لبنان ٢٤:
2024-12-27@14:42:07 GMT

أزمة تهدّد حزب الله.. هكذا خسرَ أبرز العقول!

تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT

أزمة تهدّد حزب الله.. هكذا خسرَ أبرز العقول!


إغتيال إسرائيل للقياديّ في "الحرس الثوري الإيراني" محمد رضا زاهدي بإستهداف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق قبل أيام، سيرتدّ بشكل أو بآخر على "حزب الله" بصورة مباشرة، فزاهدي كان أحد أبرز القادة الإيرانيين المرتبطين بالحزب ارتباطاً وثيقاً، وعمل على تعزيز قوته وصقل قدراته الصاروخية خلال السنوات الـ20 الماضية.



مسألة اغتيال زاهدي وغيره من القادة الإيرانيين الأساسيين تضع الحزب أمام معضلة تتصلُ بـ"غياب أركان محوريين" في العمل القتالي ضد إسرائيل. فعلياً، أول خسارة كبرى للحزب كانت عام 2008 حينما اغتالت تل أبيب قائده العسكري الشهيد عماد مغنية في دمشق. رغم الضربة الموجعة برحيل مغنية، تمكنت إيران منذ ذلك الحين من إعادة جعل الحزب يندفع أكثر نحو الأمام، فالمساهمة الفعلية ضمنه كانت حاضرة في أكثر من ميدان، والدليل كان خلال الحرب السورية التي بدأت عام 2011. هناك، كان الحزب حاضراً وما زال حتى الآن برعاية فعلية من الإيرانيين، رغم كل الحديث عن إنسحابٍ حصل خلال السنوات الماضية. عملياً، قد يكون وجود الحزب في سوريا مقتصراً على معنيين بتصنيع الأسلحة ونقلها إلى لبنان، كما أن الدور الأساسي لهؤلاء يمكن أيضاً في التنسيق مع الإيرانيين ومع زاهدي بشكلٍ خاص.

بعد إغتيال مغنية، كان هدف الحزب البناء على ما تركهُ الأخير، فأنشأ جيلاً قيادياً يعتبر امتداداً لفكر مغنية، لكن السؤال الأساسي هنا: هل استطاع أحد ملء الفراغ الذي أرساه غياب مغنية؟ المسألة هذه بحاجة إلى شرح محوري، لكن بعض الثغرات التي ظهرت في الحرب الحالية ضمن جبهة جنوب لبنان، كشفت أن الحزب يحتاج إلى عملية تقييم جديدة للأداء العسكري، لاسيما أن الخسائر التي مُنيَ بها كثيرة وعديدة، سواء على الناحية البشرية أو من الناحية اللوجستية والعسكرية.

في العام 2006، وبعد خبرة ميدانية وقتالية طويلة، استطاع مغنية خوض حرب تموز ضد إسرائيل وفق معايير عسكرية وإستخباراتية تختلف عما وصلت إليه الأمور الآن. منذ 18 عاماً، تبدلت كافة الموازين، حتى أن "حزب الله" تبدل وتغير، كما أن نطاقه اتسع، فيما الخروقات التي يواجهها باتت أكثر وأعمق نظراً لتمدده الجغرافي في أكثر من جبهة وساحة وإقليم.

الخبرة التي كان يمتلكها مغنية كبيرة، وحينما خسره الحزب تدخلت إيران بقادة مماثلين لتسيير شؤون الحزب العسكرية أقله من خلال صقل القدرات وتعزيز الوحدات القتالية وتمكين النظام الأمني داخله. أحد أبرز المسؤولين عن هذه المسيرة كان زاهدي، فيما كان قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني أبرز ركنٍ في دعم الحزب وتطويره على مدى السنوات الماضية لاسيما خلال الحرب السورية وأيضاً بعد حرب تموز.

