لبنان ٢٤:
2024-11-26@00:02:49 GMT

أزمة تهدّد حزب الله.. هكذا خسرَ أبرز العقول!

تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT

أزمة تهدّد حزب الله.. هكذا خسرَ أبرز العقول!


إغتيال إسرائيل للقياديّ في "الحرس الثوري الإيراني" محمد رضا زاهدي بإستهداف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق قبل أيام، سيرتدّ بشكل أو بآخر على "حزب الله" بصورة مباشرة، فزاهدي كان أحد أبرز القادة الإيرانيين المرتبطين بالحزب ارتباطاً وثيقاً، وعمل على تعزيز قوته وصقل قدراته الصاروخية خلال السنوات الـ20 الماضية.



مسألة اغتيال زاهدي وغيره من القادة الإيرانيين الأساسيين تضع الحزب أمام معضلة تتصلُ بـ"غياب أركان محوريين" في العمل القتالي ضد إسرائيل. فعلياً، أول خسارة كبرى للحزب كانت عام 2008 حينما اغتالت تل أبيب قائده العسكري الشهيد عماد مغنية في دمشق. رغم الضربة الموجعة برحيل مغنية، تمكنت إيران منذ ذلك الحين من إعادة جعل الحزب يندفع أكثر نحو الأمام، فالمساهمة الفعلية ضمنه كانت حاضرة في أكثر من ميدان، والدليل كان خلال الحرب السورية التي بدأت عام 2011. هناك، كان الحزب حاضراً وما زال حتى الآن برعاية فعلية من الإيرانيين، رغم كل الحديث عن إنسحابٍ حصل خلال السنوات الماضية. عملياً، قد يكون وجود الحزب في سوريا مقتصراً على معنيين بتصنيع الأسلحة ونقلها إلى لبنان، كما أن الدور الأساسي لهؤلاء يمكن أيضاً في التنسيق مع الإيرانيين ومع زاهدي بشكلٍ خاص.

بعد إغتيال مغنية، كان هدف الحزب البناء على ما تركهُ الأخير، فأنشأ جيلاً قيادياً يعتبر امتداداً لفكر مغنية، لكن السؤال الأساسي هنا: هل استطاع أحد ملء الفراغ الذي أرساه غياب مغنية؟ المسألة هذه بحاجة إلى شرح محوري، لكن بعض الثغرات التي ظهرت في الحرب الحالية ضمن جبهة جنوب لبنان، كشفت أن الحزب يحتاج إلى عملية تقييم جديدة للأداء العسكري، لاسيما أن الخسائر التي مُنيَ بها كثيرة وعديدة، سواء على الناحية البشرية أو من الناحية اللوجستية والعسكرية.

في العام 2006، وبعد خبرة ميدانية وقتالية طويلة، استطاع مغنية خوض حرب تموز ضد إسرائيل وفق معايير عسكرية وإستخباراتية تختلف عما وصلت إليه الأمور الآن. منذ 18 عاماً، تبدلت كافة الموازين، حتى أن "حزب الله" تبدل وتغير، كما أن نطاقه اتسع، فيما الخروقات التي يواجهها باتت أكثر وأعمق نظراً لتمدده الجغرافي في أكثر من جبهة وساحة وإقليم.

الخبرة التي كان يمتلكها مغنية كبيرة، وحينما خسره الحزب تدخلت إيران بقادة مماثلين لتسيير شؤون الحزب العسكرية أقله من خلال صقل القدرات وتعزيز الوحدات القتالية وتمكين النظام الأمني داخله. أحد أبرز المسؤولين عن هذه المسيرة كان زاهدي، فيما كان قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني أبرز ركنٍ في دعم الحزب وتطويره على مدى السنوات الماضية لاسيما خلال الحرب السورية وأيضاً بعد حرب تموز.

