان الإسرائيلي لن يمر دون رد

وقالت القيادة البرية إن "العمليات الثلاث بالهجوم على مدن تشابهار وراسك، أسفرت أيضا عن مقتل 11 من رجال الأمن"، مؤكدةً "نجاح تحرير رهائن احتجزتهم عناصر جيش العدل الإرهابي بتدخل قوات الوحدات الخاصة".

 وكان المساعد الأمني لمحافظ مدينة سيستان وبلوشستان الإيرانية، علي رضا مرحمتي، أعلن في وقت سابق اليوم، أن قوات الأمن تمكنت من إحباط هجوم مسلح استهدف 3 مراكز شرطة في المحافظة وأسفر عن مقتل وإصابة عدد من المنفذين.

وقال مرحمتي في تصريحات له: "في ثلاث هجمات إرهابية متزامنة، تعرضت ثلاثة مراكز شرطة في تشابهار وراسك لهجوم من قبل جيش العدل الإرهابي"، لافتًا إلى أن "التقارير الأولية تشير إلى مقتل إرهابيين اثنين في هذا الهجوم الفاشل".

يأتي الهجوم في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط توترا جراء الضربة الجوية الإسرائيلية التي نُفذت يوم الاثنين على الملحق القنصلي للسفارة الإيرانية في دمشق.

وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن عددًا من المسلحين قتلوا وأصيبوا، لكن الأرقام التي ذكرت تباينت، حيث ذكر البعض أنه قُتل مسلح واحد فقط، وذكر البعض عن مقتل اثنين من المهاجمين.

وفي وقت سابق، نفذت إسرائيل غارة جوية على الملحق القنصلي للسفارة الإيرانية في دمشق، ما أدى إلى تدمير المبنى. وقالت الحرس الثوري الإيراني إن سبعة من أفراده قُتلوا في الهجوم، بما في ذلك اثنان من القادة.

فيما فعلت المنظومة الأمنية في إسرائيل، اليوم الخميس، نظام التشويش على نظام تحديد المواقع العالم "جي بي إس" في عموم البلاد، كما ألغت الإجازات في كل الوحدات المقاتلة، وذلك استعدادا للرد على أي هجوم إيراني.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن "المنظومة الأمنية فعلت نظام التشويش على نظام تحديد المواقع GPS في عموم إسرائيل، في إطار الاستعداد للرد الايراني وإطلاق صواريخ موجهة ومسيرات نحو إسرائيل.

وعلى الصعيد ذاته، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أنه تم إلغاء كل الإجازات في الوحدات المقاتلة في الجيش تحسبا لأي رد إسرائيلي على إيران.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القوات البرية تحرير رهائن جيش العدل

إقرأ أيضاً:

عن الدين والدولة في إسرائيل

أوضحت في مقالي السابق عن «الدين والدولة» أن اختلال العلاقة بينهما هو أحد العوامل القوية في تدهور الدولة وتآكلها من الداخل، وأريد في هذا المقال تطبيق هذه الرؤية على حالة الكيان الصهيوني في إسرائيل؛ لأن العلاقة بين الدين والدولة في إسرائيل متضاربة، بل متناقضة: ذلك أن إسرائيل تظل حائرة بين مفهومي الدولة العَلمانية والدولة الدينية:

والواقع أن إسرائيل تزعم دائمًا أنها دولة عَلمانية وليبرالية تتبنى نظامًا ديمقراطيًّا، وتتباهى بأنها في هذا الصدد تعد الدولة الوحيدة في العالم العربي والشرق الأوسط. ولا شك في أن نظام الدولة في إسرائيل يُعد نظامًا ديمقراطيًّا على غرار النظم السائدة في الغرب، فهو نظام يقوم على سيادة الشعب الذي ينتخب حكامه، وعلى الفصل بين السلطات الثلاث: السلطة التنفيذية،

والسلطة التشريعية، والسلطة القضائية. وهناك مجال واسع من الحريات التي تسمح للإعلام ولسائر المواطنين بتوجيه النقد اللاذع لأي وزير ولرئيس الحكومة نفسه، وبالكشف عن أية انحرافات لهم والمطالبة بإقالتهم، وهذا ما نشاهده يوميًّا على شاشة التلفاز. ومع ذلك، فإننا نلاحظ أن هذا النظام يتفكك الآن في ظل ممارسات حكومة يمينية متطرفة تعصف بالسلطة القضائية، وتناوئ السلطة التشريعية،

وتتجاهل أصوات الشعب التي تعارض سياسات الحكومة بزعامة نتنياهو (الذي اتهمته محكمة العدل الدولية بارتكاب جرائم حرب وإبادة بحق الفلسطينيين، والذي أصبح بالتالي مطلوبًا للعدالة من دون جدوى، لأن النظام العالمي الراهن بسائر مؤسساته الدولية أصبح عاجزًا عن تحقيق العدالة). وفضلًا عن ذلك، فإننا لا يمكن أن نتصور نظامًا ديمقراطيًّا حقيقيًّا لا يؤمن بالعدالة حينما يقوم بالعدوان المتواصل على حقوق شعب آخر، بل يسعى إلى إبادته؛ فالديمقراطية عندئذ تصبح نظامًا ظاهريًّا أو وهميًّا (كما سبق أن أوضحت ذلك في مقال سابق بهذه الجريدة الرصينة بعنوان «أوهام الديمقراطية»).