صحيح أن غياب مغنية كان مؤثراً لكن وجود سليماني وزاهدي وآخرين مع الحزب أرسى نوعاً من الإطمئنان.. ولكن، ماذا سيحصل لاحقاً بعد تصفية أبرز "العقول" الأساسية التي استفاد الحزب منها؟

بخسارة زاهدي، سليماني وقادة آخرين أبرزهم وسام الطويل ومسؤولين ميدانيين بارزين في الوحدات الصاروخية التابعة للحزب مثل علي نعيم، بات الأخير أمام "فراغات" محورية يستوجب عليه ملؤها للوصول إلى مكانٍ جديد على صعيد القيادة. هنا، ما يظهر بشكلٍ جلي هو أنّ إسرائيل تعمد إلى "قصف العقول" التي كان يعتمد عليها الحزبُ كثيراً، وذلك باستخدام العمل العسكري والاغتيالات وعمليات التصفية، والأساس في ذلك هو تدمير قدرة التنظيم اللبناني على القتال باستخدام السلاح التقليدي وغيره.

وخلال عمليات الاغتيال السابقة التي طالت قادة الحزب منذ بدء حرب غزّة يوم 7 تشرين الأول الماضي، كان الهدف الإسرائيلي واضحاً في التركيز على أشخاص معينين لتصفيتهم، والغاية من هذه الخطوة هو كسر قاعدة أساسية للحزب تكاد تشكل "بنية مهمة" لإستمراريته العسكرية لاحقاً. هنا، فإن هذا الأمر لم يطل القادة الأساسيين في الحزب وحسب، بل شمل أيضاً الأطراف التي يحتاج إليها الأخير للإتكاء عليها، ما يعني أن "قصقصة الجوانح" باتت تفرض نفسها ميدانياً وحربياً، سواء داخل الحزب أو حتى على صعيد حلفائه الإيرانيين.

إنطلاقاً من كل ذلك، يمكن اعتبار أن الواقع الحالي فرض على الحزب معركة جديدة عنوانها "تأسيس قيادات جديدة ومحورية"، فالحرب الحالية كشفت أنماطا قتالية جديدة لم تكن موجودة سابقاً. ضمنياً، قد يكون من صالح الحزب حدوث هذه الحرب لإكتشاف نقاط القوة والضعف وتحديد مسارات تطويرية جديدة.
وقد تكون عملية "طوفان الأقصى" طريقاً نحو منعطفين: الأول وهو تطوير الحزب والاستفادة من كل دروس الحرب الحالية للبقاء والإستمرار، فيما المنعطف الثاني سيكون عنواناً لاتجاه الحزب نحو الضعف والتراجع.. وطبعاً، العبرة في ما ستحمله الأيام والسنوات المُقبلة.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

رغم إنها حربكم ربما تفصد السموم التي حقنتم بها الوطن!

 

رغم إنها حربكم ربما تفصد السموم التي حقنتم بها الوطن!

رشا عوض

إنها قوانين متواترة في الاجتماع السياسي بكل أسف!

الحركات الفاشية تظن أن استعبادها المستدام للشعوب بواسطة القوة العسكرية هو قانون طبيعي لا يناقش ناهيك عن المطالبة بتغييره!

عندما تتزاوج الفاشية الدينية مع الفاشية العسكرية كحال المنظومة الكيزانية يصبح التمسك بنظام الاستعباد أكثر شراسة كما نرى في هذه الحرب!

الذي جعل هذه الحرب القذرة حتمية هو إصرار الكيزان على استدامة استعبادهم للشعب السوداني عبر القوة العسكرية الأمنية ممثلة في الأخطبوط الأمنوعسكري بأذرعه المتعددة: جيش ودفاع شعبي وكتائب ظل وأمن رسمي أمن شعبي واحتياطي مركزي ووووووووووو

ظنوا أن العقبة الوحيدة أمام هيمنتهم العسكرية هي الدعم السريع، غرورهم وحساباتهم الرغائبية التي زادتها الأطماع وتضليل دوائر إقليمية خبيثة، كل ذلك جعلهم يظنون أن ضربة عسكرية خاطفة وقاضية تدمر الدعم السريع في سويعات أو أسبوع أسبوعين ممكنة!

