ارتفاع عدد قتلى الهجمات على مقرات أمنية جنوب شرق إيران
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
أفاد نائب وزير الأمن الداخلي والشؤون الأمنية في إيران، سيد ماجد مير احمادي بارتفاع عدد قتلى الهجمات على مراكز الشرطة بمحافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي البلاد إلى 5 من أفراد الأمن.
ونقلت وكالة "إرنا" الرسمية عن مير أحمادي قوله: "مقتل 5 إرهابيين واستشهاد 5 من قوات الأمن في الهجوم الإرهابي على موقعين في بلوشستان".
وأكد: "قتل حتى الآن ثمانية إرهابيين هاجموا المقر العسكري في مدينة راسك وتشابهار جنوب سيستان وبلوشستان، كما تم تطويق عدد من الإرهابيين المتبقين بشكل كامل من قبل القوات الأمنية، ومن المتوقع أن يكون عددهم حوالي 6 أشخاص خلال الساعة القادمة، وسيتم القبض عليهم أو اعتقالهم أو قتلهم".
وأشار إلى أنه "سيتم الإعلان عن الإحصائيات الكاملة من قبل القادة بعد انتهاء العملية".
وكشفت الداخلية الإيرانية أن "مسلحين يحتجزون رهينة داخل مقر للحرس الثوري جنوب شرقي البلاد" وأنها تتعامل بحذر شديد لإنقاذ حياة الرهينة التي لم يتبين أي تفاصيل عنها.
وفي وقت سابق، أعلن المساعد الأمني لمحافظ مدينة سيستان وبلوشستان الإيرانية، علي رضا مرحمتي، أن قوات الأمن تمكنت من إحباط هجوم مسلح استهدف 3 مراكز شرطة بالمحافظة وأسفر عن مقتل وإصابة عدد من المنفذين، مشيرا إلى مقتل 3 من رجال الأمن خلال الاشتباكات.
وقال مرحمتي في تصريحات نقلتها وكالة "إرنا" الرسمية: "في ثلاث هجمات إرهابية متزامنة، تعرضت ثلاثة مراكز شرطة في تشابهار وراسك لهجوم من قبل جيش العدل الإرهابي"، مشيرا إلى أن "التقارير الأولية تشير إلى مقتل إرهابيين اثنين في هذا الهجوم الفاشل".
وأضاف: "لا تزال العملية ضد الإرهابيين وتطهير المناطق التي تمت مهاجمتها مستمرة"، مؤكدا إصابة 3 من المنفذين بجانب القتلى الاثنين.
وأكد مرحمتي في تصريحات للتلفزيون الرسمي: "مقتل 3 من عناصر الأمن خلال الاشتباكات مع عناصر تنظيم "جيش العدل" الذي هاجم 3 مراكز شرطة في مدينة راسك وتشابهار في المحافظة".
وأوضح مرحمتي أن المهاجمين "كانوا يخططون لاختراق مقر الحرس الثوري الإيراني النخبوي، لكن اشتباكا مع رجال الشرطة منعهم من ذلك"، مشيرا إلى أن "مساعد رئيس مركز شرطة في مدينة تشابهار الإيرانية قتل إثر الهجوم".
وأفاد بأن الهجوم بدأ حوالي الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي (18:30 بالتوقيت العالمي) يوم الأربعاء، مؤكدا أن تنظيم "جيش العدل" مرتبطا بإسرائيل.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن قوات الأمن والحرس الثوري تمشط محيط مراكز الشرطة التي تم استهدافها من قبل عناصر "جيش العدل" الذي تصنفه طهران كمنظمة إرهابية.
المصدر: "سبوتنيك"+RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار إيران الإرهاب الحرس الثوري الإيراني جماعات مسلحة سیستان وبلوشستان جیش العدل من قبل
إقرأ أيضاً:
التوازنات العسكرية والإستراتيجية تستعرض عضلاتها في المياة الإيرانية... رسائل مناورات إيران وروسيا والصين..
في خطوة لافتة تأتي في سياق إقليمي ودولي يشهد تحولات متسارعة على مستوى التوازنات العسكرية والإستراتيجية، أعلنت وكالة تسنيم الإيرانية عن بدء مناورات بحرية مشتركة بين روسيا والصين وإيران في ميناء تشابهار و( يعد تشابهار الذي يقع جنوب شرقي إيران أكبر ميناء بحري في إيران، ومنفذًا حيويا أساسيا )
الحدث لا يقتصر على بعده العسكري، بل يتداخل مع سياقات سياسية واقتصادية تعكس أولويات الدول المشاركة فيه، خاصة في ظل تصاعد الضغوط الغربية على هذه القوى وسعيها لتعزيز شراكاتها الدفاعية في مواجهة التحديات المتزايدة.
يتزامن إجراء هذه المناورات مع مرحلة دقيقة من التوترات المتزايدة بين إيران والولايات المتحدة، حيث تواجه طهران ضغوطا متصاعدة تتعلق ببرنامجها النووي وقدراتها الصاروخية، إلى جانب العقوبات الاقتصادية التي تستهدف مفاصل اقتصادها.
وتضفي التهديدات الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب بشن عمل عسكري ضد إيران إن استمرت برفض التفاوض، على المناورات بعدا إضافيا يتجاوز الأبعاد العسكرية التقليدية إلى رسائل سياسية واضحة.
