تبرعت السفارة الصينية في زامبيا، بـ500 ألف دولار أمريكي للحكومة الزامبية، للمساعدة في مكافحة الكوليرا، مؤكدة أن هذه المساهمة تعد جزءا من التدابير التي أعلنتها السفارة في ذروة تفشي المرض خلال يناير الماضي.

من جانبه، قال القائم بالأعمال في السفارة الصينية وانغ شنج في تصريح، اليوم الخميس، وفقا لوكالة الأنباء الصينية «شينخوا»، إن السفارة عملت مع السلطات الزامبية لتنفيذ تدابير المساعدة الشهر الماضي، موضحا أن الأموال ستساعد زامبيا حكومة وشعبا على تحسين الصرف الصحي وإمدادات المياه لتجنب تفشي المرض مرة أخرى.

وأشار إلى أن شركة صينية تستكشف إمكانية إنتاج لقاحات ضد المرض في زامبيا، بناء على طلب من حكومة الأخيرة كإجراء طويل الأجل لمنع تكرار تفشي الكوليرا على نطاق واسع.

ومن ناحيته، شكر وزير المالية والتخطيط الوطني الزامبي سيتومبيكو موسوكوتوان، الصين على التبرع، بالقول: إن نجاح الحكومة الزامبية في السيطرة على تفشي الكوليرا لا يرجع فقط إلى تصميمها والتزامها ولكن يرجع أيضا إلى دعم الشركاء مثل الصين، مشيدا بدعم الصين لزامبيا على مر السنين، بما في ذلك في عملية إعادة هيكلة ديون زامبيا.

اقرأ أيضاًالأمم المتحدة تحذر من ازدياد أعداد المصابين بالكوليرا في الصومال

الهند ترسل ثاني شحنة مساعدات إنسانية إلى زامبيا لمساعدتها على مكافحة وباء الكوليرا

رئيس زامبيا يعرب عن امتنانه للصين لمساندت بلاده في القضاء على الكوليرا

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: السفارة الصينية الصين الكوليرا زامبيا مرض الكوليرا مكافحة الكوليرا

إقرأ أيضاً:

حسين خوجلي يكتب: الحب في زمن الكوليرا

في حياة السودانيين كثير من العبارات الشعبية التي صنعها الظرفاء بعناية وموهبة وسلاسة وتلقائية، فصارت تلخيصاً لموافق وأحداث وعبر تختصر بدلالاتها القليلة المفردات كتبا وأسفار.
والذين أطلقوا مثل هذه الحكم والأمثال كُثر في كل حواضر وبوادي السودان، ويطل في مقدمتهم الشيخ العبيد ود بدر الذي سارت بأمثاله وكلماته الجزلة المضيئة الركبان.

فعندما اختلف العلماء والفقهاء حول المهدي وتكاثفت الفتاوى المعارضة لصحاب الحضرة هرع الناس إلى الشيخ العبيد متسائلين عن صحة دعاوى الرجل فأطلق فتواه الشعبية الشهيرة واختصر الجدل بقوله (كان بقى المهدي جيد لينا واكان بقى المتمهدي شين لينا)

كما له أيضا الجملة التي تعبر عن الراهن السياسي والاقتصادي والاجتماعي انذاك وهو ينتقد مفارقة الناس للشريعة، تلك المفارقة التي انزلت عليهم غضب الأرض والسماء (في آخر الزمن برق القبلي يخيب، والارض تشيب، والحرة تعيب، والعاقة تجيك من القريب)

ومن حكمه الشهيرة المأخوذة من البيئة وفيها دعوة للحماية الشخصية والعامة، التي كنا نحتاج اليها هذه الأيام قبل وقوع النكبة وإن اختلفت الأدوات قوله ( العصا من الكلب، والسكين من السلب، وفكة الريق مسمار القلب والبيابا الجودية لا بُد ينغلب)

ونديده في الحكمة والأمثال السائرة الشيخ فرح ود تكتوك حلال المشبوك وله طرف وحكايات في زمانه، ومنها قبوله لدعوة من أحد الأثرياء وقد جاءها بملابسه المتواضعة من الخلوة مباشرة فصرفه الحراس باعتبار أنه احد (الشحادين) فلم يجادلهم، بل ذهب إلى داره اغتسل ولبس أجمل ما لديه من هندام وتعطر وجاءهم بالهيئة التي يحبون فأجلوه ووقروه، وادخلوه على المائدة ولدهشة الجميع أسدل الرجل الصالح كُم جلبابه في المرق والثريد حتى اتسخ بالطعام الدهين وقال حكمته المأثورة ( أكُل يا كُمي قبال فَمّي) وهي حكمة تدين العادات الاجتماعية القائمة على الشكلانية لا المحتوى ولا المضمون.

