طالبت الولايات المتحدة إسرائيل بحماية عمال الإغاثة والمدنيين في غزة بعد قتلها 7 من الموظفين الأجانب في منظمة المطبخ المركزي العالمي، بينما طالبت المنظمة الإغاثية بتحقيق مستقل في الهجوم.

فقد قالت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إن الوزير لويد أوستن شدد خلال اتصال مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت مساء أمس على ضرورة اتخاذ خطوات فورية ملموسة لحماية عمال الإغاثة والمدنيين في غزة بعد فشل التنسيق المتكرر مع منظمات إغاثة أجنبية.

وأضاف البنتاغون في بيان أن أوستن حث غالانت على إجراء تحقيق سريع وشفاف في الهجوم الذي قتل فيه أعضاء منظمة المطبخ العالمي، ونشر النتائج علنا، ومحاسبة المسؤولين عنه.

وبحسب البيان، شدد أوستن على الحاجة إلى رؤية زيادة سريعة في تدفق المساعدات عبر جميع المعابر في الأيام المقبلة، لا سيما للمجتمعات المعرضة لخطر المجاعة في شمال غزة، كما أشار إلى أن هذه المأساة عززت القلق المعلن بشأن عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في رفح.

وكان الموظفون الأجانب السبعة، وبينهم بريطانيون وأميركي وأسترالي وكندي، قتلوا في غارة إسرائيلية على سيارتين كانتا تقلانهم في شارع الرشيد بدير البلح وسط قطاع غزة.

وأكدت منظمة المطبخ العالمي أن استهداف القافلة كان متعمدا، وهو ما خلص إليه أيضا تحقيق للجزيرة.

وأقر الجيش الإسرائيلي بمسؤوليته عن حادثة مقتل عمال الإغاثة في غزة نتيجة غارة نفذتها طائراته، بينما ادعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الجيش أصاب القافلة الإغاثية "بشكل غير متعمد".

بايدن وتنياهو

في غضون ذلك، نقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول أميركي قوله إن الرئيس جو بايدن غاضب ومحبط إلى حد كبير إزاء مقتل عمال الإغاثة في غزة.

وأضاف المسؤول الأميركي أن بايدن مستعد لتوضيح وجهة نظره لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مكالمتهما الهاتفية المتوقعة اليوم الخميس.

وتابع أن الرئيس جو بايدن يعتزم المطالبة بتعديل طريقة الجيش الإسرائيلي في نقل المعلومات بشأن تمركز عمال الإغاثة في غزة خلال مكالمته الهاتفية مع نتنياهو.

وأشار المسؤول الأميركي إلى أن فريق الجيش الإسرائيلي الذي هاجم قافلة الإغاثة إما لم تصله المعلومات بشأنها أو تجاهلها، وأن ذلك يعتبر ذلك مشكلة في كلتا الحالتين.

من جانبه، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن واشنطن تتوقع أن يكون التحقيق الإسرائيلي مفصلا وشاملا ومستقلا، وإنه لا خطط أميركية لإجراء تحقيق مستقل.

وفي المواقف الدولية أيضا، قال رئيس وزراء أستراليا أنتوني ألبانيزي اليوم إن مقتل عاملة إغاثة أسترالية في غزة غير مقبول مثله مثل مقتل كل شخص بريء بهذا الصراع، مضيفا أن بلاده طالبت الحكومة الإسرائيلية بإجراء تحقيق شفاف ومحاسبة كاملة للمسؤولين عن الهجوم.

من جهته، قال رئيس وزراء كندا جاستن ترودو اليوم عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا) إن مقتل أحد مواطنيه بقصف إسرائيلي أثناء إيصاله الطعام للمدنيين بغزة غير مقبول إطلاقا، مضيفا أن إسرائيل ملزمة بضمان سلامة عمال الإغاثة، وأن العالم يستحق تفسيرا بشأن ما حدث.

وكانت القناة 13 الإسرائيلية ذكرت أن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس بأن لندن تدرس إعلان إسرائيل دولة منتهكة للقانون الدولي إثر قتلها عمال الإغاثة في غزة.