تزداد حالة التفكك حينما يدخل الدين كأساس تقوم عليه هوية الدولة؛ إذ يظهر هنا على الفور التناقض بين مفهوم الدولة الدينية ومفهوم الدولة العَلمانية أو التي تدعي أنها دولة عَلمانية. ومن الضروري هنا التأكيد على أن العَلمانية ليست على تناقض- أو حتى تضاد- مع الدين؛ ولكن المؤكد أيضًا هو العَلمانية- مهما تعددت صورها- تتعارض مع مفهوم الدولة الدينية أو التي تتأسس على الدين باعتباره العنصر الجوهري في ماهيتها، وهذا الوضع المتناقض يحتاج إلى شيء من الإيضاح:

الواقع أن العلمانية قد ارتبطت بالجماعات اليهودية عبر العالم حتى شاع القول بأن اليهود هم المسؤولون عن نشأة العَلمانية وشيوعها في العالم كما تؤكد ذلك بروتوكولات حكمة صهيون، وهذا قول خاطئ: لأن العَلمانية وإن ارتبطت بالجماعات اليهودية منذ القرنين السابع والثامن عشر، إلا أنها قد نشأت بفعل تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية في العالم؛ ولهذا السبب فإننا نجد أن العَلمانية قد شاعت في دول ليس لها علاقة باليهودية (مثل اليابان) أو لها علاقة ضئيلة جدًا بها (مثل يوغوسلافيا في أوروبا). والحقيقة أن ارتباط العَلمانية بالجماعات اليهودية يرجع إلى تبني بعض هذه الجماعات في البداية أفكارًا أساسية تقوم عليها العَلمانية، ومنها: التخفف من سلطة الدين على الحياة الاجتماعية (مثل سلطة الشعائر والشرائع الدينية) وعلى الحياة السياسية (باستبعاد الدين كمصدر رئيس للتشريع)؛ ومنها أن العقل البشري يمكنه الوصول إلى الحقائق الدينية بدون وحي إلهي؛ ومن خلال إحلال الهوية اليهودية بدلًا من العقيدة اليهودية،

وإحلال اليهود بدلًا من الإله كمركز للقداسة؛ وهذا ما يتبدى في اليهودية الجديدة التي تسمي نفسها «اليهودية الإصلاحية» و«اليهودية الإنسانية»، وهذا ما فصَّل القول فيه الدكتور عبد الوهاب المسيري في موسوعته الشهيرة عن «اليهود واليهودية والصهيونية» (المجلد الأول، صفحات 224-229).

وبذلك يظهر لنا على الفور حالة التناقض الباطني في بنية دولة إسرائيل نفسها؛ لأن نشأتها الحديثة على أراضي فلسطين كانت على أساس من وعد بلفور الذي تعهد بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وذلك تحت إلحاح من المشروع الصهيوني. حقًّا إن الصهيونية ليست مرادفة لليهودية، ولكن المشروع الصهيوني نفسه يدعمه توجه ديني يتمثل في عقيدة اليهود بأن دولتهم تمتد من النيل إلى الفرات. ومن هنا تم استجلاب اليهود من أنحاء العالم لتحقيق المشروع الصهيوني في إنشاء هذا الكيان الجديد الذي يحقق العقيدة اليهودية على أرض الميعاد، وهو مشروع يستخدم الدين لتحقيق أهدافه السياسية،

وهذا ما يفسر لنا السبب في أن بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السابق عندما زار إسرائيل داعمًا لها في بداية حربها الأخيرة على غزة، قد أكد بمجرد نزوله من سلم الطائرة في تل أبيب قائلًا: إن المرء لا يحتاج أن يكون يهوديًّا لكي يكون صهيونيًّا، وهذا يؤكد على أن الصهيونية هي مشروع سياسي عالمي مدعوم من الغرب منذ نشأته. أتى اليهود من مختلف الأعراق من أوروبا الغربية ومن أوروبا الشرقية، بل حتى من يهود الحبشة،

طامحين أو حالمين بأن اليهودية الإصلاحية سوف تجمعهم، وبأن العَلمانية سوف تكفل لهم العيش الآمن رغم تعدد الأعراق! ولكن هذه العَلمانية تتبدد في ظل هيمنة تيار ديني يميني متطرف على السلطة في الكيان الإسرائيلي، وكلمة «الكيان» هذه مشروعة؛ ليس فقط لأن دولة إسرائيل هي دولة قد تم غرسها عنوة داخل الأراضي الفلسطينية، وإنما أيضًا لأنها دولة بلا حدود معلومة، بل تتوسع حدودها غير المشروعة باستمرار. هذا التناقض في بنية الدولة هو ما يجعلها كيانًا هشًّا مهددًا بالتفكك من الداخل، وهو ما يؤدي إلى التشكيك في هوية هذا الكيان؛ ومن ثم فلا غرابة في أن سؤال الهوية أصبح هو السؤال المهيمن على الإسرائيليين في الآونة الأخيرة.

مقالات مشابهة

  • العملية البرية ضد الحوثيين في اليمن.. بين مخاوف السعودية والإمارات والانقسامات في مكونات الحكومة (ترجمة خاصة)
  • 3 قتلى و10 مصابين في هجوم روسي جنوب شرقي أوكرانيا .. ولافروف: روسيا مستعدة لإبرام اتفاق مع أوكرانيا
  • مقتل ضابط من فلول نظام الأسد خلال اشتباكات في حمص
  • أبرز قادة حرب البراميل .. مقتل ضابط من نظام الأسد في حمص
  • مخاوف بين أهالي جنوب لبنان من تحول السكن المؤقت إلى دائم
  • مقتل أكثر من 40 مسلحا بعد مهاجمتهم قاعدة عسكرية في الصومال
  • العفو الدولية تتهم الاحتلال بشن هجمات عشوائية على المدنيين في لبنان
  • لبنان.. العفو الدولية تتهم إسرائيل بشن هجمات عشوائية على المدنيين
  • عن الدين والدولة في إسرائيل
  • تقرير ياباني: البوليساريو منظمة إرهابية متورطة مع نظام بشار الأسد