موقع المناورات
كما يضفي الموقع الذي اختير لتنفيذ هذه المناورات بعدا إستراتيجيا خاصا، فميناء تشابهار، المطل على المحيط الهندي، لا يمثل مجرد قاعدة بحرية إيرانية، بل يعد نقطة محورية في المشروعات الاقتصادية الإقليمية، كما يتمتع بأهمية جغرافية تجعله مركزا لطرق التجارة الدولية والطموحات اللوجستية الإيرانية.
وفي ظل هذه الاعتبارات، يبرز تساؤل حول ما إذا كان اختيار هذا الموقع يعكس توجهًا لتعزيز النفوذ البحري الإيراني، أو أنه يحمل في طياته رسائل أوسع تتجاوز الحدود الإقليمية لتشمل موازين القوى العالمية.
وبالنظر إلى الظروف الدولية الراهنة، فإن هذا التطور يثير اهتمام الأوساط السياسية والعسكرية، حيث يتزامن مع عزلة دولية متزايدة تواجهها روسيا نتيجة حربها في أوكرانيا، إلى جانب التنافس الحاد بين الصين والولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادي.
هذه العوامل مجتمعة تضع المناورات البحرية الثلاثية في سياق أوسع من مجرد تعاون عسكري، لتشكل حدثًا يحمل أبعادًا متعددة على المستويين الإقليمي والدولي.
ردا على تهديد ترامب
ويرى القيادي السابق في الحرس الثوري الإيراني حسين كنعاني مقدم أن هذه المناورات في تشابهار تأتي ردا على تهديدات ترامب بشن هجوم على إيران، لافتا إلى أنه على ترامب أن يعلم أن إيران ليست وحيدة والدول الحليفة مثل روسيا والصين حاضرة إلى جانبها، وأن شن هجوم عسكري على إيران يعني الهجوم على الصين وروسيا، على حد قوله.
كما أوضح في حديثه للجزيرة نت، أنه بناء على الاتفاقيات طويلة المدى بين إيران والصين (25 سنة) وروسيا (20 سنة) والتي تتضمن بعض التعاون العسكري والأمني والمخابراتي كما تضم مناورات ثلاثية مشتركة بين البلدان الثلاثة ووفقا لجدول معين، تنظم مناورات كل فترة معينة بين هذه البلدان.
وأردف كنعاني "أن رسالة هذه المناورات واضحة وهي أن دول آسيا القوية ومنها الصين وروسيا وإيران وكذلك الدول الراغبة بالتعاون لتأمين أمان المنطقة قادرة على فعل ذلك".
أهمية جيوستراتيجية
من جهة أخرى، وفي حديث للجزيرة نت، أكد خبير الأمن الدولي عارف دهقاندار أن اختيار ميناء تشابهار لإجراء المناورات المشتركة بين إيران والصين وروسيا ينبع من الأهمية الجيوستراتيجية لهذه المنطقة.
وأوضح أن تشابهار، باعتباره الميناء الإيراني الوحيد المطل على المحيط، يوفر وصولا مباشرا إلى المياه الحرة، ويقع في موقع إستراتيجي بالقرب من المحيط الهندي، ما يجعله نقطة محورية في التحكم في طرق التجارة البحرية وبوابة حيوية للوصول إلى أسواق آسيا الوسطى.
وأضاف دهقاندار أن تشابهار يُعد جزءًا من مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، كما يكتسب أهمية خاصة لروسيا التي تسعى إلى توسيع وجودها في المياه الدافئة، كما أشار إلى أن وجود هذه القوى الثلاث في تشابهار قد يحمل رسالة معينة إلى واشنطن وإدارة ترامب، لاسيما في ظل اعتبار الهند شريكا إستراتيجيا للولايات المتحدة في شبه القارة الهندية.
وفيما يتعلق بتوقيت إجراء النسخة السابعة من المناورات المشتركة "حزام الأمن البحري 2025″، أشار دهقاندار إلى أن هذا التوقيت يحمل دلالة مهمة، حيث تأتي هذه المناورات في ظل تزايد التهديدات الإسرائيلية والأميركية بشن هجوم عسكري على إيران للحد من برنامجها النووي.
العصا والجزرة
وأوضح أن هذا التصعيد الإقليمي، إلى جانب سياسة "العصا والجزرة" التي يتبعها ترامب، يزيد من تعقيد المشهد، مما يجعل هذه المناورات بمثابة إشارة إلى استعداد طهران لمواجهة أي تهديدات محتملة.
ومع ذلك، شدد دهقاندار على أن هذه المناورات لا ينبغي تفسيرها على أنها مؤشر على تشكل تحالف شرقي ضد الغرب، مؤكدًا أن روسيا والصين، كقوتين عالميتين، لديهما إستراتيجيات ومصالح خاصة بهما، وينبغي تحليل سلوكهما في إطار المنافسة بين القوى الكبرى.
وأضاف أن إيران، باعتبارها قوة إقليمية، لها دورها الخاص في المعادلات الدولية، وينبغي لها، خاصة في المجال العسكري، أن تعتمد على قدراتها الذاتية بدلًا من التعويل على القوى الكبرى.
وخلص دهقاندار إلى أنه رغم تصاعد التوترات بين الصين والولايات المتحدة خلال فترة حكم ترامب، فإن إقامة هذه المناورات لا تعني بالضرورة تشكيل تحالف رسمي ضد الغرب، بل تمثل نموذجًا للتعاون البراغماتي بين الدول الثلاث وفقًا لمصالحها المشتركة.
واعتبر أن رد الفعل الهادئ من قبل إدارة ترامب على هذه المناورات يؤكد أنها لا تُشكل تهديدًا حقيقيًا للولايات المتحدة.