أعلنت السلطات السودانية، الثلاثاء، إيقاف عمل قنوات إماراتية وسعودية في البلاد على أساس "عدم التزامها بالمهنية والشفافية"، وذلك في وقت تشهد فيه العلاقات بين حكومة السودان والإمارات توترات شديدة على خلفية مزاعم دعم بشأن دعم الدولة الخليجية قوات الدعم السريع، في حين تسود علاقات هادئة بين الرياض والخرطوم.



وأصدرت وزارة الثقافة والإعلام السودانية، قرارا يقضي بإيقاف قنوات "العربية والحدث وسكاي نيوز عربية في السودان لعدم التزامها بالمهنية المطلوبة والشفافية وعدم تجديد تراخيصها".

لكن وفق تأكيدات مقيمين في السودان لا يزال بإمكانهم متابعة بث تلك القنوات التلفزيونية إلى الآن، ما يوضح أن المشكلة سوف تتعلق بعمل تلك القنوات على الأرض، وهو أمر يواجه صعوبات بالأساس بسبب المعارك الدائرة منذ نحو عام بين قوات الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).

جاء القرار في ظل توترات بين الإمارات، والحكومة السودانية التي تتهم أبو ظبي بمساعدة قوات الدعم السريع، إذ قدمت حكومة السودان قبل أيام شكوى رسمية في مجلس الأمن ضد الإمارات تتهمها بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد ومد الدعم السريع بـ"مختلف أشكال الدعم السياسي والإعلامي والدبلوماسي والمالي، إلى جانب الإمداد بالسلاح والعتاد وجلب المرتزقة من شتى الدول".

وطالما نفت الإمارات دعم أي من أطراف النزاع ضد الآخر، وأشارت إلى بذلها جهودا سياسية ودبلوماسية لوقف التصعيد في السودان.

كواليس القرار
أشار بيان وزارة الإعلام السودانية إلى أن سبب تعليق عمل القنوات الثلاث هو أنها تخالف المهنية. ولم ترد الوزارة على طلب من موقع "الحرة" لتوضيح ماهية التقارير التي قادت الوزارة إلى الحكم بعدم المهنية والشفافية، لكن لم نتلق ردا حتى كتابة التقرير.

ويشير وزير الإعلام السوداني الأسبق، حسن إسماعيل، إلى أن "قناة سكاي نيوز قامت بتلفيق تقرير يتحدث عن وجود داعش في السودان، بجانب تقارير أخرى افتقرت إلى المهنية، واتسمت بالتحيز لصالح مليشيا الدعم السريع، مما جعلها أمام طائلة القرار الحكومي".

وقال إسماعيل لموقع "الحرة" إن "سكاي نيوز تمثل الذراع الإعلامي لمليشا الدعم السريع، وكثير من تقاريرها تطبخ في مطابخ المخابرات الإماراتية، بهدف تحقيق أجندة مساندة المليشيا".

وشدد الوزير السابق على "أهمية تفعيل دور الإعلام السوداني الحكومي، لتفادي ما أسماها "السموم الإعلامية والتناول المنحرف لبعض القنوات الإخبارية".

وأوضح أحد الصحفيين العاملين بقناة "سكاي نيوز عربية" الإماراتية، والذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن مكتب السودان وصله بالفعل بيان التعليق وهو نفسه الذي نشرته وكالة الأنباء السودانية (سونا).

وأضاف في حديثه لموقع "الحرة": "للأسف لن نعمل في السودان إلا بعد تراجع الحكومة عن القرار"، مشيرا إلى أن القرار يعني عدم نشر أي تقارير أو بث مباشر أو أي وجود للقناة داخل السودان.

السودان يعلق عمل قنوات "الحدث" و"العربية" و"سكاي نيوز عربية"
نقلت وكالة الأنباء الرسمية السودانية (سونا)، عن وزير الإعلام، جرهام عبد القادر، قوله إن البلاد علقت، الثلاثاء، عمل قنوات العربية والحدث وسكاي نيوز عربية "لعدم التزامها بالمهنية المطلوبة والشفافية وعدم تجديد تراخيصها".
وأكدت مديرة مكاتب قناتي العربية والحدث (السعوديتين) في السودان، لينا يعقوب، في تصريحات لموقع "الحرة"، أن مؤسستها تفاجأت "بخطاب مسرب على وسائل التواصل الاجتماعي لوزارة الإعلام يحمل قرارا بإيقاف عمل قناتي العربية والحدث بحجة عدم تجديد الترخيص، وعدم انتهاج المهنية والشفافية، وهو الخطاب الذي لم يُسلم لنا حتى اللحظة".

