هل تجدد #سيناريو #الحرب #الإقليمية؟ – #ماهر– أبوطير
يرى محللون أن الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق والذي هدم المبنى وقتل عددا من الإيرانيين وبعضهم قادة في فيلق القدس، قد يؤدي لحرب إقليمية.
رأي هؤلاء يستند على أن الضربة الإسرائيلية لأول مرة يتم توجيهها إلى بعثة دبلوماسية إيرانية، وكأن هذا الواقع يبدو مختلفا، عن بقية الضربات السابقة، وهذه بصراحة مبالغة من ناحية تحليلية، وإن كان توجيه الضربة يعد تصعيداً من نوع آخر في ظل ظروف الإقليم الحالية.
إسرائيل منذ الربيع العربي تقريبا وهي توجه ضربات لإيران بوسائل مختلفة، من خلال استهداف قادة إيرانيين وقواعد عسكرية إيرانية في سورية، إضافة إلى ما يعرفه الكل عن عمليات اغتيال كانت حساسة ومدوية، وإحراق لبعض المنشآت الإيرانية داخل إيران، وما يتعلق بكل مؤشرات الحرب الدائرة سرا وعلنا، ومع كل ما سبق الاستهداف الإسرائيلي لإيران بوسائل مختلفة، والتحشيد العالمي ضد ايران، وخنقها من خلال العقوبات ومحاولة صناعة معسكر عالمي لتوجيه ضربة دولية لها، والنقاش هنا يطول حول الأفعال الإسرائيلية التي تمتد إلى لبنان، واليمن والعراق، وداخل فلسطين، في محاولة لتقطيع الأذرع الإيرانية النافذة.
مقالات ذات صلةفي ظل الاستعراض السابق، لم تنزلق إيران لردود فعل أعلى درجة من المتوقع، بل بقيت تدير ردود فعلها، ضمن سياقات محددة، حيث لا تريد طهران الدخول في حرب إقليمية، وتحاول تجنبها بكل الوسائل لاعتباراتها الداخلية، وكل مرة كنا نرى ذات الإدارة الإيرانية أي الرد من خلال وكلاء في المنطقة، مع استمرار المشروع الإيراني في المنطقة، تجنبا للدخول في مواجهة عسكرية مفتوحة وكبرى تؤدي إلى إنهاء كل المشروع، وهي مواجهة لا تريدها أطراف كثيرة في الإقليم أيضا، لاعتباراتها الأمنية والاقتصادية، وبسبب الهواجس من كلفتها النهائية.
ما سنشهده من رد قد يتراوح بين تنفيذ عملية عسكرية ضد أي بعثة دبلوماسية إسرائيلية في العالم، من خلال أي قوة محلية لا تكون محسوبة على إيران، لكنها مدارة من إيران بشكل ما، حتى لا تحمل إيران كلفة الرد هنا، أو من خلال رفع درجة التصعيد عبر جبهات سورية، العراق، لبنان، فلسطين، اليمن، بما يؤثر على إسرائيل، وهي أيضا حالة محفوفة بالخطر لأن لا أحد يعرف الحد الأعلى الذي ستحتمله الولايات المتحدة، وإسرائيل، من حيث طبيعة الرد.
هذا يعني أن المشهد اعقد بكثير مما يظن البعض، لمجرد أن هذه منشأة دبلوماسية، وقد وجه الاحتلال ضربات لمنشآت مختلفة داخل إيران ذاتها، ومن المؤكد هنا أن إيران تدير المشهد بطريقة تضع الولايات المتحدة تحديدا كونها حاضنة إسرائيل أمام أحد خيارين، الأول عقد تسوية إقليمية ودولية مع إيران لوقف تدخلاتها، وترسيم مساحات النفوذ السياسي والاقتصادي والجغرافي في المنطقة، بحيث تتم ترضية طهران وطي ملف احتمالات الحرب الكبرى، أو أن واشنطن ستواصل ضبط سقف المواجهات الحالية ضمن الاشتباكات التي نراها دون السماح بالانزلاق نحو سيناريو حرب إقليمية، خصوصا، ان إسرائيل من جهة ثانية قد تجدول سيناريو التورط في حرب إقليمية، حتى تنهي ملفات عالقة في قطاع غزة، وهي ملفات تتورط فيها تل أبيب، ولا تعرف نهايتها، بما يمكن اعتباره تورطا غير معروف المالات.
سيناريو الحرب الإقليمية كان مطروحا بدايات حرب غزة، وتراجع تدريجيا، بعد أن اتفق كل الخصوم على وضع قواعد وسقوف وحدود لطبيعة الاشتباكات الجارية حول فلسطين.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سيناريو الحرب الإقليمية ماهر حرب إقلیمیة من خلال
إقرأ أيضاً:
إيران تتحدث عن مستقبل المفاوضات مع أميركا وتنتقد إسرائيل
قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن الجولة المقبلة من المحادثات غير المباشرة مع الجانب الأميركي ستكون على مستوى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومبعوث الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف، منتقدة سعي إسرائيل لإملاء إرادتها على أميركا.
وذكرت الخارجية الإيرانية أن موضوعي تخصيب اليورانيوم في الداخل ورفع العقوبات يعتبران من الخطوط الحمراء بالنسبة لإيران، كما أن تحرير الأموال الإيرانية المجمدة جزء من مسار المحادثات غير المباشرة مع واشنطن.
من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن الجولة الرابعة من المحادثات الإيرانية الأميركية غير المباشرة ستكون على مستوى رئيسي الوفدين الإيراني والأميركي.
وأوضح بقائي -خلال مؤتمر صحفي- أن بلاده لا تمانع مواصلة المحادثات خلال فترات زمنية أقصر، مضيفا بالقول "نؤمن بأن كل يوم نتمكن فيه من رفع العقوبات الظالمة وغير القانونية عن بلادنا سيكون لصالح شعبنا".
في السياق ذاته، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بشأن إمكانية مشاركة أميركا في بناء مفاعل نووي في إيران إنه لا مانع لدى طهران في ذلك.
وأضاف أن وفدا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وصل اليوم إلى طهران لإجراء محادثات تقنية، خصوصا في ملف الضمانات الشاملة.
إعلان انتقاد إسرائيلمن جهة أخرى، اتهم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، اليوم الاثنين، بـ"إملاء" إرادته على السياسة الأميركية في المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني.
بدوره، رد علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي للشؤون السياسية، على تهديدات نتنياهو بتدمير القدرات النووية الإيرانية بشكل كامل، قائلا إن هذا العمل ستكون له تداعيات على إسرائيل لن تكون قادرة على تصورها.
وتساءل شمخاني عما إذا كانت هذه التهديدات ناتجة عن قرار مستقل في إسرائيل، أم إنها منسقة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مسار المفاوضات مع إيران؟
وكان الرئيس الأميركي أعرب عن تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي في وقت قريب، قائلا في تصريحات صحفية إنه سيتم التوصل إلى شيء ما من دون الحاجة إلى إسقاط القنابل.
وانسحب ترامب في 2018 من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وقوى عالمية كبرى، مما دفع إيران لاحقا إلى تجاوز حدود تخصيب اليورانيوم المنصوص عليها في الاتفاق، والتضييق على إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي فبراير/شباط الماضي، أصدرت الوكالة تقريرا وصفت فيه الوضع الحالي بأنه "مثير للقلق البالغ"، إذ تخصب طهران اليورانيوم إلى درجة نقاء تصل إلى 60%، وهي نسبة قريبة من الدرجة اللازمة لصُنع الأسلحة، في حين دأبت طهران على نفي سعيها لامتلاك أسلحة نووية.