هايتي: العصابات المسلحة تنهب وتخرب المؤسسات الثقافية والتعليمية والصحية
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
نهبت عصابات مسلحة ترهب عاصمة هايتي بورت أو برنس الأربعاء المكتبة الوطنية وفق ما أفاد مديرها، فيما دانت اليونسكو الهجمات "المدمرة" على المؤسسات التعليمية في المدينة.
وقال مدير المكتبة دانجيلو نيرد إن تاريخ هايتي، ثاني أقدم جمهورية في نصف الكرة الغربي، بات مهددا.
وصرّح نيرد: "مجموعاتنا الوثائقية في خطر.
وتسيطر الجماعات المسلحة على معظم مناطق بورت أو برنس ومساحات من الريف في ظل غياب حكومة فاعلة واستمرار التأخر في إنشاء سلطة انتقالية. وبعد عدة أيام من الهدوء النسبي، تجددت الهجمات في عدة أحياء في العاصمة اعتبارا من الإثنين.
وجاء الهجوم على المكتبة الوطنية بعد الاعتداء الأسبوع الماضي على جامعتين، هما مدرسة المعلمين العليا والمدرسة الوطنية للفنون. وتعد مدرسة المعلمين العليا التي قالت اليونسكو إنها تعرضت إلى حريق متعمد، "إحدى ركائز" نظام التعليم في البلاد، وهي أقدم مؤسسة لتدريب المعلمين في هايتي.
وقالت اليونسكو إن "أعمال التخريب والنهب والحرق هذه ضد المؤسسات التعليمية في البلاد لها عواقب مدمرة على مستقبل المجتمع الهايتي".
وقبل أسبوع، تم نهب منشأتين للرعاية الصحية وعشر صيدليات، حسبما أفاد مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة الأربعاء، في حين تواجه المستشفيات المتبقية ضغوطا متزايدة.
فرانس24/ أ ف ب
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا الانتخابات البلدية التركية ريبورتاج هايتي مكتبة جريمة جرائم هجوم عنف بورت أو برنس إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل سوريا إيران معارضة الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا
إقرأ أيضاً:
6 يناير خلال 9 أعوام.. 38 شهيداً وجريحًا في جرائم حرب للعدوان على الأعيان المدنية والبنى الاقتصادية والتعليمية في اليمن
يمانيون../
تعمد العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في السادس من يناير خلالَ الأعوام: 2016م، و2017م، و2018م، و2019م، ارتكابَ جرائم الحرب، بغاراتِه الوحشيةِ، وقنابله العنقودية المحرمة دولياً، على الأسواق والأحياء السكنية والمدارس والجوامع، والمصانع والمستودعات والممتلكات، ومحطات الوقود، في محافظَات صنعاءَ، وصعدة، والحديدة.
ما أسفر عن 12 شهيداً وأكثر من 26 جريحاً، بينهم أطفال ونساء، ومسعفون، ودمار واسع في الممتلكات العامة والخاصة، وتشريد عشرات الأسر من مآويها، وممتلكاتها، في استهداف واضح للمدنيين وللأعيان المدنية، دون أي اعتبار للقوانين والمواثيق الدولية والإنسانية.
وفيما يلي أبرز التفاصيل:
6 يناير 2016.. 18 شهيداً وجريحاً بغارات عنقودية سعودية تحول الأحياء السكنية بصنعاء إلى جحيم:
في السادس من يناير 2016م، سجل العدوان السعودي الأمريكي جريمة حرب إضافية إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني مستهدفاً الأحياء السكنية بغارات عنقودية، مخلفاً وراءه، شهيداً و17 جريحاً، بينهم أطفال ونساء وكبار السن، ودماراً هائلاً وخسائر فادحة في الممتلكات والبنية التحتية، وترويعاً للأهالي الأبرياء.
المشهد عنقوديات تهدّد العاصمة!! طيران سعودي إماراتي يلقي قنابل عنقودية أمريكية وغربية، تتلف كل ما وقعت عليه، عناقيد القنابل” انتشرت وسط الأحياء والشوارع تهدد سكان العاصمة، وتضرر محلات تجارية ومنازل وسيارات، بحريق ودمار مباشر، ما هو تصنيف القانون الدولي لهذا النوع من القنابل؟!
