كتبت كارولين عاكوم في" الشرق الاوسط": تتنامى الخلافات بين الأفرقاء المسيحيين اللبنانيين المشاركين في لقاءات مبادرة البطريركية المارونية التي تسعى لإصدار «وثيقة إنقاذية وطنية جامعة»، في وقت يستمر فيه البطريرك الماروني بشارة الراعي في التصويب على من «يأخذ الانتخابات الرئاسية رهينة لحسابات شخصية، وفئوية» منتقداً ما قال إنها «ممارسات تعطي لبنان وجهاً طائفيّاً بغيضاً».

وكان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع قد وصف لقاءات بكركي بـ«طبخة بحص»، لعدم ثقته بموقف «التيار الوطني الحر» من سلاح «حزب الله»، ليعود الأخير ويردّ عليه مستهجناً «الكلام الذي يشكك بجدوى هذا الحوار، لما فيه من إساءة للبطريركية المارونية، وللأطراف المشاركين، وللقضايا الوجودية». وأعلن في بيان بعد الاجتماع الدوري لتكتل «لبنان القوي» تأييده «للحوار الحاصل في بكركي لصياغة وثيقة وطنية تحدّد الموقف من الثوابت، وتؤكد على مبدأ الشراكة المتوازنة، وتبلور خطة عمل لترجمة ما يتم الاتفاق عليه».

 

وبعدما كان قد عقد لقاء في بكركي بين ممثلين للأحزاب والأفرقاء المسيحيين قبل نحو أسبوعين، وقاطعه «تيار المردة»، تؤكد مصادر مطّلعة على الحراك لـ«الشرق الأوسط» أن «اللقاءات ستستكمل في الفترة المقبلة، وجمودها في الأيام الماضية كان بسبب الأعياد». لكن في الوقت عينه لا تعوّل المصادر كثيراً على النتائج «لأسباب مرتبطة بالخلافات الجذرية بين الأفرقاء، وتحديداً بين (التيار) الذي لا يبدو أنه سيذهب بعيداً في مواقفه ضدّ سلاح (حزب الله) فيما تعتبر الأحزاب المعارضة الأخرى وعلى رأسها حزبا (القوات) و(الكتائب) أن أهمية الوثيقة تكمن بتصويبها على مشكلة السلاح الذي بات يشكّل الأساس لكل الأزمات في لبنان، وهو ما لا يزال نقطة خلاف أساسية بين المشاركين في اللقاءات».

ويبدو موقف «التيار» واضحاً في مقاربته لسلاح «حزب الله»، حيث يعتبر أن سلاح الحزب هو عنصر قوّة لحماية لبنان، وأنه كان قد انتقد استخدامه في حروب الآخرين، وعبّر عن رفضه الانخراط بالحرب على غزة، وقال رئيس الجمهورية السابق ميشال عون «لسنا مرتبطين بمعاهدة دفاع مع غزة»، وهو ما من شأنه أن ينعكس خلافاً في الوثيقة النهائية التي ستصدر عن لقاءات بكركي.

وكتبت " الديار": يجزم النائب السابق فارس سعيد بأن "ما من وثيقة مسيحية ـ وطنية"، مؤكداً أن "الوثيقة المسيحية تعني أن المسيحيين يعتبرون أن أزمة لبنان هي أزمة نظام، وليس أزمة السلاح غير الشرعي، وفي حال الحديث عن وثيقة وطنية، فهذا يعني الإلتزام باتفاق الطائف فقط". وقال لـ"الديار" "هناك قرار في بكركي لإصدار ورقة مشتركة، حتى ولو كانت هذه الورقة لا تقارب الواقع، بحيث أنها ترفض أن يقال أن بكركي جمعت القوى المسيحية ولم تصدر أي ورقة عن عملية الجمع هذه، وحتى لو كانت ستقول فيها أبانا الذي في السماوات، بكركي تصرّ على إصدار ورقة مشتركة، ولو أنها غير مفيدة في السياسية. وبالتالي، بكركي تسعى للوصول إلى الشكل على حساب المضمون، رغم أنها تتمنى أن يكون المضمون جيداً، ولكن في حال لم تتمكن من الوصول إلى مضمون جيد، فهي تكتفي بالشكل".