ولكن هل يعقل أن الكيزان لم يضعوا احتمال أن الحرب يمكن أن تطول وتدمر البلاد؟

مؤكد ناقشوا هذا الاحتمال ولكن ذلك لن يجعلهم يترددوا في الحرب! لأن التضحية بالسلطة الاستبدادية المحمية بالقوة العسكرية غير واردة مطلقا، والخيار الافضل حال فشلت الحرب في إعادتهم إلى السلطة والتحكم في السودان كاملا هو تقسيم السودان وتقزيمه أرضا وشعبا إلى المقاس المناسب لقدرتهم على التحكم! وإن لم ينجحوا في ذلك فلا مانع من إغراق البلاد في حرب أهلية طويلة تؤدي إلى تدمير السودان وتفتيته وطي صفحته كدولة (يا سودان بي فهمنا يا ما في سودان) كما قال قائلهم!

الانعتاق من استعباد الكيزان مستحيل دون تجريدهم من قوتهم العسكرية! لن يتنازلوا عن السلطة الاستبدادية إلا إذا فقدوا أدواتها! لن يكفوا عن نهش لحم الشعب السوداني إلا إذا فقدوا أنيابهم ومخالبهم!

وحتما سيفقدونها!

لأن المنظومة الأمنية العسكرية التي راهنوا عليها أصابها ما يشبه المرض المناعي الذي يصيب جسم الإنسان، فيجعل جهاز المناعة يهاجم أعضاء الجسم الحيوية ويدمرها إلى أن يقضي على الجسم نهائيا!

الدعم السريع الذي يقاتل الجيش وكتائب الكيزان كان ذراعا باطشا من أذرع المنظومة الأمنية العسكرية الكيزانية حتى عام ٢٠١٨، وحتى بعد الثورة لم يكف الكيزان عن مغازلته ولم يقطعوا العشم في احتوائه! ولكنه “شب عن الطوق” فأرادوا ترويضه بحرب خاطفة والنتيجة ماثلة أمامنا!

المرض المناعي ليس فقط مهاجمة الدعم السريع للجيش والكتائب! بل المنظومة الأمنية نفسها انقسمت بين الطرفين ومعلومات التنظيم الكيزاني والدولة السودانية بيعت في سوق النخاسة المخابراتية الإقليمية والدولية والنتيجة هي واقع الهوان والهشاشة الماثل الذي لا يبشر بأي نصر عسكري حاسم في المدى المنظور!

المؤلم في كل ذلك هو أن المواطن السوداني البريء هو الذي يدفع الثمن الأكبر في هذه الحرب القذرة قتلا واعتقالا وتعذيبا وسلبا ونهبا وتشريدا وجوعا ومهانة في حرب صراع السلطة لا حرب الكرامة ولا حرب الديمقراطية كما يزعمون.

هذه الحرب هي عملية تفكك مشروع الاستبداد العسكر كيزاني وانشطار نواته المركزية عبر مرض مناعي أصاب منظومته الأمنية والعسكرية نتيجة تراكمات الفساد وغياب الحد الأدنى من الكفاءة السياسية والأخلاقية المطلوبة للحفاظ ليس على الدولة والشعب، فهذا خارج الحسابات منذ أمد بعيد، بل من أجل الحفاظ على النظام الفاسد نفسه!! حتى عصابات تجارة المخدرات تحتاج إلى قدر من الأخلاق والانضباط بين أفرادها للحفاظ على أمن العصابة وفاعليتها!! هذا القدر افتقده نظام الكيزان!!

ومع ذلك يرفعون حاجب الدهشة ويستغربون سقوط نظامهم صبيحة الحادي عشر من أبريل ٢٠١٩ !!

يعاقبون الشعب السوداني بهذه الحرب على ثورته ضدهم!!

يعاقبونه على أنه أكرم جنازة مشروعهم منتهي الصلاحية بالدفن لأن إكرام الميت دفنه!!