عنقودية محرمة دولياً، تنتشر شظاياها بشكل عشوائي، حولت الأحياء الهادئة إلى ساحة حرب، حيث تبعثرت بقايا المنازل المدمرة، وتناثرت أشلاء السيارات المحترقة، وتلوثت الشوارع، وأحواش للورش تحترق ومراع ومواش تستهدف، ونفوق عشرات الماعز”.
يشهد الأهالي على حجم الدمار الذي لحق بمنطقتهم، فالمنازل التي كانت مأوى لهم تحولت إلى أنقاض، والمحلات التجارية التي كانت مصدر رزقهم أصبحت خراباً، القنابل العنقودية لم تستهدف فقط الممتلكات، بل زرعت الرعب في نفوس السكان، خاصة الأطفال والنساء، الذين يعيشون الآن في خوف دائم من أن تنفجر قنبلة أخرى في أية لحظة.
يقول أحد الأهالي: “كنت راقد في البيت وما سمعت غير الانفجار، وقمت وسيارتي تحرق، وفعلاً كان عليها أثر قنبلة عنقودية، وقمنا الحارة كاملة نطفيها”.
بدورها تقول أم كبيرة في السن مريضة: “كنت مريضة سمعت الانفجار وخفت وكان أطفالي مرعوبين وخرجنا من البيت نبكي لا نجد مأوى نسكن فيه ليلة الأمس، ما ذنبنا يستهدفون منازلنا آخر الليل”.
تخيل المشهد: أطفال يصرخون من الرعب، ونساء يبكين على فقدان منازلهن، وشيوخ يبحثون عن مأوى آمن، هذه هي المشاهد التي خلفتها غارات العدوان على الأحياء السكنية.
تلك القنابل العنقودية لم تقتصر على تدمير الممتلكات وترويع الأهالي، بل شكلت تهديداً مستمراً على حياتهم، حيث تنتشر شظاياها في كل مكان، مما يجعل من الصعب على الناس العودة إلى حياتهم الطبيعية.
إن استهداف الأحياء السكنية في صنعاء بالقنابل العنقودية، هو جريمة حرب لا يمكن السكوت عنها، هذه الجريمة البشعة تكشف عن وحشية المعتدي، وتؤكد على ضرورة التحرك العاجل من المجتمع الدولي لوقف هذه الحرب العدوانية، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.
إن استهداف المدنيين الأبرياء هو جريمة ضد الإنسانية، وستظل آثارها السلبية على الأجيال القادمة، وتكشف الوجه الحقيقي للعدوان الذي يستهدف المدنيين الأبرياء.
6 يناير 2016.. غارات سعودية أمريكية تستهدف شركتي درهم والمقيلي للصناعات المحدودة ومستودعاً بالحديدة:
وفي اليوم والعام ذاته، أضاف العدوان السعودي الأمريكي جريمة حرب جديدة، مستهدفاً بغاراته الوحشية شركة درهم للصناعات المحدودة وشركة المقبلي لقطع الغيار ومستوع في كيلو7، مخلفة دماراً كبيراً وخسائر بمئات الملايين، وتسريح عشرات العمال الذي فقدوا مصدر عيش أسرهم، ومضاعفة معاناتهم.
قصف المصانع بطائرات أمريكية إماراتية سعودية تحلق فوق سماء كيلو 7، وتختار من بين أهدافها المدنية، مصانع وشركات تجارية، دمرت أجزاء من شركة درهم للصناعات، وأجزاء من شركة المقبلي ومستودعاته، واندلاع حرائق في المنشآت وسط القصف المتواصل، أسفرت عن خسائر كبيرة وأضرار بالغة، ويبقى قصف المنشآت الخاصة عدواناً يضاعف الحصار، وهذه ليست المرة الأولى!!
بقايا الآلات والمعدات المدمرة، وبقايا المواد الخام المتناثرة، والسلع التجارية والمنتجات، في كل مكان، بوضوح حجم الدمار الذي لحق بالشركتين، هذه المشاهد المؤلمة تعكس وحشية العدوان واستهدافه المتعمد للاقتصاد اليمني، بهدف تدمير البنية التحتية الصناعية وتعطيل عجلة الإنتاج.
مشاهد النيران المتصاعدة في ليلة مظلمة من المصانع والمستودع، تعكس حقد العدوان، على الاقتصاد اليمني، وممتلكات المواطنين، وأقوات الشعب اليمني بكله.