وأضافت: "هذه مسببات واهية، فالمكتب جدد ترخيصه في مارس 2023، وبعد اندلاع الحرب بشهر لم يجدد أي مكتب ترخيصه لعدم عمل إدارة الإعلام الخارجي المعنية بإصدار التصاديق، كما أن وزارة الإعلام لم تحدد مواقع عدم المهنية التي اتخذتها القناة خلال تغطيتها للأحداث".

وبعد إعلان تعليق البث، دانت نقابة الصحفيين السودانية القرار واعتبرت أنه "منحى خطير... وخرق واضح لحرية التعبير والصحافة والإعلام وحرمة المؤسسات الصحفية والإعلامية".

وأشار بيان النقابة الصادر الثلاثاء، إلى أن "إغلاق القنوات الفضائية والتضييق على المشتغلين بالمهنة، من شأنه إسكات صوت الإعلام المهني، كما يفتح الباب أمام تفشي الشائعات وخطاب الكراهية".

من جانبها واصلت مديرة مكاتب قناة العربية في السودان، حديثها للحرة، وأعلنت أنه رغم عدم تسلم القرار بشكل رسمي إلى الآن "قررنا التوقف عن العمل في تغطيتنا الميدانية"، موضحة "لدينا 4 مكاتب، في الخرطوم وأم درمان ودارفور وبورتسودان".

ويشير إسماعيل إلى أن "قرار إيقاف قناتي العربية والحدث شابه سوء تقدير من السلطات السودانية، لأن أداء القناتين فيه قدر كبير من المهنية والتوزان، وإن تخللته بعض الأخطاء".

واستبعد أن يؤثر القرار على علاقة السودان والسعودية، التي تقود وساطة لإيقاف الحرب من خلال مفاوضات منبر جدة بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وأضاف "لا اتوقع أن يترتب على القرار أي تبعات سالبة في علاقة الخرطوم والرياض، كما لن يؤثر على وساطة السعودية الساعية لإنهاء الحرب".

وأشار إلى أن "القرار ليس ضد السعودية وإنما ضد مؤسسة إعلامية تابعة لها، كما أنه ضد قناة سكاي نيوز وليس ضد الإمارات، بحسبان أن السودان يخوض معركة دبلوماسية منفصلة في مواجهة أبوظبي من خلال شكوى رسمية دفع بها لمجلس الأمن بخصوص دعمها لمليشيا الدعم السريع".

تقرير داعش
أشار الصحفي في سكاي نيوز عربية، في حديثه لـ"الحرة" إلى "مشادات" خلال الفترة الأخيرة بين الحكومة والقناة خلال الأيام الأخيرة حول أحد التقارير، والذي جعل وزارة الخارجية السودانية تصدر بيانا بهذا الشأن.

كانت قناة "سكاي نيوز عربية" نشرت تقريرا حول ما وصفته "بتورط تنظيم داعش في الحرب الأهلية السودانية"، لتعلق الخارجية السودانية في بيان نشرته وكالة السودان للأنباء (سونا)، جاء فيه: "أعادت قناة سكاي نيوز عربية الإماراتية ليلة 29 مارس 2024 بث فيديو لقناة يورو نيوز عام 2016 حول هجوم تنظيم الشباب بالصومال على مطار مقديشو، وزعمت أنه لعناصر من داعش يقاتلون إلى جانب القوات المسلحة السودانية ضد المليشيا الإرهابية."

وتابع البيان: "لا يحتاج نهج القناة المذكورة في تغطية أخبار السودان والذي يفتقد لأدني أسس المهنية والموضوعية إلى بيان. غير أن الانحدار لدرك التزوير المكشوف أمر لا سابقة له، ولا بد من التوقف عنده".

وردت القناة، الاثنين، بالقول إنها أجرت مراجعة للتقرير الذي تطرقت له الخارجية السودانية، وأكدت أنها تتمسك بالتقرير وأنها استقت معلوماتها من مصادر موثوقة.

لكنها عادت وأكدت أنه بعد المراجعة أيضا تبين "وجود خطأ مونتاج تمثل في استخدام لقطات فيديو أرشيفية لا تتجاوز ثواني معدودة من تقرير بطول أربع دقائق عن تنظيم داعش جاءت في غير محلها"، مضيفة "نؤكد أن الخطأ غير المقصود لا يؤثر على الأساس الواقعي والصلب لتقريرنا".

بدوره، يرى المحلل السياسي السوداني، عثمان المرضي، أن "اللجوء إلى قرارات إغلاق المؤسسات الإعلامية، مهما كان أداؤها، لن يغير في واقع تناولها للأحداث، وسيزيدها تطرفا، إن كانت فعلا غير محايدة ومنحازة".