وعما يقال أنها ستكون وثيقة مسيحية ـ وطنية، يرفض سعيد هذه المقولة، مؤكداً أنه "إمّا أن تكون وثيقة مسيحية وتتحدث بصراحة عن وجهة نظر مسيحية، وعندها نستطيع ان نقول اننا معها او ضدها، وأن تعتبر أن الأزمة ليست أزمة سلاح إنما أزمة نظام، أو إمّا أن تكون وثيقة وطنية يكون اسمها اتفاق الطائف ويتبناها الجميع وهي الوثيقة الوحيدة القابلة للحياة".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

البابا فرنسيس يدعو لتوحيد موعد الاحتفال بعيد الفصح بين الكنائس المسيحية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تتصاعد النقاشات بين الكنائس المسيحية بشأن توحيد موعد الاحتفال بعيد الفصح، العيد الأهم في المسيحية، الذي يُحيي ذكرى المسيح ، ويأتي هذا النقاش نتيجة اعتماد الكنائس المختلفة تقاويم متباينة، حيث تحتفل الكنائس الغربية (الكاثوليكية والبروتستانتية) بعيد الفصح وفقًا للتقويم الغريغوري، بينما تعتمد الكنائس الشرقية (الأرثوذكسية) على التقويم اليولياني.

في هذا السياق، أعرب البابا فرنسيس عن دعمه الكامل لتوحيد موعد الاحتفال بعيد الفصح، مشددًا على أهمية هذه الخطوة كرمز للوحدة المسيحية. 

وأكد قداسته أن توحيد الاحتفال سيكون شهادة قوية أمام العالم على الروابط الروحية التي تجمع المؤمنين، رغم التنوع الثقافي والجغرافي.

يأتي هذا التوجه ضمن إطار الحوار المسكوني الذي يسعى إلى التقريب بين الكنائس. وقد ظهرت دعوات عديدة عبر التاريخ لتحقيق هذا الهدف، لكن العقبات المتعلقة بالتقاويم والتقاليد الكنسية حالت دون ذلك. في عام 2025، سيكون الاحتفال بعيد الفصح موحدًا بشكل تلقائي بين الكنائس، وفقًا للتقاويم المختلفة، مما دفع البعض لاعتبار ذلك فرصة سانحة لمواصلة النقاش حول التوحيد المستدام.

رغم الترحيب بفكرة التوحيد، هناك قلق بين بعض الأوساط بشأن التأثير على الطقوس التقليدية المرتبطة بكل كنيسة، حيث يرى البعض أن الاحتفاظ بالهوية الثقافية لكل طائفة لا يتعارض مع السعي للوحدة.

من جهة أخرى، يُنظر إلى توحيد الاحتفال كخطوة إيجابية نحو بناء جسور الحوار وتجاوز الانقسامات التاريخية التي بدأت منذ القرن الحادي عشر.

وأكد البابا فرنسيس أن الكنيسة الكاثوليكية مستعدة للقبول بأي اقتراح من شأنه توحيد موعد الاحتفال بالفصح، حتى لو كان ذلك يعني التخلي عن التقويم الغريغوري. وأضاف قداسته: "الاولوية هي وحدة المسحيين وليس الحفاظ علي المواعيد التقليدية ".

تعتبر هذه الدعوة استكمالًا لمساعي البابا فرنسيس لتعزيز الحوار بين الكنائس، خاصة مع الأرثوذكس، حيث يعكس انفتاحه واستعداده للتعاون لتحقيق هذا الهدف التاريخي الذي قد يعزز الوحدة المسيحية عالميًا.

مقالات مشابهة

  • اللجنة الدولية للصليب الأحمر لـ«الاتحاد»: مستوى الدمار بجنوب لبنان يعرقل تقديم الخدمات
  • الاتفاق ينهي عقد جيرارد ويستعد للتعاقد مع مدرب وطني
  • خالد عكاشة: الأحزاب المصرية وطنية بامتياز .. ولديها ثوابت تمس الأمن القومي
  • هل يتسبب تعديل قانون الأحزاب بموريتانيا في أزمة سياسية بها؟
  • الأمين العام لحزب الله: نشكر العراق على الدعم الذي قدمه إلى لبنان
  • رئيس النواب: لا نغفل الخطر الكبير الذي تمثله أطروحات تهجير الفلسطينيين
  • الطائف.. زيادة شبكات ري المسطحات الخضراء بنسبة 15%
  • مسؤول إسرائيلي: سكان غزة ن يعودوا للشمال إلا بعد حل أزمة أربيل يهود
  • البابا فرنسيس يدعو لتوحيد موعد الاحتفال بعيد الفصح بين الكنائس المسيحية
  • إجماعٌ مسيحيّ على القانون