يقول أحد العمال وهو ينظر إلى أنقاض المصنع: “لقد فقدت وظيفتي ومصدر رزق أسرتي، ولا أعرف كيف سأعيل زوجتي وأطفالي وأمي وأبي الآن، هذا العدوان الظالم دمر حياتنا”.
بدوره يقول أحد الأهالي: “المصنع الذي ضرب مصنع بلاستيك، ومخزن قطع غيار، وبجانبه مخزن مواد غذائية، لا يوجد أي هدف، فقط منشآت صناعية وتجارية، هذا عدوان سافر”.
استهداف شركتي درهم والمقبلي ليس حادثاً معزولاً، بل هو جزء من حملة ممنهجة تستهدف الاقتصاد اليمني، فمنذ بداية العدوان، تعرضت العديد من المصانع والشركات والمؤسسات الاقتصادية إلى القصف والدمار، مما أدى إلى تدهور الوضع الاقتصادي وتفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
الاستهداف المتعمد للاقتصاد اليمني له عواقب وخيمة على حياة المواطنين، حيث أدى إلى ارتفاع أسعار السلع، ونقص المواد الأساسية، وزيادة البطالة، وتدهور قيمة العملة المحلية، كما أن تدمير المنشآت الصناعية زاد من الاعتماد على الاستيراد، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية.
إن استهداف الشركات والمصانع في اليمن هو جريمة حرب لا يمكن السكوت عنها، هذه الجريمة البشعة تكشف عن وحشية المعتدي، وتؤكد على ضرورة التحرك العاجل من المجتمع الدولي لوقف هذه الحرب العدوانية، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.
إن تدمير الاقتصاد اليمني هو جريمة ضد الإنسانية، وستظل آثارها السلبية على الأجيال القادمة، وتتطلب تحركات أممية ودولية لإعادة الإعمار لما دمره العدوان من منشآت صناعية.
تهدف هذه القصة إلى إيصال رسالة مؤثرة عن معاناة الشعب اليمني، وتحريك الضمير العالمي للوقوف إلى جانبهم، وكشف الوجه الحقيقي للعدوان الذي يستهدف الاقتصاد والبنية التحتية في اليمن.
6 يناير 2016.. جريمة حرب سعودية أمريكية تستهدف التعليم وتدمر أحلام الطلاب في صعدة:
وفي اليوم والعام ذاته، كانت محافظة صعدة على قائمة غارات العدوان السعودي الأمريكي، التي سجلت جريمة بحق البنية التعليمية، مستهدفةً بغاراتها الوحشية مدرسة في منطقة فلة بمديرية مجز، أسفرت عن حرمان مئات الطلاب والطالبات من حقهم في التعليم، وتدميرها بالكامل، وأضرار في ممتلكات ومنازل الأهالي المجاورة، وترويع النساء والأطفال.
تشاهد بقايا المقاعد والكتب المنتشرة في كل مكان بوضوح، حجم الدمار الذي لحق بالمدرسة، هذه المشاهد المؤلمة تعكس وحشية العدوان واستهدافه المتعمد للبنية التحتية التعليمية في اليمن، بهدف حرمان الأجيال القادمة من حقها في التعليم وبناء مستقبل أفضل.
يقول أحد الطلاب وهو ينظر إلى أنقاض مدرسته: “كنت أحلم بأن أصبح طبيباً، ولكن الآن أحلامي تبددت مع تدمير مدرستي، لا أعرف ماذا سأفعل، ولا أين سأدرس”.
بدوره يقول أحد أولياء الأمور : “لماذا يستهدفون المدارس، والمنشآت، هؤلاء يهود، ما عندهم دين، ولا إنسانية، أين العروبة لابن سلمان ؟ هل استهداف المدارس من العروبة، مدرسة كانت تضم مئات من الطلاب والطالبات، يستهدفون التعليم دون أي مبرر، نحن نحملهم كامل المسؤولية عن هذه المرسة وغيرها من مدارس الجمهورية”.
إن استهداف مدرسة فلة ليس حادثاً معزولاً، بل هو جزء من حملة ممنهجة تستهدف التعليم في اليمن، فمنذ بداية العدوان، تعرضت العديد من المدارس والمستشفيات والمنشآت الصحية إلى القصف والدمار، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
إن استهداف المدارس في اليمن هو جريمة حرب لا يمكن السكوت عنها، هذه الجريمة البشعة تكشف عن وحشية المعتدي، وتؤكد على ضرورة التحرك العاجل من المجتمع الدولي لوقف هذه الحرب العدوانية، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.