وقال المرضي لموقع "الحرة"، إن "الأفضل للسلطات السودانية أن تعمل على تعزيز وتقوية المؤسسات الإعلامية الرسمية، بدلا من اللجوء إلى الخيار السهل المتمثل في تكميم الأفواه ومصادرة الحريات، لأن غياب الإعلام الرسمي عن الفضاء الإعلامي يجعل المجال فسيحا لمنصات إعلامية أخرى".

ويختلف المحلل السياسي مع وزير الإعلام السوداني الأسبق، ويشير إلى أن قرار إيقاف قنوات سكاي نيوز والعربية والحدث، ينطلق من أسباب ومواقف سياسية وليست مهنية"، مشيرا إلى أن "الحكومة السودانية تصنف الإمارات كحليف رئيسي لقوات الدعم السريع، وهذا التصنيف سبب صدور القرار".

وكان المبعوث الأميركي الخاص للسودان، توم بيريلو، أعلن في 26 مارس الماضي أن الولايات المتحدة تتطلع إلى استئناف محادثات السلام بشأن السودان في السعودية في 18 أبريل المقبل، وذلك في إطار سعيها إلى حل الصراع الذي أدى إلى نزوح ملايين وتسبب في أكبر أزمة إنسانية في العالم.

وأضاف بيريلو أن "واشنطن أوضحت صراحة، أن المحادثات بين الأطراف المتحاربة، ينبغي أن تكون شاملة، وأن تضم الإمارات ومصر والهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) والاتحاد الأفريقي".

وسواء أجريت المفاوضات في موعدها أم لا، ومع عدم وضوح موقف أطراف الحرب من المشاركة، قال بيريلو إن "من الملائم استئناف المحادثات بعد شهر رمضان وأيضا مؤتمر المانحين في باريس يوم 15 أبريل".

وحينها، استبعد مساعد القائد العام للجيش السوداني، الفريق ياسر العطا، إجراء مفاوضات أو هدنة مع قوات الدعم السريع.

ونشب القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل من العام الماضي مع انفجار توترات كانت تعتمل منذ فترة طويلة.

وقادت السعودية والولايات المتحدة محادثات في جدة العام الماضي في محاولة التوصل إلى هدنة لكنها لم تكلل بالنجاح.

وتمخض الصراع عن أكبر أزمة نزوح في العالم، ودفع قطاعات من السكان البالغ عددهم 49 مليون نسمة إلى شفا المجاعة، وفجّر موجات من القتل والعنف الجنسي المدفوع بأسباب عرقية في إقليم دارفور بغرب البلاد.

الحرة / خاص - دبي  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الإعلام السودانی سکای نیوز عربیة العربیة والحدث فی السودان عمل قنوات إلى أن

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية المصري: ما يحدث في السودان يمس أمننا القومي ونعمل على الوقف الفوري لإطلاق النار وتنفيذ مقررات جدة .. نؤكد الدعم الكامل لمؤسسات الدولة السودانية وفي مقدمتها الجيش

في حوار له مع أخبار الأمم المتحدة فور انتهائه من إلقاء كلمة مصر أمام المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة أمس السبت قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي كانت هناك لقاءات مكثفة حول الملف السوداني فمصر أكثر دولة متضررة من الأزمة الحالية في السودان حيث استقبلنا أكثر من مليون ومئتي ألف مواطن من السودان منذ اندلاع الأزمة في أبريل 2023. وأوضح بدر أن ما يحدث في السودان هو أمر يمس الأمن القومي المصري، ولذلك نحن في كل الاتصالات التي عقدت، ركزنا بشكل كامل على الأهمية البالغة أولا للوقف الفوري لإطلاق النار وتنفيذ مخرجات ومقررات جدة. ثانيا النفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية. لقد بذلنا جهدا كبيرا جدا مع مجلس السيادة وتم تتويج هذا الجهد بفتح معبر كامل للمساعدات الإنسانية، هو معبر أدري على الحدود بين السودان وتشا ، فالمعبر يعمل حاليا ولكن هذا لا يكفي، لا بد من الوقف الفوري لإطلاق النار حتى يمكن إطلاق عملية سياسية لبناء دولة ديمقراطية شاملة تشمل الجميع دون استثناء.



هذا كان محور ما تمت مناقشته خلال عدد من الاجتماعات مع الجانب الأمريكي، مع الجانب الألماني ومع الجانب الفرنسي، مع كل الأطراف المعنية. وبالتالي نتحرك بكل قوة في هذا الاتجاه، ونؤكد على ضرورة التعامل والاعتراف بالحكومة السودانية الشرعية وتأكيد الدعم الكامل لمؤسساتها وفي مقدمتها الجيش السوداني وباقي مؤسسات الدولة.