مؤسس منظمة المطبخ العالمي يقول إن استهداف الموظفين كان ممنهجا بقصف سيارة تلو الأخرى pic.twitter.com/deU2AdsXy4

— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) April 4, 2024

تحقيق مستقل

في الأثناء، طالبت منظمة المطبخ المركزي العالمي اليوم بإجراء تحقيق مستقل في القصف الإسرائيلي الذي أدى لمقتل 7 من أعضائها في دير البلح بقطاع غزة.

وقالت المنظمة في بيان لها إن الهجوم الإسرائيلي استهدف 3 مركبات تقل مدنيين من موظفيها، وإنه تم تنسيق تحركها مع الجيش الإسرائيلي.

وأضافت أن السلطات الإسرائيلية كانت على علم بخط سير رحلة طاقمها ومساره ومهمته الإنسانية.

كما قالت المنظمة إنها طلبت من حكومات أستراليا وكندا والولايات المتحدة وبولندا والمملكة المتحدة الانضمام إليها في المطالبة بإجراء تحقيق مستقل من طرف ثالث في هذه الهجمات.

وشددت على أن إجراء تحقيق مستقل هو السبيل الوحيد لتحديد حقيقة ما حدث وضمان الشفافية، ومحاسبة المسؤولين، ومنع الهجمات المستقبلية على عمال الإغاثة الإنسانية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات عمال الإغاثة فی غزة الجیش الإسرائیلی المطبخ العالمی رئیس الوزراء منظمة المطبخ تحقیق مستقل

إقرأ أيضاً:

الإعلام الإسرائيلي يرصد اتساع دائرة المحتجين على استمرار حرب غزة

تناولت وسائل إعلام إسرائيلية اتساع دائرة المحتجين على استمرار الحرب في قطاع غزة، وسط تصاعد الأصوات داخل الأوساط العسكرية والأمنية السابقة التي تطالب بوقف العمليات وتحرير الأسرى الإسرائيليين، وتوجه اتهامات مباشرة للحكومة بتعمد عرقلة أي اتفاقات لإنهاء الحرب.

وبحسب قناة 13 الإسرائيلية، فإن الاحتجاجات داخل صفوف قوات الاحتياط آخذة في التوسع، لا سيما بعد عزل الطيارين الموقعين على عريضة تطالب بإنهاء الحرب، وقد انضمت مجموعات جديدة من جنود الاحتياط إلى الحراك المتنامي، وأعلنت تضامنها مع الطيارين المفصولين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تقرير في غارديان: غزة قلبي ينفطر لرؤيتك في حالتك هذهlist 2 of 2موقع إيطالي: رسائل ترامب لأردوغان تعزز دور أنقرة إقليميا وعالمياend of list

وقال مراسل الشؤون العسكرية بالقناة أور هيلر،  إن العرائض الجديدة التي يتم التوقيع عليها تُكرر المطالبة ذاتها، وهي أولوية استعادة المخطوفين الـ59 من غزة، حتى وإن استدعى ذلك وقف الحرب مؤقتا، على أن يُستأنف القتال لاحقا إن اقتضت الضرورة.

من جهتها، ذكرت القناة 12 أن 3700 شخص وقعوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية فقط على عريضة تطالب بوقف الحرب، وتشير التقديرات إلى أن العدد الإجمالي للموقعين بلغ الآلاف من الجنود السابقين من مختلف الوحدات.

وبحسب القناة، شملت قائمة الموقعين 1600 من جنود المظليين وسلاح البر، و1500 من سلاح المدرعات، ونحو 200 طبيب وطبيبة من الاحتياط، وأكثر من 250 من المتقاعدين في جهاز الموساد بينهم 3 رؤساء سابقون للجهاز، إضافة إلى عناصر من البحرية ووحدة 8200 وبرنامج "تلبيوت".

إعلان

وفي المقابل، هاجم وزير الأمن القومي من حزب "قوة يهودية"، عميحاي إلياهو، هذه الاحتجاجات، وقال "لن نضحي بالمستقبل من أجل الحاضر بسلوك طائش كما فعلوا في اتفاقيات أوسلو"، واتهم المحتجين بانعدام الرؤية.