إننا ندعو جميع المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى إدانة هذه الجريمة البشعة، ومحاسبة مرتكبيها، وتقديمهم إلى العدالة، كما ندعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية، والضغط على قوى العدوان لوقف عدوانها على الشعب اليمني، وإعادة إعمار ما دمره العدوان من مدارس ومستشفيات وبنية تحتية.
إن حرمان الأطفال من حقهم في التعليم هو جريمة ضد الإنسانية، وستظل آثارها السلبية على الأجيال القادمة.
6 يناير 2017..13 شهيداً وجريحاً في مجزرة وحشية لغارات العدوان على مسجد ومدرسة ومنازل بصنعاء:
وفي جريمة حرب جديدة لغارات العدوان السعودي الأمريكي، في مثل هذا اليوم من العام 2017م، استهدف بغاراته مدرسة ومسجداً وعدداً من منازل المواطنين، في منطقة بني يوسف مديرية الحيمة الداخلية، بمحافظة صنعاء، أسفرت عن مجزرة وحشية، استشهد فيها 9 مدنيين بينهم نساء وأطفال، وجرح 4، وتدمير الجامع والمدرسة والمنازل المجاورة، وتهجير عشرات الأسر، وترويع الآمنين.
هنا الدماء والأشلاء والجثث والدمار، وهلع الأهالي، وسط سحب الغبار والدخان المتصاعد، ومعه وفيه أرواح الشهداء ورائحة الموت والبارود، وصرخات خافتة من تحت الأنقاض، وحالة هلع غير مسبوقة.
قرية مقصوفة مزقت أجساد 9 من سكانها وأزهقت أرواحهم وجرح 4 آخرين وسفكت دمائهم دون هوادة، الأهداف التي قصدها العدوان، مدرسة، ومسجد القرية، والمسعفين، لتصدر صورة أخرى لجرائم الإبادة بحق اليمنيين!!
تخيل المشهد: دماء الأبرياء تتناثر على الأرض، وأزيز الطائرات لا يزال يصدح في الأجواء، صراخ الأطفال يمزق الحناجر، وصرخات الأمهات تبكي على فراق أحبائهن، أطفال يلعبون بالأمس، اليوم يبحثون عن أشلاء آبائهم وأمهاتهم تحت الأنقاض.
كانت القرية هادئة قبل قليل، والآن هي ساحة حرب، الدمار والخراب في كل مكان، والمنازل مدمرة، والمسجد تحول إلى ركام، كانت رائحة البارود والدخان تختلط برائحة الدماء، وكانت صور الدمار لا توصف.
عند وصول الأهالي إلى المكان، كانت الصدمة كبيرة، لم يجدوا سوى جثث أحبائهم ممزقة، وأثاث منازلهم متناثرة في كل مكان، بيت الله لم يسلم من الاستهداف، ومصاحف القرآن الكريم التي كانت ممزقة بين الدمار والخراب، فواصل الأهالي انتشال الشهداء وإسعاف الجرحى، رغم تحليق الطيران، وغاراته المستهدفة للمسعفين، فأسعفوا الجرحى إلى المستشفيات، وحملوا جثامين الشهداء على أكتافهم وهم يرددون عبارات الرثاء والحزن، يتجهون بهم إلى مقابرهم.
جثث الشهداء والجرحى ملأت صالة طوارئ المستشفى، ونقل البعض منهم إلى العاصمة، هنا جثة أحد كبار السن يتأوه وهو يفارق الحياة مضرج بالدماء، والكسور والجروح الغائرة، لا يفقه غير يا الله يا الله، ما ذنبنا يا عالم”.
من الشهداء الذين كانوا مسعفين لضحايا الغارات السابقة (محمد صالع سعيد علي اليوسفي، ومحمد علي قايد الجبري، عبد العزيز صالح علي اليوسفي، وعبد الله صالح اليوسفي)، أجسادهم جمعت أشلاء في أكياس الدقيق، ونقلت على عربيات تستخدم في البناء، في مشهد مأساوي يعكس خوف الأهالي من استهداف طيران العدوان لسيارات الإسعاف.