لا يتعين ولا يجوز أن نضع على قدم المساواة ميليشيا مع جيش وطني تم تأسيسه منذ أكثر من مائة عام. يتعين دعم هذه المؤسسات حتى نمكن الدولة من الاضطلاع بمسؤولياتها، ونعمل على حقن دماء السودانيين من خلال الوقف الفوري لإطلاق النار وإطلاق عملية سياسية كاملة والنفاذ الكامل للمساعدات.

أخبار الأمم المتحدة: كيف توازنون بين الوفاء بالتزاماتكم تجاه اللاجئين- لأن لكل شخص حق الفرار من العنف والسعي إلى السلامة- وبين التحديات التي يمثلها ذلك لمصر ومطالباتكم للمجتمع الدولي في هذا الشأن؟

وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي: مصر دولة مسؤولة، دائما تحترم التزاماتها الدولية. وبالتأكيد مصر دائما كانت وتظل مضيافة وتوفر ملاذا آمنا لكل أشقائها العرب والأفارقة. فهذا أمر مفروغ منه. ولكن نعمل على الموازنة بين هذا الأمر وأيضا حماية الأمن القومي المصري والقانون المصري وإنفاذه. وبالتالي فإن أي أفراد دخلوا بطرق غير مشروعة أو ينخرطون في أنشطة إجرامية مخالفة للقانون، يتم التعامل معهم وفقا للقانون المصري والقواعد التي تحكم التزامنا، فهذا أمر مفروغ منه.

ولكن هناك أعباء جسيمة، مصر تخسر الكثير من العائدات بسبب التوتر في منطقة البحر الأحمر، الأوضاع الاقتصادية الصعبة في المنطقة وفي العالم بسبب جائحة كوفيد ثم الأزمة الأوكرانية ثم أزمة غزة والوضع الحالي في البحر الأحمر.

انعكس هذا علينا من خلال موجات من التضخم وارتفاع الأسعار، ولذلك نتحرك في مصر بكل قوة لدعم أشقائنا وضيوفنا، لكن هناك حدود لذلك. هناك تقاعس من المجتمع الدولي، من الدول المانحة لدعم دول الجوار، ولذلك حذرناهم أكثر من مرة بأن هناك حدودا لما يمكن أن تتحمله مصر وأن عليهم الوفاء بالتزاماتهم.

كان هناك مؤتمر للمانحين في باريس ونجم عنه التعهد بتخصيص ملياري دولار، ولم يتم تنفيذ أي من هذه التعهدات لدول الجوار. مصر تعاني، تشاد تعاني، هناك دول أخرى تعاني، وما لم يتدخل المجتمع الدولي والدول المانحة قد لا تستطيع هذه الدول ومن بينها مصر أن تستقبل أو تحتفظ بمن هم مقيمون على أراضيها لأن الموارد محدودة.

نقلنا لهم رسائل واضحة تماما بأن عليهم أن يتدخلوا لتحمل الأعباء وعدم ترك الأمور لدول الجوار لتتحمل المسؤولية بمفردها، وأنه يتعين على الجميع تحمل المسؤولية، وإلا فعليهم أن يتحملوا تبعات عدم إمكانية إبقاء هؤلاء المهجرين على أراضي دول الجوار.

   

مقالات مشابهة

  • وحدة خطاب (تقدم) و (مليشيا الدعم السريع) : اكذوبة إعدامات خارج القانون فى الحلفايا
  • الخارجية السودانية تقدم توضيحات جديدة بالصور عن إستهداف مقر سفير الإمارات بالخرطوم وتفاصيل تصفية مواطن على يد الدعم السريع
  • بيان جديد للخارجية السودانية حول اتهام الجيش باستهداف مقر سفير الإمارات بالخرطوم
  • الحديث ان حرب الدعم السريع هي ضد المواطن وليس ضد الجيش امر لايمكن مغالطته
  • مصادر "سكاي نيوز عربية": عملية برية إسرائيلية وشيكة في لبنان
  • عاجل - "سكاي نيوز": عملية إسرائيلية برية وشيكة في لبنان
  • حاكم إقليم دارفور: جهات دولية دفعت الدعم السريع للسعي لامتلاك السودان بالقوة
  • السودان.. مقتل أكثر من 48 شخصا بقصف لقوات «الدعم السريع»
  • مقتل عشرات السودانيين خلال معارك بين الجيش والدعم السريع في الخرطوم
  • وزير الخارجية المصري: ما يحدث في السودان يمس أمننا القومي ونعمل على الوقف الفوري لإطلاق النار وتنفيذ مقررات جدة .. نؤكد الدعم الكامل لمؤسسات الدولة السودانية وفي مقدمتها الجيش