وله أيضا عباراته الذكية في استشراف الاكتشافات والمخترعات (اخر الزمن ابقى الكلام بالخيوط والسفر بالبيوت) وأيضا يتداول الناس حكمته الجهيرة في أمر الدنيا وأحوال الكسب والرزق (ان جادت عليك بي خيط العنكبوت تنقاد، وان صِعبت تقطِّع سلس الحداد)

وعندما انتبه الشاعر الشعبي والمسرحي الكبير العبادي ابن حي الاسبتاليه لتكاثف الغرباء من خلف الحدود بامدرمان ولاحظ إعمارهم العشوائي، وسيطرتهم على كثير من المهن، وهم يفتقدون للحد الأدنى من الولاء للأرض التي أكرمتهم وهم كما ترون يمارسون القتل والسلب والاغتصاب في الراهن الذي نعيشه، فقد صدق شاعرنا حين قال كأنه يعني أمدرمان الجريحة التي تُستهدف الآن الآن بالدانات من هؤلاء الغرباء ليل نهار (يا حليل أمدر القامت بجهلها، رفعت الغريب ورمت أهلها)

ويتذكر الجميع تلك الحادثة البشعة عام ٢٠١٣ حيث توقف نظامي غريب بدراجته النارية أمام مجموعة من طالبات جامعة النيلين وصوب كلاشه نحو طالبة كانت الأولى على دفعتها والتي يتوسل حبها فتأبت، فاخترقتها الرصاصات التي اودت بحياتها وسط حيرة وذعر مجتمع الخرطوم وكان تحذيرا مبكراً للجريمة المشاعة التي يعيشها شعبنا الآن. وفي خاطري تماما الرسالة التي بعثها لي مهاتفا الأخ الصحفي الصديق وأحد كتاب ألوان في بدايتها الزاهرة الاستاذ عادل الباز معلقاً، على الحادثة، وللرجل ولعٌ بالاختصار والمأثورات والحكاية والسرديات: إن لم يقرأ هذا الشقي في القران قوله تعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) وإن لم يطالع في كتاب الصحاح حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: “لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق” ألم يتأدب بأدب حفلات الأعراس السودانية المجانية المعطرة بالغناء الشعبي الطروب ( حبيب القلب .. يا سمير القلب .. الريدة ما بالغصب)

واذكر حينها أنني ذهبت إلى عزاء بود نوباوي وحكاية الطالبة القتيلة مستعرة في الأندية والمجالس والصحافة، وعندما جلست وسط مجموعة من أهل الفقيد فاجأني الهادي نصر الدين ظريف أمدرمان بحضوره الباهي وبعبارة سافرة ضحك لها الجميع ولو تدبروها لانتحبوا مليا، معلقا على الحادثة الأليمة ( يا حليل زمنكم يا استاذ كانت الريدة فيهو بالميرندا هسع بقت بالطبنجة)

وأخيراً حُق للقارئ أن يضيف لهذه الأمثلة الذكية أخرى من ظرفاء المدن والبوادي، فلعلها تساهم في التوثيق الذي اندثر بحريق البغاة التدميري لكل أنسنا وأدبياتنا، فلعل في هذا زرع بعض العزاء والسلوى في قلوب الأيامى واليتامى والنازحين، وسوف نعاود فالحديث ذو شجون.

حسين خوجلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تنسيق حكومي لمواجهة الكوليرا قبل بداية العام الدراسي
  • من الصين مجدداً.. رصد تفشي سلالة فرعية متحورة جديدة
  • قنصل الصين: زيادة في الاستثمارات الصينية بمصر العام الماضي
  • "آسيا- بوتاس" الصينية تخطط لإقامة مجمع صناعي لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية في مصر بتكلفة استثمارية 1.6 مليار دولار
  • الصين ترصد سلالة فرعية متحورة جديدة من جدري القردة
  • حسين خوجلي يكتب: الحب في زمن الكوليرا
  • أول مرة مجانا والثانية بـ500 جنيه| رسوم دخول امتحانات البكالوريا المصرية الجديدة
  • زامبيا تربك سوق الزمرد العالمية بإعادة فرض ضريبة 15% على صادراتها
  • سفيرة مصر في لوساكا تستضيف رجال الأعمال من الجالية المصرية فى زامبيا
  • رويترز: إيران تحاول بيع نفط عالق في الصين بـ1.7 مليار دولار