يقول أحد الأهالي من فوق دمار الجامع وهو يرفع مصاحف محترقة ومقطعة: “ما ذنب إنا أنزلناه في ليلة القدر؛ واستهداف الجامع والمدرسة ومنازل المواطنين، ما ذنب هؤلاء المستضعفين في الأرض، استهدفوهم بـ 3 غارات، وهذه مدرسة الخميس بني يوسف فيها ماسات ومقاعد وكتب ما فيها، واستهدف سيارة الإسعاف، واستهدف الناس الغيورين، لقطنا لحومهم بالملاقيط إلى أكياس بلاستيكية”.
والد أحد الشهداء يقول: “ابني الشهيد عبدالكريم علي الشريحي كان راجعي بالسيارة من المدرسة استهدفوه على الطريق وهو راجعي البيت، ما ذنبه، كان يشارك في إسعاف الضحايا الأوائل”.
في مجلس العزاء، اجتمع الأهل والأصدقاء والجيران، لتشييع الشهداء إلى مثواهم الأخير، كانت العيون دامعة، والقلوب يعتصرها الألم، بكى الأطفال على فراق آبائهم، وبكت النساء على فراق أزواجهن وأبنائهن، ولبس الشباب والرجال جعبهم وبنادقهم، وتحركوا في مواكب جماعية صوب الجبهات، ومعسكرات التدريب والتأهيل بعد كتابة وصايتهم الأخيرة.
انتشلت الجثث وأسعف الجرحى، وشيعت الجنازات واجتمع الأهالي للتعازي، وتحولت الحشود المشيعة والمعزية إلى قوافل من الرجال المتجهة للجبهات للجهاد في سبيل الله والذود عن المستضعفين.
نعم، رحل الشهداء، ولكن ذكراهم ستظل حية في قلوب أهلهم ومحبيهم، حتى تحقيق النصر والأخذ بثأرهم وتحقيق أهدافهم التي من أجلها صمدوا وضحوا واستشهدوا.
6 يناير 2017.. غارات عنقودية سعودية تزرع الرعب في آل الشيخ بصعدة:
في يوم كان من المفترض أن يكون يوماً عادياً، تحول واقع أهالي منطقة آل الشيخ في مديرية منبه بمحافظة صعدة إلى جحيم، وذلك بارتكاب طيران العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب جديدة، استهدف المنطقة بأربعة غارات عنقودية، مخلفاً وراءه دماراً هائلاً وخسائر فادحة في الممتلكات والبنية التحتية، وترويعاً للأهالي الأبرياء.
في السادس من يناير عام 2017م، وفي تحدٍ صارخ للقوانين الدولية والإنسانية، شن طيران العدوان السعودي غاراته الهمجية على منطقة آل الشيخ، مستخدماً قنابل عنقودية محرمة دولياً، هذه القنابل التي تنتشر شظاياها بشكل عشوائي، حولت المنطقة إلى ساحة حرب، من طرف واحد، حيث تبعثرت بقايا المنازل المدمرة، وتناثرت أشجار الفاكهة المقتولة، وتلوثت مصادر المياه.
يشهد الأهالي على حجم الدمار الذي لحق بمنطقتهم، فالمنازل التي كانت مأوى لهم تحولت إلى أنقاض، والمزارع التي كانت مصدر رزقهم أصبحت أراضاً قاحلة، القنابل العنقودية لم تستهدف فقط الممتلكات، بل زرعت الرعب في نفوس السكان، خاصة الأطفال والنساء، الذين يعيشون الآن في خوف دائم من أن تنفجر قنبلة أخرى في أية لحظة.
يقول أحد الأهالي: “كنا ننام بسلام في منازلنا، وفجأة سمعنا صوت الانفجارات، خرجنا مسرعين، ووجدنا منازلنا مدمرة، وأشجارنا مقطوعة، وكنا نظن أننا نحلم، ولكن للأسف كانت الكارثة حقيقية، بقنابل عنقودية متعددة الأشكال والأحجام والألوان”.
تلك القنابل العنقودية لم تقتصر على تدمير الممتلكات وترويع الأهالي، بل شكلت تهديداً مستمراً على حياتهم، حيث تنتشر شظاياها في كل مكان، مما يجعل من الصعب على الناس العودة إلى حياتهم الطبيعية، الأطفال لم يتمكنوا من الذهاب إلى مدارسهم، والمرضى لم يستطيعوا الوصول إلى المستشفيات، والعمال فقدوا أعمالهم وتركوا مزارعهم.