صحيح أن غياب مغنية كان مؤثراً لكن وجود سليماني وزاهدي وآخرين مع الحزب أرسى نوعاً من الإطمئنان.. ولكن، ماذا سيحصل لاحقاً بعد تصفية أبرز "العقول" الأساسية التي استفاد الحزب منها؟

بخسارة زاهدي، سليماني وقادة آخرين أبرزهم وسام الطويل ومسؤولين ميدانيين بارزين في الوحدات الصاروخية التابعة للحزب مثل علي نعيم، بات الأخير أمام "فراغات" محورية يستوجب عليه ملؤها للوصول إلى مكانٍ جديد على صعيد القيادة. هنا، ما يظهر بشكلٍ جلي هو أنّ إسرائيل تعمد إلى "قصف العقول" التي كان يعتمد عليها الحزبُ كثيراً، وذلك باستخدام العمل العسكري والاغتيالات وعمليات التصفية، والأساس في ذلك هو تدمير قدرة التنظيم اللبناني على القتال باستخدام السلاح التقليدي وغيره.

وخلال عمليات الاغتيال السابقة التي طالت قادة الحزب منذ بدء حرب غزّة يوم 7 تشرين الأول الماضي، كان الهدف الإسرائيلي واضحاً في التركيز على أشخاص معينين لتصفيتهم، والغاية من هذه الخطوة هو كسر قاعدة أساسية للحزب تكاد تشكل "بنية مهمة" لإستمراريته العسكرية لاحقاً. هنا، فإن هذا الأمر لم يطل القادة الأساسيين في الحزب وحسب، بل شمل أيضاً الأطراف التي يحتاج إليها الأخير للإتكاء عليها، ما يعني أن "قصقصة الجوانح" باتت تفرض نفسها ميدانياً وحربياً، سواء داخل الحزب أو حتى على صعيد حلفائه الإيرانيين.

إنطلاقاً من كل ذلك، يمكن اعتبار أن الواقع الحالي فرض على الحزب معركة جديدة عنوانها "تأسيس قيادات جديدة ومحورية"، فالحرب الحالية كشفت أنماطا قتالية جديدة لم تكن موجودة سابقاً. ضمنياً، قد يكون من صالح الحزب حدوث هذه الحرب لإكتشاف نقاط القوة والضعف وتحديد مسارات تطويرية جديدة.
وقد تكون عملية "طوفان الأقصى" طريقاً نحو منعطفين: الأول وهو تطوير الحزب والاستفادة من كل دروس الحرب الحالية للبقاء والإستمرار، فيما المنعطف الثاني سيكون عنواناً لاتجاه الحزب نحو الضعف والتراجع.. وطبعاً، العبرة في ما ستحمله الأيام والسنوات المُقبلة.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

مسؤول اميركي: إسرائيل ولبنان اتفقا على شروط إنهاء الحرب

سرايا - نقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي كبير، الاثنين، أن إسرائيل ولبنان اتفقا على شروط اتفاق لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحزب الله.

وتوقع المسؤول الأميركي أن يقر المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله الثلاثاء.

من جانبه قال وزير خارجية إسرائيل جدعون ساعر الاثنين إن أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان سيتوقف على التنفيذ الذي من شأنه أن "يبقي حزب الله منزوع السلاح وبعيدا عن الحدود".

وأضاف ساعر في البرلمان الإسرائيلي "الاختبار لأي اتفاق سوف يكون واحدا، ليس في الكلمات أو الصياغة، ولكن في تنفيذ النقطتين الرئيسيتين فقط. الأولى هي منع حزب الله من التحرك جنوبا وراء نهر الليطاني، والثانية هي منع حزب الله من إعادة بناء قوته وإعادة تسليحه في كل أنحاء لبنان".





تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا


طباعة المشاهدات: 1310  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 25-11-2024 06:22 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
حاول تصوير لوحة فتسبب في وفاة أطفال عائلته تجديد طلب سجن رئيس "سامسونغ" لمدة 5 سنوات في هذه الدولة بعوض آسيا يهاجم شرق ووسط إفريقيا .. مخاوف من عودة الملاريا كل 10 دقائق .. امرأة واحدة تُقتل حول العالم الأرصاد توضح حول توقعات سقوط الثلوج في الأردن صور "بانوراما" من مجلس النواب سيدة أردنية ضمن خيارات ترامب في إدارته .. من هي؟ "سامحيني يا أمي ما قدرت أتحمل فراق إبني"... مذكرات تبليغ وقرارات إمهال مطلوبين للقضاء .. أسماء بن غفير يسعى لنسفها .. تطورات جديدة بمفاوضات...غزة .. 10 آلاف خيمة تلفت وتشرد النازحون فيها خلال...مسؤول أمريكي يزعم موافقة الاحتلال على وقف إطلاق...حزب الله يستهدف قوة إسرائيلية خلال انسحابها من جنوب...إصابة جنديين إسرائيليين خلال 24 ساعة في غزة ولبنان10 شهداء في سلسلة غارات إسرائيلية على صور جنوب لبنانارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 44,235غالانت يطير إلى واشنطن .. وخوف إسرائيلي من...هيئة البث: نتنياهو عطل اتفاقا مع حماس إرضاءً لـ (بن... أديل .. هل تعتزل الغناء وتصبح معلمة أدب إنجليزي؟ ريان يكشف حالته الصحية بعد أشهر من استئصال كليته... هل تحقق نانسي عجرم أمنية محمد رحيم الأخيرة؟ الموت يفجع رابح صقر وإصابة ابنه في حادث سيارة مروع سوريا .. وفاة المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما ريال مدريد يكشف حجم إصابة فينيسيوس ومدة الغياب ميسي يتجه لصناعة دراجات فاخرة .. تعرف على قيمتها رسميا .. صقور الأردن يتأهلون إلى نهائيات آسيا لكرة السلة الوحدات يلتقي فريق سبهان الإيراني بدوري أبطال آسيا غدا هالاند مهدد بالسجن في سويسرا بسبب 65 يورو بوتين يوقع قانونا يتيح شطب ديون المتطوعين للقتال في أوكرانيا أرفع معكرونة سباغيتي في العالم .. أرق من شعرة إنسان بـ200 مرة إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار في دولة عربية "كارت أحمر" مرتقب من ترامب للمتحولين جنسيا بالجيش الأمريكي بسبب ضوضاء الأطفال .. مسنة أميركية تواجه حكما بالسجن بعد قتل جارتها بعد 23 عاما .. الولايات المتحدة تعيد زمردة "ملعونة" إلى البرازيل ناسا تخصص 3 مليون دولار لمن يحل معضلة "القمامة على القمر" إقليم سويسري يوزع فائض الميزانية على السكان أرفع معكرونة سباغيتي في العالم .. أرق من شعرة إنسان بـ200 مرة كان يستعد لزفافه .. شقيق ضحية نجل زوجة الشيف شربيني يتوعد

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • أزمة جديدة بالكرة المصرية.. مواجهة الغرق والفيوم "منسية" بكأس مصر
  • "القومي للمرأة" يوضح أبرز الجرائم الإلكترونية التي تهدد السيدات.. فيديو
  • مسؤول اميركي: إسرائيل ولبنان اتفقا على شروط إنهاء الحرب
  • حزب الله يستهدف قوة إسرائيلية خلال انسحابها من جنوب لبنان
  • بن غفير يرفض وقف إطلاق النار في لبنان ويطالب باستمرار الحرب
  • نظريتان داخل قوى المعارضة.. لنؤجل الاستحقاق الرئاسي
  • هذه أبرز تفاصيل اجتماع ترامب وأمين عام حلف الناتو في فلوريدا
  • هذا ما فعله حزب الله قرب ديرميماس.. عمليات جديدة!
  • على المستوى الداخلي.. حزب الله يحدّد معالم اليوم التالي للحرب!
  • المعارضة تفشل في مواجهة حزب الله: لا تسوية معه