تفادي الحرب بمنطق البشر الأسوياء عقليا واخلاقيا لم يكن مستحيلا، وهو الهدف الذي سعت إليه القوى المدنية الديمقراطية بإخلاص ولكن الكيزان اختاروا طريق الحرب مع سبق الاصرار والترصد! وفرضوه على البلاد فرضا!

المصلحة السياسية الراجحة للقوى السياسية المدنية هي استبعاد البندقية كرافعة سياسية لأنها ببساطة لا تمتلك جيوشا ولا بنادق!!

والتضليل الفاجر بأن هذه القوى المدنية متحالفة مع الدعم السريع لاستغلال بندقيته كرافعة سياسية لا ينطلي على عاقل! بندقية الدعم السريع التي تمردت على صانعيها هل يعقل أن تضع نفسها تحت إمرة مدنيين عزل يرفعون راية الجيش المهني القومي الواحد وإنهاء تعدد الجيوش!

الحرب ليست خيارنا وضد مصالحنا! اشتعلت غصبا عنا كمواطنين وكقوى مدنية ديمقراطية سلمية ومسالمة!!

الحرب قهرتنا وأحزنتنا وأفقرتنا وفجعتنا في أعز الناس وأكرمهم، ومنذ يومها الاول لم نتمنى شيئا سوى توقفها وعودة العقل لمشعليها ولكن ذهبت امنياتنا ادراج الرياح!

ليس أمامنا سوى مواصلة مساعي السلام، والتماس العزاء في أن قسوة هذه الحرب وجراحها المؤلمة ونزيف الدم الغزير الذي روى أرض الوطن ربما نتج عنه “فصد السم” الذي حقنه نظام الكيزان في شرايين الوطن على مدى ثلاثة عقود!

إخراج السموم من جسد الأوطان عملية شاقة ومؤلمة!!

تمنينا أن يتعافى جسد الوطن من سموم الاستبداد والفساد والفتن العنصرية بالتدريج وبأدوات نظيفة ورحيمة وعقلانية عبر مشروع انتقال مدني ديمقراطي سلمي يفتح للبلاد طريقا لعهد جديد يضعها في خانة القابلية للتغيير والحياة المستقرة!

الكيزان أشعلوا الحرب ضد تعافي جسد الوطن من سمومهم! أشعلوها لإعادة الوطن إلى حظيرتهم البائسة! يظنون أن عجلة التاريخ يمكن أن تدور إلى الخلف!

ربما تكون نتيجة هذه الحرب على عكس ما أرادوا وخططوا!! فتفصد السم الزعاف بآلام مبرحة ولكن بشفاء كامل!!

أليست المزايا في طي البلايا والمنن في طي المحن!

ألم يسخر كتاب الله من المجرمين والظالمين على مر العصور “يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين”.

 

الوسومالدعم السريع ثورة ديمسبر حرب الكيزان

مقالات مشابهة

  • تنظيم المونديال/التعديل الحكومي/الفيضانات/زيارة ماكرون/ هذه أبرز الأحداث التي شهدها المغرب خلال سنة 2024
  • الحرب الأهلية في السودان تخلّف أزمة إنسانية غبر مسبوقة: 150 ألف قتيل و12 مليون نازح
  • هذه سياسة حزب الله الآن.. هل ستعود الحرب؟
  • رغم إنها حربكم ربما تفصد السموم التي حقنتم بها الوطن!
  • أبرز أحداث عام 2024 التي شغلت العالم
  • أبرز الأقمشة التي تصدرت إطلالات الشتاء.. اعتمديها في خزانتكِ
  • عجرفة وزراء تخلق أزمة داخل الفريق النيابي لحزب الإستقلال
  • حصاد 2024.. أبرز الهواتف الصدفية القابلة للطي التي أطلقت خلال العام
  • رئيس الأوكراني للحوار: مبادرات جديدة قد تمهد للتفاوض بين كييف وموسكو
  • سلطات الخرطوم تكشف عن ضوابط جديدة لتسليم السيارات المنهوبة خلال الحرب