مرضى الكلى في غزة يموتون بسبب انعدام مقومات العلاج
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
غزة- في غرفة الكلية الصناعية في مستشفى أبو يوسف النجار يرقدون، وسط انعدام مقومات العلاج، وبصوت يغشاه التعب قال المريض أحمد أبو جزر "الدكتور بتألم معنا، كتير تعبانين، والله تعبانين، الدكاترة ما في أيديهم شيء يقدمو لنا إياه".
أما المريضة بالفشل الكلوي ايمان أبو تبانة فلم تترك أي طريقة للبحث عن وسيلة للسفر للخروج، هي وزوجها المريض أيضا بالفشل الكلوي، ولكن محاولاتها فشلت، وتقول "أعاني من تعب شديد بسبب قلة ساعات وأيام الغسيل، التي أصبحت ساعتين كل 3 أيام، وهذا لا يكفي لخروج السموم من الجسم، وبالتالي يؤثر على صحتي"، وناشدت الجهات المسؤولة بضرورة خروجها من غزة، بسبب عدم توفر المياه النقية والصحية، وتفشي سوء التغذية، وعدم وجود طعام وفواكه.
وقال الدكتور إياد أبو الطيور إن "القطاع الطبي يعاني من عجز حقيقي بالنسبة لمرضى الكلى، حيث احتشد جميع مرضى كلى القطاع في مستشفى أبو يوسف النجار، الذي هو بالأساس غير مؤهل لاستقبال هذه الأعداد، ففي الأيام الطبيعية قبل الحرب كان يتوافد على المستشفى أقل من 100 مريض بالفشل الكلوي، أما اليوم فيتوافد ما بين 400 إلى 500 حالة يومياً".
وأضاف أبو الطيور "هناك عجز في المعدات التي تستخدم لغسيل الكلى، الأمر الذي جعلنا نفقد كل يوم مريضا أو أكثر من مرضى الفشل الكلوي"، وأشار إلى عدم توفر أنواع دواء ضرورية لمرضى الفشل الكلوي، أهمها حبوب الحديد والكالسيوم، "وإن بقيت غير متوفرة فسنفقد جميع مرضانا".
وبين الدكتور أن "النظام الغذائي السيئ أحد أسباب تفاقم الوضع الصحي للمرضى، فغالبية السكان يعتمدون على المعلبات التي تؤدي إلى ارتفاع وظائف الكلى وتراكم السموم، مما ينعكس على صحة المريض".
وأعلنت وزارة الصحة أن حصيلة وفيات مرضى الكلى في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ارتفعت إلى 20 مريضا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تجدد دعوتها لتقديم دعم عاجل لليمن
أحمد مراد (القاهرة)
أخبار ذات صلةجددت الأمم المتحدة دعوتها إلى المانحين الدوليين لتقديم دعم مالي عاجل لتمويل عمليات الإغاثة في اليمن، حيث تتفاقم الأزمة الإنسانية جراء الانتهاكات الحوثية والتحديات الاقتصادية. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة «أوتشا»، إن منظمات الإغاثة بحاجة ماسة إلى تمويل فوري لتوفير مساعدات منقذة للحياة للأشخاص الأكثر احتياجاً.
وأضاف البيان أن أكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي، مع تعرض ملايين الأطفال والنساء لمخاطر الجوع وسوء التغذية.
وتسبب التصعيد العسكري الذي يشهده اليمن حالياً من قبل جماعة الحوثي، المصنفة إرهابية، في تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي بمستويات غير مسبوقة، ما أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية لملايين اليمنيين بشكل مقلق للغاية، لا سيما في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.
وأوقف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة شحنات المواد الغذائية إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، بعدما تم نهب أحد مستودعاته. وتوقع البرنامج الأممي تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحوثيين خلال الأشهر القليلة المقبلة، نتيجة سريان العقوبات المرتبطة بتصنيف الولايات المتحدة لجماعة الحوثي «منظمة إرهابية أجنبية»، موضحاً أن 62% من الأسر اليمنية باتت غير قادرة على تلبية الحد الأدنى من احتياجاتها الغذائية في فبراير الماضي.
وشدد المحلل السياسي اليمني، عيضة بن لعسم، على خطورة التصعيد الحوثي الذي يشهده اليمن في الفترة الحالية، في ظل إصرار الميليشيات الحوثية على استمرار ممارساتها العدائية الممنهجة ضد ملايين اليمنيين، ما تسبب في تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي، بعدما باتت غالبية الأسر اليمنية غير قادرة على تلبية احتياجاتها من الغذاء. وذكر بن لعسم، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن ميليشيا الحوثي تعمل على تجويع اليمنيين من أجل بسط سيطرتها وتوسيع نفوذها، وهو ما يُنذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة تزيد الوضع في اليمن تعقيداً، وتجعل تحقيق السلام والاستقرار حلماً بعيد المنال.
وأشار إلى أن الحوثيين يتعمدون غلق الطرق التي تربط بين المحافظات اليمنية، وتقييد حركة دخول المساعدات الإنسانية والسلع الغذائية في الموانئ الواقعة تحت سيطرتهم، مثل القرار الخاص بحظر استيراد دقيق القمح عبر ميناء الحديدة، وغيرها من الممارسات التي تؤدي إلى تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي في اليمن.
بدوره، أوضح المحلل السياسي اليمني، محمود الطاهر، أن ميليشيا الحوثي لا تتردد في استغلال أي ورقة ضغط من أجل خدمة مشروعها الطائفي، وتحقيق مصالحها الخاصة، حتى لو كان ذلك على حساب مصالح الوطن وحياة ملايين المواطنين في مختلف المناطق.
وأفاد الطاهر، في تصريح لـ«الاتحاد»، بأن ممارسات الحوثي تسببت في ارتفاع معدلات الجوع والفقر في صفوف الشعب اليمني، وأصبحت غالبية الأسر اليمنية عاجزة عن توفير أبسط مقومات الحياة، سواء الغذاء أو الشراب أو المسكن، ما جعل شبح انعدام الأمن الغذائي يطارد ملايين اليمنيين.
وقال المحلل السياسي اليمني، إن كل المعطيات والدلائل تشير بوضوح إلى أن ميليشيا الحوثي لا ترغب في تحقيق السلام، وتصر على التصعيد العسكري، وبالتالي لا بد من التعامل معها بكل حسم وحزم، حتى يتم تحرير اليمن من مشروعها الذي يخدم أجندات إقليمية، ويعمل على طمس الهوية اليمنية.