إن استهداف المدنيين الأبرياء في منطقة آل الشيخ بالقنابل العنقودية، هو جريمة حرب لا يمكن السكوت عنها، هذه الجريمة البشعة تكشف عن وحشية المعتدي، وتؤكد على ضرورة التحرك العاجل من المجتمع الدولي لوقف هذه الحرب العدوانية، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.
إننا ندعو جميع المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى إدانة هذه الجريمة البشعة، ومحاسبة مرتكبيها، وتقديمهم إلى العدالة. كما ندعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية، والضغط على قوى العدوان لوقف عدوانها على الشعب اليمني.
6 يناير 2018..4 أهداف مدنية في يوم واحد لغارات العدوان على صعدة:
في جديد جرائم العدوان، السعودي الأمريكي، على الشعب اليمني، شهدت محافظة صعدة، يوم السادس من يناير عام 2018م، سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت أهدافاً مدنية بالكامل، مخلفةً دماراً واسعاً وخسائر في الأرواح والممتلكات، هذه الجرائم البشعة تأتي في سياق عدوان نازي على الشعب اليمني، تستهدف البنية التحتية والمدنيين على حد سواء.
الجريمة الأولى: استهدف طيران العدوان سوق جياش للخضروات والفواكه في مدينة صعدة، ما أسفر عن دمار واسع في السوق وتسبب في خسائر فادحة للتجار والمزارعين، هذا الاستهداف المتعمد لسوق شعبي يمثل مصدر رزق لمئات العائلات يعكس حجم الوحشية التي تمارسها قوى العدوان.
يقول أحد المواطنين ومن جواره سحب الدخان وحرائق الغارات في الممتلكات والمحلات والمخازن والسيارات: “العالم يتفرج علينا ونحن نقتل ونباد ونقصف بهذه الوحشية، نحن من البشر، نحن من هذه الإنسانية ما ذنبنا، أين هي الأمم المتحدة وحقوق الإنسان، أين كل المتشدقين بالعناوين الإنسانية ما يقفوا معنا اليوم؟”.
“ولا تزال الغارات مباشرة، الأطفال والمتسوقون يعبرون عن غضبهم، ويتسألون لماذا تضربون السوق فيه فواكه برتقال وتفاح وخضروات، والثلاجات المركزية والجامع، كل ما في السوق تم تدميره، سوق مركزي تبع المزارعين”.
الجريمة الثانية: في جريمة أخرى، استهدف طيران العدوان منزل المواطن ماجد زوقم في منطقة الخفجي بمديرية سحار، مما أدى إلى جرح 3 مواطنين بينهم أطفال، وتدمير المنزل بالكامل وتشريد عائلة بأكملها، هذه الجريمة البشعة تضاف إلى سجل طويل من الجرائم التي تستهدف المدنيين الأبرياء.
مشهد الجرحى يتأوهون فوق أسرة المستشفى، وهم مضرجون بالدماء، والجراحات الغائرة، تعكس وحشية العدوان ، ومساعيه لإبادة الشعب اليمني”.
الجريمة الثالثة: في نفس اليوم، شنت طائرات العدوان أربع غارات على مسجد ومنزل الشيخ حسين أبو عبيد بمديرية سحار، ما أسفر عن شهيد وجريح، تدمير المسجد والمنزل بالكامل وتضرر عدد من المزارع والممتلكات المجاورة، والسيارات، هذا الاستهداف المتعمد للأماكن الدينية والمدنية، يمثل انتهاكاً صارخاً للقيم الإنسانية والمبادئ الدينية.
يقول أحد الأهالي: “نصف الليل تفاجأنا بغارات العدوان على منزل الشيخ حسين قايد، واستشهد أحد أبنائه وجرح آخر، ودمر المسجد والمنزل، وهذه جرائم مؤسفة يرتكبها سلمان الطاغية”.
الجريمة الرابعة: وفي جريمة أخرى، استهدف طيران العدوان محطة غاز مركزية في منطقة أحما الطلح بمديرية سحار، مما أسفر عن إصابة عدد من الأشخاص بجروح، هذا الاستهداف يهدف إلى شل الحياة اليومية للمواطنين وتفاقم معاناتهم الإنسانية.
يقول أحد الأهالي: “الساعة 2 آخر الليل ضرب العدوان المحطة وقاطرات بـ 4 غارات انفجرت منها غارتان، وهذه مشاهد الحريق والدمار التي خلفتها، هذا عدوان يهلك الحرث والنسل ويشدد الحصار والمعاناة على الشعب اليمني ويحرم الأسر والأطفال من مصادر دخلها”.