رسالة العريضة

لكن حاييم تومر، وهو أحد المسؤولين السابقين في الموساد والموقعين على العريضة، شدد على أن هدف العرائض هو إرسال رسالة للرأي العام مفادها أن الحكومة لا تبذل جهدا كافيا لاستعادة الأسرى من غزة، وأعرب عن رفضه للتكهنات بشأن تداعيات الإفراج عنهم.

ورأى الدكتور نسيم كاتس المختص بالإعلام والسياسات الحزبية، أن استطلاعات الرأي تعكس "إجماعا شبه تام" بين الإسرائيليين على أن تحرير الأسرى يجب أن يكون أولوية تتفوق على استمرار الحرب.

ونقلت القناة 13 وقفة لأهالي الأسرى الإسرائيليين أمام منزل وزير الشؤون الإستراتيجية رئيس الوفد المفاوض بشأن الأسرى رون ديرمر، هاجمته فيه عيناف تسنغاوكر والدة أحد الأسرى قائلة: "ما الذي تفعله؟ لقد فككت طاقم المفاوضات وتماطل.. عليك العار!"، متهمة الحكومة بالإهمال المتعمد.

وبدوره، انتقد والدا الجندي الأسير عيدان ألكسندر الحكومة قائليْن: "بعد أكثر من 555 يوما، لا يزال قادة الدولة يحتفلون بعيد الفصح فيما ابننا لا يزال محتجزا في غزة"، واعتبرا أن الحكومة فقدت بوصلتها الأخلاقية.

أما مراسل الشؤون السياسية بالقناة 12 يارون أبراهام، فأشار إلى وجود قناعة لدى المستويين السياسي والعسكري بأن مواصلة الضغط العسكري والحصار قد يجبران حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على التراجع، لكنه أوضح أن هذا التقدير لا يحظى بإجماع داخل الدوائر المهنية.

وفي السياق ذاته، قال خبير الأمن القومي كوبي مروم إن ظهور الأسير الإسرائيلي (عيدان ألكسندر) في فيديو جديد "يؤكد استمرار إهمال الحكومة لهذا الملف"، موضحا أن السلطات سبق أن اتخذت قرارا شجاعا بشأن الصفقة ثم تراجعت عنه.

إعلان

من جهتها، نقلت قناة "آي 24" عن الرئيس الأسبق لجهاز الشاباك عامي أيالون تأكيده أن الحكومة الإسرائيلية هي من انتهكت الاتفاق الذي كان من شأنه أن يفضي إلى استعادة الأسرى، مضيفا أن "بنيامين نتنياهو قرر أن الاتفاق سيئ فتم التخلي عنه، وهذه الحرب لن تنتهي ولن يعود الأسرى إن واصلنا هذا النهج".

مقالات مشابهة

  • مقتل العشرات بقصف لـالدعم السريع.. والسيسي يدعو البرهان إلى القاهرة
  • إسرائيل تطالب بإقالة رئيس الشاباك .. لهذا السبب
  • الإغاثة الطبية بغزة: القطاع يعيش أزمة خانقة منذ 45 يومَا
  • أسبوع أبوظبي العالمي.. وزير الصحة يستعرض رؤية مصر في تحقيق «العدالة الصحية»
  • بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي.. قطعان المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى مجددًا
  • واشنطن تطالب بكين بالانخراط في مفاوضات تجارية: "الكرة في ملعب الصين"
  • أكثر من 100 ألف توقيع في “إسرائيل” تطالب بوقف الحرب وإعادة الأسرى
  • عمال الموانئ يرفضون استقبال سفينة تصل ميناء الدار البیضاء الجمعة وتحمل أسلحة إلى إسرائيل
  • الإعلام الإسرائيلي يرصد اتساع دائرة المحتجين على استمرار حرب غزة
  • رئيس الغرفة التجارية بغزة: إسرائيل تُغذي الفوضى والفساد وتحاربنا اقتصاديا