بدوره يقول أحد الجرحى : “كنا مارين من جوار المحطة ، واستهدفنا العدوان بغاراته الوحشية ، لولا لطف الله وما انفجرت الغارتين لكان الضحايا كثر، دمرت منازل، واحترقت المحلات وانتشرت النيران في كل اتجاه على بعد أمتار، ونحمد الله ونشكره أن باقي فينا نفس، وإن شاء الله نتعالج ونتحرك الجبهات”.
إن هذه الجرائم البشعة التي ترتكبها قوى العدوان ضد الشعب اليمني تكشف عن حجم الوحشية التي يتمتعون بها، وتؤكد على ضرورة التحرك العاجل من المجتمع الدولي لوقف هذه الحرب العدوانية وحماية المدنيين الأبرياء، إن استمرار الصمت الدولي إزاء هذه الجرائم يشجع مرتكبيها على ارتكاب المزيد من الجرائم.
ندعو جميع المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى إدانة هذه الجرائم البشعة، ومحاسبة مرتكبيها، وتقديمهم إلى العدالة.
كما ندعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية، والضغط على قوى العدوان لوقف عدوانها على الشعب اليمني.
6 يناير 2019.. شهيد مدني بقصف سعودي أمريكي على صعدة:
وفي السادس من يناير من العام 2019م، هزّ دوي انفجارات عنيفة سكون قرية صغيرة في مديرية رازح بمحافظة صعدة، استيقظ على أثرها الأهالي على كابوسٍ جديد من صنع قوى العدوان السعودي الأمريكي.
في ذلك اليوم المشؤوم، استهدفت طائرات العدوان منزل أحد المواطنين فحولته إلى ركامٍ من الحجارة والغبار، لم يترك القصف مجالاً للرحمة، فقد أودى بحياة هذا الرجل البسيط الذي لم يكن يطلب أكثر من أن يعيش في سلام وأمان مع أسرته.
تخيل المشهد: دماء الشهيد تتناثر على الأرض، وأزيز الطائرات لا يزال يصدح في الأجواء، زوجته تبكي بحرقة على فراق حبيب العمر، وأطفاله الصغار لا يفهمون ما يحدث، سوى أنهم فقدوا أباهم الحنون.
عند وصول الأهالي إلى المكان، كانت الصدمة كبيرة، لم يجدوا سوى جثة الشهيد ممزقة، وأثاث المنزل متناثرة في كل مكان، حملوه على أكتافهم، وهم يرددون عبارات الرثاء والحزن، يتجهون به إلى المنزل لوداعه للمرة الأخيرة.
في مجلس العزاء، اجتمع الأهل والأصدقاء والجيران، لتشييع الشهيد إلى مثواه الأخير، كانت العيون دامعة، والقلب يعتصر ألماً، بكى الأطفال على فراق والدهم، وبكت النساء على فراق عزيز عليهن.
تساءل الجميع: ما ذنب هذا الرجل البسيط حتى يلقى حتفه بهذه الطريقة البشعة؟ هل هي إلا جريمة حرب جديدة تضاف إلى سجل جرائم العدوان؟
يقول أحد الأهالي: ” بأي ذنب يقتل المدنيين في منازلهم، هذا أخي الشهيد كان نائماً في أمان الله، لكن والله ما راحت لك يا سلمان، لو ما بقي في اليمن من يخبر، وبيننا الجبهات والميادين المقدسة، وبا تعرف الرد على الصاع صاعين”.
لقد رحل الشهيد، ولكن ذكراه ستظل حية في قلوب أهله ومحبيه، إنه رمز للتضحية والصمود في وجه الظلم والعدوان.
هذه القصة هي واحدة من آلاف القصص التي تروي معاناة الشعب اليمني جراء العدوان، إنها قصة حقيقية تعكس حجم الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين الأبرياء، لن ننسى شهدائنا، وسنظل نناضل من أجل حقنا في العيش بكرامة وسلام.
في يوم واحد خلال 9 أعوام يمكن لأكثر من عشر مناطق يمنية وصف كيف يبدع الطيران السعودي الأمريكي في ارتكاب جرائم الحرب والإبادة، بعشرات الغارات الوحشية والقنابل العنقودية المحرمة دولياً، لا وقت يكفي لسرد بقية الأضرار، وما أوجعها وأوسعها، يكفي للذاكرة لمحة وللضمير وخزة..